{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
فاتن حمامة وعمر الشريف ... (نظرة فابتسامة فكلام ... ثم "دور" فقبلة فزواج)
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #1
فاتن حمامة وعمر الشريف ... (نظرة فابتسامة فكلام ... ثم "دور" فقبلة فزواج)
أعجبني هذا "التاريخ الخفيف" الذي كتبه "محمد العربي" على صفحات "البيان الإماراتية" قبل بضعة سنين.

******

في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين بزغ نجم جديد في عالم الاخراج هو نجم المخرج المتميز يوسف شاهين وخاصة بعد عرض فيلمه الأول (بابا عريس) ثم تلاه بفيلم (باب الحديد) الذي نال عنه عدة جوائز .. مخرجا وممثلاً .. ثم أراد أن يكمل ثلاثيته بفيلم يصور فيه مدى الظلم الذي كان يقع على الفلاح المصري من جراء تعنت الاقطاعيين كما كنا نسمعها ابان تلك الفترة ..


فظهر فيلم صراع في الوادي الذي لعبت بطولته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والنجم العالمي الآن عمر الشريف وكان وجهاً جديداً على السينما المصرية, فقد كان زميل دراسة للمخرج يوسف شاهين بكلية فيكتوريا بالاسكندرية, وينحدر عمر الشريف من عائلة ثرية كانت لها تجارتها بالأخشاب بحي الورديان مسقط رأس الفنان المتميز محمود عبد العزيز ... وكانت عائلة عمر الشريف تدين بالديانة المسيحية وبالتبعية كان عمر الشريف ايضا مثلهم في ذلك مثل المخرج يوسف شاهين ...


وليس هذا هو موضوع حكايتنا على قول الشاعر الدين للديان جل جلاله, ولو شاء ربك لوحد الأقوام, ولكن حكايتنا تنحصر في اختيار عمر الشريف وجهاً جديداً على الشاشة الفضية وأمام من؟! فاتن حمامة التي كانت في عنفوان شهرتها وقوة سطوتها ولياقتها الفنية .. فقد رفضت قبل ذلك أن يلعب أمامها الدور شكري سرحان حتى لا تقع في فخ الثنائيات .. لأنها مثلت أمام شكري سرحان فيلم ابن النيل لنفس المخرج يوسف شاهين .. واستعرضوا جميع فتيان الشاشة وقتها .. فلم يجدوا الا شكري سرحان ..


ولكن فاتن حمامة رفضت تماماً, بل وأصرت على الرفض .. واسقط في يد المنتج جبرايل تلحمي والمخرج يوسف شاهين .. وفكروا في احلال احدى النجمات في ذاك الوقت بداية من ماجدة أو أو زهرة العلى أو هند رستم .. أو ... أو ... فلم يجدوا الا فاتن حمامة هي الوحيدة التي تصلح للدور.


وهنا قفز الى خيال يوسف شاهين صورة صديقه وزميل دراسته عمرالشريف .. الذي لعب دور هاملت على مسرح كلية فيكتوريا وأقنع رمسيس نجيب به ..وسافر يوسف شاهين الى الاسكندرية لكي يقابل عمر الشريف .. ويعرض عليه العمل بالسينما وكان عمر الشريف في ذلك الوقت قد تخرج من الكلية ويعمل في شركات والده بتجارة الخشب .. وأخذها عمر الشريف على أنها مزحة من صديقه يوسف شاهين .. ولكن يوسف شاهين أكدها له .. واصطحبه للقاهرة لاجراء اختبارات الكاميرا والأداء.


