{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مؤتمن بركات
تصحيح غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 13
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #1
مؤتمن بركات
[SIZE=3][FONT=Tahoma]
- مؤتمن بركات -


الفصل الاول



المائدة المستديرة وسط الغرفة تكاد تجثو علي قوائمها .. الكتب المتراصة علي ظهرها أكثر من طاقة تحملها.


نظر مؤتمن بركات بعين نصف مفتوحةالي المائدة المستديرة ثم اشاح عنها بوجهه الي الحائط المقابل لسريره الذي ينام عليه .. عاد بوجهه ينظر الي كم الكتب و فرك عينيه

مؤتمن قليلا .. نعم عليه ان ينتهي من مراجعة كل تلك الكتب الليلة .. قرأها من قبل لكن عليه المراجعة .

انخفضت أصوات الصبية القادمة من الزقاق المجاور لبيته .. ما زالت أم ميسور بائعة الفجل تنادي علي بضاعتها .

لم يكن بيت مؤتمن مثل باقي البيوت .. كان بيتا مترامي الاطراف .. متعدد الغرف و تخبرنا الزخارف الموشاة بالذهب علي الجدران و الاسقف المتهالكة أن مؤتمن سليل أثرياء ..

لا يوجد بالبيت كله من الانس سواه و من الاثاث الا السرير و المائدة المستديرة في غرفة واحدة .. أما باقي الغرف فلا يوجد بها الا أرفف مثقلة بكتب من ألوان و أحجام متنوعة.

تمرغ في سريره ينزع عنه الكسل .. فرك عينيه مرة أخري .. ثم هب واقفا .. تناول الثقاب من علي المائدة .. ثم تناول قنينة الزيت و سكب بعضا منه في المصباح ثم اشعل المصباح يوم اخر مثل باقي أيام مؤتمن .. ينام نهارا ليقرأ ليلا ..


ينام نهارا و يقرأ ليلا ..كانت تلك حياته التي اعتادها عندما لم يجد حلا اخر للضجيج المنبعث عليه من الازقة المجاورة لبيته بعدما باع حدائق البيت الذي كان قصرا الي الوافدين الجدد علي المدينة .

أمسك بقطعة قطنية بالية ليمسح الغبار عن الكتاب الاول .. تمني لو استطاع ان يستدعي الجنية التي يشيع جيرانه أنه متزوج بها لترتيب بيته و تمسح الغبار اللزج عن كتبه.


تناثرات حبات من العرق علي جبهته اثر المجهود الذي بذله لفك الالتصاق بين صفحات الكتاب الاولي و بدأ يقرا في نهم ..


الحضارة و التحضر و المدنية كلمات تتكرر كثيرا علي صفحات الكتاب .. الكتاب يتكلم عن فلسفة و تاريخ الحضارة .. رغم أن عقله يختزن من المعرفة أكثر مما في الكتاب الا أنه استمر يقرأ بتركيز شديد فهو مكلف بذلك تنفيذا لوصية الميراث التي وضعت البيت و المواظبة علي قراء ما به من كتب في سلة واحدة .

سمع صوت أنين أم ميسور يأتي اليه من النافذة .. لا يدري ما نوع مرضها .. لا يتناسب نشاطها النهاري مع أنينها الليلي .. ألتف برأسه الي النافذة ثم عاد ليغمسها في الكتاب .. شعر بوخزة في عنقه .. لم يهتم كثيرا و عاد الي القراءة .

صباح اليوم التالي استيقظ علي غير العادة نهارا ليس بسبب أصوات الضجيج العالي خارج غرفته لكن بسبب الم في رقبته .. مد يده يتحسس موقع الألم فوجد رقبته ملتهبة .. انتفض و هب مسرعا الي الحمام المجاور لغرفته .. صدم أنفه رأئحة كريهة .. لم يهتم و قصد المراة يستكشف موقع الألم في رقبته .. لم يجد شئ غير عادي .. ربما لسعته حشرة ليلا .. عاد مرة أخري ينظر بعمق في المراة الي موضع الألم .. رأي بقعة صغيرة علي جلد رقبته طافحة بالاحمرار .. استطاع ان ينتصر في معارك كثيرة علي حشرات زاحفة و طائرة و ها هي تعاود غزوها لصومعته .. الليلة سوف يقرأ كتب مقاومة الحشرات .. حك موضع الاحمرار ثم عاد الي غرفته.



