دروس مكثفة في الهداية, على الطريقة الوهابية:الدمية الأمريكية "باربي"
" باربي" أسلمت أخيرا. ونطقت الشهادة, وارتدت الحجاب , بعد أن أخذت دروسا في اللغة العربية . فهل سيكون الحجاب عائقا أمامها كنجمة عالمية يحبها الأطفال والبنات من كل الأجناس والديانات؟
" باربي " الدمية , سحرت بجاذبيتها وسحرها المثير, وأناقتها الرائعة لكل الفصول فحولتنا العربية الرمضاء. كما أقلقت بعريها شبق الفقهاء , وفتنت بتبرجها رضاب الشهداء, وقضت مضاجع المتطرفين من الأديان في كل الأنحاء.
فكان لا بد من توجيه دروس مكثفة في الهداية, على الطريقة الوهابية, كان أهمها:
" أ ختي الحبيبة "باربي " لماذا لم تلبسي الحجاب ؟؟ .. لنقل مثلاً انك تريدين تأجيل الأمر إلى ما بعد الزواج ..فهل منع الحجاب فتيات المسلمين من الزواج في عصرنا ؟ وهل تضمنين أن يكون زوجك الذي اختارك وأنت غير محجبة, يوافق على ارتدائك للحجاب بعد الزواج ؟ وإذا حصل النصيب , وهل تضمنين أن يكون رجلاً متديناً, وقد اختارك وأنت متبرجة ؟ وهل تضمنين أن تعيشي حتى تتزوجي ؟ وإن لم يكتب الله لك الزواج فمتى سترتدينه ؟
ربما قالت "باربي" :" إني أبدو جميلة بدون حجاب .وثقافتي تؤمن بان الابداع بكل اطيافه يتعارض مع الحجاب, في الرياضة, كما في الموسيقى والرقص, وفي السباحة والعاب القوى..
" ومن قال لك ذلك ؟ بل أنت بحجابك ستبدين أجمل وأعف ., أعقل وأذكى.أتعرفين لماذا ؟ لأن وجهك المستدير الفاتن , وقامتك الشقراء الجميلة, الفاتنة بسحر عينيها ,وقوام قدها ,ورشاقة جسدها النحيل , تسحرين الرجال وتلهيهم عن عباداتهم , والحجاب , أختي في الله تتويج لجمالك وطهارتك , لا تترددي حبيبتي باربي , اقرئي الشهادة , واستغفري ربك من كل ذنب عظيم.
وتضيف الحصة" هل أمعنت النظر في هيئات الشباب و الرجال المخجلة وشخصياتهم التافهة وهم يعاكسونك ؟ أنت أكبر وأغلى وأعز من أن تكونين كذلك, فاحفظي أختي الحبيبة نفسك وقدرك وقيمتك بالحجاب وتابعت" ..
وهناك شيء مهم أختاه, أن من سيختارك زوجة له, لن يختارك بشكل مزيف وبوجه مليء بالأصباغ, فهو حين يعجب بك دون مكياج, سيزداد حين تتجملين له ,والعكس صحيح .
أن اعتناق" باربي" الإسلام , حسب أخر المعلومات الواردة من بعض الفضائيات المتخصصة في تفقيه السياسة وتسييس الفقه , لا يشبه اعتناق "مايكل جاكسون" الإسلام في البحرين, ولا "المهدي فاريا" في المغرب ,أو "تايزون" في امريكا , فهؤلاء إسلامهم ملتبس , يرتبط بمزاج لا يعرفه إلا من قضى في العلم , لذلك فان إسلام " باربي" جاء بكل قناعة واقتناع, في سياق التثاقف بين الديانات, وفي إطار من التسامح والحوار بين الإسلام والغرب , من غير إكراه ولا قسر .
تقول الأخبار أن الدمية الأمريكية "باربي" أسلمت , وأنها أعلنت الشهادة ببراءة الأطفال في حفل بهيج أقيم على شرفها , وذلك بأحد اكبر استوديوهات قناة فضائية شهيرة , ورددت الشهادة أمام أنظار مليون طفل مسلم , وارتدت الحجاب, وتلحفت بالتشادور أو الخمار الأسود , وهي الآن تردد مع صبايا وأطفال الجزيرة العربية من الماء إلى الماء نشيدا مطلعه:
فلة على وعد بان تأتي, نثرت الورد في السلة
ولم اخبر سوى أختي , فأختي تنتظر فلة
فلة فلة لعبتي فلة
غدا ستسكن في داري
تحمل كل أزهاري
أبوح لها بأسراري
فما أحلى من الأسرار حين تصونها فلة
فله فله لعبتي فلة.
المثير في الأمر أن لا احد من الكنيسة الكاثوليكية في بلاد العم سام علق على اعتناق "باربي" الإسلام أو انتقد سلوكها,
فماذا لو نشرت إحدى الجرائد الغربية صورة للعالم يوسف القرضاوي وقد ارتدى مسوح الراهب, وردد تراتيل الإنجيل ؟
أريد فقط, أن اعرف, ما موقف الإسلاميين المعتدلين عندنا ؟هل سيعتبرون إسلام" باربي "سلوكا متحضرا ,يدخل في سياق الممارسة الشخصية ؟ أم ان موقفهم ينسجم تماما مع مواقفهم المشابهة الاخرى؟ مجرد مؤامرة تحاك ضد الإسلام والمسلمين..
إن "باربي "الساحرة والفاتنة , أسلمت , وارتدت الحجاب دون علمها,واختير لها من الأسماء "فلة" ولحد كتابة هذه السطور, لم نقرا أو نسمع من أية جهة غربية ,أو من الماء لهيه , احتجاجا أو تنديدا حول هذا الأمر... وتلك حكاية لها أسباب نزول...
"باربي" أشهر دمية أطفال في العالم على الإطلاق. عمرها الآن يناهز سبعة وأربعون سنة وبضعة أشهر.
" باربي" الدمية التي وصفها الإيرانيون بأنها "شيطانة لعوب" نسبة الى "الشيطان الأكبر " لأنها تفسد الأخلاق, وطالبوا في الكويت بإحراقها ,فيما اعتبرها المعتدلون سلعة يتوجب مقاطعتها , تعرضت لأخطر قرصنة .
"قد يبدو الأمر مضحكا أن نتكلم بجدية عن عروسة أطفال تصنع من البلاستيك أو مادة " البور سالين" تزين بها البنات غرف نومهن , وتؤثث فضاء هن البريء , وتقضين معها بعض ساعات فراغهن في الثرثرة واللعب" ولكن أليس مضحكا أن يتعامل معها بعض المتطرفين عندنا بعدوانية وخوف, كما لو كانت عاهرة تجوب شوارع مدننا العربية المقدسة لتفسد أخلاق رجالها البررة..
ولعل مشاهدي " القناة الكويتية" يتذكرون "ثورة الشيوخ" على باربي , يوم وقف فيه احد أعضاء برلمانها المحترمين بمهاجمة "باربي" الدمية " أمام أنظار العالم , بأقصى النعوت المحطة للكرامة , مطالبا سلطات بلاده بمنعها من الدخول إلى الأراضي الكويتية ولو عبر الأثير.
أما في السعودية ,فقد اصدر أتباع ابن باز فتاوى تحرم اقتنائها وبيعها, أو عرضها على غرار فتاوى الخمر. والتبرج والرشوة وغيرها.
والواقع أن الدمية المومإ إليها بريئة من كل هذه التهم, ليس لأنها قادمة من وراء البحر فحسب,ومن أمريكا بالتحديد, ولكن لأنها ببساطة"عروسة أو دمية " من أكثر الإناث جمالا وشعبية في بلاد العم سام .كما أنها طفلة "رمزية" لمن لا أطفال لهم, حتى أنها لاتتحدث, وأم من لا أم لهم, ورفيقة لعب البنات والصبايا, وكل أحلام البنات في عمر ما
|