حسام عيتاني
لم يتأثر المفكر الاميركي نعوم تشومسكي كثيراً عندما عرض عليه تقرير <معهد أبحاث وسائل إعلام الشرق الاوسط> (ميمري) المؤيد لإسرائيل والذي استهل الحملة على تشومسكي بسبب تصريحاته التي أدلى بها في لبنان وزيارته الى معتقل الخيام والجنوب. وبعد جولة في عالم السياسات الاميركية وطريقة صنعها وأسباب فشل محاولات تصدير الديموقراطية الى الشرق الاوسط وغيرها من النقاط التي تناولها الحوار، أوضح المفكر الاميركي انه يتوقع بعد عودته من لبنان الى بلاده ان يتعرض الى <حملة هستيرية> مشابهة للحملات التي تعقب كل كتاب أو نشاط يقوم به.
وتشومسكي المتهم بالانحياز الى الانظمة القمعية، لا يقيم في واقع الامر فارقا بين معركة يخوضها هو ضد الهمينة الاميركية على العالم وبين معركة تخوضها القوى الديموقراطية ضد الطغيان في العالم العربي أو في غيره من دول العالم الثالث.
أود أن أسأل بشأن حججك النقدية تجاه سياسات الادارة الاميركية حيث يقال انك توفر الذرائع للانظمة العربية التي تستغلها في سعيها الى إرجاء العملية الديموقراطية حتى استكمال تحرير الاراضي المحتلة.
? اذا قلت ان الشمس تشرق هذا الصباح وقال صدام حسين ان الشمس تشرق هذا الصباح فهل يمكنك القول انه يستخدم حججي؟ لا معنى لهذا الكلام على الاطلاق. ما من أحد يتساءل أو يهتم كيف ستستخدم الانظمة الاستبدادية كلماته. ربما تلجأ الى وضع كلمة لي أو لك هنا أو هناك لكن هذا غير ذي اهمية. أقصد هل ستقوم أنت بتغيير كلماتك اذا عرفت انها ستسخدم في المملكة العربية السعودية؟ لا معنى لذلك.
لكن هل تعتقد انها مسالة حجج وكلمات ام انها مسألة موقف كامل؟ أي عندما تكون نقديا إزاء كل السياق الاميركي وضد الامبريالية وضد التدخلية الاميركية وضد الاحتلال الاسرائيلي، لكن هذا لا يترجم هنا على انه موقف نقدي من الانظمة لان ما تنتقده هناك يشكل هنا الموقف الرسمي والايديولوجيا الرسمية وجزء من الدعاية التي تمارسها الدولة التسلطية العربية، فتظهر هنا في كل مرة المسألة الشائكة حول ما الذي يجب ان يأتي في المرتبة الاولى: الديموقراطية أم إكمال الصراع الوطني والاستقلال؟
? لا أرى مكمن المسألة الشائكة. فهذان جزءان من صراع واحد: الصراع في سبيل الديموقراطية والصراع ضد الامبريالية مسألة واحدة.
اذاً انت لا تعترف بوجود تناقض أول وتناقض ثان؟
? ما من تناقض. هذان شكلان من صراع واحد. وهناك نزوع في العالم العربي الى اعتبار انك ما ان توجه نقدا الى جهة ما فأنت تدعم الطرف المقابل له. هذا غير عقلاني تماما. وهذا جزء من العقلية التي تجعل من حل مشكلاتكم غاية في الصعوبة. وهذه حالة شبيهة بما كان قائما في الاتحاد السوفياتي. فمنتقدو الاتحاد السوفياتي الذين كانوا يطالبون ايضا بحقوق الانسان كانوا يتعرضون للاتهام بأنهم يؤيدون الجرائم الاميركية.
لكن اذا احتل الصراع الوطني المرتبة الاولى في الاهمية فذلك يفرض عليك اختيار حلفائك الذين ربما يكونون من الحكام الاستبداديين. في حين ان في الموضوع الديموقراطي تختلف المسائل.
? في كل انواع الصراعات عليك ان تتخذ قرارات تكتيكية. وهذه تعني احيانا ان تتعاون مع اناس انت على خلاف عميق معهم. لذا عندما أعارض الحرب على العراق أكون متحالفا مع اشخاص أختلف معهم في كل الشؤون الاخرى. وهذا طبيعي بل كيف يصح وصفه بالمشكلة.
