وضاح رؤى
ممنوع 3 أيام
المشاركات: 1,602
الانضمام: Nov 2009
|
إمـبـراطورية الـرب
في البداية صعقني إستطلاع اجرته مؤسسة G F K حول علاقة الغرب بالدين ، ففي حين وصل نسبة الملحدين في الارتفاع في بلدان اوربية كـ "تشيك" بنسبة( 49 بالمئة) وهولندا (41 بالمئة)، والدانمارك (37 بالمئة)، وروسيا (15 بالمئة) وألمانيا 37 بالمئة، وبلجيكا (36 بالمئة)، والسويد (30 بالمئة) إلخ..... وبتالي تؤكد هذه الأرقام إتجاه دول القارة الأوروبية إلى "العلمنة" الإنسانية .
وجدت الولايات المتحدة التي تعد اكبر من تلك الدول من حيث تعداد السكان لا تصل نسبة الإلحاد سوى (8 بالمئة)
لذلك كان يتحتم علينا معرفة لماذا تسيطر النزعة الدينية على عقول الشعب الامريكي والادارة الامريكية؟ وما هو حجم الإصولية بالولايات المتحدة ؟
فواقع الامر ان الثقافة الامريكية تشجع على ذلك الهذيان ويتبدى هذا الاثر بالنقاط التالية:-
1- بمراجعة قائمة الرؤساء الاميركيين منذ الاستقلال نجدهم جميعا على المذهب "البروتستانتي" عدا "كيندي" "الكاثوليكي" وإذا كان الدستور الامريكي لا ينص على هذه الحصرية ، نستنتج بذلك مقدار الضغوط البروتستانتية للحفاظ على هذا المنصب البروتستانتي بدون قانون ملزم.
2- إلى جانب أن الاميركيون يعتبرون دستور الآباء الأوائل (الدستور الامريكي) هو التوراة الجديدة ، وأن الرئيس الاميركي هو من الرسل المكلفين بحماية هذا الدستور (التوراة)
3- إلى معرفة ان الاميركيون يوازنون بين أرضهم الامريكية وبين أرض الميعاد ، فهم يعتبرون أن ثقافتهم تنطوي على اخلاقيات يجب التبشير بها وفرضها على العالم بالقوة إن أمكن.
4- يجزم الاميركيون بأن البروتستانتية هي التي انقذت القارة الاوربية ودفعتها نحو التطور ، فقد اعتمدت اوربا بما فيها الكاثوليكية على الاخلاقيات والقيم البروتستانتية لتحقق قفزات هذا التطور ، ناهيك عن الاحسان الاميركي في دعم هذا التطور
5- إن المحاكمة الدينية وفق القيم البروتستانتية تدخل كناخب رئيسي في إختيار الرئيس الامريكي وتحديد مواصفاته وفق المعتقد البروتستانتي
6- ديمومة انتشار المذاهب البروتستانتية ،وهو دليل اقبال بدونه تذوب هذه المذاهب ، يضاف قدرة هذه المذاهب على وصول اتباعها إلى رئاسة امريكا، حيث تمكنت الطائفة المشيخية مثلا من إيصال الرؤساء "ويلسون" و "كاتر" والطائفة "الطهرانية" من إيصال "بوش" الاب و"الابن" ..وقس على ذلك
7- المساحة الواسعة التي تحتلها الغيبيات في السياسة الأميركية ويذهل الفرد لمعرفة المساحة التي يحتلها علم التنجيم في المكتب البيضاوي
8- الاستراتيجية الدينية لامريكا معروفة بممانعة السياسات الكاثوليكية ومن بعدها الشيوعية
9- أضف إلى ذلك المظاهر الدينية الكثيرة المنتشرة في الولايات المتحدة ومن أبرزها العملة الامريكية"الدولار" يكاد يكون العملة الوحيدة التي تحمل عبارة ((نحن نؤمن بالله))
فهل الرئيس الحالي"بوش الابن" هو أول رئيس مؤمن (؟)
الاجابة من جذور التاريخ ليس بوش أو ريجان أو غيرهم ، هم المؤمنين فقط ..
