[align=center]مرحبا اخي ابراهيم
بحثت كثيرا عن اي كتب مرفوعة على النت تخص الشاعر احمد الصافي النجفي وللاسف لم اجد
شي . والطريف ان من بين القابه لقب يجمعه بابوالعلاء المعري رهين المحبسين حيث لقب النجفي
برهين الغربتين , وقد حاولت ان اجمع شي بسيط مما كتب عنه او وضع اسماء الكتب التي كتبت عنه
النجف نجم الدين أربكان
النجفي، أحمد الصافي
an- Najafi, A. S.
النجفي، أحمد الصافي (1315-1398هـ، 1897 - 1977م). شاعر عراقي كبير يُعد من أبرز الشعراء
العرب في العصر الحديث. ينحدر أحمد الصافي النجفي من أسرة عريقة هاجرت من الحجاز واستقرت
في العراق. وقد عرفت هذه الأسرة بآل الصافي نسبة إلى أحد علمائها يدعى الصافي. وكان والد الشاعر
من كبار العلماء. وكان لوالدته تأثير كبير في شخصيته بما غرسته في نفسه من حب المطالعة والاستزادة
من معين العلم والمعرفة. أتقن الشاعر قراءة القرآن الكريم وأجاد كتابة الخط العربي، وهو في الثامنة
من عمره. وفي السنة العاشرة من عمره أخذ يقرض الشعر. واتجه بعد ذلك إلى دراسة العلوم الدينية على
يد مشاهير العلماء، فتلقى دروسًا في الآداب والعلوم الإسلامية كالفقه والمنطق والتوحيد والأصول.
وعندما بلغ السابعة عشرة من عمره توفيت والدته فحزن عليها حزنًا شديدًا سبب له كثيرًا من المتاعب
الصحية.
وعندما بلغ الشاعر الثانية والعشرين من عمره، اندلعت ثورة في النجف ضد الإنجليز شارك فيها
الشاعر بقصائد حماسية، وجعل من منزله موئلاً للثوار.
بعد إخماد الإنجليز لتلك الثورة، هرب الشاعر واختفى داخل العراق ثم خرج من العراق ولجأ إلى
كل من إيران والكويت. ثم عاد مرة أخرى إلى العراق. وعندما هب الشعب العراقي مرة أخرى ضد
الإنجليز في عام 1920م، كان الشاعر أحد قادة تلك الهبة وأحد الشعراء الذين أضرموا بقصائدهم نيرانها.
وفرَّ الشاعر مرة أخرى خارج بلاده بعد إخماد الثورة، وكانت وجهته هذه المرة طهران، حيث مكث فيها
وأخذ يتعلم اللغة الفارسية وآدابها حتى أتقنها تمامًا، وتمكن من أن ينشر بعض أعماله الأدبية في المجلات
والصحف الناطقة بالفارسية. وعمل أثناء هذه الفترة أستاذًا لمادة الأدب العربي في المدارس الإيرانية.
كما عُين عضوًا في دار للترجمة والنشر. وقام بترجمة كتاب علم النفس من اللغة العربية إلى اللغة
الفارسية وهو كتاب من تأليف الأستاذين علي الجارم ومصطفى أمين. كما ترجم أيضًا رباعيات الخيام
إلى اللغة العربية. وفي عام 1927م غادر النجفي طهران بعد ثماني سنوات عائدًا إلى بلاده.
وفي مطلع عام 1930م سافر النجفي إلى دمشق إثر نصيحة الأطباء له بمغادرة العراق بعد إصابته
بمرض السل. وفي دمشق كتب قصيدته التي يصف فيها تلك المدينة قائلاً:
أتيت (جلق) مجتازاً على عجل
فأعجبتني حتى اخترتها وطنا
لا يبرح الحسن يوماً عن مرابعها
كأنما الحسن من قدم بها افتتنا
لا يرتضي العراف شغلاً عن محاسنها
حتى تعادي فيها المقلة الوسنا
أيقنت أني من أهل الجنان، ففي
دمشق أسكن جنات تفيض هنا
عجبت من أتاها كيف يبرحها
فهل يرى في سواها عن دمشق غنى؟
ما جنة الخلد إلا للذي سكنا
بها وما النار إلا للذي ظعنا
يكاد ينسى غريب الدار موطنه
في ربعها، ويعاف الأهل والسكنا
إني امرؤ عربي العلى نسبي
في أي أرض أرى عرباً أرى وطنا
وبقي الشاعر يتنقل بين سوريا ولبنان قرابة إحدى عشرة سنة. وفي عام 1941م وُضِع الشاعر في
السجن في بيروت بوساطة إدارة الأمن العام الفرنسية عقابًا له على تأييده لثورة الكيلاني في العراق.
وفي السجن كتب قصيدته التي يقول فيها:
لئن أسجن فما الأقفاص إلا لليث الغاب، أو للعندليب
ألا يا بلبلاً سجنوك ظلمًا فنُحت لفُرقة الغصن الرطيب
وفي عام 1976م أثناء الحرب الأهلية اللبنانية خرج الشاعر من شقته في بيروت لشراء بعض الحاجيات
الغذائية الضرورية، فأصيب بالرصاص وسقط جريحًا ونقل إلى بغداد للعلاج. وفي العام التالي توفي
الشاعر ودفن في النجف.لم ينل الشاعر الإنصاف والتكريم الذي ناله نظراؤه من الشعراء العرب، على
الرغم من أنه يعد من أكثر الشعراء العرب إنتاجًا. فقد أصدر في حياته الدواوين التالية:
(( أشعة ملونة؛ الأغوار؛ الأمواج؛ التيار؛ هواجس؛ الشلال؛ ترجمة رباعيات الخيام؛ حصاد السجن؛
ألحان اللهيب؛ شرر؛ اللفحات))
وصدرت بعد وفاته
المجموعة الكاملة لأشعار أحمد الصافي النجفي غير المنشورة.
نص مطبوع ; كتاب
كود الكتاب 9-520-202
العنوان نفسه المجموعة الكاملة لأشعار أحمد الصافي النجفي غير منشورة / قدم
لها وهيأها للطبع جلال الخياط
المسؤولية تحقيق :
الخياط (جلال)
اللغات لغة النص : العربية
العنوان بغداد : وزارة الثقافة والفنون
بلد الإصدار : العراق
التاريخ م. : 1977- = هـ : 1397
الوصف 1 مجـ., 740 ص. ; 25 سم.
