{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
التضخم الكلامي.
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #21
التضخم الكلامي.
الأخ أوارفي
الأخوة .
تحية طيبة .
بداية أحب أن أوضح لمن لا يعرف أن سمير أمين هو مفكر ماركسي مصري يحظى باحترام على المستوى الأكاديمي في العالم ، و من يتابع أوارفي سيجد أنه طرح قريبا شريطا ناقدا لبعض أفكار سمير أمين ، لهذا داعبته بافتراض أنه صديق لسمير أمين ، ومن المعروف لكم بالطبع أن أوارفي ليبرالي ، و هذا أشبه بمن يقول لبابا روما صديقك كارل ماركس أو يقول لتشرشل صديقك هتلر ، و طالما فات على أوارفي إدراك مثل هذه المقابلة فسوف تفوت على آخرين لهذا أنوه .
ربما يشعر بعض الزملاء أنه لا توجد خلافات بيني و أوارفي سوى بعض التفاصيل الثانوية ذات الطبيعة النظرية البحتة ، و أن مثل هذه الحوارات ستكون نوعا من الترف الفكري على ضوء مأساة غزة ، و لكني لا أرى ذلك ، فمشكلة العرب كما أومن هي الثقافة المفارقة للعصر ، أي أن مشكلتنا ثقافية تكمن في العقل و الوعي و الذائقة أكثر منها مشاكل سياسية أو قومية ، و كل جهد يهدف إلى عقلنة الوعي العربي و تنويره ،و كل حوار يسعى لنكش الفكر من الأعماق -كما يريدنا نزار أن نفعل- سيكون عملآ مجزيا .
هناك بعض القضايا العالقة التي تحتاج إلى تدقيق ،و سأركز في هذه المداخلة على قضية الليبرالية كأيديولوجية .
نحن -كما أعتقد أو أتمنى- نتفق أن الديمقراطية هي النسق السياسي ، أو الأسلوب و الإطار الذي يمارس به المجتمع الحداثي المعاصر حياته السياسية ، و لكنها ليست بالطبيعة - مهما بلغت الثقة بها - عقيدة سياسية أو (أيديولوجية) ، أما الليبرالية فهي قضية مختلفة ، و لكني أريد أن ننظر عميقا في هذا المصطلح ( الليبرالية ) منذ البداية ، فهي لا تعني شيئا واحدا في كل الحالات ، فالليبرالية تطلق على أشياء متعددة مختلفة في طبيعتها ، و يمكن فهم الليبرالية على ثلاثة أوجه : أولآ كونها تقاليد سياسية أو إطار و منهج ، ثانيا كونها إتجاه فلسفي يرتبط بفلسفات بعينها ، بالإضافة إلى ثالثا كونها فلسفة سياسية .
أما الوجه الأول لليبرالية كتقاليد سياسية فهذا الوجه هو الأعم و الأكثر نجاحا ، وهو السائد حاليا في كل مجتمعات المركز ، و كثير من الدول في المحيط و أشباه المحيط ، و تتمحور الليبرالية كممارسة حول التسامح الديني ، الحكم برضاء الشعب ، و الحرية الشخصية و الإقتصادية خاصة ، كما ترتبط الليبرالية بالعلمانية و الديمقراطية كنظام سياسي ، أما في بعض المجتمعات كالولايات المتحدة فالليبرالية هي مزيج من التعاطف مع الحرية الفردية و العداء للرأسمالية المنفلتة ، على النقيض من استراليا التي ترتبط فيها الليبرالية بالحماس للرأسمالية و التعاطف الأقل مع الحريات المدنية ، و بالتالي فالليبرالية كممارسة ليست نمطا قياسيا أو منتجا نهائيا محدد المواصفات ، بل هي اتجاه ثقافي متجدد ، لا يقيده سوى الانتماء للإنسان كونه فردا و محورا للكون ، و من ثم فالليبرالية هي في جوهرها الولاءٌ لقيم الحداثة والتنوير ، و إسباغ الشرعية على ما يفضي إلى سعادة الإنسان و حريته ، إن الليبرالي يرى أن الحكم التاريخي على أي ثقافة أو حضارة مهما كانت إنجازاتها المادية هو بمقدار ما تتيحه تلك الثقافة من حرية و سعادة لمنتسبيها و للآخرين ، كما أن الليبرالية تعني رفض كل أشكال التمايز على أساس الدين أو الجنس أو العرق أو المكانة الاجتماعية و الاقتصادية ، وليس هناك دين أو دولة أو شعب أو طبقة أو حزب يمكن أن يدعي لنفسه حق تمثيل الحقيقة المطلقة ، أو الحق في حرمان الآخرين من الحرية ، لأي مفهوم فكري أو سبب مهما بدا ساميا . إن التسامح هو العنصر الأساسي لليبرالية ،و لكن مبدأ التسامح لا يعني منطقيا التسامح مع عدم التسامح ، حتى لو حظي عدم التسامح بقبول الأغلبية .

و الليبرالية لا يمكن بطبيعتها أن تكون أيديولوجية فهي ترفض التناول العقائدي للأفكار ، مع التحريض على التنوع الفكري و الثقافي ،ورفض التحيزات الأنانية و الأحكام المسبقة ، و هي حرية العقيدة و الفكر و التعبير ، و الحوار السلمي بالكلمة و ليس بالرصاصة ، بالرأي و ليس بالقهر ، بالحوار و ليس بالإرهاب ، باللين الواثق و ليس بالعنف الطائش ،و لهذا لن تجد أحدا يصف الليبرالية بالأيديولوجية سوى على سبيل الإستثناء ، أو يتعامل معها كما يتعامل الماركسيون مثلآ مع الماركسية كمرجعية أحادية كلية التفسير ، إن الليبرالية تقوم على الحرية الثقافية و أنها أحد الحقوق الثابتة و الأساسية الإنسان ،و إن هذه الحرية بالأساس هي حق الإنسان أن يختار ما يشاء من الأفكار و الثقافات ،و أن يمتلك الحق في قبول ورفض ما يشاء منها ، خاصة تلك التي تتناقض مع أفكار سلطته الوطنية .

أما الليبرالية في المجال الفلسفي فشيء مختلف ، و هي تعبر عن طبيعتها في إتجاهات فلسفية مثل الهيومانية Humanismو الفردية Individualism، و مصطلح الهيومانية أعادني لذكرى أيام جميلة قضيتها على ساحل الإسكندرية أقرأ كتابا رائعا للمؤرخ الإنجليزي الشهير أرنولد يوينبي عن الحضارة الهيلينية ،و التي ميزها أساسا بكونها حضارة نموذج و نهج حياتي ، دون الارتباط بجنس أو مكان ما ،و أنها النموذج الأمثل للثقافة الهيومانية ، وهي في هذا المجال تتفوق على أي حضارة أخرى بما في ذلك الحضارة الأوروبية الحديثة ، إن مصطلح الهيومانية Humanism فلسفيا هو الموقف attitude ( هي دون أن تكون مذهبا فلسفيا ) الذي يؤكد على كرامة و أهمية الفرد و يجعله محورا للكون و لكن ( لا توجد نظرية منهجية تحمل هذا الاسم) ، فكل من يرى أن الإنسان هو محور الكون أو أنه المصدر الأساسي للقيم يمكن أن يسمى هيوماني ، و الفكرة الأساسية في هذا الموقف هو أن البشر كائنات عاقلة و يمتلكون داخل أنفسهم القدرة على الصدق و الخير ، كذلك ترتبط الهيومانية مع الفردية individualism التي ترى أن الهدف الأسمى للإنسان أن يحقق ذاته ، مع الاعتقاد بإمكانية التقدم الاجتماعي .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-16-2009, 01:29 AM بواسطة بهجت.)
01-16-2009, 01:22 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زكي العلي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 317
الانضمام: Jan 2007
مشاركة: #22
التضخم الكلامي.
الزميل بهجت
تحياتي

مررت على موضوعك عدة مرات وكنت في كل مرة أرغب في النقاش ثم أجد ما يحول دون ذلك بشكل قاهر.

الموضوع أثار اهتمامي كثيرا منذ سنوات هو وموضوع الفظاظة التي باتت مثل التضخم الكلامي واحدة من سمات عصرنا الحالي.

ولنبق في التضخم الكلامي.. وندع الفظاظة الى مناسبة أخرى.

فعلا.. ثمة كما تقول(كلام كثير و كبير و مبهر و براق)، وبعبارة أخرى ثمة كلام فارغ لا يراعي الحقيقة، ويفتقد إلى الدقة، وهو قليل الأهمية من حيث القدرة على إنجاز خطاب مناسب، عدا أنه يستهدف، في أغلب الأحيان، كسب الشعبية المطلوبة في قضايا مهمة كالسياسة والدين.
لو قلبنا صفحات الصحف ومررنا بمنتديات الانترنيت واستمعنا لمعلقي الفضائيات سنصطدم بأطنان من الثرثرة والهراء واللغو والسفسطة والخداع والسفاهة وغيرها من أنواع التضخم الكلامي.
لكن المشكلة كما يبدو ليست خاصة بنا لوحدنا كعرب مشهود لنا بإننا جعلنا من (البلاغة) وهو نوع من أنواع التضخم الكلامي فنا مستقلا، فالعديد من مفكري الغرب وفلاسفته توقفوا عند ظاهرة التضخم الكلامي وتناولوها في كتاباتهم، بل لم يعد مجتمع من مجتمعات العالم بمنأى عن هذه الظاهرة التي لها مفعول العدوى، غير أننا كعرب بقينا نتميز على الجميع، خصوصا بعد ثورة الاتصالات، حيث خلق التلفزيون الحاجة إلى من يملأ الوقت بأي شئ عن أي شيء.

والسبب عندي هو عدم ادراكنا لدور الإعلام في عالم متغير، حيث استغل إما للدعاية الرسمية أو لتصفية الحسابات بين الأنظمة أو لمجرد المتعة العادية، لذلك غدا الإسراف البلاغي السيئ العلامة المميزة لإعلامنا بل أصبح، لسوء الحظ، جزءا من ثقافتنا.

جرب أن تجلس لساعة واحدة تستمع لبعض ضيوف الفضائيات وخبرائها من المؤدلجين، ستجد كيف يشهرون أسلحة اللغة السهلة والتعبيرات المراوغة، ويقدمون عروضا بلاغية تلائم العوام فضلا عما يتركونه من تشويهات على ذهن الجمهور العادي الذي تعود أن يخضع لسلطة الأب والزعيم ورجل الدين.

التضخم الكلامي الذي لا ينطوي بالتأكيد على وجهات نظر جدية هو السائد في إعلامنا وصحافتنا هذه الأيام، حتى بات من شبه المستحيل تجنبه، والنتيجة كما ترى هي انعدام الأمانة والمكر والأكاذيب والإنطباعات الخاطئة.

01-19-2009, 07:18 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زكي العلي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 317
الانضمام: Jan 2007
مشاركة: #23
التضخم الكلامي.
يبدو إنني أحرجتك زميل بهجت، حتى لم تعد تتذكر موضوعا لك اسمه (التضخم الكلامي)، وتخليت عنه كما يتخلى أب عن طفله حين تساوره الظنون أن شخصا ما زنا بأمه.

اللعنة ..

كيف نسيت إننا اختلفنا ذات شريط حول تقييم الدكتاتور الذي كان يتبول في مرحاض من ذهب ويغسل يديه بالماء المقطر، وهل هو سفاح أم قاتل متسلسل أم يجب عدم محاسبته (مهما فعل) وفقا لجملتك في الشريط إياه.

وسع صدرك قليلا، وأكاد أقول كبر عقلك
ولا تفرط بنعمة النسيان أو بقيمة التسامح
ليس ما تكتبه انجيلا ولا ما أكتبه قرآنا
ولب الليبرالية التي تزعم أنك من أهلها: التعدد والاختلاف.
ولو كنا نتفق على كل شئ ويربت أحدنا على كتف الآخر نفاقا أو مجاملة لتحول النادي إلى برلمان عربي وليس إلى ساحة نقاش حر ومفتوح على مختلف الآراء.

إذا كنت (زعلان) فعلا وغاضب من رأيي بالصنم، وتخليت عن موضوعك لهذا السبب في وقت تحرص فيه على حذو الرد بالرد فلا تتوقع أن أصاب بالإكتئاب أو أتوسط الآخرين حتى أحصل على رضاك.
كل القصة وما فيها إنني رأيت موضوعك يكاد يتجمد مثل بركة في شتاء فرغبت برمي حجر عسى أن أحركه، لكن الحجر كان كبيرا إلى الحد الذي سد عليك الطريق فلم تعد قادرا على الدخول إليه.