فعلى سبيل المثال ان السياسي الفرنسي"كلينصوة" في فترة الحرب العالمية الاولى ، وإبان معرض حديثه عن الرئيس الامريكي "ويلسون" قال أن مشكلتنا مع الرئيس الامريكي إنه يظن نفسه المسيح
اما سبب هذه العبارة فهو اصرار ويلسون على لعب دور (رسولي) خلال الحرب
ويظهر ذلك إنه انتخب تحت شعار عدم المشاركة في الحرب ولكن حين تورط فيها ، برر ورطته بأن الشبان الاميركيون الذي قتلوا في الحرب هم طليعة حرب صليبية جديدة
وانتهى الحال لويلسون أن تحول في النهاية كفريسة للاضطراب العصبي ناتج عن خيلاته بالتوحد مع "المسيح" و بلعبة دور "المسيح المنتظر" لدرجة أن فرويد قد درس شخصية "ويلسون" وأصبغ عليه مرض "هذيان الموسوية" (للراغب في معرفة هذيان ويلسون" يجده في مؤلف (التحليل النفسي للرئيس ويلسون) لفرويد
في النهاية يفسر المفكر اليساري المعروف "ناعوم تشومسكي" أن الولايات المتحدة واحدة من أكثر الثقافات الاصولية في العالم ، ليس على صعيد الدولة بل على صعيد الثقافة.
وبذلك تكون هي المغذي الاول وكما جرى بالتحديد في نشرها للاصولية الاسلامية القاتلة في مصر "السادات" وخلال حرب أفغانستان وتنمية الايمانية الهندوسية كضارب للشيوعية بجنوب اسيا ورعايتها للمد الديني الباباوي في غالبية الدول الكاثولكية لا سيما القارة اللاتينية وإن كان عن طريق غير مباشر.
|
|
12-08-2006, 07:35 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
وضاح رؤى
ممنوع 3 أيام
المشاركات: 1,602
الانضمام: Nov 2009
|
إمـبـراطورية الـرب
الاستاذ العزيز بهجت
الولايات المتحدة هي في الاساس دولة و مجتمع أصولي قائم على عقيدة متشددة هي "البيوريتانية" وهؤلاء المهاجرين كانوا متعصبين لابعد الحدود وهذا واضح من تاريخهم في الارض الجديدة وذلك بصبغ حياتهم بالفكر الديني ، حتى أن الادارة الامريكية تدور على فكرة المزج بين المقدس والسياسي ...
أما من ناحية مصر فالولايات المتحدة المحرك الاول لسياسات الرئيس "السادات" هي من شجعت على استخدام الدين ، كضرب للتيارات الفكرية اليسارية لخوفها من وصول الشيوعية لمصر ،
إلى هنا ولي عودة مطولة
(f)
|
|
12-09-2006, 11:43 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
حسان المعري
عضو رائد
المشاركات: 3,291
الانضمام: Jul 2002
|
إمـبـراطورية الـرب
طرح غاية في الروعة يا وضاح
(f)
اقتباس:فهل الرئيس الحالي"بوش الابن" هو أول رئيس مؤمن (؟)
نعم ، قالها كيسنجر عن بوش الإبن قبيل احتلال العراق وبالحرف " رئيسنا شاب مؤمن " ..
كنت طرحت سابقا هنا هل تساؤلا مشابها عن أمريكا قابله بتوع ( ال** لا يصدق حتى يرى ) من الليبرالويين العرب الجدد الي ما يشبهوش حد بالإستهجان كالعادة .. فشكرا لمؤازرتك ولو بعد حين :)
احترامي
|
|
12-09-2006, 12:11 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
إمـبـراطورية الـرب
اقتباس: وضاح رؤى كتب/كتبت
الاستاذ العزيز بهجت
الولايات المتحدة هي في الاساس دولة و مجتمع أصولي قائم على عقيدة متشددة هي "البيوريتانية" وهؤلاء المهاجرين كانوا متعصبين لابعد الحدود وهذا واضح من تاريخهم في الارض الجديدة وذلك بصبغ حياتهم بالفكر الديني ، حتى أن الادارة الامريكية تدور على فكرة المزج بين المقدس والسياسي ...
أما من ناحية مصر فالولايات المتحدة المحرك الاول لسياسات الرئيس "السادات" هي من شجعت على استخدام الدين ، كضرب للتيارات الفكرية اليسارية لخوفها من وصول الشيوعية لمصر ،
إلى هنا ولي عودة مطولة
(f)
عزيزي وضاح الرؤى .
