كيف نتنبأ...؟!
كيف نتنبأ...؟!!
من حسن الحظ أو من سوء الحظ عدم وجود مكاتب مراهنات تظامية تهتم بشوؤن نتائج مباريات كأس العالم ,و هو قطاع مهم يمكن أن يدر دخلا جيدا على من يدير مثل هذه المكاتب و يمكن أن يسبب كارثة صغيرة لمن يراهن بمبالغ كبيرة على فرق خاسرة,طريقة الرهان الوحيدة التي ترعاها الدولة عندنا تسمى يانصيب معرض دمشق الدولي و مازلت أذكر بحنين الفلاح الى المحراث القديم مهران يوسف في أماسي الثلاثاء و هو يعد "واحد , اثنين" و تدور الدواليب بحضور ممثلين عن كل وزارات الدولة , مع إرسال نسخة من محضر السحب الى إدارة المخابرات العامة,كانت الإصدارات الخاصة من هذا السحب في رأس السنة تحظى بإقبال منقطع النظير و تباع الورقة بأضعاف ثمنها, و لكن منذ عدة سنوات أصبح السحب يتأجل عدة مرات "خلافا لأنظمة السحب", لكي تباع الأوراق جميعها,و قد اثرى بعضهم عندما كان اليانصيب دجاجة تبيض ذهبا, بتلزيم السحوبات الأسبوعية بمبلغ مقطوع لشخص ما.
طريقة يانصيب المعرض شديدة البدائية تعتمد على طباعة أوراق مرقمة من 1 و حتى 300000 عادة , و عندما يتوقع القائمون على السحب زيادة الإقبال يضاعفون الكمية السابقة بإعطاء الأوراق فئة ألف أو باء,كان مشترو الأوراق يتسابقون الى الأوراق ذات الأرقام العشوائية و يهربون من الأوراق ذات الأرقام المكررة أو التي فيها أصفار, معتقدين أن أحتمال فوز الأرقام العشوائية أكبر, و يتكرر المشهد "الثلاثائي" الذي يتسيده مهران يوسف أو ماجدة زنبقة و العد "واحد , أثنين" و يدور من يدور و تتبخر الأحلام القصيرة منتظرة أمسية الثلاثاء القادم.
في الرهان شيء من التحدي و شيء من محاولة أثبات الذات ,و الكثير من الترقب الممتع الموشى بالحلم ,و على المراهن أن يتكل على "حدسه" و لا شيء غير ذلك ,عندما يمسك المراهن بورقة و ينظر الى الأرقام المطبوعة بأناقة عليها يتأتية الناموس الأعلى الذي أتى أرخميدس و جعله يقطع حمامه ليصيح وجدتها,يقبض على هذه الورقة بالذات متمسكا بها لسبب لا يعرفة أو حتى بدون سبب و يتسمر أمام الشاشة الملونة منتظرا شفتي مهران يوسف أن تنطق بالرقم السحري , و عندما تخونة دواليب الحظ كالعادة , يتكل مرة أخرى على حدسه السابق نفسه الذي سبق و خانه مرات كثيرة و بدون أن يعرف لماذا..
أشتركت هذا العام بمسابقة تتيحح لك أن تتنبأ بنتائج مباريات كأس العالم يديرها مكتب غير نظامي , طبعا العائد المادي في حالة الفوز زهيد جدا, و المبلغ الذي شاركت به "أزهد و أدق رقبه",و مشاركتي كانت من باب المشاركة , استلمت الشبكة,و بدأت أملأ الفراغات بحذاء كل فريق , اثنان , لواحد , ثلاثة صفر, و هكذا,كنت أنظر الى أسم الفريق و أراجع تاريخة الكروي و استفتي ميولي السياسية و الدينية و العاطفية فتتشكلت لدي معادلة رياضية فيها كل تلك المتغيرات ثم أضع النتيجة,و بما أني ميال الى الفرق الأوربية , و لا أحب فرق أمريكا بفرعيها اللاتيني و الشمالي, و انفر من الأفارقة و لا أؤمن بأسيا, فجاءت مجمل توقعاتي لصالح أوربا.
سلمت الجدول الى الشخص المسئول و و أنطلقت المباريات , بدأت بمركز متوسط , ثم بدأ يتراجع, ثم تقدم قليلا , و ما لبث أن أنهار كجدار برلين و كدت أتذيل القائمة ,أهزت مكانتي الكروية بعد أن كنت أعقد أجتماعات تحليلية عارمة , أفصفص فيها الفرق و أساليب الدفاع و خطط المدربين , أنفضت الجموع من حولي بعد أن باءت معظم توقعاتي بالفشل و لم يتبق لي إلا أمل وحيد و هو التالي :
توقعت وصول الفرق التالية الى المربع الذهبي " ألمانيا, إنكلترا ,إيطاليا , البرازيل",و توقعت أن تلعب ألمانيا و إنكلترا المباراة النهائية . هذا الشكل لنهائي كأس العالم و صلني عن طريق حدس يصر على أنه صحيح , فإن صدق قسأتوج ملكا للتنبؤ كما حدث مع التونسي الذي "حزر" مقتل الأميرة ديانا, و إن كذب فسأعود لكتابة الأغاني الهابطة كما كنت...
|