لا احد سيقبل بالعودة لما قبل 12 تموز لان العصر الاميركي في لبنان انتهى
اسئلة صريحة للسنيورة : اذا كان متكي تجاوز حدوده فماذا عن صديقته رايس ؟
اذا كان صدق ان بعض العرب حموا بيروت فليراجع بعض الديبلوماسيين
ياسر الحريري
صحيفة الديار
http://www.journaladdiyar.com/Article_Fron...t.aspx?ID=24498
يلاحظ المتابعون والمراقبون في الداخل اللبناني ان هناك بعض المراجع الرسمية والتيارات السياسية والحزبية بدأت تفوح منها الرائحة الاميركية الملطخة بدماء اللبنانيين وان هذه الفئة الرسمية والحزبية والسياسية تريد اعطاء الادارة الاميركية على دم شهداء الشعب اللبناني ما لم تستطع ان تأخذه من ايهود اولمرت بآلتها الحربية، وهذا افدح ما يمكن ملاحظته في الاونة الاخيرة.
الواضح لقيادات وقوى سياسية العريضة المتحالفة معها ان هناك ما يدور في كواليس السياسة وفي الغرف المغلقة. وان بعض الحديث الرسمي اللبناني وتحديدا ما يتحدث به رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ينطلق من اساس نظرة فريق سياسي لبناني محدد، وبالتالي لا يمثل اجماع اللبنانيين. في الوقت الذي يجب ان ينصب فيه الحرص على الوحدة الوطنية التي تجلت شعبيا والتي يحاول بعض السياسيين خرقها بين الحين والاخر وفي الطليعة الرئيس السنيورة ومعه احاديث واسئلة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. فهذا الاخير مرة يسأل السيد نصرالله لمن ستهدي الانتصار ومرة ثانية يسأله عن الطائف وسوريا وايران ... في حين ان العدو الصهيوني يصب حمم قذائفه الاميركية الصنع على شعب لبنان.
اما حديث السنيورة تحديداً لبعض الديبلوماسيين والمسؤولين العرب عن انه يؤيد نظرية ان لا نعود الى ما كنا عليه قبل 12 تموز، فالسؤال الذي توجهه المرجعيات الرسمية والحزبية الحليفة للمقاومة، ما هو الوضع الذي كنا عليه قبل 12 تموز. هل كان الجنوب سائبا ام ان الحدود «متروكة»؟ الاجابة بسيطة جدا. اذ ان الرئيس السنيورة اجاب انه لن يقبل بالعودة سياسيا الى ما قبل 12 تموز لان الديبلوماسية الاميركية عبر فيلتمان وولش وغيرهما عربدت كثيرا ولن يسمح لها بالمتابعة. وفي الحقيقة يجب ان يفهم السنيورة ان السياسة الاميركية في لبنان سقطت الى غير رجعة، وهناك نتائج سياسية جديدة على بعض الافرقاء ان يتعاطوا معها بجدية.
اما اعادة تجميع انفسهم من جديد بدعم اميركي فهذا غير وارد.
وفي السياسة ايضا تقول بعض المراجع الرسمية والحزبية والسياسية التي تواجه العدوان الصهيوني وآلة القتل الاميركية في لبنان: ليس مسموحا بعد هذا الصمود الاسطوري للمقاومة ورجالها ولشعب لبنان ان تطبق الشروط الاميركية والغربية وعلى الواعين والعقال في فريق 14 آذار ان يقرأوا النتائج ويتصرفوا على اساسها. اما الحديث بلونين فما عاد يجدي صاحبه ولن يسمح لان يكون في لبنان «ابو مازن» جديد فهذا لبنان لمن لا يعلم.
اما حديث رئيس الحكومة السنيورة عن ان وزير الخارجية الايراني منو شهر متكي «تجاوز حدوده» وهذا ما لم ينفه السنيورة. فالسؤال لرئيس الحكومة. اذا كان متكي تجاوز حدوده. فما الذي سيقوله السنيورة لصديقته الحميمة رايس التي كانت تضغط على اولمرت ليواصل قتل المدنيين، فهل تجاوزت حدودها ام انها صديقة ويجب ان تتعاطى مع الامر بحكمة. ونحن نعلم ان السنيورة كان على استعداد للقاء رايس في بيروت لولا تدخل الرئيس نبيه بري والقائه النصيحة بأن استقبالها سوف يحرق القصر الحكومي في بيروت بغضب الناس.
والسؤال الثالث الذي تطرحه بعض المراجع الرسمية والحزبية والسياسية على الرئيس السنيورة. هل صحيح ان السنيورة صدق ان من حمى العاصمة بيروت هم العرب واتصالاتهم الملوكية، وهل صدق ان اولئك «هم الذين يحمون بيروت حتى اليوم. فلعلم الرئيس «ابو وائل» ان الديبلوماسين في بيروت ابتسموا عندما سمعوا هذه المعلومة عن ان ملوكا ورؤساء عربا هم الذين حموا «سوليدير» وبيروت من صواريخ بوش واولمرت، لكن الديبلوماسيين اكدوا منذ اليوم الاول للعدوان انهم عندما سألوا قادة كبار في حزب الله هل ستردون على قصف بيروت فأجابهم هؤلاء : تل ابيب مقابل بيروت. وعلى السنيورة ان يراجع «الديار» نفسها في الاسبوع الاول للعدوان لتخبره اذا قرأها ان الكهرباء وبيروت مقابل تل أبيب.
اما الكلام عن المال العربي وغير العربي الذي يأتي. فالمعلومات تؤكد بأن بوش واولمرت ورايس اكدوا انهم حصلوا على تغطية عربية فيما قالت صحيفة معاريف منذ يومين ان مجزرة قانا احرجت اسرائيل امام الحكومات العربية الصديقة ومنها حكومة السنيورة.
هذا السقف العالي من الكلام الذي ارادت بعض المرجعيات الرسمية والحزبية اطلاقه بإتجاه السنيورة ارادت منه رسالة واضحة جدا ان قبل 12 تموز غير ما بعده. وان بعد كل الذي جرى تقديمه من دماء وارزاق لن يسمح لاحد ان يساوم عليه في لبنان. اكان هذا البعض مسؤولا او مرجعا سياسيا او روحيا او قمما سياسية او روحية. اما الحديث الذي يرويه بعض وزراء ونواب الاكثرية عن انهم في التصويت في مجلس الوزراء يمكن ان يمرروا ما يريدون وفقا للمعايير الديموقراطية، فالجواب من المراجع الرسمية والسياسية والحزبية والنيابية الحليفة للمقاومة هو ليذهبوا ويبيعوا هذه الديموقراطية في «سوق الاحد» اذ ان مثل هكذا قضايا حساسة وخطيرة لا تقارب وفقا لمزاجية واهواء وارتباطات.
المهم ان يفهموا ان العصر الاميركي في لبنان «قتل» واذا ارادوا انقاذ وضعهم فعليهم ان يكونوا لبنانيين.