أسرار الجنس الأول والأنوثة

أصدر إيريك زيمور، الصحافي الفرنسي المعروف بكتابه عن الرئيس جاك شيراك تحت عنوان "الرجل الذي لم يحب نفسه"، كتابا جديدا بعنوان "الجنس الأول" وهو تحريف لعنوان كتاب سيمون دي بوفوار "الجنس الثاني"، ويتضمن الكتاب نقدا لاذعا للإيديولوجية النسويّة السائدة في الغرب.

ومعلوم أن كتاب "الجنس الثاني" لـ"سيمون دي بوفوار" شكّل الأساس الفلسفي، الناتج عن التيار الوجودي حسبما وضعه رفيقها، الفيلسوف والكاتب جان بول سارتر للحركات التي تدعو إلى تحرير المرأة في الغرب منذ الستينيات.

يقول المؤلف إن "الخطاب الذي يدمج بين قِيَمه الخاصة وقيم البشرية جمعاء هو خطاب كلّ القوى المهيمنة، منذ الإمبراطورية الرومانية وصولاً إلى مفهوم الأمريكي للعيش".

وهكذا تحوّلت، وفقاً لزيمور، القيم النسائية إلى قيم عالمية: هكذا تحوّل الحوار، النعومة، السلام، التروّي، التسامح إلى أهداف بحدّ ذاتها، وبالتالي "لم تعد المرأة جنس، بل مثال" كما يكتب الزميل رودولف ضاهر في قراءته للكتاب في "السفير" اللبنانية.

يميّز زيمور بين ديناميّتين أساسيّتين للحركات النسويّة في الغرب، ويختصرها على الشكل التالي: لقد حاولت المرأة في النصف الثاني من القرن الفائت ان تتحوّل إلى رجل، عندما فشلت في ذلك فرضت على الرجل أن يتحوّل إلى مرأة.

تحول المرأة إلى رجل ..

في مرحلة أولى، اكتسبت المرأة حقّ الانتخاب، الطلاق، الإجهاض، وسائل منع الحمل، التحرّر الجنسي... لكن كلّ هذه الإنجازات الاجتماعية أدّت إلى إحباط ما يُسمّى "جيل 86"، الذي يصفه بعمق نادر الروائي ميشال ويلباك: أمهات وحيدات لأولاد من دون أباء، تحاولن نيل بعض الملذّات الجسديّة في النوادي المتسامحة، أو بعد أن تحوّلن إلى سحاقيات تعيسات لم تعد تروق لهنّ الحياة.

لقد حاولت المرأة طويلاً أن تكتسب ما اعتقدته تقدّماً في وضعها العام، من مركز اجتماعي ومهني وسياسي، لتفرض احترامها وتقديرها من خلال إنتاجيتها وملاءتها الماديّة، إلى حدّ أنها فرضت نظام الأمومة كبديل على نظام الأبوّة، ممّا أدّى من جهة إلى نقاشات حادّة حول مَنْ، بين الرجل والمرأة، يجب ان يقوم بالأعمال المنزليّة، ومِن جهة أخرى إلى مشكلة جوهرية في العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، جراء تحوّل هذه الأخيرة إلى رجل، حتى في مظهرها الخارجي، وعدم اهتمامها بجمالها الذي أدّى إلى تلاشي رغبة الرجل لها.

دخلت المرأة السياسة عندما لم يعد للسياسيين أي سلطة، دخلت عالم الإنتاج عندما أصبح كل عامل موظف، نالت حريتها الجنسية عندما واجه الغرب أزمة رغبة شاملة.

إن جوهر رغبة الرجل للمرأة يكمن، بحسب باسكال كينيار الذي يذكّر به مؤلف الكتاب زيمور، في الجذب الذي تشكّله رؤية العضو الذكوري عند المرأة. بعبارة أخرى، رغبة الرجل للمرأة تنشأ عندما يطمئن الرجل، من خلال إغرائه للمرأة، لقدراته الجنسيّة، ففقدانها هو هاجس دائم عنده وقد حاول منذ بدء التاريخ، أيّ منذ حوالى خمسة آلاف سنة، أن يعوِّض عن احتمال فقدان القدرة الجنسيّة من خلال اكتساب القوّة السياسيّة.

