الزمان: 1952 م
المكان: روما
الحدث: دورة الألعاب الأولمبية
المشهد: عداء أسمر نحيل .. بخطى واسعة قوية .. تنشق عنه الصفوف ليتقدم الجميع في الماراثون .. ويجري كغزال إفريقي نحو خط النهاية.. يكسر الرقم القياسي آنذاك ,ليطوق عنق القارة السمراء لأول مرة بالذهب ... حافــــي القـــدميـــن !!!!
لم ركضت حافيآ يا أبيبي( حبيب)؟؟ " لأني أردت أن يسمع العالم كله عن بلدي إثيوبيا..عن بلاد تفوز وهي لا تملك سوى العزيمة والتصميم على الفوز "
وسمع العالم... وصفق.. ووقف تحية للعلم الذي كان مجهولآ ..وتعود بعدها أن يرى غزلان إفريقيا السمر يركضون نحو شريط النهاية حفاة .. يقضٌون مضاجع شركات الأحذية العالمية التي اصبحت إعلاناتها عن تقنية وإعجاز منتجاتها بما تحشده من نجوم. توازي ميزانية دولة صغيرة.. لتكاد تصدق أنك "ستطير "بمجرد ان تضع قدميك داخل تلك الأعجوبةالتقنية...
أبيبي ومن تلاه كانوا رعاة .. تعلموا الركض وهم يسابقون خرافهم في سهوب إفريقيا.. لم يدخلوا إحدى المعاهد المتطورة التي تستخدم أخر الكشوف العلمية والطبية... موهبتهم وعزيمتهم أحالت أسفلت الطريق القاسي عشبآ إفريقيآ أخضر ..
يمكن للبساطة لصافية الموهوبة أن تفوز.. نعم ممكن حتى في عصر احتلال الفضاء..
عندما تثقلكم تعقيدات الحياة..تحرروا من أحذيتكم .. واركضوا حفاة.. دعوا أرجلكم تتبلل بندى العشب... واركضوا نحو الشمس