شهب من نوع جديد قد يكون هو الذي حمل الماء الى الارض
الى عهد قريب كان لدى علماء الفلك يسود الاعتقاد ان الشهب تأتي من اطراف المجموعة الشمسية القصية، ولكن الان تمكنوا من إكتشاف نوع جديد من الشهب ممتلئ بالماء ويدور في حزام من النيازك بمدار اقرب الى الشمس، فهل كانت هذه الاجسام هي التي حملت المياه الى الارض؟
عندما تشكلت الارض قبل 4,5 مليار سنة ، سقطت نيازك هائلة على سطح الارض. ومع كل ارتطام ،تحررت كمية هائلة من الطاقة الى درجة ان الارض بكاملها كانت كرة من نار لوقت طويل.
حرارة الارض المرتفعة،لم تكن تسمح بتواجد ماء على سطحها، في فترة طفولتها الاولى. . ومع الزمن وبسبب ان اغلبية الكتل النيزكية المنفلتة في محيط الشمس تجمعت على الكواكب الثمانية ، اصبحت حوادث سقوطها على الارض اكثر تباعداً مما اعطى الفرصة لسطح الارض ان يبرد. ولكن وبعد ذلك حدث ماجعل 70% من سطح الارض تغطيها المياه، مالذي حدث بالضبط، ومن اين جاء الماء لازال احجية لم تُحل تماماً.
منذ فترة قصيرة تمكن الفلكيين من مد النظر الى حدود المجموعة الشمسية، بحثا عن مصدر المياه على الارض. هناك تحوم نيازك من بقايا عملية تشكل الكواكب. هذه النيازك تحتوي على كمية كبيرة من الجليد، ولذلك بحث العلماء إمكانية ان تكون المياه التي ملأت المحيطات، قد جاءت من هذه النيازك بالذات. ولكن الان اكتشف العلماء ان هناك مشكلة مع ماء هذه النيازك. التحليل اظهر ان ماءها يحتوي على جزء كبير من الماء الثقيل عما عليه الامر مع ماء الارض، وبالتالي فالاحتمال ضعيف ان يكون هو مصدر ماء الارض.
هنا جاء الاكتشاف الجديد في وقته تماماً. العام الماضي (2006) وبفضل التليسكوب، تمكن العلماء من إكتشاف نوع جديد من النيازك، لم يكن يعرف سابقاً، ويحوم في حزام النيازك الرئيسي بين كوكبي جوبيتر والمريخ. وإذا ثبت التشابه الكيميائي بين مياه هذه النيازك ومياه الارض فالاحتمال اكبر ان تكون مياه الارض قد جاءت بفضل هذه النيازك.
الاجسام الغريبة لها ذيل مثل الشهب
عادة تذكر كتب علم الفلك ان حزام النيازك موجود بين المريخ وجوبيتر، في حين الشهب موجودة في المحيط الخارجي للمجموعة الشمسية. لذلك حمل عام 1996 مفاجأة للعلماء عندما لاحظوا جسم غريب له ذيل في حزام النيازك. الجسم كان لد مدار حول الشمس تماما كالنيازك، في حين له ذيل تماماً كالشهب. بفضل الذيل تمكن العلماء من معرفة ان هذا الجسم يحتوي على كميات كبيرة من الجليد، الامر الذي لم يكن العلماء يعتقدون بإمكانية حدوثه. السبب بعدم تصور العلماء بإمكانية حدوث هذا الامر يعود الى ان حزام النيازك موجود في وسط المجموعة الشمسية ، حيث كان من المفروض ان يبعد ضغط اشعة الشمس القوي هذه الاجسام بعيداً عن الشمس منذ زمن طويل.
هذه الاجسام الجديدة لم يكن من الممكن تصنيفها ضمن تعريف " شهب" ، إذ وحسب نظرية العلماء فمكان الشهب في اقصى المجموعة الشمسية. العلماء يعتقدون انه ليس بالامر الممكن ان احد هذه الشهب انحرف مداره الى هذا الحد بحيث اصبح يمر في حزام النيازك.
هذا الاكتشاف طغى عليه النسيان الى عام 2002، حيث ظهر جسم غريب آخر بذيل شهاب في حزام النيازك، اعطي اسم "P/2005". في نوفمبر من عام 2005 اكتشف فلكيين بمساعدة تلسكوب في هاواي، جسم جديد بذيل اطلق عليه مؤقتاً "asteroid 118401".
ولكون العلماء قد استطاعوا رؤية الظاهرة تتكرر، فقد إستنتجوا وجود اجسام سماوية لم يجري تعريفها و تصنيفها سابقاً، ليتفقوا على انها نوع جديد من الشهب وله حزامه الخاص الذي سمي حزام الشهب الرئيسي. علماء الفلك يعتقدون ان هذا الحزام يحتوي على مابين 15-150 جسم فضائي من هذا النوع بإنتظار إكتشافهم.
إكتشاف هذا الحزام من الاجسام الغريبة، كان تحدي لتصنيف العلماء وتعريفهم للفرق بين الشهب والنيازك. حتى الان كان علماء الفلك يعتبرون الشهب تتكون من جزئين متساويين من الجليد والغبار الكوني في حين تتكون النيازك من احجار جافة . وفي الوقت الذي تتشكل فيه الشهب في المحيط الاقصى للمجموعة الشمسية خارج مدار نبتون، فأن النيازك تكونت داخل مدار جوبيتر.