ثمة لازمة مصرية من حرفين كنت سأكتبها بالبنط العريض لولا قليل من الاعتبار للزمالة المفترضة.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-21-2009, 07:38 PM بواسطة زكي العلي.)
01-21-2009, 07:31 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #24
التضخم الكلامي.
لم أفهم سببا للغضب .
ولا أتذكر أننا اختلفنا في شريط ما عن اي ديكتاتور .
ولو كان شريط صدام حسين ، فمن المضحك ان تعتقد اني كنت يوما مؤيدا له ، و كم نالني من سباب بسبب موقفي المساند لشيعة العراق ، بل ربما كنت من أشهر من فعل ذلك كوني سنيا ولو بالميراث ،و لكني أفعل ذلك ليس طلبا لود احد بل إرضاء لضميري .
ربما كنت رجلآ شديد الإنشغال ولا احب ان أرد متعجلآ ، ولو قرات الشريط ستجد مداخلات أكثر اختلافا بما لا يقارن ،فلا أغفل أي مداخلة ،و لكن ليس من عادتي ان أكتب منفعلا كما تفعل ، ولا غاضبا كالصبية الصغار ،و لكني اعد مداخلة تلائم بهجت قبل ان تكون ردا ، فمن يتابع الموضوعات التي أطرحها سواء متفقا او مختلفا ينتظر أن يقرأ شيئا يستحق القراءة و ليس بلاغة سوقية ساذجة .
عليك ان تنتظر او ترحل كما تشاء ، فقد مضى الوقت الذي تشغلني فيه مداخلات كيدية عديمة الجدوى .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-21-2009, 09:06 PM بواسطة بهجت.)
01-21-2009, 09:01 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زكي العلي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 317
الانضمام: Jan 2007
مشاركة: #25
التضخم الكلامي.
أنا أغضب بالفعل، لكنني سرعان ما أنسى وأسامح
ولا يحرجني أن أعتذر إذا أخطأت
ولولا رغبتي بالتواصل مع من أفترض فيه الجدية والرصانة والالتزام لما كلفت نفسي حتى مجرد المرور، فأحرى الكتابة.

:98:


01-21-2009, 09:11 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الحكيم الرائى غير متصل
Black Man
*****

المشاركات: 6,559
الانضمام: Feb 2003
مشاركة: #26
التضخم الكلامي.
Array
أنا أغضب بالفعل، لكنني سرعان ما أنسى وأسامح
ولا يحرجني أن أعتذر إذا أخطأت
ولولا رغبتي بالتواصل مع من أفترض فيه الجدية والرصانة والالتزام لما كلفت نفسي حتى مجرد المرور، فأحرى الكتابة.

:98:
[/quote]

على فكرة استاذ زكى بهجت ليس محاور انترنتى قتلا للوقت وملآ للفراغ..بهجت قامة فكريا وانسانيا اعط لنفسك الوقت للتعرف عليه قبل الدخول بمشاحنات لاضرورة لها
تحياتى

01-21-2009, 09:56 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زكي العلي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 317
الانضمام: Jan 2007
مشاركة: #27
التضخم الكلامي.
أنت يا حكيم أسم على مسمى
وتتدخل في الوقت المناسب

(f)

بهجت لا يحتاج لشهادة فقد دلتني عليه مشاركاته المتميزة...

كما أنني لست بصدد المماحكة، فلا العمر ولا الوقت يسمح بها، لكنني مع فكرة أن تكون كتاباتنا في النادي عملا فكريا وجدانيا، يحترم الاختلاف وينأى عن الشخصنة بما في ذلك الغضب والانفعال في حال تصادمت الرؤى وتضاربت الأفكار، وهذا ما أرمي اليه، ولا أبالغ إذا قلت انني سعيد بأن أقتطع من وقتي القصير لأجلس أمام الحاسوب وأكتب وأرد وأناقش بتلقائية كما لو كنت مع أصداء طفولة.

لقد أحسست، وقلما يخونني احساسي أن الزميل بهجت تغافل عن مشاركتي لأننا سبق وأن اختلفنا، وحز في نفسي أن يصل الخلاف الى هذا الحد، فكتبت ما كتبت.

فعذرا اذا ما شط قلمي، وأملي أن نعلو جميعا على خلافاتنا التي هي جزء لا يتجزأ من آدميتنا.