وكم كانت المفاجأة عندما أسرع رمسيس نجيب بالتعاقد معه على بطولة فيلم صراع في الوادي ... وكم كانت المفاجأة أيضاً عندما وافقت فاتن حمامة فور وقوع عيناها على هذا الفتى من النظرة الأولى .. وبدأ الاستعداد التام للتصوير, وكان معروفاً عن فاتن حمامة, انها بارعة في الاصطلاح المسمى بسرقة الكاميرا ممن أمامها .. ولكنها لم تفعل ذلك مع عمر الشريف في أي مشهد أو لقطة تضمهما سوياً ... وفعلتها مع باقي الممثلين معها بالفيلم سواء فريد شوقي .. أو زكي رستم أو حمدي غيث .. وهم باقي أبطال الفيلم .. بل كانت تجالس عمر الشريف أثناء الاستراحات لتعطيه من خبرتها وفنها الكثير ... ولم يدر بخلد أحد أن هناك قصة حب تتسلل في هدوء بين فاتن حمامة وعمر الشريف رغم علمها بأنه مسيحي الديانة .. ولكنه كيوبيد الذي لايعترف بالمسافات أو المستويات أو .. الديانات ..


وكان معروفاً ان فاتن حمامة متزوجة من المخرج الرومانسي جداً ... عز الدين ذو الفقار وقد أنجبت منه طفلة اسمتها نادية .. وكانت أيضاً ترفض أي مشهد أو لقطة فيها قبلة أو ملابس خليعة أو مشهد سرير أو حمام سباحة ... وكان بسيناريو الفيلم صراع في الوادي لقطة لعمر الشريف وهو ينزف بعد اصابته برصاصة أطلقها عليه حمدي غيث .. ويغمى عليه ... وتأتي اليه فاتن حمامة وتحتضنه فقط .. ولكن الحب قد وصل الى مداه .. فانكفأت عليه وقبلته قبلة أذهلت الجميع بما فيهم يوسف شاهين .. وكانت قبلة غير سينمائية ولكنها قبلة حقيقية وطلبت فاتن حمامة من عز الدين ذو الفقار الطلاق بعد ذلك .. ونالت مطلبها.


وأشهر عمر الشريف اسلامه ... وتزوجا بعد أن أصبحت فاتن حمامة خالية من الموانع من عز الدين ذو الفقار .. ورأى شكري سرحان الفيلم فثار ثورة عارمة وصرح بالجرائد وقتها ان فيلم ابن النيل كانت به مشاهد أكثر سخونة من هذا المشهد ورفضت فاتن حمامة القبلة .. لماذا؟ .. لأنه الحب يا عم شكري رحمك الله.




03-16-2006, 02:47 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #2
فاتن حمامة وعمر الشريف ... (نظرة فابتسامة فكلام ... ثم "دور" فقبلة فزواج)



بعد نجاح فيلم صراع في الوادي وهو أول فيلم للفنان العالمي عمر الشريف ومن اخراج يوسف شاهين، وبعد نجاح فيلم أيامنا الحلوة الذي ضم في بطولته فاتن حمامة وعمر الشريف والوجهين الجديدين المطرب عبدالحليم حافظ والنجم أحمد رمزي تولدت صداقة حميمة بين عمر الشريف وأحمد رمزي، فكلاهما يمثلان الموجة الجديدة لشباب هذه الحقبة الزمنية، وارتبط الاثنان ارتباطاً قوياً ..


حتى ان فاتن حمامة كانت تغار من هذه الصداقة، فقل ان تجد أحدهما دون الآخر ـ أي عمر الشريف وأحمد رمزي ـ أما عبدالحليم حافظ فقد اختط لنفسه أسلوب حياة آخر، فهو لا يسهر ولا يدخن ولا .. وأصبحت حياته مرتبطة بأعماله الفنية فقط، حتى يجد لنفسه مكاناً في بؤرة الضوء التي يقف تحتها نجوم الطرب في ذاك الوقت امثال عبدالوهاب، أم كلثوم، فريد الأطرش، محمد فوزي، وآخرين، حتى استطاع أن يشق طريقه بين كل هؤلاء النجوم، أما عمر الشريف وأحمد رمزي، فقد كان همهما الأول والأخير الحصول على أدوار تبرز مواهبهما التمثيلية، وتعاهدا الا يمثل أحدهما فيلما إلا إذا كان الثاني يشاركه فيه، وكأنه ميثاق بينهما غيرمكتوب.


وعندما استدعى المنتج جبرائيل تلحمي المخرج عاطف سالم لكي يعهد اليه باخراج فيلم صراع في المينا يتبادر الى ذهن عاطف سالم الدويتو أو الثنائي فاتن حمامه وعمر الشريف حيث كان يريد استثمار نجاح فيلم صراع في الوادي لنفس البطلين مع الفارق الشديد الذي طرأ على أداء عمر الشريف واتقانه التحدث باللهجة المصرية الاسكندرانية، وبدل اللهجة الايطالية التي كانت تغلب على مخارج الحروف عنده، وهنا أشار عمر الشريف على صديقه أحمد رمزي لكي يلعب دور ابن صاحب شركات النقل والتفريغ بعد أن كان مرشحاً له ممثل آخر ..


ووافق المنتج والمخرج على اقتراح عمر الشريف وانضم الى قائمة العاملين حسين رياض وتوفيق الدقن بعد أن رفض فريد شوقي القيام بدور سكرتير صاحب العمل، وبدأت جلسات التحضير لأن أغلب مشاهد الفيلم ستصور بالاسكندرية مسقط رأس عمر الشريف وخاصة بالميناء.


ودارت الكاميرا لتصور المشاهد الداخلية باستوديو جلال بالقاهرة حيث تم بناء ديكور المقهى والمكتب على نفس النمط الذي بالميناء، وكذلك فيلا وبيوت صاحب الشركة لأن في هذه الآونة كان الاعتماد على التصوير داخل الاستديوهات المخصصة لذلك وليس على استئجار شقق وفيلات وقصور، لان الاستديو به معداته وأدواته وعماله وفنييه المدربين علاوة على نقاوة الصوت والتحكم بالاضاءة.


وبعد الانتهاء من تصوير المشاهد الداخلية بالاستوديو، جاءت المشاهد الخارجية التي سيتم تصويرها بالاسكندرية، وانتقل الجميع الى الاسكندرية لتصوير بقية المشاهد، وكان من الطبيعي أن يقيم عمر الشريف وفاتن حمامه بمنزل عائلة عمر الشريف التي باركت زواجه من فاتن بعد انفصالها عن عز الدين ذو الفقار وخاصة بعد أن رزقهما الله بالطفل طارق عمر الشريف، وأصبح شقيقا لنادية عز الدين ذو الفقار التي مثلت مع والدتها فاتن حمامة فيلم موعد مع السعادة أمام عماد حمدي وعبد الوارث عسر وزهرة العلى واخراج والدها عز الدين ذو الفقار.


وعاشت فاتن حمامة أياماً سعيدة بمنزل عائلة زوجها عمر الشريف وكان أحمد رمزي قاسماً مشتركاً أعظم من أكثر أيام التصوير بالاسكندرية بالاحتكاك بعمر الشريف وعائلته التي رحبت أيضاً بهذه الصداقة الحميمة التي تجمع بين عمر الشريف وأحمد رمزي.


وكان بالسيناريو مشهد يكيل فيه عمر الشريف اللكمات الى أحمد رمزي بصورة متلاحقة حتى يسقط أحمد رمزي على الأرض وتأتي الفنانة فردوس محمد التي تلعب دور أم رجب الونش ـ عمر الشريف ـ وتخلص أحمد رمزي من براثن عمر الشريف الذي أطبق على رقبته.


وفي غفلة من الجميع أوعز عاطف سالم إلى عمر الشريف أنه رأى أحمد رمزي وهو يغازل فاتن حمامه في الخفاء .. واندهش عمر الشريف من ذلك، كيف يفعل أحمد رمزي صديقه هذه الفعلة النكراء؟ ولكن عاطف سالم أكد له ذلك وانه أي عمر الشريف لابد أن يختار أصدقاءه ..