الشهب تشكلت في داخل الحدود الخارجية الغير مرئية للمجموعة الشمسية، والتي تسمى "الحدود الثلجية". ماقبل " الحدود الثلجية" كان الضغط الاشعاعي للشمس من القوة بحيث تمكن من إبعاد جميع انواع الغاز من المنطقة. لذلك نجد ان الصخور وحدها قادرة على البقاء في هذه المنطقة.
الضغط الاشعاعي تمكن من قذف الغاز الى الجانب الثاني من " الحدود الثلجية". في المنطقة المحيطة بكواكب نيبتون، ساتورنوس، واورانوس كان البرد كافياً لتجميد ابخرة الماء الى جليد على اسطح ذرات الغبار الكوني. مع الزمن تجمعت هذه الذرات الجليدية والتحمت ببعضها لتشكل اجسام الشهب الكبيرة.
الشهب الواقعة في اقصى المجموعة الشمسية تتواجد في منطقتين، الاولى تسمى حزام Kuiper, والثاني يسمى Oortmolnet. الاول يحتوي على بضعة مليارات من النيازك، تحيط بمجمل كواكب المجموعة الشمسية خارج مدار كوكب نيبتونوس، على شكل حلقة. الشهب التي نراها دوريا مثل شهاب Halleys, يأتون عادة من هذا الحزام.
المنطقة الشهبية الثانية لها شكل الكرة في داخلها المجموعة الشمسية. شهب هذه المجموعة لها مدارات حول الشمس ولكن مداراتهم اهلليجية وطويلة للغاية الى درجة انه ينقضي بضعة ملايين من السنين حتى يتمكن شهاب من هذه المجموعة من الدوران دورة واحدة حول الشمس.
الشهب الموجودة في هاتين المجموعتين لهم التركيب الكيميائي ذاته، مما يشير الى انهم نشؤا في منطقة واحدة ونتيجة حادثة واحدة، في المنطقة الواقعة في اقصى حدود المجموعة الشمسية. الشهب التي اقتربت من الكواكب اجبرت على تغيير مداراتها لتشكل حزام الشهب، مع انها لاتزال تدور حول الشمس.
عندما يقترب الشهاب من الارض تبدأ مكوناته من الجليد بالذوبان بسبب اشعة الشمس. ولكون الضغط منخفض في الكون الخارجي، يتحول الجليد المذاب الى بخار فورا بدون المرور بالمرحلة السائلة. هذا الغاز يشكل غيمة حول الشهاب يطلق عليها اسم الكوما (koma) والاشعة الفوق بنفسجية القادمة من الشمس .تؤدي الى تأيين هذا الغاز الرياح الشمسية (بروتينات واليكترونات قادمة من الشمس) تقوم بدفع الغاز المؤيين من حول الشهب فيتشكل ذيل الشهاب. لهذا السبب نرى ان ذيل الشهاب دائما في الاتجاه المعاكس للشمس، بغض النظر عن الاتجاه الذي يذهب اليه الشهاب. عندما يصل الشهاب الى منطقة باردة بعيداً عن الشمس يختفي الذيل.
[img]http:/brary.thinkquest.org/04apr/00533/Astronomy%20Web%20Site/oort_cloud_clip_image001_0000.gif[/img]
الجليد يختفي تحت سطح الشهاب
الشهب الجديدة تختلف ممارساتها عن التي ذكرت اعلاه. اولا، لهم مدار حول الشمس ولايبتعدون عنها. ثانياً،الذيل يظهر ويختفي. العلماء لم يكتشفوا حتى الان جميع التفاصيل التي توضح هذه الممارسات ولكن هناك مايشير الى ان جليدهم يحمي نفسه من اشعة الشمس بطبقة صخرية. منذ فترة قصيرة جرى اصطدام بين هذا النوع من الشهب وبين نيزك، ادى الى تحطم الطبقة الحامية، مما جعل الجليد يتبخر.
إذا كان هذه التفاصيل صحيحة، يحتاج العلماء الى التفكير بأسباب تمكن هذا الحزام من هذا النوع من الشهب من التشكل قريباً من الشمس. بعض العلماء يعتقد ان من الممكن ان يكون ذلك بسبب ان الحزام الرئيسي للشهب كان اقرب للشمس مما عليه الاعتقاد الان، في الازمان الاولى. إذا كان هذا التقدير صحيحاً، فهذا يعني ان هذا النوع من الشهب موجود بين بقية التجمعات الشهبية وعندها يصبح من الصعب الإبقاء على التصنيفات الحالية للنيازك والشهب. الابحاث الجارية تشير الى ان النيازك والشهب لها صلة قرابة مع بعضها البعض.
العلماء يآملون ان تقدم هذه الشهب جواباً عن مصدر الماء على الارض. لدى العلماء الان مخطط لإرسال قمر اصطناعي الى حزام الشهب لتحليل مكوناته. إذا ثبت ان التركيب الكيميائي للماء هو نفسه لماء الارض نكون بذلك قد وجدنا مصدر محتمل لماء الارض.
للوصول الى المصادر:مصادر:
Comets May Be the Source of Earth's Water
Discovery of a whole new kind of comet
New comet class in Earth's backyard
New Class of Comets
Asteroid belt
Main Asteroid belt
Clandestine comets found in main asteroid belt
Oort Cloud
oortcloud