الفصل الثاني

تمدد مؤتمن بركات علي سريرة يستدعي النوم .. لكن هيهات ..

كان لأم ميسور النصيب الأكبر في فشل محاولاته جلب النوم .. نعم .. كان صوتها الحهوري الاجش العامل الحاسم في طرد النعاس من عينا مؤتمن .. قرر أن أن يقوم من مرقده .

خطا نحو المائدة يلملم كتبه .. مع كل خظوة و مع كل حركة كان وخز ألم رقبته يجعله يشرئب كما لو كان يتفاداه .

جلس علي الكرسي يفكر في العلاج المناسب لحالته ..

هم بالقيام الي مستودع كتب طب الرقاب ..


لكن الألم أجلسه مرة أخري علي الكرسي ..


بسبب الوخز المنتظم و فشله في تشخيص الاصابة الحادثة برقبته و اكتشافه ضبابية ذاكرته المسئولة عن أصابات الحشرات .. شعر بالخو ف فأسرع متحاملا الي المراة بالحمام

صدمته الرائحة الكريهة .. لم يهتم .. قصد المرآة .. نظر اليها بتركيز شديد .. ازاح الشعيرات النافرة من لحيته الكثة .. لم يلحظ من قبل أن الشيب طال معظم لحيته .

حصل مؤتمن بركات من اللمحة السريعة أثناء محاولته لف رقبته علي أكتشاف زاده حيرة .. لم يري من قبل اصابة مثل اصابة رقبته .. لا في الطبيعة .. و لا في جميع الكتب التي طالعها .. فبدلا من تورمها و انتفاخ الجلد الي الخارج كانت اصابة رقبته غائرة الي الداخل كما لو كانت طعنة مسمار صغير بؤرتها سواد و محيطها أحمر .

عاد الرجل الي فراشه محاولا النوم ..لكن الضجيج و صوت أم ميسور تنادي علي سلعتها الوحيدة هزم جميع محاولاته .. تلك العجوز حمقاء لا تدري أن حشرجة صوتها الاجش و هي تعلن عن بضاعتها بندائها اليائس كفيل بطرد الراغب بالشراء .

قام مؤتمن غاضبا قاصدا الشرفة .. تعثر في بعض الثياب الملقاة علي الارض علق احداها بقدمه .. انه سرواله الذي لم يلبسه منذ زمن..انحني ليلتقته .. تذكر صديقه بن حكيم .. ذاع صيت بن حكيم بالمدينة في الاونة الاخيرة بعدما بدل صنعته من اصلاح الاحذية الي التطبيب ..

سمع مؤتمن الرجال المجتمعين تحت شرفته يتحدثون أن والي المدينة اختار بن حكيم ليكون وزيره الناصح يعمل بن حكيم عند الوالي و يسامره في وقت فراغه من عمله الرائج كنطاسي المدينة.

وضع مؤتمن رجليه في السروال ثم جذبه لاعلي .. انفجر الألم في رقبته لكن من الجهة المقابلة للاصابة السابقة .. استكمل شد السروال الي الخاصرة ثم بدل خطواته نحو الحمام ..

نظر الي المرآة .. زكمت أنفه رائحة الحمام .. اصبح عنده اصابة جديدة .. في كل جانب من رقبته اصابة ..

اسرع الي غرفته غير عابئ بألم رقبته .. فتش في كل الغرفة لم يجد أي حشرة .. رفع فراشه .. نفضه بعنف .. نظر الي الارض لم يجد أي حشرة .. ربما كانت حشرة سوداء بلون سواد الارض .. لكن لا حشرة.

احتار .. في كل كتب الطب لم يذكر فيها شئ عن مرضه ..

تذكر أن جميع الحكماء ذكروا في الكتب المخزونة عنده أن المرض أي مرض له اسباب .. و علاج الامراض يبدأ من معرفة الاسباب .. و الاسباب تتنوع اما من داخل جسم الانسان أو من خارج جسمه مثلا بسبب حشرة أو ثعبان .. مؤتمن متأكد أن حالته ليست بسبب عضة أفعي أو ثعبان ..