تحياتي .(f)
ألا ترى معي انه ليس من الصواب إطلاق الأحكام العامة على مجتمع شديد التعقيد مثل المجتمع الأمريكي ، هذا التعقيد يشعر به كل من تصدى لدراسة هذا المجتمع حتى بين الأمريكيين أنفسهم ، فالمجتمع الأمريكي مختلف حتى عن المجتمعات الأوروبية الأقرب له ، قبل أن نتحدث عن الأصوليات المسيحية علينا أن ندقق بعض النقاط حتى لا نصل إلى نتائج خاطئة ، فالأصولية البروتستانتية ليست ذاتها الأصولية الإسلامية التكفيرية ، فالبروتستانت لا يقتلون منكر معلوم الدين بالضرورة ولا يفجرون أنفسهم بين مخالفيهم ولا يذبحون الكاثوليك بالمثقاب الكهربائي ، إن المقياس الغربي للأصولي تجعل كل المجتمعات الإسلامية أصولية بنسبة 100 % و بلا استثناء ، كل من يؤمن بحرفية التوراة يصنف في الغرب كونه أصوليا ، فهل ترى أن كل من يؤمن بصحة القرآن أصوليا ،وهل لو طبق هذا التعريف على المصريين مثلا هل ستجد بيننا من هو ليس أصوليا بما في ذلك من يصنفون أنفسهم ليبراليين أو علمانيين ، يا سيدي كان رجلا مثل المدعي العام الأمريكي يصنف كونه أصوليا لأنه يتلو صلاة قصيرة في مكتبه قبل مزاولة عمله فهل هناك رئيس عربي لا يدعي أنه متصل بالله مباشرة و أنه مؤمن ورع ؟.
رغم هذا التوضيح المبدئي طرحت الأصولية الأمريكية في أكثر من شريط في نادي الفكر تحديدا ، لأنه لا يمكن إخضاع دولة علمانية عظمى لنفس المقاييس التي نحكم بها على دول مغرقة في التخلف ، إن الطبيعي و المتوقع من رئيس لدولة علمانية كبرى خاصة في الأوقات التاريخية الحاسمة أن تعكس سياساته علمانية الدولة و انتمائها لكل مواطنيها بصرف النظر عن كونهم مسيحيين أو مسلمين و يهودا و بوذيين ولا دينيين و بهائيين .... الخ .و أن يصيغ سياساته و خطابه بعيدا عن الشعارات الغوغائية الحدية مثل هذا شرير أو طيب .
على ضوء هذا الايضاح يمكننا قراءة شريط طرحته و يتناول هذه الظاهرة ( الأصولية الأمريكية ) بعنوان (كي نفحم المتشككين في العلمانية الأمريكية ) هنـا
و هو على النقيض من عنوانه الساخر يؤكد وجود ظاهرة الأصولية المسيحية في أمريكا و لكنه يضعها أيضا في حجمها الحقيقي كأحد الاتجاهات السياسية المتناقضة و لكنها المتعايشة و المتزامنة داخل النسيج السياسي الأمريكي المعقد .
لا أشك أن المجتمع الأمريكي هو مجتمع ليبرالي منفتح بشكل عام ،و لكن هناك أصوليات يهودية صهيونية منغلقة تمارس نفوذا واسعا على أجهزة الإعلام و الكونجرس و البيت الأبيض و مراكز صنع القرار المرتبط بالشرق الأوسط خاصة . كما أن هناك على الأقل 50 مليون أصولي بروتستانتي أمريكي نشط evangelical ( يؤمنون بحرفية التوراة ) ، ينتمي إليهم الكثير من القيادات الأمريكية و قدمت خلال السنوات ال 50 الأخيرة رئيسين لأمريكا كانا بالغي العداء للعرب و المسلمين هما رونالد ريجان و جورج بوش الابن ،و الأخير هو النموذج القياسي للأصولي البروتستانتي ذو الميول الصهيونية .
إن النبوءات التوراتية و أفكارا مثل نهاية العالم و هر مجيدون ، لم تعد قاصرة على بعض المتهوسين هنا و هناك بل تتردد على ألسنة مسئولين أمريكيين ، بما في ذلك الرئيس الأمريكي بوش الذي ينتمي لطائفة دينية متزمتة ، وكانت هناك حملة في الولايات المتحدة للوقوف ضد إعادة انتخابه بسبب الخوف من أصوليته و الشك في سلامة حكمه على الأمور ، وكل ما أحاوله هو أن نعي تلك الحقائق كما هي دون تهوين أو تهويل .
