اقتباس: Hajer كتب/كتبت
هل أعمال بولس قبل التوبة من اضطهاد اتباع المسيح الحقيقيين و سجنهم و سطو الكنائس و المشاركة في القتل تعتبر اعمال جيدة يمكنها أن تنتج ثمار جيدة أم لا؟؟؟
حسناً!
نظراً للمطالب الإلهية في التوراة، نجد الرسول بولس (شاول) برغبة عارمة وغيرة متفوقة على أمثاله من الطالبين العلم الديني على يدي أحد أعظم معلمي الناموس (شريعة موسى) المعروف آنذاك بالإسم غمالائيل. وكشاب، أراد أن يستخدم كل إمكانيات عنفوانه وعطائه المخلص للخالق:
"1: 14 وكنت
اتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من اترابي في تقليدات ابائي" – غلاطية 1 : 14.
http://st-takla.org/pub_newtest/48_galat.html
ولذلك نراه واضعاً ثقته العمياء في رجال الدين اليهود من طائفة الفريسيين المحاربين لتعاليم يسوع المسيح، ظاناً بأن ما يعلموه إياه هو الحق وهو المفروض أن يكون. ولا شك بأنه كان على اطلاع كافي على كلمات التوراة التالية:
"13: 6 واذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امراة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد الهة اخرى لم تعرفها انت ولا اباؤك
13: 7 من الهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها
13: 8 فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترق له ولا تستره
13: 9
بل قتلا تقتله يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا
13: 10
ترجمه بالحجارة حتى يموت لانه التمس ان يطوحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية
13: 11 فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك" – تثنية 13 : 6 – 11.
http://st-takla.org/pub_oldtest/05_deut.html
لكنه بعد اهتدائه أدرك طبعاً مدى الضلال الذي كان يعانيه. وعبّر عن قلب مليء بالإتضاع والإمتنان عن أسفه لما كان قد ارتكب من أخطاء في فترة جهله بحق أتباع يسوع المسيح. معتبراً نفسه غير مستحق حتى أن يكون واحداً منهم:
"15: 9 لاني اصغر الرسل انا الذي
لست اهلا لان ادعى رسولا لاني اضطهدت كنيسة الله" – 1كورنثوس 15 : 9.
http://st-takla.org/pub_newtest/46_kor1.html
في الواقع إن ما يهم الله هو
القلب المخلص والتائب. لاحظي مثلاً الخطأ الخطير الذي ارتكبه داود ذاته بالإستيلاء على امرأة أوريا الحثي، من ثم التخلص منه بقتله. (2 صموئيل الإصحاحين 11 و 12)
http://st-takla.org/pub_oldtest/10_sam2.html
اقرأي أيضاً تعابير أسفه العميقة بهذا الخصوص، التي ذكرت في المزمور 51 :
http://st-takla.org/pub_oldtest/19_psalm.html
ولا ننسَ بأن داود عمل تلك الذنوب عن عمد وتخطيط مسبق ومعرفة (يعني مش عن جهل). ومع ذلك، فبعد إظهاره الأسف الحقيقي وتعبيره عن قلب مسحوق، نجد تعابير خاصة جداً عبّر عنها الله ذاته بخصوصه قائلاً:
"33: 20 هكذا قال الرب ان نقضتم عهدي مع النهار وعهدي مع الليل حتى لا يكون نهار ولا ليل في وقتهما
33: 21
فان عهدي ايضا مع داود عبدي ينقض فلا يكون له ابن مالكا على كرسيه ومع اللاويين الكهنة خادمي
33: 22 كما ان جند السماوات لا يعد ورمل البحر لا يحصى
هكذا اكثر نسل داود عبدي واللاويين خادمي" – إرميا 33 : 20 – 22.
http://st-takla.org/pub_oldtest/24_jerem.html
وهكذا نجد بأن الأمور جرى إصلاحها بين يهوه الله وداود. وتبرهن حقاً بأن داود كان فعلاً "
بحسب قلب" الله:
"13: 22 ثم عزله واقام لهم داود ملكا الذي شهد له ايضا اذ قال وجدت
داود بن يسى رجلا حسب قلبي الذي سيصنع كل مشيئتي" – أعمال الرسل 13 : 22.
http://st-takla.org/pub_newtest/44_acts.html
ولا شك بأننا نعرف جميعاً مدى أهمية داود وشهرته في الأديان الثلاثة (اليهودية والمسيحية والإسلام) بالرغم من أخطائه تلك.
الآن إن عدنا إلى قضية بولس قبل اهتدائه، وقارناها بأخطاء داود العمدية والمرهبة، نجد الفرق شاسع. يكفي أن ندرك بأن أخطاء داود كانت عمدية، بدوافع أنانية وشريرة وعن علم وتخطيط مسبق. بينما تلك التي لشاول (بولس) كانت بدوافع تقديم خدمة لله والحفاظ على نقاوة عبادته:
"16: 2 سيخرجونكم من المجامع بل تاتي ساعة فيها
يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله" – يوحنا 16 : 2.
http://st-takla.org/pub_newtest/43_john.html
وطبعاً أدرك بولس بأن الكثير من المسيحيين كانوا قبلاً مثله، وحتى منغمسين أكثر في قذارات العالم. ومع ذلك جرى قبولهم إلى المسيحية، والتغاضي عن ذنوبهم عندما عبروا عن التوبة:
"6: 9 ام لستم تعلمون ان الظالمين لا يرثون ملكوت الله لا تضلوا لا زناة ولا عبدة اوثان ولا فاسقون ولا مابونون ولا مضاجعو ذكور
6: 10 ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله
6: 11
وهكذا كان اناس منكم لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح الهنا " – 1كورنثوس 6 : 10 و 11.
http://st-takla.org/pub_newtest/46_kor1.html
وبذلك نجد بأن يسوع لم يخطئ باختيار تلك الشجرة الصالحة. فكل ما في الأمر كان الحاجة إلى وضع الدعامة بجانبها كي تنمو بشكل عمودي ومستقيم باتجاه السماء.