اذاً علينا ان نتحالف مع اميركا الديموقراطية ومع التسلطيين الرجعيين اثناء نضالنا في حركتنا الوطنية؟
? مع استثناء خلاصته ان هناك وهماً في ما يتعلق بإمكان التحالف مع <أميركا الديموقراطية>. يمكنك التحالف مع اميركا المعادية للديموقراطية أعني الحكومة لا المواطنين ويمكنك التحالف موقتا مع حكومات معادية بشدة للديموقراطية يمثلها جون بولتون على سبيل المثال الذي يكره الديموقراطية ويريد زعزعتها في كل مكان ولكنه يتحالف مع حركات في سوريا ولبنان. يمكنك القيام بهذه التحالفات من دون اوهام.
هل تعتقد ان هذا ما يجري هنا؟
? يجري ما يشبه ذلك هنا لكن مع اوهام هائلة. فجون بولتون لا يأبه بأي شكل من الاشكال للبنان، لكنه يعد خفية للهجوم الاميركي على سوريا لذلك فهو يتخذ المواقف المتعلقة بلبنان. هذه المواقف كان يجب ان تتخذها الولايات المتحدة في العام 1976 أو في العام .1991 لكن ولأسباب استراتيجية تتخذها الآن ولعلها المواقف الصحيحة، غير انها لا تجعل من جون بولتون وبشكل مفاجئ ليبراليا ديموقراطيا.
كيف يمكن الخروج من هذه الاوهام خصوصا اننا في لبنان يبدو اننا نتحالف دائما مع الاشخاص الخطأ؟
? ربما بسبب المبالغة في التفكير المجرد ومن مواجهة الوقائع. لنأخذ أوضاعا مشابهة: عندما اجتاح الفاشيون اليابانيون آسيا، وكانوا بالغي العنف وفي غاية الشر، لكن العديد من الوطنيين الآسيويين تحالف معهم في الهند وكسوكارنو في اندونيسيا وقد دعم العديد من الوطنيين الآسيويين الحقيقيين، اليابانيين الفاشييين. وكان الوطنيون يعرفون ان اليابانيين أشبه بالوحوش لكنهم عقدوا التحالفات معهم لاكتساب القوة من أجل طرد الامبريالية البيضاء من آسيا. وقد كانوا سعداء للتخلص من تلك الامبرياليات وإخراجها من آسيا وهو ما فعله الفاشيون اليابانيون في واقع الامر. فإذا كان الناس هناك يفضلون اليابانيين فلا يعني ذلك انهم يؤيدون مجزرة نانجينغ (التي ارتكبها اليابانيون وذهب ضحيتها حوالى 300 الف صيني في العام 1938)، واذا تعاونوا معهم فلهدف محدد وهو اخراج الامبريالية الاوروبية من آسيا. لنأخذ مثلا آخر هو الحلفاء المعادون لهتلر. كان هناك اشخاص في الولايات المتحدة وبريطانيا كهاري ترومان على سبيل المثال، كان يتبنى موقفا معلنا هو ان ستالين وحش ولكن علينا ان ندعمه (في الحرب على هتلر).
ما أقصده هو ان الاشخاص الذين لا يستطيعون القيام بالتمييز على هذا النحو لا يمكنهم العمل في العالم السياسي. فعليك دائما ان تقدم على الحلول الوسط وليس هناك من تناقض.
واين تقع القيود التي تحول دون الانزلاق الى اغواء هذه الوسيلة؟
? في الحفاظ على النزاهة وهذه مسألة اخلاقية وفكرية. وعليك ان تحافظ على موقفك الخاص وعلى نزاهتك، وان تتوصل الى حلول وسط بشأن هدف محدد مع اشخاص انت على خلاف عميق معهم، والمهم الا يتملكك الوهم بشأن حقيقتهم.