كشافات
الموضوعات الحضارة العربية والإسلام > الأدب القديم والحديث > دواوين حديثة
المجموعات الخاصة > مجموعة كتب روجيه أرنالديز (Roger Arnaldez)
IDEO-NOT-100049- منشأة : 18/04/2008 - معدلة : 18/04/2008
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا هو الديوان الذي اعتقد انك تشير اليه اخي ابراهيم
رباعيات عمر الخيام
المؤلف:
أحمد الصافي النجفي
التوفر:
عدد الاجزاء: 1
الطبعة رقم: 1
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع
صفحة: 232
القياس: 17cm x 24cm
الغلاف: غلاف عادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد الصافي النجفي شاعر الغربة والألم
تأليف: خليل برهومي
ردمك: 2745116479
النوع: غلاف عادي، 20×14، 176 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 1
الناشر: دار الكتب العلمية تاريخ النشر: 01/01/1993
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد الصافي النجفي متنبي هذا العصر ـ عبد العزيز الربيعي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرية الصافي ـ خضر عباس الصالحي ـ مطبعة المعارف 1970
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد الصافي النجفي رحلة عمر ـ عبد الله الستيتي ـ دار القبس الكويت 1979.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد الصافي النجفي؛ حياته من شعره
a'hmd alsafi alnjfi; hyath mn sha'rh
تأليف: سالم المعوش
ردمك: 9953390037
النوع: كرتون مقوّى، 24×17، 672 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 1
الناشر: مؤسسة بحسون للنشر والتوزيع تاريخ النشر: 01/04/2006
اللغة: عربي
ـــــــــــــــــــــــــــ
أحمد الصافي النجفي
تأليف: زهير المرديني
النوع: غلاف عادي، 21×14، 112 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 1
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر تاريخ النشر: 01/01/1989
ــــــــــــــــــــــــــــ
صدر كتاب جديد للكاتب والمؤلف قاسم المجالي تحت عنوان "احمد الصافي النجفي..
حياته ونماذج من أشعاره "تناول فيه الكاتب سيرة الشاعر العراقي، احمد صافي النجفي
وشخصيته وتشرده وترجمته لرباعيات الخيام والفنون الشعبية والنزعة الإنسانية التي
تميزت بها أشعاره في الشعر النجفي خاصة والعراقي عامة.
وأشار الكاتب في مؤلفه هذا إلى أن أعمال أحمد الصافي، تعد موروثاً حضاريا لمسار
الشعر بالوطن العربي، قديما وحديثا، و ذلك لاعتماد الشاعر على الأسلوب الساخر
في كتاباته الشعرية التي كانت تعبر عن هموم الشعب و الأمة حيث كان يرقى
بالسخرية إلى أرقى مدارجها، وكان يعلو بها إلى أعلى المراتب، وذلك لبراعته في
ميدان النكت، فقد كان منذ الخمسينيات من القرن الماضي ضليعا في هذا النمط الإبداعي
، بالإضافة إلى تميزه بميزة فريدة عن غيره من الشعراء ألا وهي تفرغه الكامل بعد
رحيله عن بلده في نظم الشعر وجمعه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رحلة الشاعر أحمد الصافي النجفي
رهين الغُربتين ... غُربة الروح وغُربة الفكر
عدنان حسين أحمد- لندن
صدرَ عن دار العِلم للطباعة والنشر في بيروت كتاب نقدي جديد يحمل عنوان "احمد الصافي
النجفي: غربة الروح ووهج الإبداع" للشاعر والباحث العراقي الدكتور إبراهيم العاتي. وقد
تضمن الكتاب مقدمة مركزة، وسبعة فصول، ومختاراتٍ شعريةً مُستلّةً من سبعة دواوين شعرية،
إضافة إلى قصائد أُخَرْ انتقاها الباحث من المجموعة الكاملة للأشعار غير المنشورة، الأمر
الذي يتيح للقرّاء والمعجبين بشعر الصافي النجفي أن يطلّعوا على عدد غير قليل من القصائد
الوجدانية والروحية والفكرية التي لا تخلو من مقاربات فلسفية عميقة. تتوفر المقدمة، على
الرغم من قصرها، على عددٍ من الآراء النقدية المهمة التي تنتصف لتجربة النجفي الإبداعية
والحياتية بعيداً عن السقوط في فخ الإخوانيات والمجاملات العابرة. ومن بين أبرز الآراء المبثوثة
في متن هذه المقدمة القيّمة هي نأيُ الصافي النجفي عن التقليد الذي كان مهيمناً في النصف
الأول من القرن العشرين. فليس غريباً أن يجترح الصافي لنفسه أسلوباً خاصاً به، ينتمي إليه،
ولا يُحيل إلى غيره من الشعراء. وقد أشار العاتي إلى أن هذا الأسلوب، أو الطريق الجديد
والغريب والمغاير قد صدم النقاد ومتذوقي الشعر في بادئ الأمر غير أن هذه الصدمة أخذت
تتبدد عندما وجدت قصائد الصافي النجفي طريقها إلى الصحف والمجلات الثقافية المتخصصة،
حيث تكَشّفَ مشروعه الشعري عن مزايا فنية وجمالية سوف تترك تأثيرها على قرّائه ومحبّيه
في العراق والشام وبقية بلدان العالم العربي. كما أشار العاتي إلى أهمية المضامين الفلسفية
والوجودية التي تنطوي عليها تجربة الصافي الشعرية الأمر الذي حقق له شهرة عربية واسعة
فاقت أقرانه ومجايليه. وعلى الرغم من مكانته الشعرية الكبيرة إلا أنه لم يأخذ حقه من النقد
والدراسة والتحليل، خصوصاً أن النقاد والباحثين العرب قد وجدوا أنفسهم أمام أشكال شعرية
حديثة كالشعر الحر، والشعر المُرسل، وقصيدة النثر وما إلى ذلك من أشكال شعرية جديدة
سرقت الأضواء من جيل الروّاد الذين أسهموا بقدر أو بآخر في التأسيس لمرحلة التجديد
والحداثة الشعرية والنثرية. اعتمد العاتي في كتابه النقدي على عدد غير قليل من المصادر
والأبحاث النقدية التي تناولت تجربة الصافي الشعرية، غير أن المصدر الأكثر أهمية هو
معرفته الشخصية بالصافي النجفي، ولقاءاته المتكررة معه في أثناء دراسته الجامعية، حيث
كان العاتي طالباً في قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية في كلية الآداب في دمشق. وقد
خلص الباحث إلى نتيجة مهمة مفادها أن شعر الصافي شديد الالتصاق بتفاصيل حياته، فشعره
حياته، وحياته شعره، عكس كثير من الشعراء الذين تبدو حياتهم في واد، وشعرهم في وادٍ آخر !
نقوش على الذاكرة
استهلّ العاتي الفصل الأول من الكتاب استهلالاً سردياً يصلح أن يكون مقدمة سلسة لقصة
قصيرة أو نص روائي. ويبدو أن ذلك الخريف الدمشقي الساحر لا يزال منقوشاً على شاشة
الذاكرة المتشبثة بتفاصيل عزيزة على الروح والقلب. فالعاتي كان توّاقاً منذ صغره لمعرفة
الأوساط الأدبية. وما هذا بمستغرب عليه، فهو شاعر وباحث وطالب فلسفة. ولا بد أنه يجد
نفسه وسط النُخب الثقافية العراقية والعربية.