بعبارةٍ أخرى، أن مجمل ما قام به الرجل، والذي نسمّيه الحضارة والتاريخ (العلم، السياسة، الدين، الفنّ، الحرب...) هو أوّلاً إثبات للمرأة أنه يستحقّها. والمرأة التي لم تتلوّث بالنسويّة الغربية هي التي تدرك أنما جمالها وإيحاؤها هو بحدّ ذاته عَوَض كامل لما يقدّمه لها الرجل من خلال كلّ ما صنعه، والذي يحوّل انتظارها إلى خضوع. مع تحوّل المرأة الى رجل، دُمِّرت هذه العلاقة الجوهرية بين السياسة والتاريخ والجنس، أيّ التمييز الأساسي بين الرجل والمرأة، أيّ مجمل الإرث اليهودي المسيحي الذي صنع الحضارة الغربية.

تحويل الرجل إلى امرأة

امّا المرحلة الثانية، أي مرحلة تحويل الرجل إلى امرأة التي يشهدها الغرب اليوم، فقد بدأت مع هزيمة المرأة في تحوّلها إلى رجل، أيّ مع اعترافها مجدّداً بحاجتها الى الرجل كعنصر الضمان الأساسي في حياتها.

لكن المرأة اليوم ترفض الرجل الذكوري، الفاجر: المرأة اليوم تريد من جديد رجلاً يشاركها حياتها بالتزام ووفاء كاملين.

الحبّ هو أوّلاً ابن المرأة، الحبّ بحسب الميثولوجيا اليونانية الرومانية ليس إلا طفل صغير، ابن فينوس (Venus)، إله الأنوثة. كما كان يدرك ذلك شوبنهاور (Schopenhauer)، كاتب "بحث حول المرأة"، إن النتيجة لكون الإنسان من فصيلة الضرعيات، يضع الأنثى في موقع الضعف خاصةً عندما تكون حامل، فهي بالتالي بحاجة إلى حراسة الذكر لها ولصغيرها، ولتأمين حاجياتهما من خلاله، وبالتالي المرأة أقلّ ميولاً إلى الخيانة لأنها لا تنجب إلاّ طفلاً واحداً في السنة، أمّا الرجل، الذي يمكن نظريّاً ان ينجب مئات الأولاد في الفترة نفسها، يكون بطبيعته متعدّد الزوجات، إذ أن دوره في الإنجاب آني.

لذا، اخترعت المرأة الحبّ كوسيلة لإبقاء الرجل إلى جانبها. فالزواج هو ابن الحبّ، الذي هو ابن المرأة: الرابطة الزوجية ليست إلاّ إرغام الرجل بالقيام بموجباته تجاه المرأة وأولادها، بشكل أن يستحيل عليه الإنتقال إلى شريكة أخرى.

ويضيف مؤلف هذا الكتاب أن "حركة تأنيث المجتمع الغربي تتمثّل بنظر زيمور بالفارق بين مضمون كتابات ليون تروتسكي (كاتب روسي تم اغتياله لاحقا على يد عميل سوفييتي بعد صراعه مع ستالين و طرده من الحزب الشيوعي) ونصوص أوليفيه بوزانسنو، بين الدموع كحكرٍ على المرأة ودموع رجال السياسة العلنية اليوم، بين أسرار العائلة الأبويّة التي تنتقل من الأب إلى الابن وإفشاء هذه الأسرار للأم، بين فصل نسوة رجل واحد إلى زوجة وعشيقة وعاهرة وجمعها في إمرأة واحدة.

بعد أن عادت المرأة، في محاولة لجذب الرجل مجدّداً إليها (بعد فتور جنسي طويل أدّى إلى الهجرة الكثيفة نحو أوروبا من بلاد الاستعمار السابقة والمشكلة الحضارية الدينية الكبرى التي سببتها)، إلى استرجاع أنوثتها وتقويم جمالها، بدأ الرجل الغربي يهتمّ بمظهره، يشترى الأدوات التجميلية ويعمد إلى إزالة الشعر، وفق الترويج الرأسمالي الذي، بعد تلاشي مفعول إعلانات بينيتون الداعية إلى التعدّدية العرقيّة، تبنّى قضية تأنيث العالم، إلى تمليسه بكلّ ما للكلمة من معانٍ. "فالشعر علامة الرجولة، علامة الفرق بين الرجل والمرأة،" علامة تمازج العنف والمكاسب الجنسيّة، وإزالته تزيل معها ما يمثل.

عن "العربية" ...

واسلموا لي
العلماني

المرأة هي "فعلاً" من اخترع الحب .. لكن .. هل "الرجل" اخترع السياسة .. ليكون أهلاً بالحب .. !!


الحب بالفعل هو اختراع أنثوي .. الزراعة اختراع أنثوي .. تبدو لمسة الأنثى رقيقة وناعمة وأكثر شاعريّة في حياتنا ..

لذلك قصص طويلة .. لكن .. لا بأس من بعض الإيضاح .. ومن ثمّ نعود لموضوعنا ..
يبدو تعريف "الحب" من المسائل الشائكة فعلاً في علوم النفس .. فهل هو عمليّة جنسيّة مكفوفة الهدف .. !! .. أم يرتبط أيضاً بدوافع "أنويّة" لا جنسيّة .. !! ..
لكن .. من الكتب التي أعجبتني في هذا المجال .. هو كتاب لمؤلّف لقبه "رايك" .. أحد تلامذة فرويد .. بعنوان "سايكولوجيا العلاقات الجنسيّة" .. قدّم من خلاله نقداً لاذعاً لنظريّة "الليبيدو" الفرويديّة ..
الحب في الحقيقة (والحقيقة ليست حقيقة بقدر ما هي نظريّة) .. يحوي على دوافع أنويّة .. يبدو أنّ أصل الحب هو "رغبة في التملّك" .. وفي "إخضاع" الطرف الآخر .. يحوي في مكامنه كراهيّة .. وغيرة .. بل وحسد .. يعبّر كل ذلك عن نفسه .. برغبة جنسيّة جامحة ..
لذا .. لو بقيت المرأة "ضعيفة" "مستضعفة" .. تتعرّض كلّ يوم للاغتصاب والألم في الكهوف .. لما نشأ الحبّ هكذا.. ناورت المرأة .. وراوغت .. وحلمت بالتخلّص من التعذيب .. فهربت .. ولحقها الرجال .. ولمّا رؤوها لقمة صعبة المنال .. نشأ الحب .. نشأت من قبله الرغبة بالتملّك .. والحنين إلى "أخضاع" المرأة من جديد .. وهو شعور لم يكن قد اختبره الرجال قبلاً ..

حتى اليوم .. وفي أكثر المجتمعات تحرراً .. نرى أنّ هناك هاجساً عند النساء .. لا يتعاملون مع العلاقات العابرة بأريحيّة .. يفضّلون الحب .. وينزعون إلى الاستقرار .. المرأة تريد الوفاء .. والرجل يريد الجنس والجنس فقط .. مازالت هناك عناصر في تركيبة المرأة تحذّرها .. من أن تعود "سهلة المنال" .. وتعود "مستعبدة للألم" .. لذا .. يبقى التحفّظ عندها حاضر .. دوماً ..

اليوم (واليوم هنا تحمل معنى يختلف عما ورد في بداية المقطع السابق) .. شاهدت بالصدفة مقاطع من كميرا خفيّة .. رجل يقترب من كلّ امرأة يجدها أمامه .. فيقبّلها .. تلك من تلطمه .. والأخرى تصيح مؤنّبه ..والقليل من ابتسم للقبلة ..
هذا .. وفي مجتمعات غربيّة متحررة جنسياً .. تساءلت .. ماذا سيحدث لو كان العكس .. !! لو أنّ امرأة "جميلة" هي من تقبّل كلّ رجل تقابله أمامها .. أتتخيّلون .. !!


