"الله ليس جمهوريا"


كانت انتخابات عام 2004 بمثابة جرس الانذار للحزب الديموقراطي حيث كشفت استطلاعات الرأي عن أن الدين يلعب دورا مهما في السلوك الانتخابي، فكلما زاد تردد الناخب على الكنيسة كلما كان أكثر ميلا للتصويت لبوش وبفارق كبير.

وبالطبع ليس ذلك بالأمر الجيد في أمة يؤمن 90 بالمئة من سكانها بالله، ومن ثم لم يعد الجمهوريون فقط هم الذين يتحدثون عن الله بل الديموقراطيون أيضا.

فالديموقراطيون يؤيدون مرشح مثل بوب كيسي الذي يخوض سباق الترشح لعضوية مجلس الشيوخ عن بنسلفانيا وهو مثل منافسه الجمهوري ريك سانتروم يصف نفسه بأنه "معارض للاجهاض".

وهارولد فورد جونيور، وهو شاب ديموقراطي أسود في تنيسي، يركز على إيمانه المسيحي لدرجة أنه سجل إعلانا تليفزيونيا في كنيسة حيث ظهر فيه وهو يقول"أنا هارولد فورد جونيور، وهنا تعلمت الصواب والخطأ".

والسيناتور باراك أوباما، المرشح الرئاسي المحتمل في انتخابات عام 2008،قال مؤخرا خلال حملات دعاية لزملائه الديموقراطيين "إننا نعبد الله في الولايات الزرقاء".

وهناك عشرات آخرون، من البيض والسود على السواء، الذين تحدثوا علانية عن إيمانهم، وهذا بالطبع جعل أغلب الديموقراطيين العلمانيين يجفلون، وإن كان الفوز سيغفر ذلك.
تغيير

إن شيئا يحدث في الحزب الديموقراطي.

وتقول مارا فاندرليتش، المستشارة الدينية السابقة للمرشح الديموقراطي المهزوم جون كيري "عندما بدأنا هذا العمل في حملة كيري لم يكن هناك اتفاق بشأن حجم العمل اللازم للوصول إلى الناخب الأمريكي المتدين، وهناك تفهم كبير الآن أننا بحاجة لأن نعمل بشكل أفضل لتحقيق ذلك".

وفي الواقع، أشار استطلاع رأي أخير إلى أن واحد فقط من بين كل 4 ناخبين يرون الديموقراطيين "ودودين" إزاء الدين.

وفي غضون ذلك، وعلى مدار 20 عاما نجح الجمهوريون في رسم صورة الله باعتباره "جمهوريا".
بوش يغار كنيسة
بوش معروف بتدينه

ولكن في ظل الفضائح الجنسية والفساد تراجع تأييد الناخب المتدين للجمهوريين، وقد وجد الديموقراطيون في ذلك فرصتهم لجسر الهوة مع الله حيث ألقوا طرحا جديدا مفاده أن "الله للجميع".

وقد تحدث الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في جامعة جورج تاون، التي أسسها الأباء اليسوعيون الجوزويت في واشنطن، عن السعي إلى الله من أجل تعزيز تساوي الفرص والمسؤولية المشتركة.

وقال جون بوديستا، رئيس هيئة العاملين في البيت الأبيض في عهد كلينتون،"إن فكرة الله للجميع منظور فلسفي لتوحيد اليمين واليسار، وقد استخدم الآباء المؤسسون للولايات المتحدة هذا التعبير".

ورغم إصرار بوديستا على أن الديموقراطيين لن يستخدموا هذا التعبير كشعار انتخابي إلا أن كيسي أشار إليه مؤخرا 29 مرة في خطاب واحد.

ويذكر أن الجمهوري ساتروم أصدر كتابا تحت عنوان "الاتجاه المحافظ وفكرة الله للجميع".
عدم اقتناع

وجورج فيجل معلق كاثوليكي معروف غير مقتنع بموقف الديموقراطيين ويقول "إن ما يفعلونه ليس أكثر من محاولة لجذب صوت الناخب المتدين، ولكنها محاولة غير مقنعة، فأغلب هؤلاء الذين يتحدثون عن الله للجميع يتجاهلون حق الحياة وبالتالي أحد أهم مبادئ التعاليم الكاثوليكية المعارضة للاجهاض".

ورغم ذلك، فان بعض الديموقراطيين مثل كيسي يتحدثون عن تأييدهم "لحق الحياة".

ويعكس موقف الحزب من كيسي منهجا مرنا جديدا بالمقارنة بما حدث خلال المؤتمر العام للديموقراطيين الذي عقد عام 1992 حيث منع والده بوب كيسي، وهو مؤيد أيضا لحق الحياة، من الحديث.
كيلنتون في جامعة جورج تاون
أطلق الديموقراطيون عبارة لها تاريخ كاثوليكي

وهناك جهد ملموس لاعادة توصيف الاجهاض باعتباره "مأساة" بدلا من "حق الاختيار".

فما هو حجم التنازلات التي قد يرغب الحزب بتقديمها؟ لم يتضح الأمر وهم يريدون ترك مثل هذه الأمور لما بعد الانتخابات.

ومازال الجدل دائرا حول المدى الذي يمكن الذهاب إليه في الخطاب الديني حتى لا يبدو زائفا وحتى لا يغيب العقل العلماني.

وتعتبر مارا فاندرليتش أن هذه المخاوف سياسية كالمعتاد.

وتقول "أعتقد أن هذه هي أكبر مخاوف الناس، وهي أكبر مخاوفي أيضا".

فبعد هزيمة عام 2004، وضعت استراتيجايت "الله للجميع" وقضت عامين تحاول الجمع بين القيادات الدينية والسياسية، وتقدم النصح للسياسيين وتساعد في إعادة صياغة رؤى الحزب.

وتقول "إن الحديث عن الله لابد وأن يكون أصيلا نابعا من القلب، صوت أخلاقي يطرح حلولا لمشكلات مثل الاحتباس الحراري والمرض والفقر".

وفي غضون ذلك يأمل مرشح مثل كيسي أن يفعل "الله للجميع " معه ما فعله المتدينون لبوش من قبل.

زعيم ديني أمريكي يعترف بارتكاب تجاوزات



تيد هاغارد
ينكر تيد هاغاردممارسة الجنس مع باغ مثلي

أقر أحد أشهر زعماء المسيحيين الانجيليين في الولايات المتحدة، القس تيد هاغارد، بشراء مخدرات، بعد ان تخلى عن موقعه الكنسي إثر مزاعم عن فساد جنسي.

وأقر القس الذي يبلغ عدد اتباعه 30 مليونا انه ابتاع مخدر الميتامفيتامين، لكنه نفى استعماله.

واعترف القس للصحافيين خارج بيته باقتنائه الميتامفيتامين، وقال انه "كان ينوي استعماله، لكنه لم يفعل ذلك قط" وأضاف انه رماه.

وكان القس هاغارد، وهو مستشار للبيت الأبيض والزعيم السابق لـ"رابطة الانجيليين القومية"، قد شابت سمعتًه تهم بممارسة الجنس مع رجل مقابل مبلغ مالي.

ونفى هاغارد، ذو الـ 50 عاما، ممارسته الجنس مع بائع هوى من الذكور يدعى ،مايك جونز، لكنه اعترف بتلقى خدمات التدليك من قبل جونز بعد أن رشحه لذلك أحد فنادق مدينة دنفر.

ولكن جونز، والبالغ من العمر 49 عاما، قال في برنامج اذاعي انه تلقى مبلغا من المال مقابل ممارسة الجنس مع القس هاغارد كل شهر تقريبا على مدى ثلاث سنوات.

وتواجه الكنيسة الانجيلية هذه التطورات قبل قليل فقط من إجراء الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي، مما يزيد من صعوبة جذب تأييد المسيحيين الانجيليين،الذين يشكلون دعما مهما للمحافظين، للحزب الجمهوري الذي يقوده الرئيس جورج بوش.
"معارضة الزواج المثلي"

وجاءت هذه الفضيحة الجديدة على خلفية تصويت في ولاية كولورادو وسبع ولايات اخرى حول منع الزواج المثلي او السماح به.
مايك جونز
قال جونز إنه أقدم على ماقاله بسبب موضوع زواج المثليين

ويعرف هاغارد بأنه معارض بارز لزواج المثليين جنسيا.

وقال روس بارسلي، والذي خلف هاغارد في رئاسة كنيسة "الحياة الجديدة" ومقرها ولاية كولورادو، في رسالة بريد الكتروني بعث بها يوم الجمعة: "من المهم العلم بأنه اعترف لـ(لجنة) لمشرفين بأن بعض الاتهامات ضده كانت حقيقية.

وأضاف "لقد استسلم بإرادته وبتواضع لسلطة لجنة المشرفين، وسيبقى موقوفا إداريا خلال سريان التحقيق."

من ناحيته قال جونز إنه أقدم على ماقاله بسبب موضوع زواج المثليين.

وقال:"لقد أغاظني أن يلقي شخص بالمواعظ ضد زواج المثليين، ثم يذهب ليمارس الجنس (مع مثلي) من خلف الستار."

وأضاف شخصا يدعى "آرت"،والذي قال فيما بعد إنه هاغارد، اتصل به عن طريق الانترنت، وأنه استخدم مخدر الميتامفيتامين خلال لقاءاتهما الجنسية.

ولهاغارد خمسة أطفال وتولى رئاسة "رابطة الانجيليين القومية" عام 2003.

وتقول مراسلة بي بي سي في واشنطن، جين ليتل، إن هاغارد الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بالبيت الأبيض، من أكثر الزعماء الدينيين نفوذا في الولايات المتحدة، وأن استقالته شكلت ضربة قوية للجمهوريين الذن يسعون لحشد التأييد قبيل الانتخابات النصفية.