مسيحيّو أوروبا وفرية الدم!
زكريا شاهين
لا يتحمّل الصهاينة أيّة انتقادات لتاريخهم، حتى لو كان مدعوما بالوثائق ومعروضا من قبل كاتب صهيونى يفخر بصهيونيّته.
طقوس الحياة اليهودية بشكل عام وخاصة فى معازل الـ"الغيتو"، فى أوروبا، تعود إلى الظهور من خلال كتاب جديد للبروفيسور أرييل طواف ابن كبير حاخامات ايطاليا فى القرن الأخير والذى ترأس كنيس روما طوال خمسين عاما.
وبالرغم من أن المذكور، لم يغفل فى كتابه وثائق تؤكد كل ما كتب، ورغم أنه من الصعب التشكيك بيهوديّته، إلا أنه يواجه الآن وضعا قد يقود إلى اتهامه بمعاداة السامية، بحسب العادة التى درج عليها الصهاينة فى مواجهة منتقديهم. ويقف معهم فى هذا المجال، دول أخرى أهمها الولايات المتحدة الأمريكية، والتى لم تستحدث قانونا لمعاقبة كل من يتهم بمعاداة السامية وحسب، وإنما أجبرت الأمم المتحدة مؤخرا، على سنّ تشريع جديد، يجرّم كل من يشكك فى المحرقة "الهولوكوست".
فرية الدم، أو فصح الدم، عادت إلى واجهة وسائل الإعلام، التى تلقفت كتاب البروفيسور المذكور، ليتحول ما كتب إلى مشكلة كبرى له وللصهاينة معا، إلى درجة أنه تقرر استدعاؤه للتحقيق فى أكبر المؤسسات الإسرائيلية التى لها علاقة باعادة فبركة التاريخ اليهودى فى أوروبا، ومن بينها جامعات معروفة، تخضع لهيمنة الصهاينة، سواء أكان ذلك فى فلسطين المحتلة أو خارجها.
لكن ما يعطى صدقية لما جاء فى هذا الكتاب، ليس الوثائق التى تضمّنها، وإنما لأن المؤلف، كان قد عمل طوال سنوات رئيسا لدائرة تاريخ شعب إسرائيل فى جامعة بار إيلان الدينية.
وخلال أسبوع واحد تحول طواف من ابن بار للطائفة اليهودية الإيطالية إلى العدو الرقم واحد لها، والسبب هو ما كشف النقاب عنه فى كتابه هذا، المعنون بـ"فصح الدم: يهود أوروبا وفرية الدم" وهو من 400 صفحة صدر باللغة الإيطالية فى روما وأسهبت الصحف الإيطالية فى الحديث عنه.
وتكمن أهمية الكتاب فى أنه يبين أن ما أنكره اليهود من القرن الثانى عشر وحتى اليوم بشكل مطلق، هو فى الواقع صحيح.
ووصلت إلى الكاتب رسائل تهديد، بينها ما يبيح سفك دمه، لكنه يقول "لقد حاولت أن أثبت أن العالم اليهودى فى تلك الفترة كان عالما عنيفا، لأسباب عديدة بينها أنه تضرر من العنف المسيحي. وكانت هناك فى اليهودية الأشكنازية جماعات متطرفة، مؤهلة لفعل أمور كهذه وتبريرها".
ويشير إلى أنه توصل فى بحثه إلى هذا الاستنتاج بعدما اكتشف أن عددا من الشهادات فى قضية قتل الطفل سيمونينو من طورنتو فى العام 1475 والتى ينظر إليها حتى اليوم كشهادات كاذبة، تستند إلى أساس ولا يمكن إنكارها، لقد أخذت الشهادات التى تظهر فى التحقيقات التى جرت فى محاكمة اغتيال الطفل سيمونينو من طورنتو، وفحصت التفاصيل التى تحتويها، لرؤية إذا كانت مختلقة فعلا وتم إدخالها بشكل ارتجالى من جانب المحققين، ووجدت أن هناك أقوالا وأجزاء من شهادات ليست جزءا من تراث القضاة المسيحيين، وليس بوسعهم اختلاقها أو إضافتها، بل هى مكونات تظهر فى صلوات معروفة.
ويضيف "لقد برهنت فى عشرات الصفحات أن قضية الدم كانت مركزية فى عيد الفصح، ووفق العديد من المدارس، توصلت إلى الاستنتاج بأنه تم استخدام الدم فى عيد الفصح، وخصوصا عند اليهود الأشكناز، وتبين أنه فى تراث اليهود الأشكناز كان هناك استخدام لعطارات مصنوعة من الدم".
إنه كتاب جديد يضاف إلى مصادر ثقافة القتل عند الصهاينة، والتى هى جزء من التعاليم، وجزء من الحياة العملية لهم، خاصة ما يتعلق منها بقتل غير اليهود!
http://www.alarabonline.org/index.asp?fnam...:02:09%20%D8%B5