نعود الآن لمقالنا .. سأبدأ من حيث انتهيت .. المرأة اخترعت الحب لأنّها أرادت الأمان .. لكن .. لماذا اخترع الرجل السياسة .. !!
المرأة كان "هاجسها" الرجل .. فهو يحاصرها من كلّ جانب .. وهو مصدر ألمها وتعاستها .. فماذا عن الرجال .. هل كان النساء بالنسبة لهم "هاجساً" يستحقّ أن يخترعوا السياسة من أجله .. !!
أرى أنّ تفسير النص لهذه الحادثة تفسير "فرويدي" فظ .. اخترع السياسة ليجذب المرأة .. و ليقضي على الفتور الجنسي ..
كأنّ الكاتب يعتمد على نظريّة "التصعيد" الفرويديّة .. التي ترى أنّ "الإبداع" في أي مجال في الحياة .. ما هو إلا تصعيد لرغبة جنسيّة .. وتحويرها عن "موضوعها" الأصلي .. الذي هو على الغالب أنثى .. فالكاتب .. يكتب و يبدع من طاقات جنسيّة تحوّلت للكتابه .. والرسّام من طاقات جنسيّة تحوّلت للرسم .. وحين تعود هذه الطاقات إلى موضوعها "الأصلي" .. (الأنثى) فستكون أكثر فاعليّة .. وقوّة .. لذا .. يبدو أنّ كل الإبداعات البشريّة يمكن نسبها إلى دافع جنسي ..
هل الجنس .. والجنس وحده .. هو من يكتب التاريخ .. !! لا أدري .. صدقاً لا أدري .. لكنّها نظرة فظّة جداً .. وتجرّد الإنسان من كلّ دوافعه "الأنويّة" .. "الذاتيّة" .. يا أخي .. الإنسان يملك درافع "أنويّة" قد تبدو أكثر إقناعاً من "الجنس" في هذه الحالات .. حب البروز مثلاً .. يبدو "خلّاقاً" جداً .. ولا يرتبط بأنثى أو ذكر ..

يكمل الكاتب .. المرأة دخلت مجال السياسة .. فصارت كالرجل .. لم تعد جذّابة .. فسقطت مهزومة ..
على ماذا يعتمد الكاتب هنا .. !! .. وكيف سقطت مهزومة .. !!
هل يحكم بالإعدام .. معتمداً على نتائج تجربة "رائدة" في نشر الحريّة الجنسيّة .. والمساواة .. خلال سنيّها الأولى "الـ86" !!!
ربّما يصيب الكاتب .. بأنّ المرأة "البسيطة" .. "المستسلمة" .. "الخاضعة" .. هي أكثر إثارة للرجل .. من المرأة المتعلّمة العاملة .. المنهمكة بيومها ..
مصيب هو .. لكن .. لماذا يساوي الكاتب بين "الحب" .. وبين "الجنس" .. !! ليست المرأة "البسيطة" لسياسي اليوم موضوع حب .. هي أبعد ما يكون عن ذلك .. هو يتفوّق عليها بسلالم ودرجات .. ومن يرى نفسه متفوّقاً .. لا يعشق .. !! .. الحبّ يخلق من احساسك بهزيمة ما .. أمام شخص ما .. ومن التبارز .. والمنافسة .. كانت المرأة سابقاً تستخدم أسلحة لا يملك الرجال ما رداً لها .. تطعنه في أماكن لا يتقن الدفاع فيها عن ذاته .. الذي اختلف اليوم .. أنّها تقارعه بأسلحة يملك رداً لها .. وترديه قتيلاً في صدره .. حيث يستميت في الدفاع ..
لا أظنّ أنّ الرجل سيعشق امرأة "مستسلمة" .. بعد أن عرف شكلاً آخر منها .. أكثر نديّة ..


