{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
اختزال معاني الحياة .. بإيحاءات جنسيّة ..
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #1
اختزال معاني الحياة .. بإيحاءات جنسيّة ..
بعد خصام دام نحو 6 سنوات بيني وبين قصص زكريّا تامر .. عدت إليه بشغف من جديد .. دون أن أتوقّع ذلك .. فأنا مازلت أصرّ على موقفي .. بأنّ زكريا تامر –كما يصفونه- هو رجل القصّة الواحدة .. ستدهشك قصّته الواحدة .. ولن تعيد اكتشاف جديد بالقراءة له مرّة أخرى ..

أسلوب زكريا تامر أسهل من السهل بكثير .. لا تحتاج لقراءة الجملة مرّتين .. حتّى أنّك تشعر بتململ حينما تقرأ ته الجملة للمرّة الأولى .. وتترك بك أثراً بأنّك توقّعتها .. وأهدرت وقتك في قراءتها .. (خصوصاً إذا كنت قد قرأت لزكريا تامر قبلاً) .. ثمّ تكمل القراءة لتثبت لنفسك أنّك تستطيع قراءة أفكار هذا الرجل .. إلا أنّ النهاية ستخيّب ظنّك دائماً .. بما ستتركه في قلبك من تساؤلات ..

حينما تنهي القصّة .. تشعر نفسك تتهاوى رغماً عنك بين أحداث القصّة .. وتعيد قراءتها بتروّي .. بل هي تعيد اختراع القصّة من جديد .. وكأن القصّة لم تكن إلا جثّة هامدة .. تناديك إليها لتذرف عليها بعضاً منك .. فتحييها .. لذا عليك ألا تتوقّع بأن تناديك بلغة لا تعرفها ..

هو رجل القصّة الواحدة .. لأنّه يجعلك تعيد الكرّة في كلّ مرّة .. حتّى يصبح الأمر بالنسبة لك "أوتوماتيكياً" .. لا يحتاج لتعب .. وستعتاد على تكرار المفاجآت وعلى شكلها ونوعيّتها وهدفها .. فتتربّص لها .. وربّما كانت اللذّة لا تأتي بلا تعب سبقها .. ولا تأتي بالروتين والتكرار ..

بينما كنت أتجوّل بشغف منذ أيّام بين كتب إحدى المكتبات .. وقعت عيني على مجموعة قصصيّة لزكريا تامر اسمها "تكسير ركب" .. فلم أستطع مقاومة عشقي القديم أمامها ..
فوجئت –فيما بعد- بأنّ زكريا تامر هنا يحاول استخدام براعته في نسج إيحاءٍ جنسيّة (بعد الكبرة .. جبّة حمرة).. يتسلّل من خلالها إلى الواقع .. وهو الذي ادّعى في مقدّمة الكتاب أن هذه المجموعة هي اختصار للحياة ..
يمكن فعلاً للحياة أن تُختصر في جسد امرأة تتعرّى كلّ مساء مع أحدهم .. وفي ثعبان يجري تحت ثياب رجل .. بل تحت ثياب كلّ الرجال .. وفي امرأة تلمس حيطاً فينبت عشباً .. وتداعب لحماً .. فلا يستطيع إلا وأن "ينتصب" لها احتراماً ..
أثبت لي زكريّا تامر .. بأنّ مشاكل الحياة ومباهجها .. يمكن أن تتماهي في إيحاءات جنسيّة .. ولمز وغمز .. وفي حديث بين مومس وشاب يريد تفجير هيروشيما .. من جديد ..

أودّ أن أنقل هذه القصّة .. وأتركها لتخمينات القارئ .. أتمنّى من كلّ من يقرأها أن يحاول تقديم دراسة لها .. يحلل رموزها .. يوضّح لنا كيف فهمها .. وكيف يمكن إسقاط أحداثها على الواقع .. وأنا سأعود قريباً .. لأطرح ما فهمت منها أنا .. ونقارن بين رأي وآخر .. بين دراسة وأخرى ..

