التلفزيون الاردني يعرض "اعترافات" لعناصر في حماس

اتهامات اردنية جديدة لحماس




سعد حتر
بي بي سي - عمان

وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار مجتمعا في جدة مع الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي
حماس نفت الاتهامات الاردنية

عرض التلفزيون الرسمي الأردني الخميس ما قال انه اعترافات ثلاثة أشخاص ينتمون إلى خلية من عدة خلايا مرتبطة بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" تتهمها عمّان بتخزين أسلحة واستهداف ضباط مخابرات وسياح وشخصيات مسيحية أردنية.

ونفى رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية في حديث لبي بي سي الاتهامات الاردنية وقال "لا صحة مطلقا لكل ما يتم الحديث منه" مشيرا الى ان حكومة حماس "تلقت تأكيدات من قيادة الحركة في الخارج بأنه لا صحة للموضوع".

ودعا هنية الى الابتعاد عن التصعيد الاعلامي وقال "لا داع لاستحضار المسألة في الاعلام بين الحين والآخر وخصوصا في وقت يتعرض الشعب الفلسطيني لحصار من الخارج".

واضاف ان "ما يعنينا هو العلاقة الثابتة والمحترمة مع الاردن الشقيق، ملكا وحكومة وشعبا".

في موازاة ذلك كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة أن مدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي التقى في آذار (مارس) الماضي مع عدد مع أعضاء المكتب السياسي لحماس ضمن جهد لترتيب العلاقة بعد قطيعة دامت سبع سنوات.
"الاعترافات"

وتحدث الأشخاص الثلاثة، حسب ما ورد في التلفزيون الاردني، عن تفاصيل تجنيدهم في حماس وتلقيهم تعليمات من عناصر ارتباط في سورية، أحدهم يدعى وائل ابو هنطش الملقب أبو أنس.

قمت بشراء اسلحة وذخائر ورشاشات، وتم تكليفي بمراقبة حافلة لدائرة المخابرات الاردنية
من اقوال احد المتهمين

وجاء في نبأ بثه التلفزيون الاردني أن المعتقلين الثلاثة هم جزء من عدة شبكات ينتمي إليها أكثر من عشرين عنصرا طلب منهم مسؤولون من حماس في دمشق نقل وتخزين أسلحة ورصد رجال استخبارات وسياح ويهود بهدف قتلهم.

في مقدمة الشريط الذي دام 15 دقيقة، عرض التلفزيون مئات قطع السلاح التي تشمل متفجرات وذخائر قالت السلطات الأردنية إنها صادرتها من أعضاء حماس. من بينها عشرات البنادق الآلية من طراز كلاشينكوف وصواريخ "كاتيوشا 107" ايرانية الصنع، وصواريخ "لاو" التي تستخدم ضد المنشآت والاليات و"غراد" متوسطة المدى، ورشاشات والغام.

وقال مذيع اردني "هذه هي الأسلحة التي هربتها عناصر في حركة حماس الى الاردن وخزنتها في مناطق مختلفة، اسلحة اتوماتيكية ورشاشات (...) وصواريخ بعضها صناعة ايرانية، هربت هذه الاسلحة ضمن مخطط لاستهداف مواقع حيوية، ومسؤولين اردنيين، بأمر من قياديين في حماس موجودين في سورية".

ثم ظهر أحد عناصر الخلية المفترضة ويدعى أيمن ناجي صالح عبد الله دراغمة الذي اعتقل في 18 نيسان/ابريل، قبل أسبوع من إعلان الأردن عن تفكيك خلايا عسكرية لحماس.
"اسلحة ومعلومات"

بهدوء وثقة شرح دراغمة، الذي كان يرتدي قميص جينز أزرق، كيف تم تجنيده على يد عناصر من حركة حماس في سورية. وتحدث الشاب الملتحي عن تكليفه بجمع معلومات وتصوير ضابط استخبارات في السلط، 33 كيلو مترا غرب عمان، تمهيدا لاستهدافه.

ثم ظهر دراغمة وهو يؤشر بيده إلى "مخبأ أسلحة" في طقس بارد وقد تحلق حوله رجال استخبارات ومدعي محكمة أمن الدولة. ثم ظهر وهو يخرج متفجرات وصواريخ من حفرة داخل بستان زيتون في منطقة بشرى، قرب إربد (88 كيلو مترا شمال عمان).

لا صحة للاتهامات الاردنية على الاطلاق ولا داع لاستحضار المسألة في الاعلام بين الحين والآخر
اسماعيل هنية ـ رئيس الوزراء الفلسطيني

تلا ذلك اعترافات أحمد أبو ربيع (27 عاما) الذي بدا متوترا. اعتقل أبو ربيع في السادس من أيار /مايو، بعد عشرة أيام من إعلان الأردن عن ضبط أسلحة وكشف مخططات لحماس.

وقال الشاب "قمت بشراء اسلحة وذخائر ورشاشات، وكلفني أيمن دراغمة بمراقبة حافلة لدائرة المخابرات في الهاشمية (قرب الزرقاء). راقبتها ثلاث أو أربع مرات ثم أبلغت أيمن ان الحافلة تنقل موظفين إلى دائرة المخابرات." وأردف قائلا "عرفت من أيمن أنهم يريدون استهداف الحافلة".

المعتقل الثالث يدعى أحمد نمر ابو ذياب وهو إمام مسجد في محافظة المفرق القريبة من الحدود السورية والعراقية، اعتقل مع دراغمة في اليوم نفسه وتحدث أبو ذياب عن التخطيط لاغتيال رجل أعمال مسيحي يدعى سامي جورج خوري وهو يملك مزرعة زيتون يعمل بها إمام المسجد.

وقال إن دراغمة طلب منه أن يقتل خوري مشددا على أنه "ليس مسيحيا أردنيا بل يهودي".

لكن عندما سأله دراغمة عن صاحب المزرعة التي يعمل بها، أجابه إمام المسجد "بأنه نصراني أردني وأن علاقتي به طيبة".

ردا على استفسارات بي بي سي أكد خوري أن أبو دياب كان يعمل لديه في مواسم قطف الزيتون. ووصف إمام المسجد بأنه "خلوق" كما أكد أنه لم "يلاحظ أنه كان يجمع معلومات عنه" لجهة خارجية. وأوضح خوري أن أبو دياب يمتلك 15 رأس غنم كان يرعى بها في المزرعة لافتا إلى أن شقيق إمام المسجد لا يزال يعمل لديه "مديرا لمستودع زراعي".

ويعيش في الاردن نحو ربع مليون مسيحي أردني يشكلون زهاء أقل من 5 % من عدد السكان المقدر ب 5،5 مليون نسمة.

وعلم من مصادر إخوانية أن السلطات الأردنية اعتقلت خلال الأيام الماضية زهاء 15 عنصرا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، في وقت تواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها في عدة قضايا متصلة بحماس التي تتقاطع فكريا وعقائديا مع إخوان الأردن.