ثمن "الحريّة الجنسيّة" تدفعه المرأة فعلاً .. المرأة لا تريد جنساً بقدر ما تريد حباً .. لكن .. هل يعني هذا أنّها سقطت مهزومة .. !!
المرأة اليوم .. أثبتت ذاتها وأشبعت غرورها أكثر من أيّ وقت مضى .. لم تعد تتخيّل أن تعود للعيش بهاجس الـ"مواطن درجة ثانية" .. ولا تقبل بتوزيع الغنائم من جديد .. لا تروقني النظرة التي تجعل "الجنس" هو الهاجس الأوحد .. للتاريخ ..

أخيراً .. أحبّ أن أضيف تعليقاً .. من قلّة "الحكمة" أن نحكم على تجربة غيّرت مجرى التاريخ .. بالفشل السريع .. الإنسان هو عبارة عن "رواسب" تاريخيّة .. رغبة المرأة بالحب .. نتيجة "عقدة" تاريخيّة .. ورغبة الرجل بمرأة "مستسلمة" خاضعة .. هو "عقدة" تاريخيّة مترسّبة أيضاً .. المجتمع حالباً لم "ينضج" بعد بشكل يعيش فيه الجميع بثبات ونبات .. هو مازال في مرحلة "مراهقة" .. وليست إخفاقات "المراهقة" فشل .. ومن يدري ما ينتظرنا من اختراعات "ذكوريّة" .. والله يحمينا من "الأنوثيّة" ..


هذا رأيي .. ربّما أكون متحمّساً لما أسماه الكاتب "بالمفهوم الأمريكي للعيش" .. لكن .. في الحقيقة .. أنا .. قبل ذلك .. أنطلق من اعتراض على حكم الكاتب على التجارب النسويّة .. بالإخفاق .. !!


خوليو

برأيي أن المرأة لم تحاول ان تصير رجلا و بالتالي لا فشلت و لا قامت بهجوم انتقامي مضاد يهدف لتحويل الرجل لامرأة.
الرجل بالنسبة للمرأة ليس الذكر .. بل الميزات و الامتيازات الاجتماعية و الحقوقية عموما التي وضعت الرجل في دور الفاعل الحر بينما المرأة في دور التابع و المفعول به المكبل.
النضالات لا تزال مستمرة و ستظل كذلك الى ان تزول الفوارق حتى في اللاوعي. فرغم ما حققته المرأة في الغرب لا تزال النظرة اليها على انها فريسة و لا زالت تتعرض للعنف المنزلي وما شابه من تجسيد لرسوبات سابقة على الحاضر في زمنية تكونها.
فليس من حق المرأة فقط ان تسعى الى حرق هذه الفوارق فقط بل ان هذا السعي هو مقياس وعيها بانسانيتها و مساواتها.
في نفس الوقت لا تعني المساواة التبرؤ من الأنوثة و النعومة و الامومة بل التبرؤ من جعلها اطار لاناء فارغ و انسان هش و مفعول به مقنع.

لا اوافق الكاتب البتة على نظرته فهو يرى المرأة هي التي تدير الحراك الاجتماعي اولا و ثانيا نحو تدمير العلاقة بين الرجل و المرأة تلك العلاقة التي يرى قوامها النعومة و الخضوع و العضو الذكري و غيره.

طيب في الاسلام .. الم يكن الغلمان الاقرب الى الانوثة منهم للرجولة من تدبير الله و كتبه و رسله ! ما دخل المرأة هنا ! خاصة و ان التدبير لفائدة و متعة المؤمنين الرجال.

تحرر المرأة ان جاز التعبير من تدبير و دفع قوى السوق و منطقها .هذا ما أشار له الكاتب في بداية مقاله من أن "الخطاب الذي يدمج بين قِيَمه الخاصة وقيم البشرية جمعاء هو خطاب كلّ القوى المهيمنة". لكنه عك حين اعتبر المرأة هي القوى المهيمنة .!
فلولا الثورة الصناعية و ما تبعها من تحولات لما تغير وضع و دور المرأة و لا المجتمع كله.

باختصار المرأةبريئة من الفشل الذي يدعيه الكاتب و من المؤامرة التي يتهمها بها تبعا لذلك.
ومصير هالكاتب يعلن اسلامه ما دام وضع "وقرن في بيوتكن" هو المثال الذي ينعيه بمرارة.