مرة اخري تذكر مؤتمن صديقه بن حكيم .. لماذا لا يقصده ..يطلب منه نصيحة أو حتي دواء ... لا لن ينسي بن حكيم مؤتمن و فضله عليه عندما اعاره كتاب المبتدئ في الطب و بها استطاع بن حكيم ترك النعال واصلاحها ليمتهن الطب.. سيذهب اليه ليسأله التشخيص و الاسباب ثم التداوي و العلاج .

من علي المشجب سحب مؤتمن بركات عمامته .. وضعها فوق رأسه .... غادر بيته الفسيح الي مشفي ابن حكيم .



الفصل الثالث

ساد الهرج و المرج الزقاق بمجرد أن فتح مؤتمن بركات باب بيته .. الصبية و الاطفال يهرولون في لا اتجاه .. انتشر الفزع بين الجمع ..

قالت امرأة لجارتها : زوج الجنية خرج من داره .. ماذا يبغي ؟

هل تتبعه الجنية أم يمشي وحده ؟

الافضل أن أدخل بيتي و أغلق كل الابواب .

جذبت احدي الفتيات رفيقتها قائله اذا وقعت عين زوج الجنية في أعيننا فلن نتزوج .. هيا نجري .. هيا و الا سيعزف عنا كل شباب الحي .. هذا هو عمل الجن ..

نهر رجل زوجته و هو يخفيها خلفه .. و توجه بحديثه الي مؤتمن قائلا كيف حال بن الشيخ بركات .. امنحنا بعضا من علمك.. لا تبخل .. ننتظر خروجك منذ سنين ......

نظر اليهم مؤتمن و همم ببعض الكلمات .. تحسس موضع اصاباته و واصل سيره

قبل أن يصل مؤتمن مشفي بن حكيم كانت عدد اصابات الرقبة قد زاد الي عدد لا يحصيه بدقة .. كانت الاصابات علي عنقه متجاورة مثل الحلقة ..

وصل مؤتمن بركات بعد عناء مشفي بن حكيم المجاور قصر الوالي .. بناءا فخم و حدائق غناء و رجال أشداء مفتولي العضلات يلبس كل منهم خوذة و بيدهم عصي سوداء ...عرف مؤتمن أنهم حراس مستشفي بن حكيم ..

سأل نفسه و هو يتقدم ناحية الباب مما يخاف بن حكيم .. هل يخشي المرضي ..

أشار كبير الحراس لمؤتمن بعصاه و قال له توقف .. أين تظن نفسك ذاهب ؟

رد مؤتمن أريد مقابلة صديقي مجبور الاسكافي

دفعه كبير الحراس في صدره و هو يقول لا يوجد هنا شخص بأسم مجبور الاسكافي هيا أذهب أو تدفع ذهبا حتي تدخل ..

أسقط في يد مؤتمن فهو لا يملك ذهبا و لا فضة يملك فقط معرفة و علما و هي بضاعة غير رائجة مع مثل هؤلاء

تراجع خطوات و أخرج من جيب سرواله الفضفاض هاتفه المتحرك و ضغط عدة أرقام .. رد عليه بعد ثواني صوت من الطرف الاخر ..

- مجبور كيف حالك

- الان اسمي بن حكيم لا يعرف الا قلة أن اسمي السابق كان الاسكافي مجبور .. من أنت

- أنا صديقك القديم مؤتمن ألا تتذكرني .. أحتاج اليك .. أنسيت قصة كتاب الطب

- صديقي مؤتمن .. أنا ايضا أحتاج اليك ..لكن لا تذكر كلمة اسكافي .. أنا الان بن حكيم ... الوالي كلفني بمهمة عظمي أحتاج اليك ... هيا اذهب من فورك و ادخل من باب كبار الزوار

أغلق مجبور أو بن حكيم الهاتف و تحرك مؤتمن صوب الباب


جذب كبير الحراس مؤتمن و وضعه فوق محفة رفعها بعض الرجال و ساروا به متجاوزين الحدائق نحو المبني .

عدد من الحسنوات أسرعن للترحيب بمؤتمن .. أحداهن تمسك دفا و الباقيات يرقصن في دلال .. اندهش مؤتمن فالمشفي كله ليس سوي تلك القاعة و جميع المرضي عميان و بتعبير أدق بشر مخلوعة من محاجرها عيونهم..

الاسرة مصفوفة في القاعة بغير نظام و عدد كبير من الفتيات يكسوهن القليل من الثياب يرقصن فرادي أو جماعات .. دون موسيقي .. فقط علي هتاف العميان أو مرضي المشفي العميان

لم يترك بن حكيم مؤتمن في حيرته كثيرا و بادره بالقول هذا هو علاج كل الامراض أولا نفقأ عين المريض ثم ندع رقص الفتيات ينسيه وجع البدن ..صحيح لن يشفي تماما لكن نجعله سعيدا .. و اذا لم يفلح معه علاج الفتيات نصب في جوفه خمرا فينسي الالم و بالتالي ينام سعيد

- اخبرتني انك تحتاج علاج .. هل أنت مريض ؟

- نعم .. و مرضي غريب لم أجد له وصفا في كتب الطب ..

- اذا هيا بنا الي ركن الفحص

- أكتب يا هذا ... المدعو مؤتمن بركات يشكو من ألم بالرقبة .. الرقبة عند الحلقة الأولي تتمدد .. تزداد نحافة .. تطول في كل دقيقة بوصة أو أكثر ..

- ماذا؟

- لا تقلق لست مريضا .... لن نفقأ عينك .. أنت الحالة المثلي ... تجربة بدأناها عليك منذ سنين و ها هي تثمر نجاحا .. رأسك ينفصل عن جسدك .. سيصير جسدك حرا من قيد العقل ستتصرف أعضاء الجسد بحرية دون رجوع لاوامر رأسك .. لا تقلق ..

سأتركك الان مع الخمر و بعض الفتيات .. ستشعر بالمتعة القصوي لكل جزء من جسدك .. و اسمح لي أن اسجل تلك التجربة المدهشة حتي نعممها في كل الارض .. الوالي يطلب ذلك.

- و ماذا عن رأسي

- لم تعد لرأسك قيمة تذكر ..حرية جسدك لا تحتاج ما فيها ... لن تعرف تعرف أعضاءك الا الحرية ......

- و ماذا عن رأسي؟


- رأسك ربما نقطعها و نحفظها في محلول للذكري و تاريخ ما قبل الحرية


قبل أن يفقد المخ اتصاله بيدي مؤتمن بركات .. أمسك رأسه بكلتا يديه ..يضغطها ناحية جسده .. عاد الاتصال مع بعض أعضاء جسده .. غض طرفه عن جسد الفتيات .. تقيأ بعض الخمر .. عاد الألم لرقبه بعد غياب .. تجمع حوله كثير من الحراس .. يسحبون يده عن رأسه .. استمر مؤتمن يضغط رأسه بقوة ناحية جسده .. خلعت احدي الفتيات ثيابها و هي ترقص .. فشل كل الحراس في رفع يد مؤتمن عن رأسه .. زعق كبيرهم .. هاتو السيف سنقطع رأسه .. فاقت قوته قوتهم .. حدث نفسه و يده تضغط رأسه ناحية جسده .. سأعود الي بيتي و أغلق بابي .. سأعود الي كتبي .. لا .. لن أفقد رأسي

******** تم الجزء الاول ******

02-15-2006, 11:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عادل نايف البعيني غير متصل
Moderator
*****

المشاركات: 834
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #2
مؤتمن بركات
(f) :wr:

الزميل تصحيح (f)
أحييك وأنتظر المتابعة

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة
02-16-2006, 02:20 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
تموز المديني غير متصل
عضو جديد دائما
*****

المشاركات: 1,165
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #3
مؤتمن بركات
الزميل مؤتمن
تصحيحك في عبق الحداثوي ... و فيه مدخل الى زمن جديد في الروي ...
للاسف لا يمكن الحكم ابدا قبل المتابعة ...
في فن الشعر الذي منه تفرعت فنون الادب على الاقل ... اذا لم نقل الفن بمطلقه..
التكامل شرط الحضور ...
فأكملنا بعد انتظار لتكتمل فينا القراءة ...


اخيرا وأولا :
اهلا بك صوتا فيه من الجد و الجديد ما يميز النبرة و ان علت ....