القصّة ليس لها عنوان .. إذ إنّ هذه المجموعة تحوي 63 قصّة .. غير معنونة ..


جن الفتى الصغير السن عندما سمع الرجال الأربعة يشتمون حارته، وانتضى سكّينه، وهجم عليهم، وسقط بعد لحظات على الأرض، ونظر إليه أحد الرجال الأربعة، وقال لأصدقائه ضاحكاً: "انظروا. أحلى من النسوان. غلطنا، وكان علينا أن لا نطعنه بخناجرنا"

وسار كل أهل الحارة في جنازة الفتى المقتول الرجال والنساء والأطفال، وعندما وضع نعشه على أرض المقبرة وبالقرب من حفرة القبر، اشتدّ العويل والنواح، وتعالت الولاويل، ولكن عائشة الغياش لم تبكِ أو تولول إنّما ركّزت اهتمامها خفية على ذلك الرجل الذي انتهز تزاحم المشيّعين والمشيّعات قيما حولها، ووقف خلفها، والتصق بظهرها، وأحسّت بأنّ التصاقه بها بدأ يؤثّر فيه، وجعله يتنفّس بصعوبة، فتظاهرت أنّها غير متنبّهه له، ويأسرها فقط ما تراه، وانحنت إلى الأمام لحظة حُملت الجثّة من النعش، وظلّت محنيّة وتوقّعت أن لا يكتفي الرجل بالتصاقه بها، ويسارع إلى اغتنام ما اندفع إليه على حين غرّة، ولكنّه جبن وتحوّل حائطاً، فلم تستطع أن تخفي استياءها منه، والتفتت إليه بوجه حانق مستنكر، فإذا الرجل ليس إلا زوجها، فصاحت به بعد ارتباك خاطف وبصوت غاضب موبخ "أهكذا إذن تتحرّش ببنات الناس كأنّك بلا زوجه؟"
فطلب إليها أن تخفض صوتها، فلم تبال به، وأكّدت له أنّها منذ أن وقف وراءها، عرفته فوراً من رائحته وصوت أنفاسه، وأرادت امتحانه، وسقط في الامتحان، فأقسم لها وهما يسيران نحو البيت أنّه كان يمزح معها، وعرف أنّها عرفته، فلم تقتنع، وبقيت عابسة الوجه، ثائرة مهانة، وأجهشت بالبكاء عندما دخلا البيت، وهرعت إلى غرفة النوم، وارتمت على السرير، فلحق بها زوجها، وحاول تهدئنها، فاستسلمت له متذمّرة من دون أن تحاول مسح دموعها، ووجدت نفسها تستعيد سيرها البطيء في الجنازة ووقوفها بين القبور والتصاق رجل بها، وانحنت متظاهرة أنّها تحاول أن ترى جثّة المقتول تُحمل من النعش لتغيّب في القبر متوقّعة أن يتمادى الرجل في جرأته، ولم يتح لها أن تلتفت إليه مستاءة، وكانت عيون المشيّعين والمشيّعات ملأى بالدموع، ولم ترَ غير المقتول ملفوفاً يتوارى تحت التراب.



خوليو
08-02-2006, 01:12 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #2
اختزال معاني الحياة .. بإيحاءات جنسيّة ..

تحية..

زكريا تامر..حسنا لدي شيء اقوله حوله, و سأحاول أن أعتصر شيئا فيما يخص القصة المنشورة هنا, قبل ذلك أحب أن أقول أن مخاصمة كاتبك المفضل ,فيها معاقبة للذات و تحمل أثارا "ضارة" بالمعاقب أكثر مما تحملة للمعاقب "بفتح القاف", و أجد أن فيها شيئا من التعامل التجاري , مثلا كالذي يدخن نوعا من السجائر ثم فجأة أقلع عنه ليدخن نوعا آخر بحجة أن طعم النوع الأول لا يحمل "جديدا",من دون أن يدري ذلك المدخن الفالح أن تشابه طعم سجائر النوع الواحد تجبر المدخن على الإصرار عليه, لا أعرف أن كان مثالي موفقا و مشابها لحالة مخاصمة كاتب,فالكتابه أجناس و الكتاب أذواق و أهواء.