في كتابك الصادر مؤخرا <الهيمنة أو البقاء>، شخصت النزوع الاميركي نحو الهمينة في ادارة بوش كخطر داخلي على الولايات المتحدة. هل يمكن ان يتحول اليمين الديني الى قوة فاشية؟
? لا أعتقد ذلك. لقد جرى استغلال اليمين الديني في المخططات السياسية. ولا أعتقد انه يتمتع بقوة مميزة باستثناء المسائل الشخصية التي أثارها بوش كحقوق المثليين، لكنني لا أتصور ان له وزناً في مسائل السياسة الخارجية. لقد جرى استغلاله من قبل الكتلتين لإلحاق الهزيمة بالمنافسين. على سبيل المثال، عندما انتخب بوش في العام ,2004 جاءت اصوات كثيرة من معكسر اليمين الديني لكن اذا قرأت الصحافة المتعلقة بالاعمال في اليوم التالي لوجدت تأييدا كبيرا لبوش ايضا وذلك لعلم هذه الاوساط التي تعتبر قريبة من الليبراليين ان بوش سيقدم هدايا مجزية لقطاعات الاعمال والاغنياء. واذا كانت الادارة قادرة على تقديم هذه الهدايا بالترافق مع الدفاع عن قيم اليمين الديني، فلا مانع لدى رجال الاعمال من ذلك.
التهديد الذي يواجه الولايات المتحدة مختلف. فالتهديد الخطير يكمن في ان الادارة الاميركية تتصرف وبوعي لزيادة خطر وقوع اعمال ارهابية ولزيادة خطر وقوع حرب نووية ولزيادة خطر التدمير البيئي، وتخلق عبئا ماليا هائلا على الاجيال المقبلة بهدف تدمير نظام الخدمات الاجتماعية التي انشئت على مدى عقود عدة. وكل هذه تشكل مخاطر كبرى على الشعب الاميركي. ولهذا السبب تشعر الاكثرية بتشاؤم كبير حيال المستقبل وتعارض ادارة بوش. والناس يعانون.
والمواطنون الاميركيون لا يدركون المدى الذي بلغته ادارة بوش في رفع درجة خطر وقوع اعمال ارهابية. لنأخذ مثلا اجتياح العراق. كان من المعروف تماما ان الاجتياح سيؤدي الى زيادة حدة الاعمال الارهابية وهذا ما حصل. واذا قرأت صحيفة اليوم لعثرت على خبر عن زيادة الاجراءات الامنية على الحدود الاميركية المكسيكية. وهناك تهديد جدي بوقوع اعمال ارهابية ولكن مصدرها من الحدود الكندية وليس المكسيكية. اقول هذا للاشارة الى ان ادارة بوش قلصت الحماية التي كانت قائمة عند الحدود الكندية ورفعتها لجهة الحدود المكسيكية. فأصبح عند الحدود الكندية عدد من الحراس يقل عن ذلك الذي تركه (الرئيس السابق بيل) كلينتون قبل العام .2001 والسبب هو انهم لا يبالون بالارهاب. واذا كان خطر الارهاب يزداد فهناك امثلة اخرى على تضاؤل جهود مواجهته. ففي وزارة الخزانة قسم يدعى قسم السيطرة على الاصول الاجنبية ومن مهماته رصد عمليات تحويل الاموال المشبوهة حول العالم ويدخل تمويل الارهاب ونقل اموال المخدرات ضمن اختصاص القسم. وقدم في العام الماضي تقريره الى الكونغرس وجاء فيه ان لديه اربعة مسؤولين يتابعون اموال القاعدة وصدام حسين وان لديه ستة اضعاف هذا الرقم يتابعون اي محاولات غير شرعية لكسر حصار الولايات المتحدة المفروض على كوبا. يشير هذا الى الاولويات الموجودة لدى الادارة. فخنق ومحاصرة كوبا بواسطة الحصار القائم منذ 45 عاما اهم بكثير، بست مرات، بالنسبة الى الادارة من حماية البلاد من الارهاب.
كما انهم لم يطبقوا توصيات اللجنة الرفيعة المستوى التي تأسست بعد احداث 11 ايلول بل انهم قاوموا محاولات تطبيق التوصيات لأنهم ببساطة لا يبالون. ليس لانهم يريدون الارهاب او لانهم يريدون الحرب النووية بل لان هاتين المسألتين متأخرتان في سلم الاولويات. لذا، فزيادة خطر الارهاب وامكان وقوع حرب نووية وتدمير النظام المحدود للتقديمات الاجتماعية والابقاء على اجور منخفضة للغاية وساعات عمل طويلة ونظام صحي بائس هذا ما يهمهم.
اذا كانت محاربة الارهاب اولوية متأخرة في جدولهم فما هي الاولوية المتقدمة؟
? الاولوية المتقدمة هي زيادة ثروة الغني وصاحب السلطة والتلويح بالقبضة في وجه العالم حتى يقوم بما يريدونه منه.
اذاً ليس من رؤية للعملية السياسية برمتها.
? بل هناك رؤية. الحكومة لا تمثل المواطنين كلهم بل تمثل تمركزا معينا للسلطة.
لماذا يجري انتخاب المسؤولين اذاً؟
? سؤال مثير للاهتمام. ويظهر هنا النقص الديموقراطي الحاد في الولايات المتحدة. فبالكاد تجري الانتخابات في هذه المرحلة. ما اقصده هو ان نظرنا الى آخر اربعة انتخابات على سبيل المثال، سنرى ان بوش حصل على 30? او اكثر قليلا من اصوات الناخبين و(منافسه الديموقراطي جون) كيري حصل على اقل من ذلك بقليل ولو كانت نتيجة التوصيت مختلفة في ولاية اوهايو لاختلفت الصورة تماما. الفارق في الاصوات في غاية الضيق. ومن المنصف القول ان المواطنين لا يعرفون مواقف المرشحين بشأن المسائل المطروحة. فلا يزيد عدد الناخبين الذين يدلون بأصواتهم على اساس المواقف والمسائل وجداول الاعمال عن العشرة في المئة. على سبيل المثال، كانت اكثرية الناخبين تؤيد معاهدة كيوتو (للحد من انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري) وكانت اكثرية ناخبي بوش تعتقد انه مؤيد للمعاهدة فيما هو يعارضها ويمكنك المتابعة على هذا النحو في العديد من المواضيع. واذا مضينا الى الموازنة العامة الاخيرة. كانت استطلاعات الرأي تشير الى ان الجمهور يريد خفض الانفاق العسكري وذلك المتعلق بالعراق وافغانستان في حين انه كان يريد زيادة الانفاق على الصحة والتعليم وبرامج الامم المتحدة وابحاث الطاقة البديلة. لكن ما حصل هو العكس اضافة الى ان تخفيض الضرائب جاء لمصلحة الاغنياء.
واذا تحولنا الى <الحرب على الارهاب> لوجدنا ان اكثرية واسعة من الجمهور كان يريد الاعتماد على الجهود الدبلوماسية والوسائل التفاوضية السلمية وكانت هذه الاكثرية تعتقد ان على الامم المتحدة ان تكون في مقدمة هذه الجهود المتعلقة بالامن الدولي وليس الولايات المتحدة.
لكن هل تقول ان هذه الحكومة تقف موقفا معاديا لمواطنيها؟
? هذا لأن ما من انتخابات لدينا. ما لدينا هو انتخابات شكلية، حيث تسحب المواضيع المهمة من الانتخابات. واذا فكرت في الامر مليا لعلمت بدقة كيف يجري الامر. مثلا اذا شاهدت اعلانا تلفزيونيا هل تحصلين على معلومات عن السلعة (موضوع الاعلان). فالاعلان مصمم للتحايل ولخلق وهم من نوع الممثلات المثيرات ولاعبي كرة القدم واشياء من هذا النوع وهناك صناعة علاقات عامة هائلة تنفق مئات المليارات من الدولارات لتضليل الناس ولخلق حاجات تدفع الى الاستهلاك وهذا مناقض لم يعلموه في مدارس الاقتصاد حيث يقال ان الاسواق مرتكزة على مستهلكين يتمتعون بمعلومات كافية ويقومون بخيارات عقلانية. ومن ثم تدرس الخيار العقلاني وفقا لنموذج رياضي. غير انك اذا نظرت الى اعلان تلفزيوني لقلت ان الامر برمته خال من المعنى، فالهدف الذي تسعى وراءه جماعات الاعمال هو التأكد من ان المستهلك غير المزود بالمعلومات يقوم بخيارات غير عقلانية. وقد حدد آدم سميث ذلك قبل مئات الاعوام بالقول ان هدف الاعمال هو التضليل وخلق الانطباع وليس توفير المعلومات.
والاشخاص الذين يتولون الاعلانات التلفزيونية هم من يدير الحملات الانتخابية. وذات المسؤولون في صناعة العلاقات العامة يتولون الحملات الانتخابية، وما يقومون به هو ان لديهم سلعة اسمها <الرئيس> لكنهم لا يريدونك ان تعلم بشأن مواقف الرئيس.
ما الذي تقوم به وسائل الاعلام هنا وهل تساهم في التضليل؟
? تكرر وسائل الاعلام ما يقال وتبحث عن المنتوج. في واقع الامر تذكرون عندما قامت مبعوثة من البيت الابيض بجولة في الشرق الاوسط بهدف الشرح لشعوب المنطقة ان الاميركيين يحبونهم فعلا. وكان من المثير للاهتمام مراقبة ما جرى. فخبراء العلاقات العامة يمتلكون معايير معينة في الكلام. فقد بدأت المبعوثة كلامها بالقول <أنا أم وأحب الاطفال ونحن شعب ودود ونحب الناس كلهم> وكانت النتيجة كارثية. وقد تبعها في جولتها حول العالم كبير المراسلين الدبلوماسيين في صحيفة <نيويورك تايمز> الذي كتب تقريرا عن الجولة وقال فيه ان المبعوثة لم تكن ناجحة من دون ان يلجأ الى التهكم، موضحا انها جعلت مقاربتها للناس في الشرق الاوسط على النحو الذي تجري فيه الامور في الولايات المتحدة حيث تصدر عن الرئيس جمل قصيرة تقوم وسائل الاعلام بتكبيرها ويجري تعميمها عبر الاعلانات. وينجح هذا الامر في الولايات المتحدة لكنه لا ينجح في منطقة ذات ثقافة حية ومتحركة كالشرق الاوسط. فالناس هنا يريدون حججا وإثباتات لا جملا قصيرة تضخمها وسائل الاعلام لذلك نواجه مشكلات جدية في جلب الديموقراطية الى الشرق الاوسط.
ومن وجهة نظر القيادة الاميركية تعني الديموقراطية تهميش المشكلات وإبعادها عن النظام السياسي، وقم بما ترغب في القيام به في خدمة الاشخاص الذين تعمل فعليا لمصلحتهم من اجل مركزة السلطة. وعلى هذا النحو أعيد انتخاب بوش.
على ذلك يكون ان ما من مخرج من الوضع القائم.
? بل هناك مخرج وهو اعادة الديموقراطية الى الولايات المتحدة وقد يتطلب الامر اعواما لكن هذه ليست هي المرة الاولى. ففي الخمسينيات على سبيل المثال، كان الوضع مشابها لما هو عليه الآن ولكن في الستينيات ظهرت حركات شعبية حيوية ونشطة واستطاعت ان تحشد قواها من اجل فرض وجهات نظر اكثر تقدمية بكثير مما كانت تفرضه الادارات حينها. وبمقارنة الولايات المتحدة بغيرها من الدول الصناعية نلاحظ ان نظام التقديمات الاجتماعية لديها كان في غاية الضعف. لكن نظام الرعاية الصحية أنشئ في الستينيات بضغط شعبي كذلك الامر بالنسبة الى حقوق النساء التي اكتسبت في الستينيات والسبعينيات بفعل الضغط الشعبي.
اين يقع هنا دور وسائل الاعلام؟
? دورها في الحفاظ على السلطة. وهي كغيرها من نواحي نظام السلطة تستجيب للضغط الشعبي. فوسائل الاعلام كانت مؤيدية تأييدا ساحقا لحرب فيتنام طوال الستينيات. وفي تلك الحقبة ربما الجمهور لم يكن يبالي. لكن بعد اكثر من ست سنوات على بداية الحرب بدأ الجمهور يتحرك وحصلت تحركات كبرى في العام 1968 وانتقل ذلك الى وسائل الاعلام.
ربما هذا دور المجتمع المدني.
? لذلك قد يكون عليكم خلق هذا المجتمع. لكن هناك ادلة عديدة على ان الامور هنا اكثر حيوية منها في الولايات المتحدة. ولهذا السبب فشلت حملة البيت الابيض الدعائية في المنطقة.
هل تتوقع تعرضك الى الملاحقة عند عودتك الى الولايات المتحدة بسبب لقائك مع قيادة حزب الله؟
? لا. ليست ملاحقة قانونية ولكنني أتوقع حملة الهستيريا العادية التي تلاحق كتاباتي ونشاطاتي ومنها زيارتي الى لبنان.?
السفير