وثار عمر الشريف ثورة عارمة وأقسم أن يلقن أحمد رمزي درساً لن ينساه في حياته .. وكان ذلك قبل لقطات المعركة بينهما، وعندما أعطى عاطف سالم إشارة البدء قال »أكشن« حتى انهال عمر الشريف بقوة وجدية وكال لأحمد رمزي اللكمات بصدق وأخذ أحمد رمزي يتراجع تجاه مياه الميناء الملوثة بمخلفات السفن من الديزل وخلافه .. وعاطف سالم أعطى الكاميرا حرية الانطلاق رغم صراخ أحمد رمزي وهو يقول .. أنت بتضرب بجد يا عمر، ولم يتوقف عمر عن الضرب حتى سقط أحمد رمزي في مياه البحر الملوث وأصيب بحساسية شديدة وعندما تم انقاذ أحمد رمزي وانتشاله من الماء، كان جسمه قد أصيب بحروق شديدة من جراء الديزل الذي كان يملأ المياه في هذه البقعة.


واندهش الجميع من هذا التصرف .. وخاصة أن عمر الشريف أخذ فاتن حمامه وترك موقع التصوير فور أن قال عاطف سالم »استوب .. اطبع«.


وحاول أحمد رمزي معرفة الأسباب التي جعلت عمر الشريف يتصرف معه بهذه القسوة والوحشية ولكن لا مجيب .. وكلما سأل أحمد رمزي عمر الشريف يترك له المكان ويتركه في حيرته .. حتى فاتن حمامة أرادت معرفة الأسباب ولكن عمر الشريف لم يعطها الفرصة لذلك ولا يجيب على السؤال الذي ظل حائرا على لسان كل من فاتن حمامة وأحمد رمزي .. حتى أفصح عاطف سالم عن الاجابة حيث شحن عمر الشريف ضد أحمد رمزي قبل التصوير للمعركة .. والحق يقال ان المعركة جاءت مقنعة تماماً وصادقة .. وهنا تألمت فاتن حمامة وأسرت في نفسها وقاطعت عاطف سالم تماماً منذ انتهاء تصوير الفيلم ..


وتأكد أحمد رمزي من مقاطعة عمر الشريف له بعد سنتين .. حيث طلبه أي عمر الشريف عاطف سالم ليقوم بالدور الأول في فيلم احنا التلامذة أمام شكري سرحان وكان من المفروض أن يكون ثالثهما أحمد رمزي ولكن عمر الشريف اعترض وطلب يوسف فخر الدين ورفضت فاتن حمامة القيام بالدور الأول في الفيلم وتم اختيار زيزي البدراوي بدلاً منها.


ودامت القطيعة بين عمر الشريف وأحمد رمزي ثماني سنوات حتى تقابلا يوماً في عيد ميلاد الفنان الراحل صلاح ذو الفقار أو أحد أبنائه وتصافيا بعد أن عرف عمر الشريف الحقيقة التي أخفاها عنه عاطف سالم طوال هذه المدة وكانت عودة الى صداقة أقوى من ذي قبل حيث عرض صلاح ذو الفقار على فاتن حمامة بطولة فيلم تشارك فيه عمر الشريف .. ولكن عمر الشريف تنازل عن البطولة لأحمد رمزي، كعربون صداقة وكاعتذار عما فعله فيه ابان تصوير فيلم صراع في المينا.


فهل الآن .. يوجد فنان يتنازل عن دور بطولة لفنان آخر؟ وأمام من فاتن حمامه!! واخراج هنري بركات!! درس أرجو أن يعيه فنانو هذا الزمان ..