إن أنشطة الأصوليات البروتستانتية المتعاطة مع الصهيونية واضحة و تمارس بلا أدنى وازع إنساني ،و لكنها أيضا تنقد بقوة من الليبراليين . عن تيموثي ب- ديبر- عميد نورث بايسيت أستاذ اللاهوت و مؤلف ( العيش في ظل العودة الثانية) : (منذ مناحيم بيجين لم يقم أي رئيس وزراء إسرائيلي بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية من دون أن يتصل بقيادات اليمين المسيحي الجديد و يعقد معهم لقاءات مفتوحة و مغلقة ، و تنظم ( مؤسسة التجديد ) في أطلنطا المؤتمرات و تدعو إلى ترويج الدعوة للاشتراك فيها حتى يدرك كل المؤمنين أن لهم حقا في ميراث يهودية القرن الأول للكنيسة .. وفي حب إسرائيل و شعبها . في عام 1995 نظم تيد بيكيت من كولورادو – سبرنج ( الأصدقاء المسيحيين للجماعات الإسرائيلية ) لتوفير المساعدات للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة و غزة ، وفي عام 1998 أصبح هناك 35 محفلا معنيا ، يتوقع معظمها الاهتمام بإسرائيل في مجتمعاتهم ) .
هناك شريط آخر طرحته يتناول بالتحديد أصولية بوش أعتقد أنه مخدوم بشكل جيد هو ( بوش و أجندة الله !)
هنا
هناك شريط ثالث يتناول نفس الظاهرة طرحته بعنوان (أرتعش رعبا من أخلاقية بوش و فطنته) ، ،وحتى لا اتداخل مع استطراد الموضوع المطروح سوف أستعرض بعض محتوياتهما مع تطور هذا الشريط .
:97: .
|
|
12-09-2006, 02:53 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
إمـبـراطورية الـرب
[SIZE=4]لا غفلة بدون مغفل[/SIZE
اقتباس: وضاح رؤى كتب/كتبت
................
أما من ناحية مصر فالولايات المتحدة المحرك الاول لسياسات الرئيس "السادات" هي من شجعت على استخدام الدين ، كضرب للتيارات الفكرية اليسارية لخوفها من وصول الشيوعية لمصر ،
إلى هنا ولي عودة مطولة
(f)
عزيزي وضاح رؤى .(f)
هناك فرق بين كون أمريكا مجتمعا أصوليا و بين توظيفها الأصولية الإسلامية لتحقيق أهدافها السياسية ، بالقطع لا يمكن تصنيف أمريكا مجتمعا أصوليا بالمفهوم الإسلامي للأصولية رغم وجود تيار قوي لليمين المسيحي ، نعم هو مجتمع مؤمن و ربما حتى يمكن وصفه بانه مجتمع متدين بالمعنى الشكلي أي توجد به كنائس نشطة و لكنه ليس أصوليا ، و يمكن لأصدقاء مسيحيين يعيشون في أمريكا مثل إبراهيم ولو جيكال أن يحدثونا عن ذلك ، رغم أني أعلم ان لوجيكال حتى يرفض تصنيف evangelical كأصوليين ، سبق أن طرحت شريطا بعنوان (مستقبل الدين في عالم ليبرالي ) تناولت فيه بكثير من الإفاضة الفروق بين النموذج الليبرالي للدين و النموذج الأصولي
اضغط هنا
الأول سائد في الغرب بما في ذلك أمريكا و الثاني سائد بقوة في كل البلاد العربية .