(f)

أتابع اليميني إيريك زيمور منذ فترة طويلة، من البرنامج الذي يعرض على قناة iTele - ça se dispute وخناقاته العريضة مع اليساريين، إلى مشاركاته بمحطات فرنسية كثيرة هذه الأيام بفرنسا التي تدعوه بكثافة لطريقة أدائه وتعبيره عن رأيه الحماسي، وأحترم فيه هذا الحماس.
زيمور أراه دوماً متطرف بالرأي، ورغم احترامي له كصحفي، فإني لا أتفق مع أي أفكار يقولها، وهو كصحفي في يومية الفيغارو اليمينية يتميز بجرأته بقول ما لا يقوله الآخرون علانية، في مواضيع الهجرة والأحياء مثلاً، ولكنه أيضاً يقول رأيه بدون لغة خشبية حول صراعات السلطة بين اليمينيين أنفسهم.
بعد هذا فإني لا أعتقد بأن "زيمور" فيلسوف أو عالم اجتماع أو بيولوجي ليتصدى لأمر بخطورة تحليل التاريخ والبيولوجيا والنوع الحي المسمى "الإنسان" ليفسر لنا ماهية الحب.
فحين يقول مثلاً عن الحب بأنه اختراع "المرأة" فعن أي امرأة يتحدث، وكيف يمكن أن يكون تفصيل جنسي تجريدي كالمرأة قادرة على اختراع مفهوم ثقافي؟ متى وأين ومن رآها حين اخترعت المفهوم؟
أعتقد بالأحرى أن تطور طبيعي بيولوجي كما أوردتُ بمقال عن بيولوجيا الحب فيما مضى (في جسور) ، أن هذا هو من أسس للتعلق بما نسميه الحب بين الرجل والمرأة لفائدته وضرورته لاستمرار النوع، بما لا علاقة فيه بالمرأة أو بالرجل كمفاهيم مجردة.
هناك ضرورة طبيعية للتعلق، تقوم بتفعيلها هرمونات أكد على وجودها العلم ومنها هرمونات تعطيل القدرة على الحكم على الآخر، فالحب يجعل من الآخر أجمل شخص أروع شخص وأفضل شخص بالكون ولكن لفترة مؤقتة لحين بلوغ الطفل لمرحلة معينة.
أما الأبحاث العلمية فتركز على أمرين بعلاقة المرأة بالرجل تناقض ما ذهب إليه "زيمور":
أولاً : إن المرأة تبحث عند الرجل على الاستقرار والقوة (عضلية و/أو اجتماعية) والتي تجعلها تشعر بالثقة ليكون سنداً لها في تربية طفلها، كما تبحث عن خصوبته في السرير أيضاً. وليست من تبحث عن الوفاء.
الرجل بالمقابل يبحث عن الخصوبة (من خلال مظاهر الجمال الخارجية) وعن الوفاء بسبب من هاجس وجودي لديه، فالرجل لا يمكنه أن يتأكد من نسبه بالمطلق.
ثانياً : لذا وحقيقةً فإن الرجل هو من اخترع الحب، هو من اخترع الوفاء ليربط المرأة به وليكون متأكداً من نسب ابنه الذي يربيه، هو بحاجة لضمان هذا النسب، هذا الأمر يشكل لديه هاجساً لا يمكن للمرأة أن تفكر به لأنها متأكدة بشكل طبيعي من نسبها. لذا فإنه يبحث بشكل هستيري أحياناً عن المرأة الوفية، هذه الهستيرية وصلت لحدود مرضية في التاريخ البشري (حجاب، قرن في بيوتكن، نقاب، وعجائب دينية وغير دينية كثيرة أخرى.. )، فالمرأة لدى الرجل متهمة دوماً بالخيانة إلى أن تثبت براءتها.


مع فائق التحيات.
:redrose:

اقتباس:أعتقد بالأحرى أن تطور طبيعي بيولوجي كما أوردتُ بمقال عن بيولوجيا الحب فيما مضى (في جسور)

مرحباً طارق ..
أرجو أوّلاً لو تعطيني رابط هذا المقال .. وحبّذا لو تكون أفكاره موثّقة علمياً .. لا أشك بمصداقيّتك بكل تأكيد .. لكن تهمّني التفاصيل الدقيقة جداً هنا ..


في الحقيقة .. ينقصنا علم يوحّد المفاهيم البيولوجيّة بالمفاهيم السايكولوجيّة .. ومع ذلك .. أنا رغم دراستي "الطبيّة" .. أستمتع بالتفاسير السايكولوجيّة أكثر .. وأجدها تعبّر بشكل أكبر عن حقيقة "التاريخ" .. وأجد أنّ التفاسير البيولوجيّة هي انعكاس لنظيرتها السايكولوجيّة وامتداد لها .. يحدث في أعمق نقطة منها ..



آخر ما أودّ قوله .. هو أنّ المكتشفات البيولوجيّة حتّى اللحظة .. لم تتفّق مع نظيرتها السايكولوجيّة .. لكنّها لم "تلغها" أيضاً ..
الحب سايكولوجياً بنظرة أغلب علماء العصر اختراع أنثوي فعلاً .. وربّما الحب بيولوجياً .. مادّة كيميائيّة من اختراع الطبيعة .. لما هذا الاختلاف .. !!
أعترف هنا .. أنني مازلت أجد صعوبة في جمع النقائض هنا .. ولم أصل (ولم يصل أي أحد غيري في العالم حتى اليوم) .. إلى خارطة تشرح المتغيّرات النفسيّة بما يرافقها من متغيّرات عضويّة .. الترابط الفزيولوجي السايكولوجي ما يزال غامضاً.. نحن لم نفك "الشيفرة" النفسيّة بعد .. بالتأكيد هناك مواد ستنتج في النهاية حبّاً (الكلام ليس لمن يؤمن بأن النفس هي روح من عند الله) .. لكن .. كيف ومتى ولما يتم استدعاؤها .. !! .. وكيف ترتبط وظيفتها مع الجانب النفسي .. !!


لذا .. شخصياً .. أجد أنّ بناء نظرة تاريخيّة انتربولوجيّة بالاستناد على مكتشفات بيولوجيّة .. يفتقد للدقّة .. ويهمل وجود كيان "مؤثّر" و"متأثّر" يسمى "النفس" .. أنت بذلك تستقي الحلول .. من طرف واحد للمعادلة .. وتهمل طرفاً آخر لا يقلّ أهميّة .. بل لا يستقيم الحلّ دونه ..

هذا ليس ذنبك .. بل إنّ كل علم حالياً يبحث بمجاله .. وكل علم يجعل من الآخر هامشياً .. البيولوجيا لا تعترف "بالنفس" ككيان موجود .. بل تعتبر "الشعور" ظاهرة ثانويّة .. وأظنّ أنّ النظرة العامّة للإنسان .. يجب ألا تهمل علماً .. بعلم ..
طبعاً .. هناك مناقشات سايكولوجيّة .. تثبت أنّ الشعور ليس ثانوياً .. بل إنّه "مؤثّر" أيضاً ..





خوليو

يعني هكذا وبسرعة سرعة. وباليمني.. فيسع فيسع..
أممممممم.. يا أما النقل مجتزأ ومقلل لما جاء في كتاب المفكر الكبير (حسب تقديمه) أو نه هو هذا المفكر لا مفكر ولا حاجة

عدد من النقاط..
أولاً، لا توجد نسوية غربية اليوم.. إنها خليط من نسويات متعددة ومتأثرة بنسوية العالم الثالث ونسوية السود خاصة في عالم العولمة وما بعد الحداثة.. وهي تنتقد ما نادت إليه الرعيل الأول بالتشبه بالرجل، بل أصبحت تنعت كل ما هو عنيف وأحمق بالذكوري.. ومع ذلك هناك توجه عام بتقدير جسد المرأة وبتقدير أنثويتها الغائبة والضائعة في العلم والدين والفلسفة واللغة والحرف واللون وغيره.. (نسوية مابعد الحداثة)..
قصة الحرية الجسدية، هي أساس التطور الحقوقي والفلسفي الأوربي، كما نراه في مواثيقهم التي تقدم حرية الجسد على الحرية الشخصية والأمان والحق في الحياة.. أي أنها قصة الجميع,, ولكل جسد مختلف وبالضرورة تعبير مختلف..

ثانياً: ما نقوله عن تحول المرأة إلى رجل وتحول الرجل إلى امرأة هذا كلام عفا عليه الزمن.. نحن نقول الذكورة والأنوثة.. للرجل وللمرأة حظ في هذا وفي ذاك.. وكلا الذكورة والأنوثة أدوار من صنع المجتمع من الطبيعي جداً إنها تتغير مع تغير علاقات الإنتاج والعلاقات الثقافية والعلمية وغيرها..

ثالثاً: لم يزل المجتمع في أوربا ذكوري.. فالنساء تحتل 1% من رأس ماله، و 14% من كراسي البرلمان.. وأنظمته وقوانينه فيما يخص (الحماية القانونية للمرأة لعاملة والأم) لازالت بين شد وجزر.. أفضل دولة – على ما أظن – كندا تعطي 4 أشهر اجازة وضع، وفترة لا اعرفها للأب.
ثم وإن كان هذا التحول هو الذي قصده المفكر، فهذا تحول تصنعه التشريعات، التحولات المتشعبة والمعقدة في الدولة والمجتمع التي تخص الجميع، وليست المرأة وليس الرجل وليست بالعنف..

رابعاً قدر الرجل على الإنجاب المتعدد، لا تنفي عدم قدرته على الإنجاب..
الرجل قادر على الإخصاب المتعدد، ولكنه غير قادر على الحمل.. هذا أمر مفروغ منه.. كما إن المرأة غير قادرة على الإخصاب نهائي.. فاستغرب وضع مثل هذه المفارقة كمعطى في الكتاب.. أو الصراع الأوربي بين الرجل والمرأة.. غريب!!!
:redrose:

اقتباس:  خوليــــو   كتب/كتبت  

اقتباس:أعتقد بالأحرى أن تطور طبيعي بيولوجي كما أوردتُ بمقال عن بيولوجيا الحب فيما مضى (في جسور)

مرحباً طارق ..
أرجو أوّلاً لو تعطيني رابط هذا المقال .. وحبّذا لو تكون أفكاره موثّقة علمياً .. لا أشك بمصداقيّتك بكل تأكيد .. لكن تهمّني التفاصيل الدقيقة جداً هنا ..


خوليو

تكرم عيونك عزيزي، هذا رابط المقال بجزئه الأول (للأسف لم أجد الوقت رغم تجميعي للمصادر لإنهاء الجزء الثاني، لكن سأحاول هذا الشهر) :emb:

الحب على ضوء علوم الأعصاب

من ناحية أخرى إن كانت لغتك الفرنسية جيدة يمكن أن أحيلك إلى بعض المصادر العلمية على الأنترنت التي تستفيض حول الموضوع من جانب علم الأعصاب، ويمكنك شراء كتب الباحثة التي تصدت للموضوع والتي اعتمدت عليها لكتابة المقال المتواضع أعلاه (تجد المراجع في ذيل المقال).

أخيراً هذا المقال الذي ترجمته (نقلاً عن مجلة علمية فرنسية)) عن فوائد الجنس من الناحية العلمية، يمكنه أن يكمل بعض الأفكار "الهرمونية" بالمقال القصير السابق:

منافع الجنس الجسدية والنفسية


تحياتي الخالصة.
(f)

فقط لأسجل نفسي مع المستمتعين بالنقاش الدائر والمداخلات القيمة..

أيضاُ تتوفر لدي بعض المقالات في علم النفس باللغة الإنكليزية تقارب بعض ما جاء في الموضوع ,خاصة مداخلة خوليو .. سأرفق بعضها - ما إلي خلق حملها على سيرفر محايد بصراحة.. احذفوها بعدين إن شكلت عبء ع السيرفر هنا ;)

اين الردود الاخرى ؟