لماذا سرقة نجيب محفوظ
والى من ينتمي نجيب محفوظ ؟

هل ينتمي الى انتليجانسيا غاردن سيتي وثرثاري حي المهندسين الذين لا يستطيعون ان يروا محفوظ الا من خلال جائزة نوبل ؟

ام ينتمي الى البسطاء الذين أحبهم وكتب عنهم في حي الجمالية ؟

هل ينتمي محفوظ الى القشريات السياسية والفكرية التي تنعاه اليوم رسميا كأنه واحد منها او ينتمي الى ابناء ((حميدة)).؟

ام ينتمي الى أبناء الحمزاوي وأحفاد السيد احمد عبد الجواد ورضوان الحسيني وادهم الشرقاوي ورواد الفيشاوي وابناء حي الحسين الذين وجدوا أنفسهم وقد مر جثمان محفوظ من تحت أنوفهم بجنازة رسمية لم يردها الحرفوش ولا تمناها ؟

لماذا يحاولون تغيير جلد الرجل بعد موته ؟
محفوظ هو محفوظ حرفوش حي الجمالية الاصيل
فلا نوبل غيرت من طباعه ولا غيرت من ميوله ولا كتب للحصول عليها وهو القائل باني لست مؤطرا لا فكريا ولا سياسيا ولا اكتب للتعبير عن اهداف جاهزة

ولا اغرته حقائب المال التي عرضت عليه بعد نوبل ليشهر بجهة معينة
واعتبر ان الجائزة ملك للادب العربي وليست ملكه

سيظل الادب العربي في مصر يخرج من جيوب الجلابيب الزرقاء والعمائم الصعيدية وبيوت الحواري الفقيرة
وستظل رغبة محفوظ في ان يصلى عليه داخل مسجد الإمام الحسين تمثل دلالة قاطعة على حبه الجم لمن ينتمي اليهم حقيقة
تلك الاحياء التي تعبق برائحة العصور المتوالية على مصر
وسيظل ادب الحرفوش الراحل دليل ناصع على انتمائه إلى البسطاء من سكان مصر الشرفاء المكافحين

ويبقى سؤال اخير
ما هي الوصية التي تركها محفوظ ورفضت الجهات الرسمية والرقابية الافصاح عنها ؟

نعم الكلام يا رحمة

فنجيب كاتب عظيم كما قلت , لانه اعطى هرما عملاقا في تاريخ الرواية العربية حيث كان بمثابة بإله الخصب لها , سيبقى في العروق الجديدة دما غاليا يغذي الحاضر والمستقبل باسباب الحياة , حتى اذا لم يكتب حرفا جديدا

مقالة جميلة جدا. السلطات والمؤسسات الإعلامية هم شوية حرامية ياخدوها ع الجاهز. ما يقدمونه لأهل الأدب والفن لا يتجاوز سوى دراهم معدودة وأحياناً لا يقدمون سوى المصادرة والرضوخ عند رغبة الغوغاء من الشعب وهم الأكثرية السائدة.

من فينا لا يذكر نجيب محفوظ وهو ينقل لنا الواقع الشعبي فيزداد زهونا به؟ أذكر جيداً كم كنت أنتظر شهر رمضان بفارغ الصبر حيث بعد الإفطار سنسمع مسلسل "عصر الحب" بطولة حسن يوسف بصوته الدافيء وهو يتحدث عن مصر ما قبل الثورة والحياة الشعبية فيها. ازداد تعلقنا بمصريتنا من خلال أعمال نجيب محفوظ فعدنا للحارة والمصطبة وكل هذه الأماكن الشعبية باطمئنان وارتياح لا يعوضهما أي شيء في العالم بأسره. سيظل نجيب محفوظ من الخالدين في قلوبنا وضمائرنا وضمائر وقلوب الأجيال المقبلة.