اقتباس: معتزل كتب/كتبت
فاتني شيء لكل من ياريموثا و طارق ..
نحن نتألم لكل دمعة تنزل من عيني طفل في هذا الوضع...فما بالكم بالقتل والتشريد والتهجير ...
و لكن التنظير الذي تتفضلوا به حضرتكم كان يجب ان ينصب ضد اسرائيل و ليس ضد صاحب الحق ...
و من ياكل العصي مو متل اللي عم يعدها...
و اهل المقاومين هم اول من شردو و قتلو و لكن في سبيل قضية ...
التنظير، أي تنظير يا عزيزي؟
هل نحن ننظر ههنا، وأنت تقاوم، هونك علينا وحنانيك.
خذني بحنانك خذني، فأنت لست بساحة الوغى، ونحن لسنا في أبراج عاجية، بل ربما العكس صحيح.
حبيبي ونور عيني ما تتحدثون به من منطق عاطفي أفهمه، وعيني تدمع ربما مثلك وربما أكثر، لكن لا أنا ولا أنت نملك شيئاً. وربما يا عزيزي أخرج بمظاهرة ههنا ضد العنصرية الصهيونية.
عزيزي لم يبقَ شيء لم ننظره ضد إسرائيل، ولو أنك تابعتني جيداً لقرأت لي البارحة موضوعاً أقول به أنه لا شرعية لوجود إسرائيل بالشرق الأوسط.
نظرنا كثيراً يا عزيزي حول إسرائيل، هذا شيء مفروغ منه، أنا هنا بموضوعك هذا أنتقد - وهذا حقي- خطاباً غير مسؤول من قبل مسؤول سياسي وحربي، يحدثنا عن المفاجآت، وكأنه يحدثنا عما سيحدث في الحلقة القادمة بمسلسل أمريكي. أو بستار أكاديمي.
ويخبرنا المسؤول العتيد بأنه ولله الحمد لم يمس القيادة الشيعية لحزب الله شيء، بينما الناس تموت.
ويحدثنا عن زمام المبادرة التي سيمسك بها بالشوط الثاني، وكأننا أمام مباراة كرة قدم، وكأنه يتحدث لمتفرج بانتظار مباراة يوم السبت، الساعة الثامنة مساءاً وهو حاطط كاس بيرة ومستني ليتفرج عشي حلو ويكتشف المفاجأة.
هل تفهم الآن سبب ألمي؟ هل تفهم أني لا أنظر ههنا، بل أتلوى من الألم لهذا الخطاب الركيك المستهتر بحياة الإنسان الذي يعيش اليوم في الملاجئ منتظراً نهاية هذا الكابوس؟
قلتها ستين ألف مرة، إسرائيل لا نلومها لأننا نعرف أنها مجرمة ولا نعترف أصلاً بشرعية وجودها من أساسه، نحن نلوم بني جلدتنا الذين لا يملكون أي قدرة على احترام الإنسان العربي، واحترام عقل الإنسان العربي.
وبيكفي لأن كلامكم جارح، وكل من يخرج عن السرب تقولون له طيب لُمْ إسرائيل، ولُمْ أمريكا، وكأننا ندافع وننافح عن إسرائيل وأمريكا. وكأن مجرد إلقاء لوم على حكوماتنا وأبناء جلدتنا يعني آلياً الوقوف مع العدو. لقد عادت حليمة لعادتها القديمة، وللأسف بهذه العقلية لن نتطور قيد أُنملة، لا اليوم ولا غداً.
وعلى بلادنا اقرؤوا الفاتحة.
آمين.
في العالمين.