أبو عاصم عضو رائد المشاركات: 2,495 الانضمام: Feb 2005

مشاركة: #51 علم مصطلح الحديث.. [SIZE=5]الحلقة الخامسة عشرة، وهي في بيان بقية مصطلحات أهل الحديث اللازمة في هذا الفن الرائق الرفيع. 2- الخبر أ- لغة: النبأ، وجمعه: أخبار. ب- اصطلاحا: ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة (فهو كالحديث عند علماء هذا الفن الكريم سواء بسواء). - وقيل: الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والخبر ما جاء عن غيره. والرأي أن الخبر يطلق على الحديث ويصير إليه عند المتأخرين من أهل الحديث، وهو مشهور الاستخدام عند المصريين والشاميين. وذكر الدكتور العتر أن الأولين خصوا الخبر بغير النبي صلى الله عليه وسلم للتمييز بينه وبين الحديث. قال: "ولذلك قيل لمن يشتغل بالتواريخ وما شاكلها الإخباري، ولمن يشتغل بالسنة النبوية المحدث" . - وقيل: بينهما عموم وخصوص مطلق، فكل حديث خبر من غير ما عكس. يقول الدكتور العتر: "وهو أن يكون أحد اللفظين دالا على معنى الآخر وزيادة عليه، مثل كلمة: إنسان ومؤمن، فإنسان تشمل المؤمن وغيره، فنقول: بينهما عموم وخصوص مطلق. كذلك لفظ (خبر) يشمل الحديث النبوي وغيره" . يقول الدكتور الطحان: "سياق الكلام هو الذي يدل على المعنى المراد -يعني من لفظ الخبر-" . وقد عبر ابن حجر في نخبة الفكر بالخبر ليكون أشمل من الحديث على ما أوضح وأبان، والذي هو لفظ خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون سواه، يقول الدكتور العتر: "أي ليشمل البحث أخبار التاريخ وكلَّ ما سبيله النقل، كالشعر، والنثر والخطب، والمؤلفات. فكل النقول من سائر العلوم خاضعة في قبول نقلها إلى أصحابها لأصول هذا الفن" . 3- الأثر أ- لغة: بقية الشيء. ب- اصطلاحا: ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة (فهو كالحديث عند علماء هذا الفن الكريم سواء بسواء). - وقيل: هو ما أُضيف إلى الصحابة والتابعين من أقوال وأفعال، قال الدكتور العتر: "وأما الأثر فقد خصه فقهاء خراسان بالموقوف اصطلاحا -يعني ما أُضيف إلى الصحابي- ومنهم جماعة خصوا المرفوع بالخبر". قال: "لكن المعتمد الذي عليه المحدثون أن يُسمى كل هذا أثرا، لأنه مأخوذ من أثرت الحديث أي رويته". قال: "والحاصل: أن هذه العبارات الثلاثة: الحديث، الخبر، الأثر، تُطلق عند المحدثين بمعنى واحد" . 4- السنة أ- لغة: السيرة والطريقة المعتادة حسنة كانت أو قبيحة. ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها..). ب- اصطلاحا: ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة (فهو كالحديث عند علماء هذا الفن الكريم سواء بسواء). وفي العرف الإسلامي تُطلق على طريقة الإسلام. قال العتر: "ومنه قولهم: فلان على السنة، وقولهم: سنة وبدعة. قال: "وتطلق عند الفقهاء على ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه". وقال حفظه الله: "لكننا نلاحظ نتيجة الممارسة والتتبع أن لفظ السنة أكثر ما يستعمل عند علماء أصول الفقه، ويعرفونها بأنها: (ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير) فيجعلونها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يذكرون فيها الوصف. وذلك لأنهم يبحثون فيها كمصدر للتشريع، والتشريع يثبت بالقول أو الفعل أو التقرير منه صلى الله عليه وسلم" . 5- السند أ- لغة: المعتمد، وسُمي كذلك لأن الحديث يستند إليه ويعتمد عليه، إذ نص الحديث ومتنه يعتمد ويستند على نقلته ورواته، فهم السند وهم المعتمد. ب- اصطلاحا: سلسلة الرجال الموصلة للمتن. 6- المتن أ- لغة: ما صُلب وارتفع من الأرض، كالجبل مرتفع وصُلب. ب- اصطلاحا: ما ينتهي إليه السند من الكلام. مثال السند: قال البخاري: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومثال المتن: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان).