(f)
02-22-2006, 12:06 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
تصحيح غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 13
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #4
مؤتمن بركات
[FONT=Tahoma][SIZE=2]الاخ الفاضل محمد الدرة

الاخ الفاضل تموز المديني



شكرا علي المرور و الثناء .. لكن لا أود أن يطول انتظاركم .. فالجزء الثاني ربما لا يكون له ارتباط مباشر بهذا العمل ..و عن نفسي لا أعلم متي ستخرج باقي الاجزاء .. نعيش زمن الانفصام .. أو زمن الانفصام يعيش فينا ..

حال بطل قصتنا مؤتمن بركات مستمرة في الزمن الماضي و الحاضر و بالتأكيد سيستمر في المستقبل .. و أظن ضعف امتنا و هوانها و تبعيتها هي المحرك الفاعل لما أكنب و بمعني أكثر دقة نحن لا نكتب نحن ,,,,,,,, نحن ننزف حروفا ,,,,,,,,,, نحن نصرخ ....


انتظر نقدكم للقصة و أظهار ما بها من ضعف .. نقدكم يعد اضافة و اثراء

شكرا

ملحوظة :

التاريخ يكتبه هذيان
العشق عند ناصية من التاريخ
أحمر شفاه

مجموعة من ثلاث قصص قصيرة هذا العمل مكمل لها ..
02-22-2006, 02:23 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
تصحيح غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 13
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #5
مؤتمن بركات
[RIGHT][font=MS Sans Serif][size=4]الجزء الثاني

الفصل الاول

ساعد مؤتمن غياب أو غفلة الحراس في تسلله..حقا كانت الكوة صغيرة للغاية لكنه نفذ منها و أصبح خارج المشقي ..

تلفت حوله فلم يري إلا الظلام الدامس .. يسمع أصوات عالية لطبول و مزامير لكنه لا يري شيئا ..

تحسس طريقه و هو يزحف ..
صدمت يديه أحجارا مدببة ..
أطرافه تتمرد ترفض مساعدته ترفض طاعة أوامر عقله ..

توقف عن الزحف ..
رفع يديه إلي رأسه يضغطها إلي جسده ..

عاد الاتصال مع بعضا من أطرافه ..

عاود الزحف .. جسده ينزف ..شقت الأحجار المدببة أجزاءا من جسده ..

لم يتوقف و كذلك لم يتوقف نزيف الدم ..
رفع رأسه قليلا و نظر أمامه .. أبصر عن بعد نورا أو نارا ..

عدل من وضعية جسده ليزحف ناحية الضوء ..

اقترب كثير مما استأنس من ضوء ..

استمر في زحفه .. لفحت وجهه حرارة النور أو النار .. استمر يقترب ..

انتصب علي أقدامه سار عدة خطوات ..

الرؤية تختلط عليه .. أليس هذا قصر الوالي ؟ ..

إذا كان هذا هو قصر الوالي فلماذا تعلو من داخله أصوات حوار في هذا الوقت من الليل ..

اشتعل فضولا ..

رغم المخاطرة اقترب من نافذة القصر ..

خاف أن يمسكه حراس قصر الوالي ..

صرخ أحد طيور الليل و هو يفر ..

أحدث طير الليل ضوضاءا أثناء اصتدامه بزجاج شرفة القصر العليا

خرج حراس القصر في الأبراج الشرقية و الغربية .. نظروا من أعلي الي أسفل ...

سكن مؤتمن تماما تحت أحدي شجيرات الموز ..

ارتفع صوت الوالي .. و أصوات أخري ..

ميز منها مؤتمن صوت أم ميسور .. ثم تلي صوتها صوت مجبور الاسكافي ..

مجبور معروف عنه أنه نديم الوالي ..
لكن هل تبيع أم ميسور الفجل في قصر الوالي ..


الوالي غاضب .. ينهر كل من يتكلم ..

صمت المجتمعين برهة أعقب , فترة الصمت , صوت الوالي يتكلم:
- أريد أن أعرف أين الخطأ .. بعد أن أتاكم لماذا لم يتم استكمال فصل رأسه.. جسده لا يمثل خطرا ..