بالفعل زكريا تامر "يشبه نفسه" , و يبدو أنه لا يستطيع إلا أن يفعل, جملته من النوع الذي يخطر ببالك , و يتردد في ذهنك كثيرا, و عندما تقرأ حدثا مهما كان غريبا, يخيل أليك أن هذا الحدث قد وقع معك أو سمعت به من قبل أو ربما شاهدته في حلم ما, تبقى القفلة هي التي تثير الدهشة أو السخرية , يسخر من أجلها النص كله , و هو رهان مغامر , لأنه يجب أن يبذل جهدا "أدبيا" مضاعفا ليجبر القارىء على البقاء الى أن يصل الى القفلة , و ربما يندفع أحيانا تحت تأثير "الفراغ الأدبي" الى تقصير النص بشدة ليصل بسرعة الى "آخر موقف".

أحببت أن أهدي صديقا كتابا بمناسبة معرض للكتاب ,أستعرضت الأغلفة الملونة و المعروضة "بوقاحة" أمامي , ثم أستعرضت "عقل صديقي",وجدت أن مجموعة لزكريا تامر قد تكون جيدة و ربما يشكرني عليها,أشتريت مجموعة بعنوان "سنضحك", و أنا بصراحة شخص أحب أن اضحك, و إذا لم أجد شيئا يضحكني "أتضاحك", لأبقى في "المود",طبعا أردت أن أقرأ الكتاب قبل أن أهديه لصديقي لأمارس عليه "قمعي الثقافي" و أوضح له الأبعاد الأدبيه و الفكرية في مجموعة أسمها أضحك كتبها شخص يحمل الجنسية السورية أسمه زكريا تامر.

طبعا ضحك علي "زكريا تامر", فلم يكن في القصة ما يدعو الى الضحك, و كانت دعوته "فالصو", مجموعة سنضحك "مقطعات", قصيرة أطولها لا يتجاوز مائتين و خمسين كلمة , يخلط فيها الكاتب "الدبس بالطحينة" و يقدمة على أنه معكرونه , عندما تتذوقه يترك في فمك طعم الزيت المغشوش , يخيل لي أن مجموعة سنضحك مكتوبة بنفس مترف غير عابىء بالقارىء وصل الكاتب قبل أن يكتبه الى مرحلة أمن بنفسه و قدرته و ظن أن على من يقرأ أن يبذل جهدا ليفهم كل أفكاره حتى غير الواضحة منها.

و مع ذلك سأقرأ كل ما يصل تحت يدي من أنتاج زكريا تامر فأنا متحيز للكاتب السوري , لسبب لا أعرفه , و أحب أن أوضح أنه تحيز "للقراءة فقط", و ليس تحيزا للفكرة أو النص , المهم أن مجموعة سنضحك مازالت عندي و ما زلت ابحث عن طريقه لأهديها لذاك الصديق , يزورني مستعجلا , يقضي وطرا بعجالته و يلم نفسه المبعثرة في أرجاء الغرفة و يختفي , لا يترك أثرا أو عطرا كما تقول القصص و لكنه يترك طعما في الحلق كطعم الزيت المغشوش.

هنا في هذه القصة التي لا تحمل عنوانا, لا أعرف ماذا كان يدور في خلد زكريا و هو يكتب , لكن أعرف ماذا دار في مخيلتي و أنا اقرأ, سأكتبه لك و لا أريدك أن تأخذه "كدراسة" خذه كرد فعل قارىء لا أكثر, رأيت نفسي أمام فاجعة تمثل مقتل حدث صغير في السن , حيث نعتقد أننا لا نستطيع إن نسيطر على خزان "الإنفعالات" الحزينة من الإنفلات أمام مثل هذه المأسأه , و لكن التحريض "الميكانيكي", الذي يمثله أحتكاك الرجل بمرأة "أجنبيه", يجبر السائل الحزين على التوقف مفسحا المجال لسائل لذيذ ممتع أن يتفق , ثم عند هذه اللحظة يغير زكريا من أتجاهه , ليقول بأن ليس كل "إحتكاك" ميكانيكي يمكن أن ينال مثل هذا النجاح, قيتوجب على الأجساد المحتكة أن تكون قد خاضت التجربة لأول مرة و عندها فقط يمكن للغرائز أن تتغلب على الإنفعالات.

