أثناء المعركة يرتفع دوي المدافع و تنطلق الصيحات و التكبيرات و لكن ما ان يتوقف كل هذا حتي يبرز صوت اخفته المدافع بدويها و الحناجر بصياحها, انه صوت ضعيف مبحوح لانين الجرحي و بكاء الثكلي و المشردين.

بعد ان خفتت المعركة بين حزب الله و اسرائيل خرجت خطابات النصر علي لسان امين عام حزب الله و زعيمي ايران و سوريا و اضحي الكلام عن نصر ثلاثي لتحالف حاول البعض إنكاره اثناء المعركة, و جاء الرفض لتسليم سلاح حزب الله علي لسان الرئيس السوري كما لو كان هو الحاكم الفعلي لدولة لبنان يقرر من يحمل السلاح فيها و من يتركه!, خرجت المظاهرات في إيران ابتهاجا بالنصر و حاملة صور الأئمة و بجوارهم صورة امين عام حزب الله حسن نصر الله, كل ما حدث هو تدشين حقيقي لتحالف ثلاثي بقيادة ايرانية قطعا.

كانت خطابات النصر واثقة حاسمة صيغت لردع اي محاولة للتدقيق في حقيقة هذا النصر, خطابات تهدد الجميع فعليكم القبول بأننا انتصرنا بل و تفتخرون بذلك ايضا و لا تحاولوا ان تشككوا فنحن سنفعل أي شئ حتي لا يتزعزع صدق نصرنا, و لا مانع ان يتم تهديد معارضي حزب الله بالحساب او حتي تشبيه حكام العرب بأنهم اشباه الرجال و الكلام عن جيش لبنان الضعيف بحجة عدم قدرته علي ردع اسرائيل و لكن القصد الحقيقي الاشارة بوضوح لعدم قدرته علي مد يده علي قطعه من سلاح حزب الله. كانت خطابات لارهاب المعارضة و إجبار الجميع علي التصفيق للمنتصريين.

بمرور الوقت بدأت الحقيقة في الظهور, اصبح لزاما علي اصحاب النصر ان يشرحوا المكاسب و ان يقطفوا ثمار النصر, و لكن كيف؟ انها مهمة مستحيلة, كيف تقطف الثمار من شجرة غير موجودة؟ و كيف تستثمر نصر لم يتحقق؟
كل الصور علي ارض الواقع تنقل لبنان المدمرة و تنقل جيش لبنان "الذي رفض حزب الله قبل الحرب نشره في الجنوب" و هو يستلم مواقعة في الجنوب بعد اخلائها من قبل "الجيش الاسرائيلي" ثم تنقل تفاصيل القوات الدولية التي سوف تنتشر هي الاخري في الجنوب و تتكلم عن عدد جنود كل دولة.
أين حزب الله من كل هذا؟

و لكن الرواية لم تتم فصولا, فيخرج علينا امين عام حزب الله حسن نصر الله ليؤكد انه لو يعلم برد الفعل الاسرائيلي لما قام بخطف الجنديين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اين العقل؟
إذا كان خطف الجنديين قد افضي إلي نصر علي اسرائيل (لقد اعلنوه مرارا و تكرارا) ,فلماذا هذا الكلام عن خطف الجنديين؟
كان الاحري ان يقول:
" لو اعلم ان خطف الجنديين سوف يؤدي إلي هذا النصر لخطفنا الجنديين منذ زمن "
اليس هذا اكثر انسجاما مع ادعاءات النصر.
لماذا الندم علي فعلة افضت إلي النصر.
حزب الله يقول انه لم يتوقع رد اسرائيلي بهذا الحجم و هذا خطأ قاتل في الحسابات,
حزب الله توقع رد فعل اسرائيل كرد فعلها علي عمليات سابقة,
نفس المنطق العجيب الذي يفترض ان تكرار افعال الماضي سوف يؤدي إلي نفس النتيجة علي الرغم من الاختلاف الواضح في الظروف و الاوضاع.
ألم تكن الضغوط تتزايد منذ مقتل الحريري علي ضرورة نشر جيش لبنان في الجنوب و تنفيذ قرارات الامم المتحدة بخصوص خروج الجيش السوري (الذي خرج بالفعل)
الا يفترض المنطق ان تستخدم مثل هذه العملية كغطاء لضرب حزب الله,

لكن اكثر ما استوقفني "و إن كان متوقعا" هو موقف مؤيدي حزب الله, فبعد تراجع حزب الله إلي الشمال و نشر جيش لبنان في الجنوب و استقدام قوات اممية إلي لبنان ساروا وراء مواكب النصر و الغريب ان بعض هؤلاء في بداية الحرب و قبلها لو اقسمت لهم بكل الكتب السماوية أن هذا ما سوف يحدث في نهايتها لما صدقوك و لأتهموك بالتهمة التقليدية "العمالة" و لكن ما المشكلة ان يحتفلوا به الان علي انه نصر طالما ان تحالف ايران و سوريا و حزب الله قد اعلنوه نصرا!
أما بعد تصريح امين عام حزب الله فقد بدأ موال التلاعب بالكلمات, و ما الذي قصده و ما الذي لم يقصده,
انهم في لحظة قاسية
فقد بدأوا رحلة النزول من السماء السابعة التي رفعتهم إليها الشعارات و اصبح لا مفر من ان يعيشوا الواقع القاسي الذي طالما انكروه.
اطيب تحياتي

اخيرا خرج حسن نصر الله للعلن و لكنه لم يقل جديدا
حسن نصر الله لا يحب الظهور و لكنة مضطر, فلم يعد من الممكن للمنتصر ان يستمر في الاختباء
لقد خرج في توقيت ذكي لرفع معنويات مؤيديه و إعطائهم المزيد من حقن النصر حتي يكملوا احتفالاتهم بقهر العدو الاسرائيلي
حسن نصر يوجه رسالة واضحة للحكومة اللبنانية, لن تستطيعوا نزع سلاح حزب (لن يستطيع اي جيش في عالم فعل ذلك علي حد تعبيره),
امين عام حزب الله يشير إلي الحكومة العاجزة التي تقف بدورها متفرجة علي استعراضات اسرائيل في سماء لبنان و استعراضات حزب الله علي ارضه
انه نفس التوازن الذي اقرته امريكا بعد الطائف, سوريا علي الارض و اسرائيل في الجو,
اما الان فحزب الله ممثلا لايران و سوريا له الارض و اسرائيل لها الجو, و لبنان بين الاثنين لا تعرف إلا الدمار و الخراب
مع فارق بسيط ان اسرائيل قد تخلصت من حزب الله علي حدودها الشمالية, ليحل محلها جيش لبنان و قوات الامم المتحدة.
السيد حسن نصر الله يؤكد ان حزب الله الآن اقوي من قبل الحرب و العيب ليس في كلامه و لكن العيب في من يصدقه, كيف اقوي و قد ترك الجنوب؟ , كيف اقوي و قد تم تدمير (علي اقل تقدير) جزء من قدراته؟
الخطاب بالكامل موجه للداخل اللبناني بعدما انكسرت شوكته الخارجية.
محاولة خلخلة الحكومة هي رسالة للمعارضة بأن حزب الله لديه استعداد بهدم المعبد علي الجميع و علي جميع الاطراف الحذر,
موقف حزب الله كموقف بلطجي ممسك برهينة, و يهدد الجميع, و لا احد يتحرك ليس لقوة البلطجي بل لانه (مستبيع و مش فارق معه)!

اقتباس:  morgen   كتب/كتبت  
.......................
محاولة خلخلة الحكومة هي رسالة للمعارضة بأن حزب الله لديه استعداد بهدم المعبد علي الجميع و علي جميع الاطراف الحذر,
موقف حزب الله كموقف بلطجي ممسك برهينة, و يهدد الجميع, و لا احد يتحرك ليس لقوة البلطجي بل لانه (مستبيع و مش فارق معه)!

عزيزي مورجن .:97:
يعلم الله كم شعرت بالأسى و أنا أشاهد المهزلة التي يلعبها حسن نصرالله مكررا أقبح ما في تاريخ العرب الحديث من خداع و طغيان و تخلف .
الحشود المغيبة و هي تحتفل بتدمير بلادها و ترفع لافتة كبيرة بصورة حسن نصرالله مكتوب عليها
[SIZE=5]سيدنا .
هذه الصورة و تلك الحشود تعكس في بلاغة نادرة مصير لبنان و حاضره البائس ، بلد يستحيل إلى رهينة في قبضة بلطجي محترف .:23:
المشهد البليغ الثاني : حسن نصرالله يتحدث عن النصر الرباني ثم يعقب مراسل العربية في القدس أن ظهور حسن نصرالله جرى بموافقة إسرائيلية عبر وسيط ثالث !، المنتصر الرباني لا يستطيع الظهور سوى بموافقة المهزوم الشيطاني .
هل هو نصر من عينة أم المعارك :what: ؟!.

اقتباس:انه نفس التوازن الذي اقرته امريكا بعد الطائف, سوريا علي الارض و اسرائيل في الجو,
اما الان فحزب الله ممثلا لايران و سوريا له الارض و اسرائيل لها الجو, و لبنان بين الاثنين لا تعرف إلا الدمار و الخراب
مع فارق بسيط ان اسرائيل قد تخلصت من حزب الله علي حدودها الشمالية, ليحل محلها جيش لبنان و قوات الامم المتحدة.
السيد حسن نصر الله يؤكد ان حزب الله الآن اقوي من قبل الحرب و العيب ليس في كلامه و لكن العيب في من يصدقه, كيف اقوي و قد ترك الجنوب؟ , كيف اقوي و قد تم تدمير (علي اقل تقدير) جزء من قدراته؟

بعيدا عن العواطف ولننزع القناع الذي يستجدي النصر ومايحصد الا سرابا !

وبحسابات بسيطة , لبنان كبلد هو الخاسر !

واسرائيل ربحت موقفا بان دفعت حزب الله بعيدا عن حدودها الشمالية
ومتى كان صراع حزب للمحافظة على سلاحه يعني انتصارا للبلد
الذي يلعب على ارضه ؟؟
سلاح (( المقاومة )) الان ابتعد عن اسرائيل

وعادت اللعبة في لبنان من جديد بين محور ايران سوريا حزب الله
وبين بقية اللبنانيين للصراع ولمن يتحكم بالقرار في لبنان لصالح جهات خارجية ( لاتستحي من الاقدام على الصلح مع اسرائيل ولكن بتوقيتها هي وبشروطها ) , والشعارات المرفوعة محاربة اسرائيل والمقاومة ودغدغة مشاعر الشعوب الغيبة

(f)

مورجن .. كلام رائع

بمهزلة تذكر.. يصرح نصر الله, بأن وقف الحرب جاء لمصلحة إسرائيل و أمريكا .. و السؤال المنطقي لصاحب النصر, ألم يكن حرياً بحزب الله ألا يقبل وقف الحرب, طالما أن وقفها جاء لمصلحة اسرائيل و أمريكا ,أنا لا أعرف منتصر بالعالم يخضع نفسه لشروط يمليها عليه أعداءه ,و يقبل بماهو ليس في صالحه , دون ان يفرض شروطه ,إلا أذا كان هذا المنتصر ....

عالمنا العربي الغريب العجيب (النيئة عن الخليئة)

مما ورد بخطاب سماحة السيد..

اقتباس:لبنان والامة العربية كلها انتصرت، ليس انتصار حزب او طائفة او فئة بل انتصار لبنان كشعب.
لا تحولوا الانتصار التاريخي الكبير لا تسجنوه في علب حزبية، هو نصر اكبر بكثير مما تستوعبه عقولنا.
يكفي ان نقول ان مقاومتكم وصمودكم وجهت ضربة قاسية لمشروع شرق اوسط جديد.

هيك الظاهر:D

اقتباس: [i]  بهجت   كتب/كتبت  
يعلم الله كم شعرت بالأسى و أنا أشاهد المهزلة التي يلعبها حسن نصرالله مكررا أقبح ما في تاريخ العرب الحديث من خداع  و طغيان و تخلف .
الحشود المغيبة و هي تحتفل بتدمير بلادها و ترفع لافتة كبيرة بصورة حسن نصرالله مكتوب عليها  
[SIZE=5]سيدنا .
هذه الصورة و تلك الحشود تعكس في بلاغة نادرة مصير لبنان و حاضره البائس ، بلد يستحيل إلى رهينة في قبضة بلطجي محترف .:23:
المشهد البليغ الثاني : حسن نصرالله يتحدث عن النصر الرباني ثم يعقب مراسل العربية في القدس أن ظهور حسن نصرالله جرى بموافقة إسرائيلية عبر وسيط ثالث !، المنتصر الرباني لا يستطيع الظهور سوى بموافقة المهزوم الشيطاني .
هل هو نصر من عينة أم المعارك :what: ؟!.

عزيزي بهجت,:97:
لا اريد التعليق علي كلمة سيدنا او النصر الرباني,
فكلمة سيدنا هي اعادة لفكرة عبادة القائد التي ادمنها العرب, لا جديد تحت الشمس.
اما النصر الرباني فقد اصابني الملل من هذه المصطلحات, بوش يكلمه الله و يدعمه في حروبه (ومع ذلك يقاسي الويل) و إسرائيل وعدها الله فلسطين (و لا تعرف الامان و يعيش شعبها كله تقريبا كمجندين) و الله ينصر بن لادن مع ذلك يعيش مطارد في كهوف افغانستان, اما حزب الله فنصره الرباني دمر بلده و طرده من الجنوب و سمح بكتائب من قوات الامم المتحدة بالانتشار فيه,
اثناء خطاب حسن نصر الله كان الطيران الاسرائيلي يحلق فوق لبنان و لو كانت ارادة اسرائيل تصفيته لقامت بضربه و لكن اكيد هناك اتفاق بعدم التعرض له.
إذا كانت هذه هي الانتصارات فكيف تكون الهزائم.
أطيب تحياتي.
(f)

اقتباس: [i]  highinthesky   كتب/كتبت  
بعيدا عن العواطف ولننزع القناع الذي يستجدي النصر ومايحصد الا سرابا !

وبحسابات بسيطة , لبنان كبلد هو الخاسر !

واسرائيل ربحت موقفا بان دفعت حزب الله بعيدا عن حدودها الشمالية  
ومتى كان صراع حزب للمحافظة على سلاحه يعني انتصارا للبلد  
الذي  يلعب على ارضه ؟؟  
سلاح (( المقاومة )) الان ابتعد عن اسرائيل  

وعادت اللعبة في لبنان من جديد بين محور ايران سوريا حزب الله  
وبين بقية اللبنانيين للصراع  ولمن يتحكم بالقرار في لبنان لصالح جهات خارجية  ( لاتستحي من الاقدام على الصلح مع اسرائيل ولكن بتوقيتها هي وبشروطها )   , والشعارات المرفوعة  محاربة اسرائيل والمقاومة ودغدغة مشاعر الشعوب الغيبة  

الزميل highinthesky
شكرا لمرورك الكريم,
لبنان هو الخاسر الاول, لبنان يستخدمه الجميع كورقة مفاوضات و لا احد يريد احترامه كبلد له مصالح و مواطنين, و ينجرف بعض اللبنانين لهذه اللعبة و يتناسي ان الخراب سيعم علي الجميع,
حصر دور حزب الله في الصراع داخل لبنان هو اهم ما انجزته اسرائيل في هذه الحرب,
انجراف الشيعة خلف حسن نصر هو خطأ قاتل, حزب الله إلي زوال و لكن سكوت الشيعة علي ما يفعله باسمهم سوف يظل حاضرا في الذاكرة.
أطيب تحياتي
:97:

اقتباس:  شيشكلي   كتب/كتبت  
مورجن .. كلام رائع  

بمهزلة تذكر.. يصرح نصر الله, بأن وقف الحرب جاء لمصلحة إسرائيل و أمريكا .. و السؤال المنطقي لصاحب النصر, ألم يكن حرياً بحزب الله ألا يقبل وقف الحرب, طالما أن وقفها جاء لمصلحة اسرائيل و أمريكا ,أنا لا أعرف منتصر بالعالم يخضع نفسه لشروط يمليها عليه أعداءه ,و يقبل بماهو ليس في صالحه , دون ان يفرض شروطه ,إلا أذا كان هذا المنتصر ....

عالمنا العربي الغريب العجيب (النيئة عن الخليئة)    

الزميل شيشكلي
شكرا مرورك الكريم,
لا تتعجب من العرب, فالعرب لم يصلوا إلي حالة الضياع من فراغ, كنت اسأل دائما كيف ضاعت هذه الاراضي و كيف تكررت الهزائم و لم نتعلم شيئا و لكني الان اشاهد هذا بعيني وسط مباركة الجموع و التهليل للابطال الوهميين و قلب الهزائم إلي انتصارات,
سألت مرة, قبل 67 لو جاء شخص ما و قال لا تحاربوا اسرائيل الان و ان الحرب سوف تنتهي بكارثة, كانت سوف تلصق به تهم العمالة و الخيانة و انه من مؤيدي الخنوع, و لكن ... كم منا يتمني لو ان 67 لم تحدث.
اطيب تحياتي.
:97: