صدر كتاب جديد من نوعية الكتب المفضلة لدي، لم أقراه بعد:D
عنوانه :
An Alliance Against Babylon
JOHN K. COOLEY
فكرة عن الكتاب ''منقول'' :
هل احتلال 'بابل' بريء من الدوافع الدينية؟
اهداف غزو العراق تبدو استراتيجية لكن جون كولي يقول ان القصص الدينية شجعت اليمين الاميركي على إحتلال بابل...
يرى جون كولي أنه لا يختلف في هذا التوجه الاصوليون اليهود عن مسيحيين اعتبرهم موالين للصهيونية مشددا على أن حماس ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش "لجنرالات اسرائيل والمتدينين اليوم موجودة في هذه القصص الغابرة".
وقال في كتابه "التحالف ضد بابل.. الولايات المتحدة واسرائيل والعراق" ان بلاد ما بين النهرين تظهر في قصص التوراة مثيرة للدهشة. "
وأشار الى ضرورة قراءة الاحداث الجارية في ضوء خلفيات تاريخية منها الاستعمار الاوروبي للعالم العربي في القرن التاسع عشر والحروب الصليبية على الشرق قبل نحو تسعة قرون والتي تأسست على خلفية خطبة شهيرة للبابا أوربان الثاني بفرنسا عام 1095 اعتبر فيها المسلمين "الجنس الكافر المحتقر عن حق، المجرد من القيم الانسانية وعبد الشيطان" كما دعا لاسترداد "الارض المقدسة" في فلسطين وحاولت الجيوش الغربية تنفيذ هذا الحلم عبر حملات استمرت حتى عام 1292.
ووصف كولي الاحتلال الاميركي للعراق بأنه مغامرة سيئة الاعداد فرغم سهولة الغزو شهد الاحتلال كثيرا من الماسي.
وقال ان "ادعاء" اليمين الحاكم في واشنطن أنه المدافع الاول عن حقوق الانسان في العالم "لطخته الفضيحة المدوية والمصورة للاساءة والتعذيب وحتى القتل للسجناء العراقيين المحتجزين بواسطة القوات الاميركية في العراق".
وأضاف أن الربط بين العراق في عهد رئيسه السابق صدام حسين وتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن يهدف الى "التضليل المتعمد للرأي العام الاميركي" مشيرا الى أن بوش اتخذ قرار الحرب قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وقادت أمريكا عقب هجمات سبتمبر حربا أسقطت نظام طالبان الذي كان يؤوي تنظيم القاعدة في أفغانستان. كما احتلت العراق وأنهت حكم صدام في التاسع من ابريل/نيسان 2003 بعد حرب دامت نحو ثلاثة أسابيع تحت ذرائع ثبت عدم صدقها أهمها حيازة أسلحة الدمار الشامل.
وسخر المؤلف من اصرار حكومتي بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير على اطلاق صفة "التحالف" على الاحتلال العسكري للعراق.
وقال عالم الاجتماع الاميركي وليام بولك في تقديم الكتاب ان المؤلف كولي كان دائما في موقع الحدث واصفا بحوثه بالحياد والنزاهة والاقتحام على مدى أكثر من أربعين عاما في الشرق الاوسط تفرد خلالها بتناول عدد من القضايا منذ كتابه الاول "البعل والمسيح ومحمد.. الدين والثورة في شمال افريقيا".
وعمل بولك مستشارا للرئيسين جون كنيدي وليندون جونسون كما قام بتدريس التاريخ العربي وشؤون الشرق الاوسط في جامعتي هارفارد وشيكاجو التي أسس بها مركز دراسات الشرق الاوسط وأصدر كتاب "فهم العراق" عام 2005.
وأشار بولك الى زمالته لكولي في مجلس العلاقات الخارجية الاميركية بين عامي 1964 و1965 بعد جولة لكولي في شمال افريقيا "حيث وضع كتابه (الاول) عن أسباب فشل المسيحية هناك واستبدالها بالاسلام لان المسيحية تم ربطها دائما بالاستعمار الاوروبي" مضيفا أن كتاب كولي تحليل للاحداث "المأساوية والخلفية التاريخية للحرب على العراق. هو (الكتاب) اخر غزواته لحقل الالغام السيكولوجي والسياسي للشرق الاوسط وهناك الكثير الواجب تعلمه من هذا الكتاب".
وتناول مؤلف الكتاب قصة السبي البابلي لليهود في القرن السادس قبل الميلاد على يد الملك نبوخذنصر الثاني (بختنصر) الذي حكم البلاد بين عامي 604 و562 قبل الميلاد مشيرا الى أن صدام أمر باعادة بناء قصر نبوخذ نصر في بابل "كرمز للانا المتضخمة" بعد مضي نحو 80 عاما على تصوير فيلم "لا تسامح" الذي أخرجه عام 1916 الاميركي دافيد وارك جريفيث وصور فيه "بابل على أنها تجسيد لكل الشرور في العقل الاميركي".
وقال كولي ان "مؤرخي الكتاب المقدس والمؤرخين العلمانيين" قدموا الوقود الذي جعل من العراق بقعة لصناعة الشر بالاستناد الى رؤية العهد القديم لبابل كمركز للفساد والظلام.
واستشهد بوصف باحث ألماني لبابل بأنها "دولة معادية لله" وأنها ذات سمعة سيئة بين اليهود كما يعتبرها كثير من المسيحيين "أم كل البغايا" والاثام.
وفي تقديره أن كل أميركي "يحارب في العراق منذ عام 2003" يقابله مسيحي أو أكثر من الموالين للصهيونية.
ويرى أن من يحاول فهم الشرق الاوسط "يرتكب خطأ فادحا" اذا تجاهل هذه القصص الغابرة التي قال ان فيها أسبابا تدعو الى وجود "أشد أنصار اسرائيل تعصبا في الولايات المتحدة بمن فيهم أقرب مستشاري جورج بوش وهم حلفاء متحمسون لساسة وجنرالات اسرائيل اليمينيين اليوم... ينطلقون من أعماق قصص التوراة والتاريخ والاساطير وخاصة دراما الاسرائيليات القديمة".
وقال كولي ان اسرائيل دائما ترى أن العراق عدو استراتيجي.
وأضاف أن الحرب التي قادتها أمريكا حققت بعض أهدافها العسكرية الخالصة بتدمير البنى التحية لدولة صدام لكنها فشلت في استعادة الدولة أو توفير حياة كريمة للمواطنين كما حققت "هدف اسرائيل الاثير وهو تدمير القوات المسلحة العراقية" بلا خسائر اسرائيلية.
وأشار الى أن بوش الابن بعد ان أصبح رئيسا في يناير كانون الثاني 2001 سعى مع مستشاريه "نحو حملتهم الصليبية" للاطاحة بصدام وأن اسرائيل كانت خلال الحرب تقدم برامج تدريب نظرية وميدانية للقوات الخاصة الاميركية عن "الاساليب الوحشية" التي تستخدمها لقمع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ملاحظة :
الكتاب موجود باللغة العربية ترجمه ناصر عفيفي عن "مكتبة الشروق الدولية" في القاهرة ويقع في 355 صفحة .