09-22-2006, 01:39 PM

{myadvertisements[zone_3]}

أبو عاصم عضو رائد المشاركات: 2,495 الانضمام: Feb 2005

مشاركة: #52 علم مصطلح الحديث.. [SIZE=5]الحلقة السادسة عشرة، وهي في بيان الخبر باعتبار وصوله إلينا. الخبر باعتبار وصوله إلينا إما أن يكون متواترا قد صار إلى أسانيد وطرق كثيرة، تُحيل العادة العقلية تواطأ نقلته على الكذب، وإما أن يكون آحادا، قد حُصر النقلة له في عدد يُجيز العقل تواطؤهم على الكذب، أو كان في عدد كبير، قد حُصر في طبقة أو مكان أو مذهب أو فئة. وعليه فالخبر لا يقع موقع التواتر العددي إلا أن يصير إلى عدد يؤمن عدم تواطؤ الكذب به، والمختار رواية ما لا يقل عن عشرة عن مثلهم حتى آخر السند، فإن صار الخبر إلى هذا الشرط لزمه عدم الانحصار في مكان أو مذهب أو جماعة من الجماعات أو فئة من الفئات، وضابطه آخر الأمر والمطاف حكم العقل باستحالة اتفاق نقلة الخبر أولئك على اختلاقه. فإذا تحقق التواتر في خبر ما، وجب التصديق به تصديقا جازما، كالرائي والسامع له تماما، وكان الخبر الصائر إلينا بالتواتر على هذا مقبولا كله، من غير ما نظر في حال رجاله عدالة وضبطا. والمنكر لمتواتر العقيدة والحكم الشرعي منكر للإسلام وأصوله وإن ادعى السلامة والاستسلام والمصير إلى الإسلام. ثم إن المتواتر قد يكون لفظيا، اتفق رواته في المعنى واللفظ كليهما، أو في المعنى وحده دون اللفظ، فيكون معنويا لا لفظيا. فأما الأول فقليل جدا قد لا يزيد عن العشرين حديثا على ما نص الدكتور الطحان ومثاله: (من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) وهذا قد رواه بضعة وسبعون صحابيا. وأما الآخر فمنه ما يقرب من مائتي حديث، ومثاله: أحاديث رفع اليدين في الدعاء. قال الدكتور الطحان: "فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم نحو مائة حديث، كل حديث منها فيه أنه رفع يديه في الدعاء، لكنها في قضايا مختلفة، فكل قضية منها لم تتواتر، والقدر المشترك بينها –وهو الرفع عند الدعاء- تواتر باعتبار مجموع الطرق". أشهر المصنفات فيه: 1- الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة للسيوطي، وهو مرتب على الأبواب. جمع فيه الأحاديث المتواترة سندا ومتنا، يذكر الحديث ومن رواه من الصحابة ثم التابعين لهم. 2- قطف الأزهار للسيوطي أيضا، وهو تلخيص لكتابه السابق. أبقى على المتون فيه دون الأسانيد. 3- نظم المتناثر من الحديث المتواتر لمحمد بن جعفر الكتاني. وهو عبارة عن قصيدة نظمها في الأحاديث المتواترة.