01-21-2009, 10:19 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #28
التضخم الكلامي.
الزميل المحترم زكي العلي .
تحية طيبة مقدرا اهتمامك بالموضوع المطروح .
يا عزيزي .. لقد خانتك فراستك هذه المرة ،و عموما فالفراسة لا تسعفنا في دوائر الحوار ، لأننا لا نشاهد من هو على الطرف الآخر ، فالفراسة تقوم على المشاهدة و قراءة لغة الجسد و ليس الكلمات ، لهذا أفضل ألا نستسلم لمشاعرنا السلبية تجاه الآخرين فقد تكون مخادعة ، كما حاولت أن أوضح أن الموضوعات الفكرية غير السياسية ، فهي لا تقبل الخصوات العنيفة ، كما أنه لا توجد بيننا أصلآ أي خصومة من أي نوع ، و المدهش أنني خلال عامين و نيف انهالت علي صفات من عينة المارينز و زحفطون و الخيانة و العمالة ... الخ ... الخ ، بسبب قضية العراق و اختياري مساندة الشيعة في موقفهم التخلص من الإحتلال سلميا ، و تلك قضية طويلة لا داعي لتكرارها ، موقفي الدائم هو ألا أسعى لخصومة ولا أهرب من خلاف ، كما لا أحمل خلافاتي من شريط لآخر ، و أرجوا أن يكون هذا موقفك أيضا .
مشكلتي مع مداخلتك هي أني اتفق معها كلية ،و لو كانت مخالفة أو تثير لدي حساسية كما ربما اعتقدت لبادرت فورا بالرد عليها ،وهذا هو حالنا جميعا ، فمن مداخلتك وجدت أنه لا يناسبك استحسان عابر كما لا يناسبني أن أتعامل مع مداخلة هكذا جدية بذلك الإستحسان ، الخلاف لا الإتفاق هو الذي يصنع حوارا جيدا للأسف ، أجد أنك تتحدث عن أن ظاهرة التضخم الكلامي محور اهتمام و نقد من المفكرين الغربيين أيضا ، وهذه ملاحظة جديرة بالتامل ، أعتقد أنه علينا أن نبحث عن صيغ وبناءات فكرية اكثر اختزالآ و أكثر دقة ،و أن نتوقف عن محاولة فرض موافقنا عن طريق إغراق الآخرين بطوفان من الكلمات ،وهذا ما يحدث بالفعل في الفضائيات ، و في المواقع الإليكترونية العربية خاصة ، ستجد أن هناك متفرغون من أنصاف المتعلمين يشحنون عقول أنصاف الأميين بأفكار شوفينية و غيبية متعصبة ، تعود إلى عصر ما قبل الكتابة ، بينما يعتقدون و يزعمون أنهم تقدميون و مستنيرون !. ما أخشاه حقيقة ليس الفكر المخالف بل انتشار الجهل و أنه لم يعد وصمة عار بل مجالآ للتباهي ، حتى أن الجهل و الغباء صارا حالة طبيعية تماما ،و أن العلماء و المثقفين و الأذكياء أصبحوا هدفا للإدانة المستمرة ! .
01-23-2009, 07:25 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زكي العلي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 317
الانضمام: Jan 2007
مشاركة: #29
التضخم الكلامي.
الزميل المحترم بهجت

دخلت المنتدى على عجل ووجدت ردك يغمرني بالبهجة

بداية، لابد من توضيح مهم وهو انني لا ولن أتحدث في هذا المنتدى كشيعي. صحيح انني ولدت في بيئة شيعية لكنني أخترت بارادتي أن أكون قوميا، وقد قضيت في حزب البعث أكثر من نصف عمري، عندما كان البعث على أيامي يتعالى على المذاهب والأديان، ورغم خروجي منه نتيجة النهاية التي انتهى اليها، إلا أنني مازلت على اختياري، فمن حقي وحق ملايين العرب أن نحلم بأن تتحقق في يوم ما وحدة العرب وأن ننال الحرية ونطبق الاشتراكية، هذه الفكرة السامية والنبيلة.

واستطراد، فان موقفي من صدام حسين لا يرتبط بمذهب أو دين، بل لأنه اغتال احلام البعثيين عندما أحال الحزب الى ملحق بجهاز المخابرات بعدما أحال الوطن الى ضيعة خاصة به وباسرته وأبناء قريته.

لا يمكن لك أن تتصور كم كنت أحب صدام حسين عندما كان يمثل لجيلي الأمل والمستقبل، وقد سجلت مرة هنا انني لا أكرهه لأنني وبصراحة متناهية لم أعاني شخصيا من نظامه الذي كان لي موقع فيه بل كانت معاناتي بسبب ما يتعرض له العراقيون بشكل عام، حيث كنت أشعر كما لو انني مسؤول عن معاناتهم مادمت قد ارتضيت أن أصمت وأكتفي بالتفرج عليهم، والواقع انني أحتقره لأنه كان بامكانه أن يحكم ويستمر بالحكم دون حروب ومجازر وصدامات مع دول الجوار بل العالم كله، حيث وجد نفسه في نهاية المطاف مثل عقيد ماركيز لا أحد يراسله، قبل أن يلقى ذلك المصير الذي لا يليق حتى بالجانحين وأصحاب السوابق.

أتوقف عند هذا الحد، وأعدك بالعودة الى موضوعنا بأسرع وقت.

تحياتي.. واعتزازي
01-23-2009, 09:26 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS