البروفيسور/ عبد الله الطيب: فخر الأدب العربي والســـوداني
[CENTER][U][B]المدح والمرثيات
[U][SIZE=3]بقلم: أبو عاقلة إدريس إسماعيل
نشرت فى جريدة "الأضواء"، ص 6، بتاريخ 17 ربيع الأول 1424هـ، الموافق 17 مايو 2003م.
[SIZE=4]
وفى سن باكرة جداً كان الفتى العبقري (عبد الله الطيب) قد حفظ القرآن وشرفه ورتّل... كان إبن عشر عندما أقرأه والده الشيخ (الطيب عبد الله) سورة ( الإنسان ) بـ "كسلا"، وآخر سورة ( القيامة )، واختلاف روايتي الياء والتاء فى (تمنى) و(يمنى)، وخطّه له فى اللوح أول ( الدخان ) عند شرافتيها، وذكره مبتسماً جواز تشديد "الجيم" ادغاماً لـ "الذال" فيها من قوله تعالى: (( اذ جاءها المرسلون )) فى سورة (يــس)، ومن بعد علم أمر رواية "حفص عن عاصم"، ورواية "الدوري عن أبى عمرو" -وبها كان يقرأ-..
حكيت به البراق وفى النظم والمدد
إذ التاكة الغرا ودامر لى بلد
وإذ انا فى الخلوات اذ حضر العدد
وأذ انا فى توتيل اذ عيشنا رغد
وكان أبى فيها الاقامة يصطفى
...
وكان يشدو والقريض مجودا
ويمدح مولانا الرسول محمدا
بحب شديد أريحيا مغردا
وينمى الى المجذوب من نسل احمدا
له أنا في مدح النبي سأقتفي
والفتى ابن عشر نظم والفقيه (الطاهر بابكر النقر المجذوب) سنة 1931م قصيدة كاملة حاكياً بها طريقة مدائح (أولاد الحاج الماحي)، مطلعها:-
يا رب يا رب صلى على النبى يا رب يا رب
وكان مولانا الشيخ المجذوب جلال الدين -وهو والد الشاعر الجزل محمد المهدي المجذوب- للفتى بعد أبيه خير والد ومعين. ومنه أخذ كثيراً فى الأدب واللغة والعروض والتجويد إذ كان يقدم الدامر فى عطلة الصيف المدرسية.
وكان الفتى- إذ ذاك- فى معية الصبا وغضارته يتعصب لـ (أبي تمام حبيب بن أوس الطائي) 190-231هـ. ولعله كان وقتها -ينشد من شعر "حبيب":-
ونفس تعاف العار حتى كأنه
هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
فأثبت فى مستنقع الموت رجله
وقال لها من تحت أخمصك الحشر
غدا غدوة والحمد نسج ردائه
فلم ينصرف الا وأكفانه الأجر
تردى ثياب الموت حمراً فما أتى
لها الليل الا وعى من سندس خضر
كأن بنى نبهان يوم وفاته
نجوم سماء خر من بينها البدر
يعزون عن ثاو تعزى به العلى
ويبكى عليه الجود والبأس والشعر
وأنى لهم صبر عليه وقد مضى
الى الموت حتى أستشهدا هو والصبر !
فتى سلبته الخيل وهو حمى لها
وبزته نار الحرب وهو لها جمر
وقد كانت البيض المأثير فى الوغى
بواتر فهى الآن من بعده بتر.....
أو ينشد:-
وتفلل الاحساب بعدك والنهى
والبيض ملس ما بهن فلولّ
من ذا يحدث بالبقاء ضميره
هيهات أنت على الفناء دليل
يا ليت شعري بالمكارم كلها!
ماذا وقد فقدت نداك تقول!
كم مشهد قد جددته لك العلا
وكأنه بالأمس وهو محيل
وكتيبة كتبت لها أرواحها
واليوم أحمر من دم مصقوك
أو يرفع عقيرته بالغناء :-
دعنى وشرب الهوى يا شارب الكأس
فأننى للذى حسيته حاسى
لا يوحشنك ما إستسجمت من سقمى
فأن منزله بى أحسن الناس
من خلوتى فيه مبدا كل جائحة
وفكرتى من مبدا كل وسواس
رزقت رقة قلب من نغصة
منغص من رقيب قلبه قاسى
متى أعيش بتأميل الرجاء إذا
ما كان قطع رجائى فى يدى ياسى؟
وقد سبق ان سأل الشيخ (مجذوب جلال الدين ) تلميذه الفتى (عبد الله الطيب) عن أبى تمام لم يقدمه؟
فذكر له بيتيه:-
لا تنكروا ضربى له من دونه
مثلاً شروداً فى الندى واليأس
فالله قد ضرب الاقل لنوره
مثلاً من المشكاة والنبراس
فاستحسن ذلك، ثم ذكر له أن ليس لـ (أبي تمام) مثل قول )أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي الكوفي الجعفى الكندي) (303-354هـ) -شاعر العربية الأكبر-:-
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى
عدواً له ما من صداقته بدّ
وهو البيت الثامن من مدحة (أبي الطيب) لـ (محمد بن سيار بن مكرم التميمى):-
اقل فعالي بله أكثره مجد
وذا الجد فيه نلت أم لم أنل جد
سأطلب حقي بالقنا ومشايخ
كأنهم من طول ما التثموا مرد
ثقال اذا لاقو خفاف إذا دعوا
كثير اذا شدو قليل إذا دعوا
كثيرا اذا شدو قليل اذا عدوا
وطعن كأن الطعن لا طعن عنده
وضرب كأن النار من حره برد
اذا شئت حفت بى على كل سابح
رجال كان الموت فى فمها شهد
اذم الى هذا الزمان اهليه
فأعلم فدم وأجزهم وغد
وأكرمهم كلب,وأبصرهم عم
واسد هم فهد ,وأشجعهم قرد
ومن نكد الدنيا على الحر ان يرى
عدوآله مامن صداقته بد
هذا وقد وافق الفتى الذواقه شيخه فى رأيه مستحسنا في إسقلالية فكر، وأدب جم، وتواضع مهيب... وقد تلقى عليه فى كلية غردون والمدارس العليا من بعد، وكان من أبرز أساتذته فى كلية غردون التذكارية ايضآ أستاذ الرياضيات (الزعيم الخالد/ إسماعيل الأزهري) -رئيس الوزراء في أول حكومة وطنيه في تاريخ السودان الحديث-، وهو الذي طلب من تلميذه (عبد الله الطيب) أن يختار له نشيداً للعلم الوطني بعد الجلاء، فاختار ضمن لجنة معتبرة نشيد " السلام الجمهوري " لـ (الأستاذ/ أحمد محمد صالح) -شاعر- "مع الأحرار".
"نحن جند الله ... جند الوطن
إن دعا داعي ... الفدا لم نخن
نتحدى الموت ... عند المحن
نشتري المجد ... بأغلى الثمن
هذه الأرض لنا ... فليعش سوداننا
علماً بين الأمم
يابني السودان ... هذا رمزكم
يحمل العبء ... ويحمي أرضكم".
كلما ترنمت بهذا النشيد الوطني أحسست أنه كم كان موفقا ذلك الفتى النابه في اختيار نشيد يرمز ويحتشد ويستنطق، نشيد يشخّص روعة التراب وعظم الإنتماء، ويجسد فى حرارة الأداء الواجب الأقدس نحو المضاء والفداء.
وتلقى العربية علومها وآدابها -في كلية غردون- على أيد أساتذة جهابذة، أعلام، منهم (الشيخ/ الأمين إبراهيم "الطويل") -والذي تلقى العلوم الشرعية والعربية من قرءان وتفسير وفقه وحديث وأصول وفرائض ونحو وصرف وعروض وأدب وفقه للغة وخلافه على يدى العالم اللغوى (الفكي بابكر) -راجل شمبات، مؤسس الخلوة الشهيرة-، والذي خلفه القارىء الالمعي (الفكي يـــس). وكلاهما يعدا من أكابر العارفين، وبقية الصالحين.
وعندما كان يدرس الطالب عبد الله الطيب فى مدرسة "بـربـر" الوسطى، أفاد كثيراً عن صحبة أستاذه -ضابط الداخلية- (الهادي ابو بكر)، ومن وفائه الجم لأستاذه (الهادي –طيب الله ثراه-) أن منحه عضوية "مجمع اللغة العربية" بالخرطوم، والذي أسسه تلميذه البروفيسور عبد الله الطيب في العام 1990م.
جيل البروفيسور (عبد الله الطيب) فى صباه الباكر كما نتعرف عليه من خلال شهادة (الدكتور/ أحمد سامي عبد الله) أحد ابناء جيله، والتي أدلى بها فى حواره مع (الأستاذ/ الطاهر حسين) بجريدة "الصحافة" بتاريخ 15 أغسطس 2000م, ووثق له (الأستاذ/ مصطفى عوض الله بشارة) فى كتابه الجديد " ذكريات ووقفات مع الأديب العلامة البروفيسور عبد الله الطيب " جيل متفرد متميز فيه الدكتور الطيب محمد الحسن ابو بكر ومصطفى الطاهر وكان الدكتور عبد الله الطيب, واصدقاؤه الأحباء محمد عبد القادر كرف, وبابكر احمد موسى, والهادى ابو بكر, والمرحوم ابراهيم يوسف خال الاستاذ الهادى -وكلاهما من جماعة أبي روف-، والدكتور احمد عبد الله سامى بتعشقون مجالس وأسمار العالم اللغوى الخنذيذ الشيخ (الطيب السراج) الأدبية -وهو تلميذ الشيخ (عبد الله محمد عمر البنا) أعلم أهل السودان بالعربية فى تأريخه الحديث، وكانت تستمر من بعد صلاة العشاء إلى موعد ظهور الفجر... "وأذا كانت النفوس كباراً تعبت فى مرادها الأجسام".
ومن جيل الفتى (عبد الله الطيب) فتية نابهون نابغون: الرشيد نايل –المحامى-، الهادى أحمد يوسف، عزيز التوم، وسعد الدين إسماعيل فوزى.
وتكونت دفعة عبد الله الطيب بالمدارس العليا (كلية الآداب) فى كلية غردون التذكارية من اثنى عشر طالباً، منهم: المرحوم عبد الرحيم الأمين -المعلم فى النقد الأدبى-، والمرحوم الدكتور احمد الطيب احمد -أستاذ اللغة الانجليزية والترجمة والنحو والمسرح-، وقد أكمل السنة الرابعة بالكلية كل من البروفيسير عبد الله الطيب، البروفيسير عز الدين الأمين، البروفيسير صلاح الدين المليك، والاستاذ ابراهيم على ابراهيم، وحسن حلمى، واحمد عبد الله المغربى -عضو مجمع اللغة العربية بالخرطوم-.
عندما إبتعث عبد الله الطيب سنة 1948 الى جامعة " لندن " حيث حصل على شهادة المعادلة للبكاريوس، ثم على الدكتوراة فى عام 1950، وعمل فى لندن استاذا للأدب العربى من عام 1950 الى 1951، كان يدرس من الطلاب السودانيين في الجامعات البريطانية أثناء دراسته حسب افادات السيدة الانجليزية (جوهرة "جريزلدا") -عقيلة البروفيسير عبد الله الطيب- للأديب مصطفى عوض الله بشارة- كلٌ من الاساتذة الدكتور احمد الطيب احمد، الاستاذ الاديب الدبلوماسى جمال محمد أحمد، المهندس كمال الجاك، الاستاذ سر الختم الخليفة، الدكتور مكى شبيكة، الشاعر اسحاق محمد الخليفة شريف، الفنان شفيق شوقى، الفنان عبد الرازق عبد الغفار، والتشكيلى بسطاوى بغدادى.
وقد تسأل- صاح- عن علاقة البروفيسير عبد الله الطيب بندوة صيدلة العاصمة المثلثة التى أسسها الشاعر منير صالح, وأخوانه أبناء شاعر السيف والقلم صالح عبد القادر – بطل ثورة جمعية اللواء الابيض فى نوفمبر 1924م- وكان يختلف على تلك الندوة الادبية- فى مطلع سنى الستين- كبار الشعراء والادباء يومذاك محمد المهدى المجذوب والشعبى محمد محمد على – منير صالح عبد القادر "شهاب"- الدكتور احمد الطيب احمد- الهادى آدم- مبارك المغربى- منصور عبد الحميد- بشرى أمين- مهدى محمد سعيد- سيف الدين الدسوقى – ابو آمنة حامد – مصطفى عوض الله بشارة – محجوب حسن- يوسف محمد يوسف السلامى- الدكتور ابراهيم دقش وتطول القائمة بتلك اللوحات الفنية الزاهية.
وربطت وشائج الأخوة والصداقة المقدسة بين الفتى العلم الالمعى واصدقاء رائعين منهم البروفيسير محمد ابراهيم خليل الذى كان يلاعبه الشطرنج, والشاعر جعفر حامد البشير , والشاعر مختار محمد مختار , والشاعر اسحق محمد الخليفة شريف , والاخير هو الذى اهدى اليه شاعرنا (عبد الله الطيب) ديوانه الاول ( اصداء النيل) فى طبعته الاولى 1957م:
"الى الاخ السرى الاديب اللبيب السيد اسحق محمد الخليفة شريف، من ظل وداده ثابتاً على تقلب الايام وانبائها ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.. المؤلف 1957".
يهدى ( أصداء النيل) فى طبعته الثانية 1960م:
"الى صيدلية العاصمة المثلثة الى منير وبنى صالح ومجمع الشعراء والادباء فى ندوة صيدليتهم المحروسة. المؤلف 1960م.".
وبمناسبة شعر (عبد الله الطيب ) فإن آخر دواوينه ( نغمات طروب) – نأمل ان يرى النور قريباً عرفت وصديقى الاستاذ الصحافى عبد السلام عوض – من أسرة البروفيسير عبد الله الطيب- أن معلومات هذا الديوان بطرف قريب الاسرة الكريمة الدكتور حسين الخزينى عبد الرحمن – المحاضر حالياً فى جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
نشأ (عبد الله الطيب) فى أسرة شاعرة , سمع امداح جده لوالده الفقيه ( الطيب بن محمد) يمتدح الفقيه أحمد بن جلال الدين- وهو ابن أخته فاطمة , لمّا حج يدعو له ويعيذه بالله من شر الحساد:-
مرحبتين حباب ولدى المضوى خزين
ويا ود الحلال ال ماك رجاء خايبين
امك حرة مرحب ابوك جلال الدين
الطيب يقول مبروك علينا فتق
واودعته الرسول الدخرى يوم شرق
يا البازل الوهيط لشدة المعلق
ومرحبتين حباب ولدى البعبد الحق
يا مولاى رده وبالسلامة يعود
حجر الجوهر الفوقه الحمل مسنود
يعمن منك ابصار الحسادة والقلوب السود
وأستمع الى أمداح ( رابعة بنت المجذوب ) فى ابنة اختها بنت أم هانى بنت المجذوب:
يا رب يا كريم يا كاشف البلوى
تعطيها عيالا يقروا بيتقوى
زهادا عفافا مجلسن خلوة
متل ناس الضريرى السيرتن حلّوة
وإستمع الفتى الى قصائد جده الشيخ محمد المجذوب
يا جليل القدر طول
ويا عظيم المن جود
ويا رب سألتك بالاسم الاعظم
واشار (عبد الله) الى قوله فيها وقال هو من خالص الدارجة السودانية القديمة:
"جيد لينا وسى سى يا نديم"..