12-12-2006, 11:14 PM

{myadvertisements[zone_3]}

أبو عاصم عضو رائد المشاركات: 2,495 الانضمام: Feb 2005

مشاركة: #53 علم مصطلح الحديث.. [SIZE=5]الحلقة السابعة عشرة، وهي في بيان القسم الثاني من الخبر، ألا وهو الآحاد والآحاد هذا أساس علم الحديث، وما به يُعنى رجال هذا الفن الشريف، من حيث التضعيف والتصحيح، خلافا للمتواتر الذي لا يحتاج لفاحص أو خبير، كونه قطعيا ثابتا لا موضوع فيه ولا ضعيف. وهذا القسم فيه الصحيح الثابت والحسن المقبول والضعيف والمكذوب، فالأول ما رواته ثقات أو فقل: عدول ضابطون، فإن خف ضبط هؤلاء ولم يكن من رافع لهم كان الحسن الغريب، فإن كان المعضد ضعيفا كان الحسن، فإن صار إليه من في الدرجة والطبقة رافعا ومعضددا كان الصحيح لغيره، فإن ضُعف أصحاب العدالة بخفة ضبط أو بما لا يخرم عدالة الراوي وكان على النقل أكثر من أثري وإخباري قُبل الأثر بالتقوي لا بالأساس، وعُرف الخبر هذا بالحسن لكن لغيره، وهو الأقل درجة من الحسن الغريب، الذي شخص واحد يرويه، فإن لم يكن لضعيف الضبط من يقويه قيل خبره ضعيف هذا الذي يخبر فيه، فإن زاد الضعف واستفحل أو خالف الثقة أو ظهر منه فسق كان منكر الأثر أو متروك الحديث، و"المتروك" اللفظ هذا وحده وصف لمن كان بالكذب متهوما، والذي قد يوصف شديد الضعف المخالف للمعلوم كذلك به، فإن كذب الراوي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو مرة في حياته قيل خبره هذا موضوع وإن تاب من هذا الجرم العظيم بعد ذاك. والصحة في الإسناد والحسن فيه كذا لا يمنع الشذوذ والإعلال بقادح أو بقول عالم إمام، في هذا العلم عارفا به لا قائلا بالجهل والتنجيم، والقول في هذا آخر الأمر والمطاف قول وفعل أهل الاعتدال كأحمد والبخاري. ولبيان ذاك الكلام وما لابسه من أمور وأمور أضرب مثالا بإذن الله ، بعده تتضح المعالم التي في تلك الأجزاء والسطور: وليكن المثال على بعض الأسماء مشتملا لتظهر الصورة به وتجلى، وليكن على رأس هؤلاء أحمد فبشر فجابر بعده فداود ومن بعده همام. فإن كان أحد التلاميذ عن المدرسة غائبا فأخبره أحمد زميله (الثقة) عن الأستاذ (الثقة) عن المدير أن لا إجازة يوم غد الخميس كان الخبر هذا صحيحا مقبولا. أحمد .......... الأستاذ .......... المدير يقال للخبر هذا: صحيح، فإن خالفه في المعنى من هو أعلى درجة منه أو كان المخالفون من الثقات أكثر منه قيل لحديثه هذا: شاذ وقيل لذاك: محفوظ، فإن ظهر في الأثر صحيح الإسناد ما يعله كأن يكون الطالب هذا ابنا لذاك الأستاذ وما أخبره أبوه بالخبر هذا رغم العلاقة الطيبة بينه وبين أبيه قيل للخبر هذا: معلول، وهو ما لا يُحكم عليه بصحة أو بضعف، بل يتوقف فيه حتى الحقائق من حوله تُعرف وتنجلي. فإن نقل الخبر هذا لصاحبنا الغائب زميله بشر (الصدوق، الذي هو أقل درجة من الثقة) ولم ينقله أحمد قُبل الخبر هذا واطمئنت النفس إليه مع نزول درجته عن خبر ذاك. بشر.......... الأستاذ .......... المدير يقال للخبر هذا: حسن، فإن عضد بمن ليس دونه أطلقنا عليه اسم: الصحيح لغيره. فإن كان ناقل الخبر زميله الآخر جابر (الضعيف) ولم يروه غيره، لم يطمئن إليه واحتاج إلى من يسنده ويعضده، وعُرف خبره هذا بالضعيف. جابر.......... الأستاذ .......... المدير يقال للخبر هذا: ضعيف، فإن عضد بمن ليس دونه أطلقنا عليه اسم: الحسن لغيره. فإن كان ناقل الخبر داود (فاحش الخطأ أو ظاهر الفسق) ولم يروه غيره، لم يطمئن إليه ولم يلتفت لخبره، ولا يبحث له عن معضد وإن صح في بعض الأحيان نقله، وأبطلت بذا متابعته وألغي خبره. داود .......... الأستاذ .......... المدير يقال للخبر هذا: منكر. فإن كان ناقل الخبر هذا همام (متهم بالكذب، ويكون ذلك بكذبه في كلام الناس أو بتفرده في الأثر مع مخالفة القواعد الأصيلة العامة في الإسلام) ولم يروه غيره، لم يطمئن إليه ولم يلتفت لخبره، ولا يبحث له عن معضد وإن صح في بعض الأحيان نقله، وأبطلت بذا متابعته وألغي خبره. همام .......... الأستاذ .......... المدير يقال للخبر هذا: متروك، فإن كذب هذا الراوي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر ولو مرة واحدة قيل عن خبره: موضوع، ولا يُقبل أثر له بعد ذاك وإن تاب.

01-30-2007, 09:51 PM

{myadvertisements[zone_3]}

المناور عضو مشارك المشاركات: 25 الانضمام: Feb 2005	مشاركة: #54 علم مصطلح الحديث.. جزاك الله خيرا
01-31-2007, 07:59 PM

{myadvertisements[zone_3]}

أبو عاصم عضو رائد المشاركات: 2,495 الانضمام: Feb 2005	مشاركة: #55 علم مصطلح الحديث.. اقتباس:  المناور   كتب/كتبت   جزاك الله خيرا [SIZE=5] وإياك أخي الفاضل الكريم
02-01-2007, 05:16 AM

{myadvertisements[zone_3]}