مودتي

08-03-2006, 09:14 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
skeptic غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,346
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #3
اختزال معاني الحياة .. بإيحاءات جنسيّة ..
ربما سيكون مثيرآ للاهتمام لو فتح الزميلان موضوع حول القصة والرواية السوريتين و تقديم بعض من كتابها المجهولين ..

أقترح بعد زكريا تامر اسم هاني الراهب

08-03-2006, 06:59 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #4
اختزال معاني الحياة .. بإيحاءات جنسيّة ..
مرحباً جقل ..
مرورك مثلك .. مميّز دائماً ..

بالنسبة لحديثك عن مقاطعتي لزكريّا تامر .. فربّما أسيء فهمي من خلال الموضوع .. أنا لم أقاطع زكريا تامر لأنّه يعيد نفسه .. ولا لانتقادات أدبيّة أو فكريّة أكنّها له .. بل إنّ أسباب مقاطعتي له متعدده .. ربّما لأنّي ابتعدت عن القصّة القصيرة بشكل عام (أنا بالأصل كنت كاتب قصّة) واضطررت للانشغال باهتمامات أخرى .. كما إنّ كتب زكريا تامر لم تكن متوفّرة بالنسبة لي .. بحثت عنها مطوّلاً في إحدى المرّات .. وفتلت مدينتي بطولها وعرضها .. كلّما قلت لهم "زكريا تامر" .. ينظرون لي نظرة استغراب .. ثم يبادرون بالتساؤل بكلّ ثقة .. "من !!!!" ..
أظنّ أن زكريا تامر من الكتّاب المظلومين على الساحة الثقافيّة .. لا أدري السبب .. لكن أظنّ أيضاً أنّنا في سوريا نفتقد للأدوات التي تصنع الشهرة والانتشار .. خصوصاً في الأوساط الأدبيّة .. والفكريّة ..


حول تحليلك للقصّة .. فإنّ هناك ما يلفت نظري في هذه القصّة قد فات عنك .. ولد رأى حارته "تُشتم" فمات في سبيلها .. إنّي أشتمّ شيئاً ما هنا :D


ولي عودة ..



skeptic
فكرة جميلة فعلاً .. ولا مانع عندي من تنفيذها ..



خوليو
08-04-2006, 03:39 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
محارب النور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,508
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #5
اختزال معاني الحياة .. بإيحاءات جنسيّة ..
مرة قرأت دراسة لدكتور شجاع العاني (تعود الى الثمانيات من القرن الماضي)..عن الايحاءات الجنسية في القصة القصيرة العراقية ..الدراسة شيقة بشكل لا يصدق ..واضح حد سبقك يا خوليو ..

است لا فيستا بيبي ..


محارب النور

(f)
08-04-2006, 04:12 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ضع "الحياة " في جملة غير مفيدة الـسـيد عَـمّـلـسٌ 9 2,332 04-04-2013, 09:14 PM
آخر رد: Free Man
Question اللعبة مازالت علي قيد الحياة نيو فريند 6 2,045 04-06-2012, 09:25 PM
آخر رد: نيو فريند
  أطفال يختبرون الحياة NigHtMaRE 1 1,227 09-03-2011, 05:40 AM
آخر رد: wise
  كيف هي الحياة في فلسطين ؟ * وردة * 14 4,989 04-18-2011, 10:46 PM
آخر رد: Dr.xXxXx
  أمنا الحياة Free Man 1 1,128 03-24-2011, 11:54 PM
آخر رد: * وردة *

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS