الولى الفقيه نصر الله
GMT 18:30:00 2006 الأحد 11 يونيو
العفيف الأخضر
--------------------------------------------------------------------------------
شكرا للمحطة اللبنانية للإرسال، ال. بى.سى، أربع مرات. مرة لأنها ببرنامجها (بسمات وطن) الساخر، دشنت، فى الإعلام العربي الرتيب، حيوية الإعلام المتحضر الذى يشكل الغينيول guignol الساخر من الشخصيات العامة نوعا إعلاميا من أكثر أنواعه طرافة واستحسانا حتى لدى المسخور منهم الذين يرون فيه تنفيسا للغيظ الكظيم فى التهكم بدل العنف.
و شكرا لها مرة ثانية لأنها كسرت محرم السخرية من صنم حزب الله، السيد حسن نصر الله، الذى يرى نفسه، بعين الهذيان النرجسي المستشري فى أرض الإسلام، نصف إله، فوق المساءلة، والنقد وحتى السخرية الضاحكة، و شكرا لها مرة ثالثة لأنها إستدرجت أمين عام حزب الله ليكشف للبنانيين، وخاصة المسيحيين منهم، ما ينتظرهم من نهب وحرق ودمع ودم فى أول فرصة سانحة تنطلق فيها غريزة الموت لدى مجانين الله من عقالها، وشكرا لها مرة رابعة لأن رئيس مجلس إدارتها، بيار الضاهر، برهن عن شجاعة أخلاقية، فى عالم عربي خلا من كل شجاعة إلا شجاعة النحر والإنتحار، عندما أبى الإعتذار لأمين عام حزب الله معتبرا، عن حق، إن حرية التعبير مكفولة بالدستور و أيضا بالإعلان العالمى لحقوق الإنسان. وباسم لبنان تكلم بيار الضاهر. لبنان الذى علمه جبله الإستقلال وعلمه بحره الإنفتاح، لن يخون كينونته المجبولة بالحرية و دماء الأحرار.
ردّ أمين عام حزب الله على سخرية ال. بى. سى، السقراطية بردين همجيين متكاملين.
ردّ أولا بإرسال غوغاء حزبه العطاشى للتخريب والدم فى غزوة لـ"دار الحرب" المسيحية ليعيثوا فيها فسادا، و رد ثانية بإنذار ال.بى.سي و من ورائها مسيحيي لبنان وأحراره
بأن الغزوة ليست إلإ المذاق الأول لما هو أدهى: "حركة الإحتجاج، هدد نصر الله، لم تكن منظمة وإلا لكان العدد أضخم بكثير" والخسائر فى الممتلكات والأوراح أكثر بكثير!
أمين عام حزب الله يحسن، هو أيضا، فن الدعابة السوداء على طريقته: "لا ندعى إننا فوق النقد حتى المراجع الدينيية يمكن نقدها" مضيفا: "إنما لا نحولها إلى مهزلة ومضحكة". "إنما" النصرالية هذه تبتلع كل ألوان حرية النقد فى العالم . كل طغاة العالم، كل الأحزاب والأنظمة الشمولية، لم تتنكر قط للحرية إنما أعطتها تعريفها الخاص الذى يمسخها إلى حرية تمجيد قاتلى الحرية!
نرجسية أمين عام حزب الله العظامية لا تساعدنا وحدها على فهم رده الثأري على محطة إعلامية سلاحها الوحيد الكلمة الحرة والرسوم المتحركة. أصدرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية سنة 1995 "القانون الإسلامى" الذى يعاقب الزانية بالرجم، و من تسيء ـ فقط تسيءـ إرتداء الحجاب بـ 15 يوما سجنا أو 75 جلدة... والذى يعاقب أيضا و أيضا من "يسخر من الولى الفقيه" المرحوم الخمينى أو القائم خمينائى بإلإعدام !أمين عام حزب الله يرى نفسه فى المستقبل القريب رئيسا لجمهورية لبنان.
نبيه برى، رئيس حركة أمل ورئيس البرلمان اللبنانى كشف فى التسعينيات أن مشروع حزب الله هو إقامة "دولة شيعية فى لبنان".فى سنة 2005 كشف المعلق السياسى الفرنسى الواسع الإطلاع، الكسندر أدلر، فى اليومية الفرنسية "لوفيجاروا" إن حزب الله سيقايض فى الوقت المناسب نزع سلاحه بتسليم حسن نصر الله رئاسة الجمهورية اللبنانية. عندئذ ستصدر الجمهورية اسلامية اللبنانية قانونها "الإسلامى" الذى يعاقب بالإعدام من يسخر من الولى الفقيه... حسن نصر الله!
قد لا تكون أحلام السيد حسن نصر الله الا أضغاث أحلام فاتجاه التاريخ فى لبنان والشرق الأوسط يسير فى الإتجاه المعاكس. لكن التاريخ قد يُـتأتئ أحيانا. لذا على النخبة اللبنانية الحرة أن لاتنام على حرير، وأن تفهم رد فعل حسن نصر الله على (بسمات وطن) كطلقة إنذار قبل دق طبول نفير حرب(تحرير) لبنان من مسيحييه بالتطهير العرقى، الذى إسمه الشرق الأوسطى، التهجير، ومن إشعال فتيل الحرب الطائفية الشيعية السنية فى لبنان على تقاسم غنائم المسيحيين القتلى والفارين بجلودهم إلى القارات الخمس!
الرد السديد على تطاول أمين عام حزب الله على حرية التعبير يكون بالإعداد العقلانى الإعلامى والسياسي على هذا الإحتمال المشئوم: بهجوم ساحق ما حق بالكاريكاتور، وبجبهة مسيحيةـ شيعية ـ درزية ـ سنية... تقول لمجانين الله فى حزب الله: حرية التعبير خط أحمر.
عن ايلاف:
http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphW...6/6/155115.htm