المسيح عبدا لله
هذه العبارة يضعها الزميل "ديدات" تحت اسمه .. والذي ستلمحه كثيرا إذا ما قررت مرة أن تفرغ وقتا لا بأس به .. للاستمتاع بالجدالات البيزنطية التي تذخر بها ساحة الأديان ..
بغض النظر عن التلميح العقائدي الفظ بالعبارة .. والذي دفع السيد ديدات لترك كل مشاكل الدنيا وبلاويها .. والتعرض لما لا شأن له فيه في معتقدات الأديان الأخرى .. إلا أنه لعت نظري نصب كلمة (عبد) .. وفي هذا شأن آخر ..

المسيح عبدا لله .. المنطق اللغوي في اللغة العربية يفترض خطأ الجملة .. فالمسيح عبد .. المسيح مبتدأ .. وكلمة (عبد) تخبرنا عن هذا المبتدأ .. لذا يجب أن تكون مرفوعة .. لا منصوبة !!
لكن ..
نصب الخبر هنا .. يوحي وكأنه يلعب دور المفعول به لفعل محذوف .. وبغض النظر عن إمكانية حذف الفعل باللغة العربية بهذه الطريقة .. فنحن هنا أمام جملة عربية قالها عربي .. وادعى فصاحتها .. فما هو انطباعنا عنها ..!!
بالنسبة لي ..
الانطباع الأول .. هو أن كاتب الجملة لا يفقه باللغة العربية الكثير .. فالجملة خاطئة .. خطأ .. لو وقع به طالب الابتدائي لما غفر له .. وهي لم تسقط سهوا في رد خاطف .. أو ارتجالي .. بل إنها عبارة انتقاها صاحبها ليذيل بها اسمه ..

الانطباع الثاني .. والذي انتابني بعد تفكير .. هو معقولية الجملة إذا ما ربطناها بفعل ما محذوف .. كأن ترى عنوانا صحفيا بالخط العريض : جمال سليمان بطلا لمسلسل التغربة الفلسطينية .. وهنا نستطيع أن نفترض وجود فعل "اختير" مثلا (بضم الألف) في أول الجملة .. وهو فعل يتعدى على مفعولين .. لذا لم يكتف بنائب الفاعل .. ونصب كلمة (بطل) ..

تبدو لي العبارة شبيهة بالعناوين الصحفية .. ذات الإيحاء بأن الخبر جديد وجدير بالإنفعال .. فالفرق اللغوي واضح بين .. جمال سليمان بطل لمسلسل التغربة .. وبين .. جمال سليمان بطلا لمسلسل التغربة ..
في الجملة الأولى الكاتب ينعزل عن الزمان والزمن .. فالزمن حركة .. والحركة فعل .. والجملة الإسمية المكونة من اسمين .. لا مكان للفعل فيها .. ولا حدث فيها .. بل هي جملة تصف شيئا ما بسكون قاتل .. وتعزله عن الزمان والحركة والتغير ..
أما الجملة الثانية .. فهي جملة تحوي فعلا .. وحركة .. ولا توحي بالثبات والسكون الموجود في الجملة الأولى ..
لذا ..
المسيح عبد لله .. هي جملة حاسمة .. مطلقة .. ساكنة .. لا مكان فيها للحركة .. أي لا مكان للتغيير ..
أما المسيح عبدا لله .. فهي جملة تضمر حركة .. وتغير .. وتتحمل الجدل ..
ويمكن أن أفهم من الجملة .. أن الكاتب يقول .. يبدو المسيح عبدا لله .. أو .. اختير المسيح عبدا لله .. أو .. كان المسيح عبدا لله .. إلخ .. وكل هذه الجمل تبدو أخف حدة .. من أن نجزم عبودية المسيح .. من خارج الزمان .. من صوامعنا ..

سؤالي من وراء كل ذلك ..
هل توحي الجملة أن الإسلامويين بدؤوا يدخلون الزمان .. ويتعاملون مع الأحداث من داخله .. وأنهم باتوا مستعدين لخرق لغتهم ومطها مقابل التلاؤم !!.. أم توحي بأن الإسلامويين لا يتقنون حتى لغة قرآنهم .. !!

إلى اللقاء مع الضحية القادمة :D

خوليو

نصف ما أقول لا معنى له .. لكنني أقوله ليتم معنى النصف الآخر .. !!

امضاء حلو...

:cat:

الاستاذ خوليو

نشكر لكم التنوية المغلف بلهجة ساخرة

و للأسف فإن حدسك لم يصيب

ببعض الملاحظة تجد أن لله ينقصها حرف ألف و التى تم كتابتها ملاصقة للدال بدلا من لله بسبب السرعه فى الكتابة

المسيح عبدا لله ----> يتم نقل الألف خانتين ---> المسيح عبد الله

:)

أولا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وثانيا السيد خوليو
لي ملاحظه على كلامك أنا فعلا وبكل أمانه قاصد ان أكتب
المسيح عبد الله
فحرف الألف تابع لكلمة الله وليس لعبد فهذا خطأ سهو أو بمعنى أدق أخطأ بسبب سرعتي على لوحة المفاتيح
فأنا بني أدم ( وجل من لايسهو )
عموما شكرا يا خوليو على تنبيهي وسأعتبر في تنبيهك حسن النيه


مع تحياتي للجميع
:bye:

آه خوليو

ماعاد فيني

لَمّوني من الأراضي........ فرفطت شقفة شقفة

يحرق حريشك شو هالاستنتاج

وا لله.......... رائع ومبدع

فكرتك ذكية جدا لولا أني أعرف أنه أصلك حمصي لكنت شككت بنفسي

-بدون مزح- تحليل ذكي منطقي

أعجبني الموضوع جدا ولو أن الخطأ المطبعي كان مقصودا :D لكان الجدل وصل للبيت الأبيض صيته

(صيبته تابعة للجدل والمقصود بها صيت الجدل، وهي لعمري مرفوعة بالعلالي...)

تحية لك ولديدات

إذا الإجابة كانت .. لا يوجد أي تغير .. ولو طفيف .. في الفكر الإسلماوي ..
أظنها نتيجة مخيبة للآمال .. أزعجتني بقدر فرحي بأن ديدات أخذ الأمر بحسن نية .. واعتبر أن موضوعي الطويل هذا لا يهدف إلا لتنبيهه على خطئه النحوي .. الذي لم أكن سأستطيع أن أضع رأسي على المخدة .. قرير العين هانيها .. إن لم أنبه إليه ..

أما هاجر التي أعجبها توقيعي جدا .. فأكاد أموت غيظا لأني لم أسمع تعليقها على النصف الذي يحمل معنى من كلماتي .. :(


تحية لدينا .. بحجم محبتي لها .. إن كان سيرفر النادي يتسع لهذا النوع من التحيات .. ( إذا هالجملة ما بتكفي لحلف يمين الطلاق .. فما عاد يطلع بإيدي أكتر من هيك .. سوري :D ) ..
وتضرب الماوس شو بتزلق ..

خوليو

العزيز خوليو

فكرتَ في تفسيرات عديدة لنصب كلمة "عبد"، يدل ذلك على اطلاعك على قواعد اللغة، وهذا أمر أقدّره لك فأنا أحترم كثيراً من يتقن قواعد العربية الجميلة.

فاتك احتمال آخر صحيح جداً، فالله ذاته نصب كلمة أخرى في ظرف مشابه.
يقول الله في الكتاب: (فاللهُ خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين).
لماذا تم نصب كلمة (حافظاً)؟

من المتعارف عليه أن الأفعال تتطلب أحوال، تقول: (جاءَ زيدٌ راكضاً)، راكضاً هي حال المجيء، والأحوال منصوبة، ويستدل عنها غالباً بأنها تكون جواباً للسؤال: (كيف؟). كيف جاء زيدُ؟ والجواب: راكضاً.

والعربية تعطي أحوالاً للأسماء أيضاً، لكنه استعمال غير شائع، اعتُبرَ من المبالغة في البلاغة فقلَّ استعماله. نعود لقول الله: (فاللهُ خيرٌ حافظاً ). اللهُ خيرٌ، كيف؟ حافظاً. والإعراب: حافظاً، حال للمبتدأ "الله" منصوب، وعلامة نصبه الفتح الظاهر في آخره.

بعد قبول "ديدات" بتفسير "الزعيم"، وضح قوله، ولكن لو أنه لم يقبل فإن عبارة (المسيح عبداً لله) ما زالت صحيحة، فكلمة (عبداً) يمكن قبولها على أنها حال إما للمبتدأ "المسيح" والذي خبره محذوف تقديره "هو". وإما لفعل محذوف تقديره "أعرف": أعرف المسيح عبداً لله. عليه، يكون تقديرك لجملة: (جمال سليمان بطلا لمسلسل) صحيح بقبول نصب "بطلاً" ولكن على أساس أن "بطلاً" هي حال للاختيار، كيف اختير جمال؟ والجواب: بطلاً.

بالمناسبة، :saint: ... كثيرون يكتبون كلمة "تزخر" على أنها: "تذخر"، مدري ليش! :D

(f)

مرحبا إيبلا ..
بحكم أني كاتب قصة .. فقد كان لا بد أن أتعمق باللغة .. أنا لم أطرح نفسي هنا على أني أديب .. لأن الدنيا أخذتني بعيدا عن مجالي هذا .. والذي حصدت بفضلة سابقا .. جوائز على مستوى القطر .. سوريا ..
للأسف .. أخذتني الدنيا بعيدا .. وكبرت همومي وواجباتي .. حتى أمست اللغة العربية بالنسبة لي هواية منسية أمارسها .. لا أذكر قواعدها جيدا .. لكنني أدرك الصائب منها والخاطئ .. غالبا .. وأشعر بها جيدا .. وصار الأمر أشبه بتوجيه غير واع .. يخضعني لقواعدها ..

ردك نوهني إلى نقطة جميلة .. تستحق التأمل .. لكنني أمتلك بعض التحفظات .. أتمنى أن يتدخل أحد مختصي اللغة هنا لتفنيدها ..

أولا .. أنا أوافقك على وجود أحوال للأسماء .. بل إن الأسماء قد تنصب مفعولا به .. مثل .. الولد كاتب الدرس .. الدرس يمكن أن تكون مفعولا به لاسم الفاعل .. وهذا ليس موضع جدال بيننا .. ولست أختلف معك في إعراب الآية .. لكنني أعترض على مطابقة جملة ديدات بالآية .. إذ أجد بينهما اختلافا يستحق التوقف .. المبتدأ في الآية حظي بخبر .. أما في جملة ديدات فهو لم يحظ .. في الآية نحن نتكلم عن "كيفية" الخير الذي يتجلى بالله .. الذي سبق وعرفنا أنه خير .. فاحتجنا لشرح يوفي هذا الخير .. أما بقولك : فكلمة (عبداً) يمكن قبولها على أنها حال إما للمبتدأ "المسيح" والذي خبره محذوف تقديره "هو".
فرأيي أن الخبر هو ما يجب أن يوحي بحال المبتدأ .. والحال الذي يليهما يشرح "كيفية" الخبر .. لذا أجد أن الخبر يطغى على الحال .. ومن الخطأ أن نضع حالا بلا وجود خبر .. أي أني أجد أن القاعدة التي تقول المبتدأ يحتاج لاسم يخبر عنه .. مقدمة على القاعدة التي تقول الاسم قد يأخذ حالا ..
يمكنك أن تدحض ادعائي السابق .. بدليل من القرآن أو الأدب العربي .. جملة فيه حال لمبتدأ دون وجود خبر ظاهر .. وسأكون لك من الشاكرين جدا .. على المعلومة التي أثريت بها فضولي

حينما تسألني كيف سمير ..!!
أقول لك سمير كريم..
كيف سمير كريم .. !!
سمير كريم معطاء (بتنوين الفتح) للفقراء ..
هكذا أجد التتالي .. حسب وجهة نظري .. التي تستند على منطقي اللغوي .. لكنني لا أملك قاعدة محددة ..

ثانيا .. أنت قلت : ولكن على أساس أن "بطلاً" هي حال للاختيار، كيف اختير جمال؟ والجواب: بطلاً.

هل تجد فعلا أن "بطلا" تدل على حال الفعل ..!!
أنا أجد ذلك بعيدا جدا عن الصواب .. وأفضل اعتبارها تمييزا على أن أعتبرها حالا ..
لا أذكر أننا درسنا فعل اختار من ضمن الأفعال التي تتعدى مفعولين .. باختلاف تصنيفاتها .. فلا هي من قائمة أفعال القلوب .. ولا أفعال التحويل .. ولا بقائمة الأفعال المتعديـة التي تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ و خبر .. أو هكذا أنا أذكر على الأقل .. لكنني أستغرب من عدم اعتبار هذا الفعل متعد على مفعولين !! .. ولا أعرف السبب.. لكن أن نعتبر "بطلا" حالا !! فأنا لا أرى أن هذه الكلمة تعبر عن حال الفعل ..


خوليــــو