آني حنيت
آني حنيت *:
مُلقى على الاريكة ,لا احب النوم على الاسرة, واضح ان التشرد أثر في ,من بلد الى بلد ومن عمل الى عمل آخر ,رأسمالي هو حقيبة ..حقيبة أبي وأريكة في شقة وسط غابة من الاسمنت والحديد .الجسد لا اتكلم عنة ,لقد اصبح عربة او ماكنة تشتغل بكل انواع المنبهات (الكافايين ومصادرة المتعددة من الكولا إلى الشاي إلى القهوة ) وزائد (حبوب الفايتامين من المقعدة إلى البسيطة ) والسبب:يجب ان احفظ ذاك الآرث العائلي والذي سمعتة من الاباء والاجداد :لقد مات اجدادك في ساحات العمل في عمارة تبنى او حقل يزرع او عربة تـُـساق وهم عجزة وكبار في السن ,وانتَ شاب ويجب ان تستمر في الآرث بشكل مُرض ِ .
لا اعرف كم أشتغلت في ذلك اليوم ,عملي مفتوح كأني نفس الكادر الذي يمثل مسلسل المشهور (24) فلا وقت محدد له في انجاز مهامه,ولكن في تلك الظهيرة واضح انَ الادرياليين توقف عن الضخ,ولا كافيين ينفع ولا الفيتامين يجدي .
تركت كل شي خلفي ,واستلقيت على الاريكة في ثواني معدودة وجدت نفسي اغرق في تلك الرؤيا ,التي تشبة اشراق بوذا .صحية جبرائيل في الكهف, اكتشاف البنسلين تلك, الثواني المدهشة الرائعة, التي تشرق فيها شمس .لاجد نفسي في تلك الحواري التي ولدت فيها حي "البتاويين ".
ذلك الجسد والعقل المعدني منذُ ست سنين وانا آلة, لا مشاعر ولا احساس ,ترس في ماكنة. في ثواني بسيطة اجد نفسي طيف بألاف الآعين والاذان والقلوب اتجول في الشارع الذي ولدت فيه, في البتاوين حي المهاجرين.. في نزل قديم يحوي خمس غرف ,كل غرفة تسكنها عائلة من أثنية مختلفة ,تجولت بين تلك الغرفة لاشم تلك الروائح : السبزي (مرق السبانخ ) صنع اهل الجنوب ,كبة(صنع اهل الشمال) ,القيسي (اكلة بغدادية اصيلة) ,البخور الجاوي والصندل .اسمع تلك الصلوات بكل اللغات :آبانا الذي في السماء , اللهم صلي على محمد وآل محمد,اللهم صلي على محمد وآل محمد وعلى صحبة الاخيار ,خودا كورا ..الصلوات والاصوات والروائح والاطعمة .حنيت لكِ بغداد ..ولله حنيت اول مرة بعد أن تحولت الى ذاك المعدني القاسي, ولكن هو الاشراق لقد رجع حبك الى قلبي.
* حسب اللهجة العراقية وتعني :أنا أحن
محارب النور
(f)
|