وفى بواكير الصبا الغض حفظ فتانا معلقة عنترة، ولامية (حكم سيوفك)، وبانت سعاد، والبردى، والهمزية.. وكان يعلق على تينك القصيدتين المادحتين -البردة والهمزية- لـ (الإمام الأبو صيرى) قائلاً: "إنهما ثلثتا، وخمستا، وسبعتا، وتسعتا"، ولربما أنشد مع المنشدين فى ليالى المديح يومى الأحد والخميس تخميس العلامة (عبد الباقى الفاروقى) لهمزية البوصيرى:-
لعلى الرسل عن علاك إنطواء
واولو العزم تحت شاوك جاءوا
ولمرقاك دانت الانبياء
كيف تلرقى رقيك الانبياء
يا سماء ما طاولتها سماء)
لك فرق حكى الصباح وضىء
منك اذ شرف الوجود مجىء
انت بدر من الخسوف برىء
( ومحى كالشمس منك مضىء
أسفرت عنه ليلة غراء)
حيث جبريل فى السموات مجد
يعلن البشر فى ولادة احمد
سمعت أمة ابشرى بمحمد
( وتوالت بشرى الهواتف ان قد
ولد المصطفى, وحق الهناء)
ويتلو من (مولد) الشيخ المجذوب:-
" واورد القاضى عياض بسنده فى الشفا
حديثا جليلا طوبى لمن به اشتفى".
ويتلو من مقدمة كتاب " الشفا بتعريف حقوق المصطفى ":
"اللهم صلى وسلم على محمد وآله وسلم".
قال الفقيه القاضى الأمام الحافظ ابو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليعصبى ( الاندلسى 476-544ه) رضى الله عنه – الحمد لله المتفرد بأسمه الأسمى المختص بالملك الأعز الاحمى , الذى ليس من دونه منتهى , ولا ورائه مرمى, الظاهر لا تخيلا ووهما , الباطن تقدساً لا عدما, وسع كل شىء رحمة وعلما, وأسبغ على أولويائه نعما عما, وبعث فيهم رسولا من أنفسهم عرباً وعجما, وأزكاهم محتداً زمنمى, وارجحهم عقلا وحلما وأوفرهم علما وفهما , وأقواهم يقينا وعزما, وأشدهم بهم رأفة ورحمى وزكاة روحا وجسما, وحاشه عيبا ووصما, واتاه حكمة وحكماً, وفتح به أعيناً عمياً, وقلوبا غلفاً, وآذانا صما, فآمن به وعزره ونصره من جعل الله له فى مغنم السعادة قسما, وكذب به وصدف عن آياته من كتب الله عليه الشقاء حتما " ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة اعمى وأضل سبيلا" (الإسراء 72) صلى الله عليه وسلّّم صلاة تنمو وتنمى, وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.
وكان الشيخ الفتى (عبد الله الطيب) – منذ نعومة أظفاره شديد الوله بكتب السير والتراجم يعكف على سير ( ابن أسحق) وأبن هشام , وتاريخ الامم والملوك لابن جرير الطبرى, وطبقات ابن سعد , واصابة ابن حجر , والاستيعاب فى معرفة الأصحاب لابن عبد البر, ووفاء الوفاء باخبار المصطفى لنور الدين السمهودى, والسمط الثمين فى مناقب امهات المؤمنين للمحب الطبرى, ونسب قريش للمصعب الزبيرى وجمهرة انساب العرب لإبن حزم, والروض الأنف للسهيلي , وأنساب الأشراف للبلاذرى , وأخبار مكة فى قديم الدهر وحديثه لابى الوليد الازرق الفاكهى وكان الفتى يلتمس الشفاء والبركة التماساً فى مثل هذه الكتب التى تترجم للسيرة العطرة- لاسيما كتاب (الشفاء) للقاضى عياض- أذكر فى هذا المقام ان شيخنا البروفيسير عبد الله الطيب قدم- بتاريخ الرابع من ذى القعدة سنة 1420ه كتاب (انفاس طاهرة من لطائف السيرة النبوية) لمؤلفه البروفيسير أحمد على الامام ليقول:-
".... ومنذ خروج كتاب الشفا للناس اقبل, عليه صالحو المؤمنين يتبركون بقراءته وربما إستشفوا به من علل المدن , كما يستشفى من علات النفوس, وطوارق امراض خطوب الزمان...".
ما سامنى الدهر ضيما وإستجرت به
إلا ونلت جواراً من لم يضم
ولا إلتمست غنى الدارين من يده
الا إلتمست الندى من خير مستلم
|