Arrayإذا ما عدنا إلى القرآن ذاته وليس إلى كلام هذا الفقيه المتأخر أو ذاك؟ نفهم أن الإيمان قضية شخصية لا تدخل فيها ولا إكراه عليها على عكس ما يعتقد المتطرفون الغلاة مع جمهور غفير من المسلمين المعاصرين للأسف الشديد. وهنا يذكر الأستاذ البنّا عشرات الآيات التي تنص على ذلك بكل وضوح «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ» «وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».. أين وقع الخلل إذن ومتى؟ ولماذا تكفر الحركات المتطرفة الحالية أمم الأرض قاطبة بل وحتى جمهورا كبيرا من المسلمين أنفسهم؟ هنا يلقي الأستاذ البنا بالمسؤولية على العصور المتأخرة التي توقفت فيها حركة الفكر في العالم الإسلامي وأدت الى إغلاق باب الاجتهاد. هذا ما نفهمه في كتابه الأخير الصادر بعنوان: «موقفنا من العلمانية. القومية. الاشتراكية»...

وفيه يقول بالحرف الواحد: لعل أقوى ما يجمع بين العلمانية والإسلام هو ما انتهى اليه اجتهادنا أخيرا

من أن الإسلام دين وأمة وليس ديناً ودولة

.. وقد بنينا هذا الاجتهاد على أساس مبدأ محوري هو أن السلطة تفسد الآيديولوجيا.. ولما كانت خصيصة الدولة هي السلطة، فالمحذور هو أن تتدخل في الإسلام حتى تفسده. وقد حدث هذا عندما ُحّولت الخلافة الراشدة إلى ملك عضوض فيه كل ما في الملك من سوءات [/quote]

ما هو المقصود بان الاسلا دين وامة وليس دين ودولة وما هو الفرق بين هذا وذاك ؟ وهل تجدون في اجتهاد البنى حلا جيدا يرضى الله ويرضى والملوك و الفقهاء وسفراء الله على الارض ؟

شكرا

عندما نقول إن الإسلام دين ودولة فهذا يدخل في تسيس الدين وما يتبع ذلك من تعقيدات وكعبلة السياسة وقذارتها.

عندما نقول إن الإسلام دين وأمة Ummah فهذا أقرب لكثير من نصوص القرآن والحديث هنا عن أمة ummah أي community ذات هم واحد وشأن مشترك وعائلة كبيرة تريد خير الناس وخير المجتمع العالمي وهذا بالضرورة لا ينطوي على أدلجة وأجندات سياسية.

إذا، نحن نقدم قراءة post priori فنرى أن السلطة حقاً تفسد الدين، أي دين، ومع فولتير نقول: نحن مع الدين على رجاله والمقصود ليس أي رجال ولكن أصحاب المطامع الشخصية لا هموم الرعية التي يرعونها.

جمال البنا إنسان عظيم وأحترمه وأحبه أكثر كلما سمعت بحواراته وتوجهاته.

للميداني بستان من الورود (f)

عزيزي ابراهيم

لا يبدو أنك وعيت للطرح المغرض الذي عرض له جمال البنا

جمال البنا يعيد إنتاج فكرة سيد قطب التي لا تعترف بالقومية والوطنية وأسس المواطنة التي تقوم عليها الدولة الحديثة فهو يريد أن يحل رابطة الدين محل هذه الأشياء ،،، إنه يريد تغليف فكرة الخلافة الإسلامية مرة أخرى

على فكرة جمال البنا من القلائل الذين لا يخجلون إلى الآن من التصريح بتأييدهم للإحتلال الأمريكي للعراق واعتباره عملا مشروعا وهو من أشد المدافعين عن سياسة بوش أكثر من الأمريكيين أنفسهم . انسان لا يستحق سوى الاحتقار صدقني

هو يقدم نفسه ككاتب ومفكر من كتاب الإصلاح الديني والفكر التنويري وبعيد عن تواضع مستوى كتاباته فإنني أرى من الخطورة بمكان هي أن يرتبط خطاب الإصلاح الديني بتوجه سياسي معين مؤيد للسياسات الاستعمارية الغربية من منطلق أن هذه السياسات هي أعمال خيرية بحتة في مواجهة شرور الاستبداد والدكتاتورية العربية

يعني المأساة أن فهمه للواقع السياسي وصراع المصالح هو فهم سطحي ولا يمت للحقيقة بصلة من قريب أو بعيد.

Arrayجمال البنا يعيد إنتاج فكرة سيد قطب التي لا تعترف بالقومية والوطنية وأسس المواطنة التي تقوم عليها الدولة الحديثة فهو يريد أن يحل رابطة الدين محل هذه الأشياء ،،، إنه يريد تغليف فكرة الخلافة الإسلامية مرة أخرى
[/quote]

أخي وصديقي ثندر:

يبدو لي أن هناك سوء فهم لـ جمال البنا أو أن هناك شيء ينقصني أن أعرفه. ولكن ما أقدر أن أقوله هو أنه اشترك مع الأب وليم سيدهم اليسوعي في كتابة كتاب عن لاهوت التحرير وكانا يتكلمان وهما يخرجان من مشكاة واحدة! هل تتصور واحد من أنصار الخلافة وممن يسيسون الدين يتققون على تحرير الناس على غرار ما قام به لاهوت التحرير في أميركا اللاتينية؟ في اعتقادي يا ثندر أن الرجل ممتاز ويستخدم الدين استخدام براغماتي ممتاز. قمت بالبحث في جوجل حول كتاباته عن لاهوت التحرير فوجدت:
http://www.metransparent.com/texts/albanna_lahout.htm

مارأيك مثلا؟ ألا ترى معي أنه رجل تقدمي ممتاز؟

أي رجل يريد للدين والمذهب أن يكون أساس الفرز والإصطفاف في العمل السياسي هو رجل رجعي يا ابراهيم بالمعنى الكلاسيكي للرجعية وجمال البنا لا يخرج عن هذا الإطار هذا على المستوى الفكري أما على المستوى السياسي فأفكاره لا تختلف عن شاكر النابلسي وعبد الرحمن الراشد ومأمون فندي فهو من من أكبر المروجين والمدافعين عن السياسات الاستعمارية في المنطقة للمحافظين الجدد.

أفهم وجهة نظرك يا ثندر وأوافق عليها. ولكن هناك في أميركا اللاتينية طريقة لاستخدام الدين لتشديد عزائم الناس وحفزهم على النهوض وكثيرا ما اتهمهم الناس بأنهم ملحدين يلبسون قناع الدين وهذه هي جماعة لاهوت التحرير. لربما جمال البنا لا يعمل على تسيس الدين ولكن يستخدمه كقاعدة ينطلق منها لخلق مجتمع نضالي؟ أنا صح؟

من حهة ترويجه للمؤسسات الاستعمارية، فربما قطعا أخطأ الهدف وأخطأ القراءة للأحداث وهي نقطة لا يستهان بها ولا أدري ما هو تبريره مثلا الذي قد يراه مقنعاً. أربما يكون هو منطلق من مبدأ لا يفل الحديد إلا الحديد وفي النهاية يخرج فولاذ أفضل من كليهما؟ مجرد تخمين.