يحاول البعض الايحاء بأن الاسلام دين الفطرة، وماذا يعني ذلك عمليا؟
لم يحدث ان ظهر شعب فطري بدائي مؤمن بالله، او حتى بآلهه. ام مايميز الشعوب الفطرية هو امرين اثنين:
الاول انها مجموعات تقوم على اولوية المراة
الثاني انها لاتعرف الايمان بالالهة، وانما لديها شعائر وطقوس غير واضحة، مرتبطة بالارواح والاشباح.
وهنا نتعرف على احدى هذه الشعوب التب لازالت حية ومحافظة على نفسها حتى اليوم.
الليل هو وقت الرقص للالهة والارواح، عند بقايا شعوب افريقية لازالت تعيش في الغابة على فطرتها الاولى. اغانيهم ورقصاتهم لها تاريخ عميق. حفلات الرقص تتكرر غالبا عند الزواج والفرح، وحتى عندما يتعرف الفتيان والفتيات على بعضهما ليرتبطوا بعلاقة حب قوية. الرجال يلبسون ملابس تنكرية تمثل الارواح. كل شئ في الغابة يملك روحا: الانهار، الاشجار وروح الخصب. الارواح ترقص بعنف وبدون توقف رقصات تعبر عن عنف الحياة وتألقها وغناءها. ملابس الارواح مصنوعة من الاعشاب والنباتات والقصب، هم يغنون ويرقصون لروح الغابة التي حافظت عليهم طويلا.
[CENTER]
![[صورة: w6w_20051009105002a038fed8.gif]](http://www.w6w.net/upload2/09-10-2005/w6w_20051009105002a038fed8.gif)
[/CENTER]
[CENTER]المناطق المؤشر عليها بالسهم هي منطقة سكن بابينزيل، في حين المناطق البنية هي مناطق سكن شعب البيغمير، وهم يعيشون في الغابات فقط
شعب Babenzell يعيش مابين افريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو، وهو مجموعة من شعب اكبر مشهور باسم Pygméer، وهم من بقايا اول الشعوب التي سكنت الغابات. وبالرغم من ان قسم منهم توطن اصطناعيا ويعيشون حياة مدنية بالظاهر، إلا انهم يهاجرون في اغلب الاوقات الى اعماق الغابة من اجل ان يرقصوا الى الارواح والالهة في الليل بعيدا عن المدنية والسواح، ويعيشوا من جديد تقاليدهم القديمة.
صيدهم يجب ان يتقاسموه مع بعضهم البعض، بالرغم من انه شكليا له "صاحب"، لايوجد بينهم من يحتاج الى ان يجوع، كما لايُحتاج الى "الحسنة" او الصدقة او دفع زكاة الاموال. الرجال لازالت تصيد بالسهام المسمومة. والممتع ان النساء والاطفال يشاركون ايضا في الصيد الليلي، اضافة الى جمع الثمار والعسل.
هذا الشعب يصل عدده الى حوالي 300000 شخص منتشر في عدة بلدان في وسط افريقيا. ويسمون شعب الغابات. وهذا الشعب مؤلف من اقزام، اذ ان طولهم لايتجاوز 155 سم للرجال و145 للنساء. ذكر هذا الشعب لاول مرة في التاريخ على اوراق الحلفا المصرية قبل 2250 عام قبل المسيح. اذ ان احد القادة العسكريين كان مكلفا باحضار قزم رقاص الى الفرعون، بعد ذلك ذكروا مرات عند اليونانيين مثل ارسطوطاليس، بسبب قصرهم ورقصهم الآخاذ. عدة اسطوانات جرى اصدارها لفنهم في باريس حديثا.
[CENTER]
عائلة من شعب البابينزيله، القائمة على رابطة الحب، ومن النادر ان يحدث الانفصالرجال Babenzelle يرتبطون بالنساء فقط عن طريق الحب، الاهل لايستطيعون اجبار ابناءهم على الارتباط لاسباب اقتصادية، او ظروف يراها الاهل مناسبة. ولكون سكان الغابة لايملكون شيئا ابدا، لذلك لاتوجد عندهم زواج المصلحة او التزويج من اجل عقد المعاهدات والارتباطات السياسية او المنصبية، كما لاتستعمل النساء "اعطية" من اجل فض المنازعات. الارتباط الزوجي يبقى "معقود" طالما طرفيه راضين عنه، الامر الذي يعكس نفسه بعلاقات قوية، تظهر شدتها عند وفاة احد الاطراف. كما ان التعابير النسائية ليست مصطلح للاهانة او التعسف.
غير ان مشاكلهم بالدرجة الاولى تأتي عن طريق الحيوانات المتوحشة او الامراض او الحشرات المؤذية. ومع ذلك فان الغابة تعطيهم مشاكل اقل من مناطق توطينهم الحضارية التي تضعهم في تعارض مباشر مع الفلاحين، عندما يحاول الفلاحين استغلالهم في العمل المجاني وبيع المنتجات اليهم. ومن المفيد ذكر ان مجتمعهم يخلوا من الجرائم والاغتصاب (بالرغم عريهم !!) ولااهانة للمرأة، بالرغم من ان مجتمعهم لايملك سحرة او كهنة او معتقدات إلهية، وقائم فقط على الاحترام والحب والبساطة