تكلمت أم ميسور :

أراقبه منذ سنين جعلته لا يقرأ الا ليلا .. أخبرتكم .. يقرأ في الليل الواحد عدة كتب .. لا يكل و لا يتعب .. لا يأكل ... لا يشرب .. لا يعاشر امرأة .. لكنه يقرأ ثم يقرأ ... سيدي أديت واجبي .. و سأطيع كل ما تأمر به

تكلم بن حكيم أو مجبور الاسكافي :

سيدي الخاقان... لا تغضب .. قبل نهاية ظلمة هذا الليل ستوضع رأسه في المحلول ..

سأطلق مزيدا من الفتيات خارج أسوار المشقي
و ستصبح كل بنات مدينتنا فتيات يرقصن كاسيات أو عاريات ...
لدينا عقار ننثره في الهواء فيجعل جسد الأنثى يتلوى و يعمي الأبصار ...

سيدي ..
سيصبح شرب الخمر منتشرا في كل الطرقات ..

أما مؤتمن فسنحبسه داخل صومعته أو نقطع رأسه الأمر سيان

انسحب مؤتمن من تحت نافذة الوالي قاصدا بيته قبل أن يفتضح أمرة فطائر الليل عاد مرة أخري يصرخ.




***** ---- يتبع --- *****[/RIGHT]
03-29-2006, 01:23 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
تصحيح غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 13
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #6
مؤتمن بركات
[font=MS Sans Serif][size=4]الفصل الثاني

لم تك رحلة العودة بأقل صعوبة من رحلة الذهاب ..

ساعده في الوصول إلي المدينة أنه يسير بقوة الانحدار ..

رافقه الألم ذاهبا و أشتد عليه عائدا ..

أثناء العودة في الدرب المعوج .. بين شعاب الجبل بذل مجهود ليستعيد ذاكرته ..

هجر عقله الترتيب..

اختلطت كتب التاريخ مع كل علوم الدنيا و الدين داخل رأسه ..

فقد الإحساس الزمني .. الرؤيا تشتبه عليه ..

في الظلمة و قبل بزوغ الفجر شاهد بعينيه تنفيذ وعود المؤتمرين ببيت الوالي ..

شاهد امرأة تجاوزت السبعين من العمر ترقص رقصة هز الردفين ..

أمسك حجرا .. رجم امرأة مع رجل في وضع شائن ..

لا لن تكفي أحجار الجبل لرجم الفاحشة المنتشرة في كل مكان ..

لاحظ رجالا و نساء لم يصب رقابهم المرض .. رأسهم في مكانه الصحيح ..

انفصلت رأسه عن جسده برهة ..

أسرع بيديه ليعيدها إلي جسده ..

شاهد حراس الوالي ..

بسرعة فتح الباب ..

دخل البيت .. نزل القبو .. أخرج قاذفة الصواريخ .. عاد الي غرفته .. نصب سلاحه عند الشرفة استعداد لتدمير بائعة الفجل .

انتظر بجوار الشرفة ..

سمع جدالا بين الصبية .. أحدهم يتكلم عن فتوى أطلاق اللحية .. أشتعل جدال الصبية حول فتاوى عدة ...

جنود الوالي في كل مكان حول البيت ..

بائعة الفجل ما زالت مختفية

نفر أخر يتحدث عن سينما الغد و جمود اللغة العربية رد عليه طويل القامة حقا هي عبقرية لهجة قومي العامية ..

عدد من صبيان الحي يتحدث عن مزايا الهجرة إلي وطن النور و الحرية ..

شرح أحد الصبية بسلاسة مزايا الهجرة من أرض الأجداد

قال : أما الجنسية فهي تمنحك حصانة لا يمسسها رجال الأمن القومي ..

أحيانا تفتح لك أبوابا مغلقة .. و أحيانا يختاروك وزيرا في بلدك فأنت مزدوج الجنسية ..

تحسس مؤتمن رأسه تأكد باللمس أنها مازالت فوق جسده

بكم قميصه مسح جسم قاذفة الصواريخ ..

قرأ المكتوب بلغة عبرية ..

تلك القطعة .. لا تعمل إلا بإذن نديم الوالي أو بائعة الفجل الغجرية ..
04-09-2006, 06:22 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS