عضو لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الأوروبي:
هذا البلد العريق يتقهقر إلي الخلف والعسكريون يقضون علي أزهار الديمقراطية بدلاً من دعمها
نور ليس قاتلاً أو مجرماً فكل جريمته أنه مارس حقه في الترشح للانتخابات وتصوروا لو أفرج الرئيس مبارك عن خصومه السياسيين فهذا سيزيد من قدره دولياً ولن ينقصه شيئاً
كتبت ــ رحاب الشاذلي:
توقف عن التعامل بهذا المنطق العسكري وتذكر أنك قبل أن تكون عسكرياً فأنت إنسان وتخيل نفسك لو كنت مكان «أيمن نور» في انتظار أهلك وذويك فماذا سيكون موقفك إن لم ترهم بعد الانتظار، مصر بلد عريق له حضارة وتاريخ فلا تسئ لهذا التاريخ وتلك الحضارة
وحاول أن تكون حجراً للبناء وليس يداً للتخريب.. ذلك ما قاله «أري فاتينين» ــ عضو لجنة الشئون الخارجية والممثل الوحيد لحزب ساركوزي في البرلمان الأوروبي ــ موجهاً حديثه لضابط العلاقات الخارجية بوزارة الداخلية الذي انتدبته الوزارة للقاء «فاتينين» أمام سجن مزرعة طرة صباح أمس ــ الخميس ــ هو وعائلته التي كانت في زيارة لمصر قرر خلالها زيارة «أيمن نور» في هذا اليوم الذي يتوافق مع عيد الميلاد ليطمئن علي «نور» بعد صدور قرار الحبس الانفرادي ضده.
وجاء رد إدارة السجن وقيادات الداخلية علي «فاتينين» برفض زيارته لــ «نور»، وأشار ضابط الداخلية في رسالته للنائب الأوروبي إلي أنه لن يسمح له بالزيارة لأن القوانين في مصر تمنع دخول الأجانب والزيارة لن تتم إلا بعد حصوله علي إذن من السفارة «الفنلندية» أو «المفوضية الأوروبية في مصر بواسطة وزارة الخارجية»..
فرد «فاتينين» قائلاً: «طالما أنا عضو في لجنة الشئون الخارجية من حقي وأنا موجود في أي مكان في العالم أن أقوم بمثل تلك الزيارات، فضلاً عن أن البرلمان الأوروبي يمثل الشعوب الأوروبية ويفوق من حيث القدر والسلطة السفارات والمفوضيات».
وتابع عضو لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الأوروبي موجهاً حديثه للضابط: «ماذا سيضرك وماذا ستخسر إذا سمحت لنا بالدخول فهذا اليوم يوافق عيد الميلاد وهذا اليوم بالنسبة لنا في أوروبا يوم للسلام والأمل فلا تفقدنا الشعور بهذا اليوم كما أن نور سيشعر بمشاعر طيبة إذا استطعنا تقديم التحية له في هذا اليوم».
وواصل «فاتينين» حديثه مع الضابط وهو يشد علي يده، قائلاً: «أنت لحم ودم وأنا كذلك فكلنا بشر وفي أي مكان في العالم نستحق أن نعيش في حرية وديمقراطية وأنت تعرقل ممارستنا لهذا الحق»، فضلاً عن أن زيارتنا اليوم ليست ضد الرئيس «مبارك» لكن ممارستنا تتوافق مع قيم الديمقراطية والحرية ونحن نرغب في زيارة «نور» لأنه ليس قاتلاً أو مجرماً، لكن الجريمة التي ارتكبها أنه مارس حقه في الترشح للانتخابات الرئاسية..
ودعا «فاتينين» الضابط في حديثه معه، قائلاً: «تصور أنه لو أصدر الرئيس مبارك قراراً بالعفو عن خصومه السياسين والإفراج عنهم فهذا سيضيف لمبارك كثيراً وسيزيد من قيمته دولياً ولن يخصم منه أبداً».
وأنهي عضو البرلمان الأوروبي حديثه خلال اللقاء قائلاً: كنت أتمني أن أعود بأنباء طيبة لزملائي في البرلمان الأوروبي والرئيس «ساركوزي» وأقول لهم إن مصر بلد ديمقراطي وإني استطعت الاطمئنان علي «نور» لكنك وضعتني في موقف وحيد وهو أني سأقول بمنتهي الحزن والأسي أن هذا البلد العريق يتقهقر إلي الخلف وأن العسكريين به بدلاً من أن يقوموا بدعم أزهار الديمقراطية يقضون عليها.
http://dostor.org/ar/index.php?option=com_...73&Itemid=1