أما عن توظيف الدين الإسلامي لأجل تحقيق الأهداف السياسية فحدث ولا حرج ، فالجميع يفعلون ذلك داخليا و خارجيا ، هذا يعود حتى لبدايات الإسلام نفسه ،وفي العصر الحديث فطن الغربيون إلى الانقياد الديني الأعمى للمسلمين و خوفهم من الخطاب الديني و رموزه ، و هكذا اتجه الغربيون إلى توظيف الإسلام من أجل مصالحهم الضيقة ، في هذا السياق خدع نابليون المصريين و أوهمهم أنه مسلم يعادي بابا روما ،بل و شارك هو وضباطه الكبار المصريين حلقات الذكر الصوفية !، في المقابل شجع الإنجليز الحركات الإسلامية في الهند ،و تحت حماية الملكة فيكتوريا ظهرت حركات دينية قوية كالقاديانية و الأحمدية التي عطلت الجهاد و رأت بريطانيا حامية للمسلمين ، حاول الإنجليز نفس اللعبة في مصر فشجعوا حركة الإخوان المعادية للوفد ممثل الحركة الوطنية ،و لكن حسن البنا انقلب على الإنجليز و أصر على مشروعه الخاص المعادي للغرب و الحداثة و الديمقراطية على السواء ، نفس المحاولة كررها اليهود في فلسطين عندما شجعوا ظهور حركة حماس نكاية في فتح و عرفات فانقلبت عليهم و أصرت هي أيضا على مشروعها الجهادي ، في المقابل نجح الأمريكيون في توظيف الأصولية الإسلامية الوهابية – الإخوانية ضد الناصرية و مشروعها القومي ، كذلك توظيف الإسلام ضد الإتحاد السوفيتي سواء في الجمهوريات الإسلامية او في أفغانستان ، هذا النجاح اعترف به بريجنسكي مستشار كارتر للأمن القومي ، و كثيرا ما تباهى أنه مهندس سياسة توظيف الإسلام ضد السوفيت ،و لعلها قمة المهزلة أن يقاتل المصريون السوفيت بتمويل سعودي في أفغانستان بينما هؤلاء السوفيت هم أفضل أصدقاء مصر في تاريخها الحديث كله ، تلك ليست فضيحة سياسية فقط بل هي الحماقة الدينية في أبشع صورها .
يا عزيزي .. التوظيف المغرض للإسلام في الصراعات السياسية هو أسلوب نمطي لجميع القوى المحلية و الخارجية بلا استثناء ،و لعل من الجدير بالتأمل ان الكادر العمالي الشيوعي البدري فرغلي دخل انتخابات الإعادة لعضوية مجلس الشعب تحت شعار ( الإسلام هو الحل ) !، فهل ندين قوة عالمية أن تفعل الشيء نفسه من أجل تحقيق مصالحها ، علينا أن نتذكر أنه لا غفلة بدون مغفل ، هناك حاليا قناعة بين جميع القوى الرئيسية سواء داخل او خارج العالم العربي أن المسلمين غير قابلين للعقلنة أو التنوير ،ولا يمكنك مخاطبتهم خارج الإطار الديني الفج ،ولا توجد أي قوة حقيقية قادرة على مواجهة الخطاب الديني حتى لو قاد المجتمع إلى الخراب كما يحدث في العراق و لبنان الان .
|
|
12-09-2006, 08:51 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
وضاح رؤى
ممنوع 3 أيام
المشاركات: 1,602
الانضمام: Nov 2009
|
إمـبـراطورية الـرب
اولا أسف في التاخر على الرد.
عزيزي الفاضل بهجت (f)
علينا معرفة هامة ان الدين يحتل مكانة هامة في الولايات المتحدة منذ اكتشافها وحتى الآن ، وكما ذكرت مجلة نيوزويك الامريكية منذ فترة ليست بالطويلة ان معضم الامريكيين يقولون ان الدين يشكل حياتهم كما في الوقت نفسه يشكل السياسة ، فالدين والمجتمع ولدا معاً في نفس اللحظة في الولايات المتحدة الامريكية فهؤلاء الذين هاجروا من اوروبا هروباً من ظروفاً معينة وسموا بـ"البيرتنس" او الطهريين هم الاكثر تشدداً في الجسم الانجيلي اوالبروتستانتي ، هؤلاء المهاجرين قاموا بتأسيس المجتمع الجديد ونظروا الى المجتمع الجديد باعتباره القدس الجديدة وان حركة انتقاله من اوروبا الى الولايات المتحدة الامريكية وارض الموعد الجديدة اشبه بعبور البحر الاحمر كما جاء في كتاب البنتاتك .
لكن بعد تحليق النسر الامريكي فوق الكرة الارضية ، وميراثها من الامبراطوريات المتهالكة في الحرب (فرنسا و بريطانيا) وجدت نفسها امام النموذج الستاليني في روسيا البلشفية ، فكان على منظري السياسة الامريكية ، طرح رؤية لمواجهة التيار الشيوعي كي يقف نحو الاطروحات الشيوعية البراقة ، فكانت فكرة الاستعانة بالدين ، لذلك تشكل التيار اليميني في الولايات المتحدة عقب فترة الحرب العالمية الثانية ، ثم تبلور ما يمكن تسميته باليمين المسيحي الجديد (new Christian right)
لذلك فالاصولية ا المسيحية الحالية التي تحكم سياسات الولايات المتحدة قد استندت هي الاخرى - واعية بذلك ام غير واعية - على نفس ثقافة الاصولية العبرانية القديمة المليئة بالرعب من الآخر ومعاداته وتصنيفه تحت مستوى البشر لأنه ليس شعب الله المختار
وهي عكس العالم الأوروبي بعد الثورة الفرنسية الذي تحرر من وصاية رجال الدين وفقه القرون الوسطى، ولم يعد يخلط بين قانون الله وقوانين البشر. لم يعد يخلط بين المقدس والدنيوي، أو بين الدين والدنيا، أو بين العبادات والمعاملات
وهناك وجه مشابه بين جميع الأصوليات المختلفة حيث يطبقون التفسير الحرفي على التوارة والإنجيل والقرآن و الفيدا
والآن علينا معرفة هامة من يشجع التطرف الاصولي ،ويخدمه (؟)
غفي نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات طرح زبغنيو بريجنسكي ، قبل ان يصبح مستشارا للامن القومي الامريكي في عهد كارتر، فكرة خطيرة بلورها في كتابه التنبؤي المهم ا( بين عصرين : العصر التكنوتروني ) ، وهي ان الايديولوجيا البرجوازية قد هزمت على يد الايديولوجيا الماركسية ، وذلك لان الايديولوجية البورجوازية فقدت جاذبيتها بينما الماركسية ازدادت تألقا وشعبية ، واصبحت تتغلغل في الاوساط الشبابية العالمية وتنتج يسارا متطرفا ويسارا جديدا داخل امريكا واوربا الغربية، أضافة لوجود (خطر المعسكر الاشتراكي والصين . فما العمل لالحاق الهزيمة بالماركسية والشيوعية ؟
الجواب كان هو ان تشجع أميركا الاصولية الدينية في العالم أجمع لانها ذات جاذبية قوية ، تستولي على الكثير من الناس ، ووجود قدر لا محدود من الردع الديني لمن يشكك في منطلقات الدين ، خصوصا في الشرق الاسلامي ، اضافة للحماس الذي يصبح احيانا متطرفا في بعض الوسط المتدين والذي يغلق امكانية الحوار الموضوعي . وحينما وصل كارتر للادارة عين بريجنسكي مستشارا للامن القومي ، فاتيحت له فرصة تطبيق نظرية دعم وتشجيع الاصوليات الدينية في العالم كاداة لمحاصرة الشيوعية وحركات التحرر الوطني ذات الميول اليسارية والقومية التقدمية ،
والذي حصل بعد ذلك هو وصول رجل نصف أمي (كومبارس سينمائي) يدعى ريجان ، وفي تلك الفترة انفجر الدين كانفجار القنبلة الذرية في العالم ، لذلك لم يكن مستغرب صعود التيارات الدينية في عصر الرئيس المؤمن السادات ، وسقط حزب العمل الاسرائيلي لاول مرة في تاريخ إسرائيل وبزغ نجم حزب الليكود المتطرف ، وبدات نقابات العمال البولونية تتهلوس بافيون الدين ، ثم اصبحت افغانستان مسرح لتوليد الاصوليين المسلمين ، إلى جانب نقطة هامة وهي تخلي الولايات المتحدة عن حليفها الرسمي (شاه إيران) تاركة إياه يقف دون مساندة من التيار الشيعي بزعامة خميني ، وتمادي قوة حزب بهاراتيا جاناتا" الأصولي الهندوسي ، بل وقس على ذلك سيطرة اليمين الهندوسي على مقدرات امور حزب المؤتمر
لذلك من أيقظ الدين في العالم ، ليس حركات الاسلام السياسي فهذه الحركات كما ذكرت تأسست منذ العشرينيات ،واطروحات قطب وابو الاعلى كانت في الخمسينيات والستينيات ، بل اجهزة الاستخبارات الامريكية ، والاصولية الامريكية
رب سائل يتساءل لماذا تشجع الولايات المتحدة الدين إذا كان سيمثل خطر يقف امامها (؟)
الاجابة والرد بذلك أنه خطر سيسبب خطر ايديولوجي لا غير ... ولكنه ليس خطر إستراتيجي ، فاصطناع عدو حتى بعد انتهاء العهد السوفييتي هي مسألة مهمة للادارة الامريكية
------
الاعزاء إيراني قح وحسان شكرا على مروركم الكريم ...(f)
العزيز محارب النور ، اعود غدا مع اطروحات "فيبر" (f)
|
|
12-09-2006, 10:30 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}