ومن حُسن المصادفة أن يكون العاتي متحدراً من النجف الأشرف، وهي ذات المدينة التي
ينتمي إليها شاعرنا الكبير أحمد الصافي النجفي، الأمر الذي ذلّل من صعوبة اللقاء الأول،
وسرّع في عملية التعارف التي ذهبت إلى أقصى مداها في التآلف والحميمية. فالأرواح
المتآلفة تتجاذب . وأكثر من ذلك فإن المناطق المشتركة بين العاتي والنجفي كثيرة، فكلاهما
شاعر، وكلاهما معني بالفلسفة، إضافة إلى تحدِّرهما من بيئة ثقافية واجتماعية وفكرية
واحدة. في مقهى الهافانا الدمشقي كان اللقاء الحميمي الأول الذي انطلق من خلف صحيفة
يومية. فالمقهى، على ما يبدو، هو بيتهُ ومكتبهُ وصالة استقبال ضيوفه ومُحبيه. أما غرفته
الصغيرة البائسة في سوق الحميدية فهي لا تليق بقامة شاعر كبير مثل الصافي النجفي،
ولكنه آثر الفقر، كما قال العاتي في إهدائه، ليصون كرامة الشعر . ولا بد من الإشارة إلى
أن النجفي قد تغرّب قبل ذلك بعقد أو يزيد من السنوات. فخلال الحرب العالمية الأولى
وما تلاها من أحداث جسام أفضت إلى قيام العشرين، وحصار النجف استطاع الصافي
النجفي الهرب إلى إيران، مغتربه الأول، حيث أمضى ثماني سنوات بعيداً عن الأهل والخلان،
لكنه أفاد كثيراً من هذه الغربة حيث أتقن اللغة الفارسية، وترجم بواسطتها رباعيات الخيام
ترجمة شعرية دقيقة ظلت علامة فارقة حتى يومنا هذا على الرغم من تعدد الترجمات لهذا
الأثر الأدبي الخالد. أما غربته الثانية فقد بدأت عام 1930، ولم تنتهِ إلا عام 1977، أي بعد
اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية بسنتين. وما إن عاد حتى وافاه الأجل المحتوم بعد بضعة أشهر
ليطوي حياة شاعر جُبل على الفقر والتشرد وعدم الاستقرار. يؤكد العاتي بأن الصافي قد
عاش مختلف أشكال الغربة الروحية والجسدية والمكانية. أما كَفَت غربة الروح أجرعها /
حتى تُضاف إليها غربةُ الوطنِ غير أن الغربة الفكرية أقسى أشكال الغربة على الصافي
النجفي حيث قال: فأبصرتُ طعم الكل مراً وقاسياً / ولم أرَ أقسى قط من غربة الفكرِ .
وعلى الرغم من أن غربة الصافي النجفي الثانية كانت اختيارية ولم تكن قسرية، إلا أنها
كانت مليئة بالمصاعب. ولعل أشقها على النفس حينما أصبح نزيلاً لمستشفى الغرباء حيث
الداخل فيه مفقود، والخارج مولود!.
كان الصافي عزيز النفس أبيّها. فلم يتكسب، ولم يمدح سلطاناً أو يمجد حزباً سياسياً،
بل بالعكس كان يغلِّف قصائده بأثواب السخرية المرة صافحتني يد امرئٍ فرآني / ساخن
الكف من لظى الوسواس / قال هذه حرارة الإيمان / قلتُ: لا، بل حرارة الإفلاس! . يزخر
الفصل الأول بمعلومات كثيرة عن طبائع الصافي النجفي، وعاداته اليومية، وطقوسه في
كتابة الشعر. وليس غريباً أن يأتي الصافي إلى مقهى الهافانا مبكراً حيث يتناول فطوره
البسيط، ثم يشرع في قراءة عدد من الصحف السورية واللبنانية، ثم يستعمل حواشيها
كمسودات لقصائده التي يكتبها في هذا المقهى أو ذاك.
وحينما يتعذر وجود الصحيفة كان يدوِّن قصائده على علب السجائر الفارغة، أو على
أية ورقة ملقاة على أرضية المقهى. وكان الصافي يتضايق من شيئين أساسيين وهما
دخان السجائر ولعب الطاولة فالأول يفاقم حالته الصحية السيئة، والثاني يؤرقه ويسبب
له الإزعاج. كان الصافي النجفي من أنصار حركة المشروطة المناوئة للاستعمار البريطاني.
كما كان معارضاً قوياً للتيار الديني المحافظ. فهو صاحب رسالة أخلاقية وإصلاحية في
الوقت ذاته. توصل الباحث في هذا الفصل إلى أن الصافي كان متمرداً على نفسه وعلى
التقاليد الاجتماعية البالية. وكان يقف بكل قوة إزاء البدع الوافدة من بلدان أخرْ. ولعل حادثة
التصفيق التي نقلها الصافي إلى النجف هي خير مثال لما نذهب إليه. فحينما قرأ الشاعر
المرحوم صالح الجعفري قصيدة له يقول فيها فحيوا بالسلام مصفقينا بادر الصافي إلى
التصفيق وسط دهشة الحاضرين الذين أعربوا عن سخطهم وتذمرهم لهذا التجاوز الذي
وبخّه عليه أخوه الأكبر توبيخاً شديداً.
السهل الممتنع
تتصف قصائد الصافي النجفي بالبساطة والعمق، فليس فيها فذلكات لغوية أو مفردات
عويصة تستعصي على الفهم. وقد رصد العاتي في الفصل الثاني من هذا الكتاب العالم
الفني للصافي النجفي. وتوصل الباحث إلى أن هذا العالم الفني الذي خلقه الشاعر خلال
رحلته الإبداعية الطويلة إنما هو عالم قائم على البساطة في طرح الأفكار والمضامين
الشعرية، غير أن مقترباته ومعالجاته الفنية للموضوعات هي التي تمنح قصائده دفقاً
وحيوية عاليتين. فالصافي النجفي، كما يؤكد أغلب النقاد، هو شاعر معانٍ لا مبانٍ .
فالشكل ليس مهماً بالنسبة إليه، لكنه يولي المعني اهتماماً كبيراً. أما بساطة الألفاظ
والمفردات الشعرية التي يستعملها فهي مقرونة بالعمق الشديد، والمفارقة الذكية،
والسخرية المرة في كثير من الأحيان، تلك السخرية التي تذكرنا بالكوميديا السوداء.
وبحسب الناقد اللبناني رئيف خوري فإن هذا الأسلوب هو السهل الممتنع بحد ذاته.
فثمة روح شعري لا يستطع خلقه إلا شاعر مبدع، وفيُّ لمشروعه الشعري. إن
ما يلفت الانتباه في قصائد الصافي النجفي هي كثرة الألفاظ والكلمات المتداولة في
لغة الحياة اليومية، إضافة إلى جرأته الواضحة في استعمال بعض المفردات العامية
التي طوّعها الشاعر، وأدخلها في نسيج نصه الشعري حتى باتت من لُحمة النص
وسُداته. ويري العاتي أن الصافي النجفي لم يكن يؤمن بوجود مفردة شعرية وأخرى
غير شعرية وإنما كان مؤمناً بوجود معالجة شعرية وأخرى غير شعرية. إن منْ يطيل
النظر في البيتين الآتيين سيكتشف أن الألفاظ الغربية والحوشية قد تطوّعت تماماً
حتى باتت جزءاً من السياق العام للنص الشعري. إن الغريّ بلدة تليق أن / تقطنها
الشيوخ والعجائز/ فصادرات بلدتي مشائخ / وواردات بلدتي جنائز . إن مفردتي
الصادرات و الواردات التجاريتين منسجمتان تماماً مع السياق العام للنص الشعري،
ولا تربكان إيقاع السامع البتة. وثمة أمثلة أخرْ على إدخاله للمصطلحات السياسية،
وتوظيفها في نصوصه بطريقة فنية لافتة للانتباه. لم يكن هذا التوظيف الفني
للمفردات العامية والمصطلحات السياسية مجرد نزوة عابرة، وإنما نزوع فني هدفه
التجديد الذي لم يسبقه إليه أحد من شعراء عصره أو مجايليه في الأقل. وقد أورد
الباحث نماذج كثيرة يمكن الاطلاع عليها سواء في الفصل الثاني، أو في بقية فصول
هذا الكتاب النقدي. تجدر الإشارة إلى فلسفة المكان لدى الصافي النجفي. فثمة علاقة
حميمة تنشأ بينه وبين المكان الذي يقيم فيه. ولا غرابة في أن يظل الصافي متشبثاً
بغرفته القديمة المزرية في جامع ومدرسة الخياطين على الرغم من العرض السخي
لوزير الأوقاف السوري الذي قرر في وقت متأخر جداً أن يمنحه بيتاً مريحاً للسكن
يليق بمنزلة الشاعر الثقافية غير أن رد الصافي كان بليغاً ومؤثراً وموجعاً في الوقت
ذاته حيث قال: إني سكنت هذه الغرفة أربعين عاماً. وكتبتُ فيها ثلاثة عشر ديواناً،
فهي كغار حرّاء بالنسبة لي، وليس من الوفاء بعد تلك العشرة الطويلة أن أفارقها
أو أرحل عنها!
