في مقاله في صحيفة أوتاوا سيتيزن قال الكاتب ديفيد وارين أن على العكس من الرأي المعترف به عامةً فإن الغرب لا يعاني اليوم من حصارٍ من قبل المتطرفين المسلمين بسبب ظهور الإسلام, ولكن لأن أخلاق الغرب وثقافته في انحدار, وحتى أسامة بن لادن يعلم ذلك. الغرب هو من يغري بمهاجمته, وإستراتيجية العدو في الهجوم هي – للمفارقة – بالاختباء وراء ضعفه.
إذا نظرت إلى العدو حتى في الأماكن التي تتركز فيها أفضل قواته في أفغانستان والعراق وفي لبنان الآن سترى شيئاً طبيعياً. كل ما يحتاجه العدو للقتال منتج ثانوي للصناعة الغربية ومخترعاتها.
وكما طرح القضية أحد المعلقين الفرس مؤخراً فإن من المذهل أن ترى دولة لا تستطيع صنع ثقاب أمانٍ جيد توشك على بناء قنبلة ذرية.
إن آلاف صواريخ الكاتيوشا التي أطلقها وكيل إيران – حزب الله – على شمال إسرائيل تستحق الاختبار, إذ كانت غير فاعلة في المدى والتصويب ولا تستطيع حمل الكثير من المواد المتفجرة, في حين تستطيع أن تقتل عشوائياً وذلك لأنها محملة بشظايا قنبلة خام. عندما كان الإسرائيليون المدنيون في الملاجئ لم تكن هذه الصواريخ تصيبهم بأذى, ولكن عندما خرجوا وجدوا أن مبانيهم قد أصيبت بخروقٍ جراء الحصى المتطاير, لكن المباني المتضررة كلياً كانت تلك التي أصابتها تلك الصواريخ مباشرة.
وكما يرى وارين في مقاله فإن الأيديولوجية التي تقف وراء التسليح الإرهابي جديرة بالازدراء.
ويقول لو أني كنت مسلماً وخلفي كل ذلك الإرث من التقاليد الإسلامية لكنت مُخجَلاً من أغبياء ثرثارين يدّعون أنهم يتحدثون بالنيابة عني, وسيكون صوتي عالياً في مواجهتهم. إن أيديولوجيتهم مرتبطة بالإسلام وتتأسس إلى حدٍ كبير على المفردات والقاعدات الإسلامية ولكنها تفتقر إلى التراكيب الصحيحة للإسلام. نجد في استعمال المصطلحات الإسلامية كثيراً من التمثيليات الهزلية والمحاكاة الذاتية الساخرة.
وكما يلاحظ العديد الآن, "فالإسلاميون" ينسجون معاً مواداً أيديولوجية مختلفة, إذ اقتبسوا دون نقدٍ وتمحيص من الأيديولوجيات الاستبدادية التي كانت في القرن العشرين كالفاشية والنازية والشيوعية.
وكانت كلٌ من هذه الأيديولوجيات الأوروبية لعبت دوراً في القومية العربية. فبالنظر إلى التحيات الفاشية في صفوف مقاتلي حزب الله, نرى أن كل ما يتعلق بهؤلاء الجنود يحاكي ميلودراما من بعض صفحات التاريخ.
إن الهوس بإسرائيل واليهود أمر يتم تلقينه لديهم. فعلى الرغم من وجود مادة جيدة معادية لليهود في التراث الإسلامي, إلا أن درجة المعاداة للساميّة عند المسلمين المعاصرين لا تعتمد على ذلك كثيراً. على المرء أن يسأل أسئلة مثل: لماذا يقضي حكام إيران الحاليون كثيراً من وقتهم في إنكار المحرقة؟ إنها لا تمت للإسلام بصلة.
لا أريد أن أُدخِل اللازمة القياسية التي تذكر بأمجاد الحضارات الإسلامية الماضية والتي يتطلبها التصحيح السياسي.
لكن من المؤكد أن السلطات الإسلامية في أكثر القرون السابقة قدمت رؤية عن الله وعن واجبات الإنسان ومصيره أكثر تأثيراً بكثير مما يُقدّم حالياً. لطالما كان المسلمون منافسين للغرب, ولكننا لم نتمن يوماً أن يصل منافسونا إلى هذا الحد من الغباء.
يقدِّر وارين أن المشكلة تكمن في الغرب نفسه وليس في المسلمين. ويقول إن تحسن إحساسنا بحقيقة ما نحن عليه وما نؤمن به هو الذي سيهزم سكان الكهوف الأفغان والأصوات المتعالية لأتباع آية الله سريعاً.
وفي مقالةٍ الأسبوع الماضي عن التهديد الحالي من جهة إيران ووكلائها سألتُ أحد السذج سؤالاً بسيطاً سأكرره. لقد لاحظتُ عدم وجود تهديدات مضادة مُدرَجة ولا خطوط مرسومة في المذكرات الدبلوماسية الغربية. لقد سألت: ولماذا؟ لماذا لا نقول بوضوح "إذا فعلتم هذا, فسنفعل ذاك."
إن هذا العجز في التعامل بصراحة مع المجانين يوضح مدى خسارتنا الفادحة. لماذا قد يخشى رجلٌ يحمل بندقية رجلاً يحمل عصا؟
ترجمة: سامية المصري
الرياض
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/200...06/8/173048.htm