أنا جمعُ أشخاص وما أنا واحد
يتناول د. العاتي في الفصل الثالث من الكتاب العلاقة الوثيقة بين الشعر والفلسفة
حيث تتبع الباحث أشكال العلاقة التي تطورت من شعر الحكمة عند زهير بن أبي
سلمى إلى الشكل الأكثر تعقيداً عند أبي تمام والمتنبي، ثم إلى الشعر الفلسفي الخالص
عند المعري وغيره من فلاسفة التصوف وأساطين العرفان. تتبع الباحث المرامي
الفلسفية في شعر الصافي النجفي منطلقاً من فكرة مفادها أن الصافي النجفي هو
شاعر معانٍ لا مبانٍ، كما أسلفنا، أي أن هناك أفكاراً جوهرية خالصة تهيمن على
ذهن الشاعر وحواسه في آن معاً، وأن همّ الصافي هو النفاذ إلى ما وراء الظواهر
للوصول إلى الحقائق المطلقة وهذا ما يفعله الفيلسوف، غير أن الفرق بين الشاعر
والفيلسوف كبير إلى حد ما. فالشاعر، بحسب الدكتور العاتي، يتوسل بالخيال
والوجدان والعقل الباطني لملامسة الحقيقة أو الوصول إليها إن أمكن، أما الفيلسوف
فهو يلجأ إلى العقل والتحليل المنطقي والبراهين الدامغة. وهذا الرأي لا ينفي أن
فلاسفة الإشراق يعتمدون على الحدس والكشف والذوق، أي أنهم قريبون جداً من
الشعراء. لا شك في أن الصافي قد درس العلوم العقلية في حوزة النجف، وتعمق
في المنطق والفلسفة وعلم الكلام، وأن وسيلته الاستدلالية هي العقل لا العاطفة أو
الشعور أو الوجدان. كما أن ولعه بعدد من الشعراء العرب القدامى والمحدثين يكشف
عن عمق النزعة الفلسفية لديه، ويكفي أن نشير هنا إلى تأثره بجميل صدقي الزهاوي
الذي قدّم الصافي النجفي إلى القراء العرب، وتوقع له مستقبلاً شعرياً كبيرا. من
الآراء الجديرة بالدراسة والاهتمام أن الصافي النجفي قد توصل خلال حياته الطويلة
نسبياً إلى عدد من الآراء والأفكار التي سبق أن توصل إليها فلاسفة كبار أمثال
برغسون من دون أن يطلِّع عليها شاعرنا النجفي. وقد أورد د. العاتي عدداً من الأمثلة
التي تؤكد صحة ما يذهب إليه. ويكفي أن نشير هنا إلى ما قاله الدكتور شارل مالك،
وزير خارجية لبنان الأسبق، بأن الصافي النجفي توصل إلى نفس النتائج التي توصل
إليها هيغل. وحينما استفسر من الصافي النجفي إن كان قد قرأ هيغل من قبل؟ فأجاب
الصافي بالنفي. وأعتقد أن الدكتور العاتي هو أقدر من غيره في دراسة هذه الظاهرة
اللافتة للانتباه، والتحقق منها، سواء أكانت حقيقة دامغة أم مجرد توارد خواطر
لا غير. فالدكتور العاتي كان قريباً جداً من الصافي النجفي، كما أنه شاعر،
ومتخصص في حقل الفلسفة، كما أشرنا في مقدمة هذه الدراسة. كان الصافي
النجفي يحمل عدداً كبيراً من التناقضات وقد أورد الباحث نماذج متعددة منها، ولكن
يظل البيت التالي من الأبيات الشعرية التي تعزز حجم التناقض الذي كان يحمله في
تضاعيف نفسه حيث يقول تناقضت الأفكار عندي كأنما / أنا جمعُ أشخاص وما أنا
واحد . وقد خلص الباحث في نهاية الفصل إلى أن رحلة الصافي النجفي قد بدأت من
الشك، وانتهت إلى اليقين المطلق، والإيمان الخالص، والتصوف المحض.
حدود التأثر والإعجاب
أشار الدكتور العاتي في الفصول الأولى من الكتاب إلى أن شخصية الصافي النجفي
تنطوي على تناقضات كثيرة. فمن يطريهم اليوم قد ينقلب ضدهم غداً! وفي الفصل
الرابع من هذا الكتاب يرصد العاتي علاقة الصافي النجفي مع الشعراء سواء أكانوا
قدامي أم محدثين. وأن هذا الرصد الدقيق الذي تبناه العاتي يشكل فعلاً سيرة ذاتية
للصافي النجفي الذي أهمل هذا الجانب، ولم يُعره أدني اهتمام. ومن خلال لقاءات
العاتي المتكررة معه تبين أن الصافي النجفي يمحض عدداً من الشعراء حُباً من نوع
خاص، ويشيد بمواهبهم وتجاربهم الشعرية مثل المتنبي والمعري وعمر الخيام، غير
أن هذا الإعجاب قد ينقلب ذات يوم إلى نقد شديد. لا بد من الإشارة إلى أن الصافي
النجفي قد تأثر فعلاً بالعديد من الشعراء العرب والأجانب غير أن حدود تأثره لا تتجاوز
الروح والجوهر . ويندر أن تجد قصيدة للصافي النجفي تعتاش على إيقاع قصيدة
لشاعر آخر سواء من مجايليه، أو من الأجيال السابقة. وبسبب سعة هذا الموضوع
سنكتفي بذكر أسماء الشعراء الذين نالوا إعجابه، أو كانت تربطه وإياهم علاقة من
نوع ما وهم ديك الجن الحمصي، المتنبي، الخيام، سعدي الشيرازي، جلال الدين الرومي،
محمد تقي بهار، إيليا أبو ماضي، فوزي المعلوف، رشيد سليم الخوري، بدوي الجبل
، فخري البارودي، نزار قباني، سلمي الخضراء الجيوسي، محمد سعيد الحبوبي،
علي الشرقي، محمد باقر الشبيبي، رضا الموسوي الهندي، آغا رضا الأصفهاني،
معروف الرصافي، عبود الكرخي وآخرين لا يسع المجال لذكرهم جميعاً.
النزوع القومي
ذكر د. العاتي أن الصافي النجفي قد انتمى إلى حركة المشروطة المناهضة للاستبداد،
والداعية إلى التعددية الحزبية، والحياة البرلمانية الحقيقية. وأكثر من ذلك فإن الصافي
كان يتوفر على مشاعر قومية جياشة. وحينما قاد العقيد صلاح الدين الصباغ حركته
الإنقلابية اتهمت ألمانيا بأنها كانت وراء ذلك الانقلاب. ويبدو أن تهمة النازية قد
لحقت بشاعرنا الكبير الصافي النجفي، حيث اعتقلته القوات البريطانية إثر وشاية
ملفقة، وزجّته في السجن لمدة 43 يوماً تفاقمت إثرها حالته الصحية، وشارف
على الخطر، لكن القائمين على السجن نقلوه تحت الحراسة إلى مستشفى سان جورج،
ثم أعادوه إلى السجن حينما تماثل للشفاء. وخلال مدة سجنه أنجز الصافي ديواناً
كاملاً أسماه حصاد السجن، ويعد هذا الديون بحق علامة فارقة في أدب السجون.
وعلى الرغم من الوضع المأساوي الذي كان يعيشه الصافي في السجن إلا أن
السخرية لم تفارقه. لنتمعن في البيت الآتي: رمونا كالبضائع في سجونٍ / وعافونا
ولم يبدوا اكتراثاً / رمونا في السجن بلا أثاثٍ / فأصبحنا لسجنهمُ أثاثاً. يؤكد العاتي
أن صديقه القديم صالح جبر هو الذي توسط لدى السلطات البريطانية حينما كان
وزيراً للداخلية، ووكيلاً للخارجية، وأخرجه من السجن. وعلى اثر تلك الوشاية
المغرضة أصبح الصافي متوجساً في علاقاته الشخصية مع الناس الآخرين. ومع
ذلك فقد ظل نزوعه القومي قوياً، وربما يكشف تشبثه بالزي العربي عن طبيعة
هذا النزوع المشروع في وقت كانت تعاني فيه العروبة من توجهات قطرية عدائية.
المرأة في حياة الصافي وشعره
تشكِّل المرأة جانباً مهماً في حياة الصافي النجفي وشعره في آن معاً. وكلنا يعرف
أن طبيعة التوتر في علاقته الشخصية مع أخيه الأكبر إنما تعود إلى رفض الصافي
النجفي الزواج من الفتاة التي اختارها له أخوه السيد محمد رضا. يطرح العاتي عدداً
من التساؤلات المنطقية التي كانت وراء رفض هذه الزيجة من بينها: هل كانت
للصافي النجفي علاقة عاطفية بفتاة أخرى؟ أم أنه رفض فكرة الزواج المدبر؟ ثم
يحيلنا العاتي إلى الدكتور الراحل جلال الخياط الذي لازم الصافي في الشهور الأخيرة،
كما حقق أعماله الشعرية غير المنشورة في ديوان ضخم حيث يؤكد الخياط على
وجود هذه العلاقة العاطفية التي لم تنته بالزواج. وأكثر من ذلك فإن الخياط يعتبر
فشله في الزواج ممن أحب هو السبب الرئيسي لمغادرته إلى سورية ولبنان، وليس
المرض كما هو شائع في الأوساط الثقافية العربية. أما الفصل السابع والأخير فهو
ختام الرحلة الحياتية والإبداعية حيث يتخلص الصافي النجفي من شكوكه وتناقضاته
الخطيرة ويتجه كلياً إلى رحاب الإيمان حيث يتحقق صفاؤه الروحي الكامل.
ـــــــــــــــــــ
دراسة عن کتاب الصافي النجفي
غربة الروح.. ووهج الإبداع
بقلم: أحمــد بهجــت
صدر كتاب أحمد الصافي النجفي, ويحمل الكتاب اسم غربة الروح ووهج الإبداع لمؤلفه
الدكتور إبراهيم العاتي،وهو شاعر عراقي مبدع. واحمد الصافي النجفي غرس للمدرسة
الشعرية العراقية.. احتضنته بين سوريا ولبنان فنما وتفتح وأثمر عطاء أدبيا ترك أثره
الكبير في دنيا الثقافة العربية.
كان شاعرا ينهي عن التقليد ولذلك شق لنفسه طريقا جديدا وغريبا صدم النقاد ومتذوقي
الشعر في باديء الأمر, وخصوصا في حقبة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي
والتي اعتاد الناس فيها علي القصائد التي تعني بالشكل المبهر والقوافي الرنانة والديباجة
العباسية والأندلسية التي كانت شائعة في مدرسة النجف في العراق, حيث نشأ الصافي,
أو في بلاد الشام التي كانت السيادة فيها لمدرسة احمد شوقي وأمثاله من جيل الرواد.
لكن الكثير من الشعراء والنقاد ومتذوقي الشعر بوجه عام سرعان ما أدركوا المزايا الفنية
والجمالية في شعر الصافي, فضلا عن المرامي الفلسفية والوجودية العميقة التي ينطوي
عليها وتعاملوا معها بشكل ايجابي فلمع نجم الشاعر وذاع صيته في العراق والعالم العربي.
ورغم ذلك فان الصافي لم يأخذ حقه من الدراسة والبحث خاصة في العقود الثلاثة الماضية
التي طغي فيها لون واحد من الكتابة الشعرية التي لا يعترف أصحابها للسابقين بفضل الريادة
والتأسيس وكأنما هم نبات بلا جذور, او مخلوقات هبطت من السماء متناسين أن التجديد
درب شاق وطويل أسهم كل مبدع في تعبيده بجهد او نصيب.
وفي كتابه هذا نحاول تسليط الضوء علي تجربة الصافي الشعرية, ونقدم ما يمكن أن يكون
مدخلا لعالمه الفني المتعدد الجوانب والمتنوع الأغراض, ومصدري في ذلك ليس دواوينه
او ما كتب عنه من أبحاث, بل هناك مصدر مهم آخر اعتمدت عليه واستفدت منه كثيرا.. ألا
وهو معرفتي المباشرة بالشاعر ولقاءاتي المتكررة معه إبان دراستي الجامعية في دمشق..
لقد هيأ لي ذلك أن اتعرف الي تفاصيل مهمة عن حياة هذا الشاعر.
يحدثنا الدكتور ابراهيم العاتي عن هذه الليالي في ذلك الخريف الدمشقي الساحر الذي مر
عليه اكثر من ثلاثين عاما, وكان الجو قد بدأ يميل الي البرودة, وثمة غيوم بيضاء تكلل
جبل قاسيون الذي تتناثر علي سفحه بيوت مختلفة الاشكال والاحجام كأنها طيور حطت
علي أوكار عالية.. أشجار الحور التي تطوق دمشق بحزام أخضر قبل أن يفترسها امتداد
العمران, وقد تعرت من أوراقها التي مالت إلي الإصفرار فصدق عليها قول أمير الشعراء
احمد شوقي حينما وصفها وهو يجتاز وادي دمر قرب دمشق:
والحور في دمر أو حول هامتها
حور تكشف عن ساق وولدان
لكنها في ذلك الخريف كشفت عن الساق وما هو اعلي من الساق أشجار سامقة الي السماء
صامتة غامضة توحي بالأسرار لا تدري هل تحكي قصة الطبيعة التي هي جزء منها أم قصة
المدينة التي تحيط بها.. هذه المدينة التي بدت لي وأنا أعاينها لأول مرة معقدة جدا.. كلما
حللت منها ثغرا ظهر لي آخر.
كان أول شيء أتوق لمعرفته هو الاوساط الادبية والثقافية السورية, وكان الشاعر الكبير
أحمد الصافي النجفي من نجومها البارزين, وفي الوقت نفسه كان شعره يتردد بقوة في
محافل النجف الادبية, وهي مدينة الشعر الاصلية, وطالما سمعت والدي ـ رحمه الله ـ يردد
أبياته الشهيرة التي كتبها بعد أن جاوز الستين وحفظتها منه شفاهة
سني بروحي لا بعد سنين
فلأسخرن غدا من التسعين
عمري للسبعين يركض مسرعا
والروح باقية علي العشرين
يحدثنا د.ابراهيم العاتي عن اللقاء الاول مع الصافي النجفي فيقول
سألت عن الصافي بعد وصولي فقيل لي انه يرتاد احد المقاهي اسمه مقهى الهافانا, وهو مكانه
المفضل صباحا ومساء, ولا يكاد يبرحه إلا الي النوم, فمقهى الصافي هو بيته كما عرفت فيما
بعد, وانه ليس عنده غير غرفة صغيرة باردة في مدرسة دينية قديمة تابعة للأوقاف تقع في
سوق الخياطين, وهي أحد الأسواق المزدحمة من سوق الحميدية الشهير في قلب دمشق
المهم إنني جئت مقهي الهافانا وسألت النادل إن كان الصافي موجودا فقال ـ نعم وأشار بيده
إلي مكان في وسط المقهى وتركني وذهب ليقدم الشاي والقهوة الي الزبائن.
نظرت فلم أجد أحدا فعدت أكرر السؤال لكنه أشار إلي المكان نفسه قائلا ألا تري تلك الجريدة
المفتوحة.. قلت ـ نعم.. قال ـ إن الأستاذ يوجد خلفها.. وهكذا كان.
أصيب الصافي بعد رجوعه إلي العراق بمرض شديد كاد يفضي به إلي الهلاك, وصادف وجود
طبيب سوري يشرف علي علاجه فقال: إن جو العراق الحار الذي تتخلله عواصف ترابية
غير ملائم لصحته, ونصحه بأن يغادر العراق إما إلي سوريا أو لبنان لاعتدال الجو وطيب
الهواء, وفكر الصافي مليا لأنه سبق أن مرض سنوات في إيران بعد الاحتلال الإنجليزي كما
أسلفنا وأمام شبح الموت وإرادة الحياة قرر الصافي النجفي مغادرة العراق إلي سوريا سنة1930.
هذه الغربة القاسية تركت في نفس الصافي أثرا شديدا وأسلمته إلي لون من الغربة الروحية
عن الناس وعن الواقع.
يقول الصافي:
لقد تغربت حتى نسيت كل قريب
فإن رجعت لأهلي رجعت مثل الغريب
فغربة الدار داري والأهل صحب الدروب
إذن لم تعد الغربة فراقا للأهل والوطن, بل هي غربة حتى بين الأهلي والوطن
يعيش الشاعر غربة شاملة علي أكثر من صعيد الدار والأهل والزي والذوق والخلق والدين
والشعر وغير ذلك, ولكن أقسي من هذه الألوان غربة الفكر فهي الاغتراب الفلسفي المحض
الذي قد يفضي إلي أنواع أخري من الاغتراب والاستلاب علي الصعيد الاجتماعي والديني
والنفسي والفني.
يقول في هذه الغربة العظمي:
وجربت أنواع التغرب كلها فمن غربة في الدار والقوم والفكر
إلي غربة في الزي والذوق والهوى إلي غربة في الخلق والدين والفكر
وزدت عليها كلها غربة الشعر بمخطوط ديوانين ضما إلي عشر
فأبصرت طعم الكل مرا وقاسيا ولم أر أقسي قط من غربة الفكر
وقد نجد لاغتراب الصافي جذورا في طفولته المبكرة حيث كان يجلس وهو طفل بين أقرانه
مستوحشا مستغرقا في عالم خاص بعيدا عما يحيط به كما يصرح بذلك:
تعود بي الذكري لعهد طفولتي فأبصر طفلا في التلاميذ وادعا
كأني أراه الآن من خلف درجه هزيلا حييا خافض الطرف خاشعا
به وحشة مستغرق في خياله تخال إذا كلمته ليس سامعا
يحدثنا الدكتور إبراهيم العاتي عن الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي, وعن العلاقة
بين الصافي والمرض وكيف أنها امتدت منذ مطلع شبابه حتي شيخوخته.
وقد طبعت تلك العلائق أشعار الصافي بطابعها الخاص وفجرت في روحه كوامن الإبداع
بدلا من أن تسلمه إلي الوهن والإحباط..
وهو يصرح بذلك في وضوح حين يقول:
إن مست الآلام روحي ولدت
شعرا تحس به لهيب النار
مرحي بآلام الحياة فإنها
تمضي وتترك خالد الأشعار
والحديث عن أمراض الأدباء والفنانين ودورها في عملية الإبداع أمر له مؤيدوه في
علم النفس الحديث, وهو ناجم عن عملية استقراء لحياة كثيرين من الشعراء والكتاب
والفنانين الذين نالوا شهرة عظيمة في ميادين الأدب والفن برغم معاناتهم الشديدة
من أمراض مختلفة
وكأن المرض كان عامل شحذ لعبقرياتهم, وحسبنا الإشارة إلي الرسام الهولندي فان
جوخ, والفيلسوف والأديب الألماني نيتشه, والموسيقار الشهير بيتهوفن الذي أصيب
بصمم مبكر في شبابه, كتب خلاله أروع أعماله الفنية ولعله لا يوجد شاعر عربي في
العصر الحديث يمثل رصدا لهذه الظاهرة مثل الصافي النجفي وبدر شاكر السياب.
وقد ترك الصافي النجفي أربعة أبيات من الشعر ولكنها كانت كافية لرسم صورة لحياته, قال:
أصارع البرد في سراج
يكاد من ضعفه يموتُ
في غرفة ملؤها ثقوب
أو شئت ملؤها بيوتُ
يسكن بها بلا كراء
فأر وبق وعنكبوتُ
هذي نداماي في الدياجي
عاد بهم شمل الشتيتُ
ــــــــــــــــــــــ
وهذه قصيدة الفلاح احد اشهر قصائدة
رِفْقَـاً بِنَفْسِـكَ أيُّهَـا الفَـلاَّحُ
تَسْعَى وَسَعْيُـكَ لَيْسَ فِيهِ فَـلاَحُ
لَكَ فِي الصَّبَاحِ عَلَى عَنَائِكَ غُدْوَةٌ
وَعَلَى الطَّوَى لَكَ فِي الْمَسَاءِ رَوَاحُ
هذِي الجِّرَاحُ بِرَاحَتَيْـكَ عَمِيقـَةٌ
وَنَظِيرُهَا لَـكَ فِي الفـُؤَادِ جِرَاحُ
فِي اللَّيْلِ بَيْتُكَ مِثْلُ دَهْـرِكَ مُظْلِمٌ
مَا فِيـهِ لا شَمْـعٌ وَلا مِصْبَـاحُ
فَيَخُرّ سَقْفُكَ إنْ هَمَتْ عَيْنُ السَّمَا
وَيَطِيـر كُوخُـكَ إذْ تَهُبُّ رِيَاحُ
حَتَّى الحَمَامُ عَلَيْـكَ رَقَّ بِدَوحِـهِ
فَلَـهُ بِحَقْلِـكَ رَنَّـةٌ وَنُـوَاحُ
هَذِي دُيُونُـكَ لَمْ يُسَـدَّدْ بَعْضُهَا
عَجْزَاً فَكَيْفَ تُسَـدَّدُ الأَرْبَـاحُ
بِغُضُونِ وَجْهِكَ لِلْمَشَقَّـةِ أَسْطُـرٌ
وَعَلَى جَبِينِـكَ لِلشَّقَـا أَلْـوَاحُ
عَرَقُ الحَيَاةِ يَسِيـلُ مِنْـكَ لآلِئَـاً
فَيُـزَانُ مِنْهَـا لِلْغَنِـيّ وِشَـاحُ
أَتَصُدّ جَيْشَ الطَّامِعِينَ وَلَـمْ يَكُنْ
لَكَ في الدِّفَاعِ سِوَى الصِّيَاحِ سِلاحُ
قَدْ كَانَ يُجْدِيكَ الصِّيَاحُ لَدَيْهُـمُ
لَوْ فَجَّـرَ الصَّخْـرَ الأَصَّمَ صِيَاحُ
يَتَنَازَعُونَ عَلَى امْتِلاكِـكَ بَيْنَهُـمْ
فَلَهُـمْ عَليْـكَ تَشَاجُـرٌ وَكِفَاحُ
كَمْ دَارَتِ الأقْـدَاحُ بَيْنَهُمُ وَلَـمْ
تُمْـلَ بِغَيْـرِ دُمُوعِـكَ الأَقْدَاحُ
حَسِبَ الوُلاةُ الحَاكِمُونَ عَلَى القُرَى
أَنْ ثَـمَّ أَجْسَـادٌ وَلا أَرْوَاحُ
كَيْفَ التَّفَاهُمُ بَيْنَ ذَيْنِـكَ ، نَائِحٌ
يَشْكُو العَذَابَ وَسَامِـعٌ مُرْتَـاحُ
قَدْ أَنْكَرُوا البُؤْسَ الذِي بِكَ مُحْدِقٌ
أَفَيُنْكِـرُونَ الحَـقَّ وَهْـوَ صَرَاحُ
عَجَبَاً أَيُنْكِرُ بُؤْسَ سُكَّانِ القُـرَى
إلاَّ وُجُـوهٌ كَالصَّفِيـحِ وِقَـاحُ
يَا غَارِسَ الشَّجَرِ المُؤَمَّـلِ نَفْعُـهُ
دَعْـهُ فَـإنَّ ثِمَـارَهُ الأتْـرَاحُ
إقْلَعْـهُ فَالثَّمَـرُ اللّذِيـذُ مُحَـرَّمٌ
لِلْغَارِسِيـنَ وَلِلْقَـوِيِّ مُبَـاحُ
أَصْبَحْتَ تُورِثُكَ الحُقُولُ أَسَىً فَمَا
يَهْتَـاجُ أُنْسَـكَ نَشْـرُهَا الفَيَّاحُ
تَرْتَاعُ مِنْ مَـرْأى النَّخِيلِ كأنَّمَـا
سَعَـفُ النَّخِيلِ أَسِنَّـةٌ وَصِفَـاحُ
يَا وَاهِبَ الخَيْـرِ الجَزَيلِ لِشَعْبِـهِ
أَكَذَا يُجَـازَى بِالعِقَابِ سَمَاحُ
أَفْنَـتْ حُقُولَـكَ آفَـةٌ أَرْضِيَّـةٌ
عَاثَتْ بِهَا وَشِعَـارُها الإصْـلاحُ
طَيْرُ السَّعَادَةِ طَارَ عَنْـكَ مُحَلِّقَـاً
وَعَلَى وَلائِـكَ رَفَّ مِنْـهُ جَنَاحُ
قَدْ أَقْسَمَ البُؤْسُ الذِي بِكَ نَـازِلٌ
أَنْ لا تَمُـرَّ بِـدَارِكَ الأفْـرَاحُ
تَقْضِي حَيَاتَكَ بِالعَنَاءِ وَلَـمْ تَكُنْ
في غَيْـرِ أيَّـامِ السَّقَـامِ تُـرَاحُ
سِرٌّ بِبُؤْسِكَ فَاضِحٌ لِذَوِي الغِنَـى
لَوْ أنَّ سِـرَّكَ في البِـلادِ يُـبَاحُ
حَتَّـامَ يَا هَذَا لِسَانُـكَ أَلْكَـنٌ
وإِلامَ أَلْسِنَـةُ الطُّغَـاةِ فِصَـاحُ
كُلُّ الجُنَاحِ عَلَى الضَّعِيفِ إذَا اعْتَدَى
أَمَّا القَـوِيّ فَمَـا عَلَيْـهِ جُنَـاحُ
يَا رِيفُ إنَّ كِتَابَ بُؤْسِكَ مُشْكلٌ
يَعْيَـا بِحَـلِّ رُمُـوزِهِ الشُّـرَّاحُ
أَطْيَارُ رَوْضِكَ غَالَهَا بَازُ العِدَى
وَعَـدَا عَلَى أَمْلاكِـكَ التِّمْسَاحُ
الوَرْدُ قَدْ خَنَقَتْـهُ أَشْوَاكُ الرُّبَـى
ظُلْمَـاً وَفَـرَّ البُلْبُـلُ الصَّـدَّاحُ
يَا رِيفُ مَالَكَ شُرْبُ أَهْلِكَ آجِـنٌ
رَنِـقٌ وَشُـرْبُ وُلاةِ أَمْرِكَ رَاحُ
ـــــــــــــــــــــــــــ
احمد الصافي النجفي .. شاعر متمرد كتب نصف الادب العربي في بيتين
الدكتور صدام فهد الاسدي / البصرة
saddam_alasadi@yahoo.com
ليست حكاية من الخيال ابدا,انها من روائع المواقف التي عاشها الشاعر النجفي الكبير احمد الصافي في الستينيات عندما
كان مغتربا يطوف البلدان باحثا عن مكان ,فكيف كتب نصف الادب العربي ,انها قولة لاحد الغربيين قالها بعد قراءة
البيتين اللذين خطهما النجفي احمد على واجهة السفارة الامريكية,والحادثة تتكلم عن جون كندي وهو يحضر الى حفل
فقال له المذيع لماذا تاخرت ياسيدي؟قال تاخرت لغسل فمي من دنس قهوة عربية؟؟؟فباع الصافي سترته التي لايمتلك
غيرها واشترى علبة من الصبغ وكتب بيتيه الخالدين :
لئن تغسل الفم من قهوة وبعدها غسلت في دمك
فاعلم بانك قذر اللسان وقهوتنا غسلت من فمك
هكذا الشاعر الملتزم بقضايا وطنه وامته ,والا يكون بوقا يغني للمحتلين والغزاة,وهذا ليس غريبا على شعراء القرن المنصرم
وهم يسطرون المواقف الكبرى في سجل الخلود
كان الصافي واحدا من المتمردين على الحياة وتناقضاتها مثل الحصيري ومردان ورشدي العامل والناصري
والصافي طراز خاص من التمرد والعزلة والغربة وهو المصرح بعظمة لسانه(فطرت منذ الصغر على الانحراف من الجادة
العامة التي لاارى فيها جديدا)ولايعني الانحراف الخروج عن القانون ولكن عدم السير على جادة الظلام وقد مثل نفسه بالمتنبي:
الى الشعر ياتي كل الف مجدد فبعد نبي الشعر احمد احمد
وقد اعلن للناس ان يسيروا على هديه:
اسير كما توحي الي سريرتي فان شئتم ان تهتدوا بي فاهتدوا
وقد بدأ تمرده على الشعر:
بربك مايقول الناس يوما اذا السخف استحال اليه شعرا
فيا من ينقد الاشعار جهلا ويهوى دون لب القول قشرا
واعلن تمرده على الفنانين:
جلبواصباغ الغرب ثم طلوا به فنا قبيحا خدهم وجسوما
واكتشف الصافي سر خيبتهوهو يجوب المسالك والوظائف ولم يفلح بشيء قد فشل فيها فقال:
فادركت من بعد العنا سر خيبتي وايقنت بعد البحث اني شاعر
فراى الناس كلهمخارجين عن الطباع البشريةحتى غدا كارها جاره:
لي جارة قد حرت في امرها ودلها الممقوت او كبرها
اقول اذ اسمع اقدامها قد قامت الحية من وكرها
وكره الدار والجار معا واعترض على من يؤمن الدار قبل الجار :
قال قوم الدار قبل الجار ولذا قد الفت سكني القفار
طفت في الارض ماظفرت بجار فمن الياس ما اقمت بدار
وهكذا ظل الشاعر رهين عزلته وبات شعره سجينا مثله:
حظك يا شعر مثل حظي جئنا سجينين للوجود
ام انت مثلي تعيش ملقى فمن مهود الى لحود
وعاش الصافي بعيدا عن مرابع صباه ومغاني انسه ومجمع اترابه في قرية الجعارة في النجف,عاش ماتبقى من عمره
غريبا وحيدا منعزلا لااسرة تؤويه ولاصاحب يشاركه فماذا نتوقع ردود فعله ؟وهو معدوم من مكونات الحياة ينظر
اليها بمنظار اسود,حتى سئم الحياة نجاحها وفشلها معا":
اني سئمت معيشتي افلا اموت على الاقل
لذا طلب القبر سبيلا لخلاصه من الحياة:
ايا قبرا له جسمي يؤول تعبت من المسير متى الوصول
وهكذا كره الشعر ملاذه وعماده لما راى كساد سوقه:
تخليت عن نظم القصائد جانبا وحطمت اقلامي ومزقت قرطاسي
كيف تحول الشاعر المحب الى الطبيعة كارها الابتسامةحتى من الوردوغدت الندامة تطوي رحالهواماله ولايطيق حتى ان يحمل رجله:
وما العيش عندي غير مستنقع وقعت ومالي منه منجى سوى القبر
اذا رمت منه رفع رجلي جاهدا ارى رجلي الاخرى تغور الى القعر
وبعد ماسر هذه السوداوية المقيتة ؟القاتلة لصاحبها ولعل دمامة الشاعر اول اسبابها فهو الذي يعترف بذلك:
وجهي دميم وقلبي عدو كل دميم
وكذلك اعتلال جسمه ومرضه الدائم حتى طحنت اضلاعه من الالم:
تقطع كل عضو من اخيه فلم يقبل باي الموصلات
واشعر بالعظام مكسرات جميعا قد طحن بمطحنات
ولعل الكآبة هذه يذكرها في اخريات عمره:
استقبل الستين مستوحشا لااهل لامال ولاولد
لامسكن اوي اليه ولا لاسكن لاهند لادعد
وكانت النس كلها سر هزيمتهوهو المتمرد على الجميع لايثق باحد والشك من اسراره ولايصدق بالعلاقات بين الناس :
لو يلبس الناس ماتخفي سرائرهم غطت على الناس ادناس وارجاس
وقد طفح الكيل عند الصافي ونجد موضوعيته في قول السياب(الصافي موضوعي الى ابعد الحدود؟,انه ظاهرة
ضخمة في الشعر)وقال آخر(شاعر يانف ان ياوي الى قصر بناه سواه)الشاعر الذي حاربته الايام وتزوجته
الاسقام وصحبته الوحدة والعزلة ,ولد يتيما وعاش يتيما وغريبا ودعته الشام جريحا واستقبلته بغداد ضريرا:
بغداد حار المادحون بوصفها زين البلاد كثيرة الاوصاف
كانت تحن لقطعة من كبدها واليوم عادت حين عاد الصافي
انه متنبي عصره متمرد مثله على الذنوب ,غريب السلوك والمزاج في كل شيء الملبس والمآكل والنوم وله حساسية
مفرطة امام الناس وهو يابى العطف والمساعدةواذا جلس في المقهى يرفض من يدفع عنه ثمن شايه وهو القائل:
فعش ما حييت بانف اشم ولاترض يوما لشي خضوعا
عاش في بيت فارغ الا من اللهالذي لاينسى عبده الذي خلقه فهو الكفيل برزقه ومعيشته:
ياحائر الفكر في معيشته لاتظطرب فالله خالقكا
وبعد هل انتهيت من شاعر مثل مدرسة مستقلة لوحده في دواوين كثيرة منها حصاد السجن واشعة ملونة
ويبقى صوت الصافي النجفي مدويا في قاموس الكبرياء وعزة النفس ابدا واذا امتدت الايدي من الناس امام الاخرين
فحاشا الصافي ان يكون كذلك؟ولكن اين النهاية؟لقد كتب قبل رحيله بعشرة اعوام واوصى بان يكتب هذا البيت على
المنطقة التي فيها قبره القريب من ضريح الامام علي عليه السلام:
ان قبري سوف يهدم يوما وتدوس الكلاب فوق الرفاة
نعم لقد هدم الجلادون قبره في احداث 1990م ولم يبق شيء لهذا الشاعر سوى شعره المحفور في ذاكرة التاريخ
وفي ضمائر المحبين للتراث العراقي الاصيل.
ــــــــــــــــــــــــــ
وفي النهاية احببت ان اضع معلومات احد الكتب التي تخص الخيام تاكيدا على كلام اخي الحر
Arrayحيث ان الخيام عرف بالجبرية, وبهذا المنطق كان يبرر ارتكابه للمعاصي.[/quote]
نص مطبوع ; كتاب
كود الكتاب 9-763/2-47
العنوان نفسه رسائل الخيام الجبرية / حققها وترجمها وقدم لها رشدي راشد، أحمد جبار
العناوين المتعلقة عنوان موجود على صفحة عنوان أخرى :
L'œuvre algébrique d'al-Khayyām / Établie, traduite et analysée par Roshdi Rashed, Ahmed Djebbar
المسؤولية تحقيق :
جبار (أحمد ) (1941−...)
راشد (1936−...) (رشدي)
اللغات لغة النص : العربية, الفرنسية
العنوان حلب : معهد التراث العلمي العربي
بلد الإصدار : سوريا
التاريخ 1981-
الوصف 1 مجـ., 32-112-192 ص. ; 24 سم.
كشافات
الروابط يحتوي على الوحدة المحللة :
- (1981) : Traité d'al-Khayyām : de la Division quart de cercle /
Établie, traduite et analysée par Roshdi Ras