كتبها: محمد العربي (البيان الإماراتية)
03-16-2006, 03:04 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
mass غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,041
الانضمام: Nov 2002
مشاركة: #3
فاتن حمامة وعمر الشريف ... (نظرة فابتسامة فكلام ... ثم "دور" فقبلة فزواج)
عذرا يا زميلي

المقال الثاني مليء بالأخطــاء

فيلم صراع في الميناء إخراج يوسف شاهين و ليس عاطف سالم و جاء بعد عامين من فيلم صراع في الوادي و بعد عام واحد من فيلم أيامنا الحلوة الذي تعرف فيه على كل من أحمـد رمزي و عبد الحليــم حافظ

رمسيس نجيب لم يكن منتجا لفيلم صراع في الميناء ليتعاقد مع عمر الشريف بل أن المنتج هو جبرائيل تلحمي وهو الذي تعاقد مع عمر الشريف بناء على طلب يوسف شاهين و في البداية لم توافق عليه فاتن حمامة ولم يكن شكري سرحان مرشحا من قبل شاهين بل كان عمر الشريف هو المرشح الأول بل فاتن هي التي رشحت شكري سرحان و بعد مداولات كثيرة و بسبب انشغال شكري سرحان في نفس توقيت تصوير فيلم صراع في الوادي بفيلم آخر ، فتم التعاقد مع عمـر الشريف

أما موضوع القبلة فكانت متفق عليها قبل التصوير و لم تكن عفوية فقط ما حدث هو أن القبلة طال زمنها لثواني معدودة عما كان متفق عليه و بعدها تم إعلان خطبة عمر و فاتن ... و بالطبع كان للإثارة الصحفية في ذلك الوقت دورا في التركيز على هذه القبلة و كتب إنها كانت السبب أو شرارة الحب الذي جمع بين فاتن حمامة و عمـر الشريف ولكن الحقيقة أن العلاقة بين فاتن و عمر بدأت مع بداية جلسات التحضير للفيلم التي زاملت و كانت هي في نفس الوقت على خلاف دائم مع زوجها عز الدين ذو الفقـار الذي كان يكبرها بأكثر من 15 عام .. و كان شديد الغيرة عليها مما جعلها لا تتحمل حصاره لها

أما موضوع الخلاف بين رمزي و عمر فلم يكن هناك خلاف ففي حديث لأحمـد رمزي منذ سنوات عن علاقتهما معا .... أنهم لم يختلفا على مدار سنين حياتهم أو يفترقا فحتى عندنا توجه عمر الشريف إلى هوليود ظلت صداقتهم مستمرة ، و عندما هاجمت الصحافة العربية عمر الشريف بسبب عمله في فيلم فتاة مرحة أمام الأمريكية اليهودية بابراسترايسند و قف أحمـد رمزي بجوار صديقه و أدلى بتصريحات عديدة في الصحف العربية مدافعا عنه بل أنه توسط له حتى تم رفع قرار المقاطعة عن أفلامه في المنطقة العربية بعد مقابلته للمسئولين في وزارة الثقافة المصرية و المسئولين بجامعة الدول العربية ليتم رفع قرار حظر أفلام عمر الشريف عن المنطقة العربية ككل.

أما عن فيلم أحنا التلامذة فلم يكن أحمـد رمزي مرشحا لأي دور في الفيلم بل كان يوسف فخر الدين مرشحا منذ البداية .... كذلك زيزي البدراوي لان الدور الذي قامت به و هي الخادمة التي تعرضت لتحرش جنسي من قبل مخدومها (يوسف فخر الدين) ونتج عن ذلك حملها لجنين منه لم تكن مساحته على شاشة السينما تسمح لفاتن أن تقوم به و هي كانت في أعلى درجات النجومية وقتها، هذا بالإضافة إلى تبني عاطف سالم زيزي البدراوي و يوسف فخر الدين لهم بصفته مكتشفهم.

في النهاية أهديك هذا المقال من الناقد السينمائي حسن حداد عن عمـر الشريف



اقتباس:سيكون الفنان العالمي "عمر الشريف" هو موضوع حديثنا على مدى ثلاث حلقات.. محاولين ـ بقدر الإمكان ـ رصد المراحل الفنية في مشوار هذا الفنان العربي ، الذي إنطلق نحو العالمية وأصبح نجماً عالمياً يشار له بالبنان ، باعتباره أحد عمالقة التمثيل في العالم .


الحلقة الأولى

    "ميشال شهلوب" هو إسمه الحقيقي. ولد في الإسكندرية عام 1932 ، ونشأ في ظل عائلة غنية من أصل لبناني مسيحي . تلقى تعليمه في أرقى المدارس الخاصة ، مثل »كلية فكتوريا« ، والتي أهلته لإتقان اللغة الفرنسية كتابة وقراءة وتحدثاً . أما في الوقت الحاضر فهو يجيد الإنجليزية والإيطالية والأسبانية واليونانية ، إضافة الي العربية والفرنسية .
    بدأت علاقة عمر الشريف بالفن منذ الصغر ، عندما وقف على خشبة المسرح المدرسي ليؤدي دوراً في إحدى المسرحيات العالمية . أما فرصته الذهبية فكانت في عام 1954 ، عندما إختاره المخرج يوسف شاهين للوقوف أمام النجمة الكبيرة فاتن حمامة في فيلم ( صراع في الوادي ) . وبالطبع كانت جرأة كبيرة وحساسية فنية من شاهين ، عندما قدمه ولأول مرة في دور بطولة .. إلا أن عمر الشريف لم يخذل مكتشفه ، فقد نجح الفيلم والدور ، وأصبح إسم عمر الشريف على كل لسان .
    كانت المرة الأولى التي يواجه فيها كاميرات السينما ، ومن ثم بدأت الرحلة الى عالم الأضواء ، وذلك بعد أن أنقذ عمر نفسه من الغوص في تجارة الأخشاب ( مهنة والده التي إختارها له والده ) ، ليصبح في فترة قصيرة ، وبمساعدة وتشجيع فاتن حمامة في البداية ، فتى الشاشة الأول في السينما المصرية . كانت فاتن قد تطلقت حديثاً من المخرج عزالدين ذوالفقار ، وكانت حينها تشعر بفراغ عاطفي كبير يسري في كل كيانها . وعندما إلتقت بالوجه الجديد عمر الشريف ( وهو الإسم الفني الذي إختارته له فاتن حمامة ) شعرت بألفة غريبة تجاهه . عندها بدأت علاقة حب بقبلة طويلة ، كانت أساساً ضمن إحدى مشاهد فيلم (صراع في الوادي) ، والتي أعادها المخرج إحدى عشرة مرة حتى يحصل على التأثير المناسب ، وكانت هي المرة الأولى التي تسمح فيها فاتن حمامة لممثل أن يقبلها على الشاشة . وذات ليلة إختفى الإثنان عمر وفاتن ، بعد إنتهاء العمل في الفيلم ، في فندق »ميناهوس« ، حيث تزوجا هناك وأمضيا أسبوع العسل خفية عن أعين الفضوليين وشائعات المغرضين .
    بعدها مثل عمر الشريف في العديد من الأفلام أمام فاتن حمامة وغيرها من نجمات السينما المصرية ، أمثال : نادية لطفي ، ماجدة ، شادية ، سعاد حسني ، هند رستم ، لبنى عبدالعزيز ، زبيدة ثروت ، برلنتي عبدالحميد . وعمل مع عدد من خيرة المخرجين المصريين ، أمثال : عاطف سالم في  شاطيء الأسرار ، موعد مع المجهول ، صراع في النيل ، إحنا التلامذة ، المماليك  ، ومع كمال الشيخ في  أرض السلام ، سيدة القصر ، حبي الوحيد  ، ومع صلاح أبوسيف في  لاأنام ، لوعة الحب ، بداية ونهاية  ، ومع مكتشفه يوسف شاهين مرة أخرى في فيلم ( صراع في الميناء ) ، ومع حلمي حليم في فيلم ( أيامنا الحلوة ) ، ومع السيد بدير في ( غلطة حبيبي ) ، ونيازي مصطفى في ( فضيحة في الزمالك ) ، ومع فطين عبدالوهاب في ( إشاعة حب ) ، ومع عزالدين ذوالفقار في ( نهر الحب ) ، ومع رمسيس نجيب في ( غرام الأسياد ) ، ومع هنري بركات في ( في بيتنا رجل ) .
    وفي أثناء عمله في السينما المصرية ، قام بأداء دورين قصيرين في فيلمين أجنبيين ، هما ( صاحبة القصر الملكي ) أمام الممثلة جينا ماريا كانالي وبادارة المخرج ريشار بوتيه ، والدور الثاني في فيلم ( مرحباً أيها الحزن ) من تأليف الفرنسية فرانسوا ساجان . وفي عام 1957 إختاره المخرج الفرنسي جاك باراتيه للقيام بدور البطولة في فيلم ( جحا البسيط ) .
    وبالرغم من أدواره هذه في الأفلام الأجنبية ، إلا أنه إستمر بالعمل في السينما المصرية ، بل إنه بدأ يفهم أسرار الصناعة ويفكر في تكوين شركة للإنتاج السينمائي ، حيث إشترى بالفعل رواية »لاتطفيء الشمس« من إحسان عبدالقدوس ، وبدأ يستعد للقيام ببطولتها أمام زوجته فاتن حمامة ، ليكون هذا الفيلم باكورة إنتاجه السينمائي .  إلا أن بطولة  مشروعه هذا ، قد ذهبت الي زميله شكري سرحان ، وذلك لأن فرصته للإنطلاق الى العالمية قد حانت قبل إتمام هذا المشروع ، عندما إتصل به المنتج البريطاني »سام سبيغل« يدعوه للقائه في الأردن لإجراء إختبار لأداء دور الشريف عليّ في فيلم ( لورنس العرب ) .  
    سافر عمر الشريف الى عمان وعاد يحمل عقداً بتمثيل الدور ، بعد أن إجتاز جميع الإختبارات . فقد كانت كل النتائج في صالحه ، وبالتالي سيعمل تحت إدارة المخرج البريطاني الكبير »ديفيد لين« .. كان ذلك عام 1962 .
    عندما عاد عمر من الأردن ليزف الخبر الى فاتن ، قابلته بمشاعر موزعة بين الفرحة العارمة والخوف الغامض . أما الفرحة ، فلأن عمر سوف يكون النجم السينمائي بدون نفوذ وشعبية فاتن حمامة ، وسوف يسترد معنوياته كلها ويتحرر من العقدة التي تملكت منه .. أما الخوف الغامض فلم تكن تدري له سبباً ، مع أن السبب واضحة معالمه في قلب كل زوجة ترى زوجها يشق طريقه الى مجتمع متحرر فيه نساء فاتنات بالمئات والآلاف . كانت فاتن الزوجة تخاف على عمر الزوج ، وكان خوفها في محله ، فقد حصلالطلاق بينهما فيما بعد .

الحلقة الثانية
لورنس العرب .. بداية المغامرة  

    بالنسبة لمسألة إشتراكه في فيلم ( لورنس العرب ) ، فيعتبرها عمر الشريف مغامرة فنية وحياتية ، حيث قال : ... كان لي في مصر بيت وزوجة وإبن ، وكنت أعمل في السينما المصرية ولي فيها مكانة ، فغامرت بكل هذا وقلت وأنا ذاهب الى الأردن بأنني لو نجحت كان بها ، ولو لم أنجح سأرجع الى مصر حيث حياتي منتضمة ... .
    ونجحت المغامرة ، بل وكانت بمثابة التجربة الفنية والحياتية الهامة في مشوار عمر الشريف السينمائي .  عامان كاملان من الإعداد والتصوير في صحراء الأردن ، كانا بمثابة المختبر الفني الحقيقي الأول بالنسبة لعمر .. تعلم من خلالهما الكثير عن السينما والحياة ، فقد تسنى له ـ ولأول مرة ـ معاشرة كبار السينمائيين ، أمثال : ديفيد لين ، بيتر أوتول ، أنتوني كوين ، أليك جينس ، وغيرهم . كما تعلم منهم كيف يمثل بعينيه لا بحركات جسمه فقط ، وكيف يعود الى ذاته فيتصوف ، وكيف لايرى النساء إلا خلال زياراته الخاطفة لبيروت مع صديقه بيتر أوتول . ومن خلال ( لورنس العرب ) ، وضع عمر الشريف نفسه أمام تجربة المشوار الطويل ، وأمام الفن العالمي الحقيقي ، والذي لا يشبه في إنتاجه وإخراجه وإمكانياته ما يعادله في السينما المصرية .  
    بعد فيلم ( لورنس العرب ) ، ظهر عمر الشريف في عدة أفلام كبطل .. فقد جسد دور جنكيزخان أمام الممثلة الفرنسية »فرانسواز دورلياك« ، ولعب دور الكاهن في فيلم ( أنظر الحصان الشاحب ) تحت إدارة المخرج الأمريكي »فريد زينمان« مع »أنتوني كوين« و »جريجوري بيك« . عندها بدأ نجمه يلمع في السينما العالمية ، ويدأت وسائل الإعلام تتكلم عنه ، خصوصاً عندما إختاره عبقري السينما ومكتشفه عالمياً المخرج »ديفيد لين« للقيام بدور عمره في فيلم ( دكتور زيفاجو ) عن رائعة »بوريس باسترناك« . وديفيد لين بخبرته ومقدرته الفنية ، عرف كيف يستثمر إمكانيات عمر الشريف التمثيلية ، فأسند إليه الدور الرئيسي أمام »جولي كريستي« و»جيرالدين شابلن« ، وكانت الإنطلاقة الصاروخية.
    بعدها ، قام بدور تشي جيفارا ، للمخرج »ريشار فليشر« ، لكن الفيلم أنتقد كثيراً ، حيث لم يغفر له وجود عمر الشريف ومخرج ماهر ومتمكن . كما أنه وقف أمام الإيطالية »صوفيا لورين« في فيلم ( سقوط الإمبراطورية الرومانية ) ، وأمام »إنجريد بيرجمان« في فيلم الرولزرويس الصفراء ) ، ومرة أخرى مع »بيتر أوتول« في فيلم ( ليلة الجنرالات) ، وأمام »كاترين دينوف« في فيلم ( مايرلينغ ) ، كما مثل في فيلم ( ذهب ماكينا ) .
    وفي عام 1967 مثل دور البطولة مع اليهودية »بربارا ستريسند« في فيلمين الفتاة المرحة ، إمرأة مرحة  . وكانت ردود الفعل عند العرب ذلك الإستنكار التام ، خصوصاً وإن العمل في هذا الفيلم تزامن مع أحداث 1967 والهزيمة ، وعندما نشر في إحدى الصحف الأمريكية صورة لمشهد غرامي من الفيلم يجمع الإثنين في قبلة ، مالبثت الصورة أن وصلت الى القاهرة ، ومن ثم نشرت مرفقة بتعليقات مطولة تطالب بإسقاط جنسية هذا الذي باع وطنه بقبلة منحها الى يهودية .
    أما عمر الشريف ، فيقول في هذا الصدد : ... تلقيت مكالمة هاتفية من وكالة الأسوشيتد برس تسألني عن رأيي في هذه المقالات التي تنشرها الصحف المصرية عني ؟ فأجبت بالقول : إنني لا أهتم بإن أسأل فتاة عن جنسيتها أو مهنتها أو ديانتها قبل أن أقبلها .. سواء على الشاشة أو في الحياة العامة ... . كما يضيف قائلاً : ... إنني أعارض فكرة التعصب القومي والديني ، وأكره العنصرية ، بل أكره أي شيء يدفع بمجموعة من الناس الى إحتقار مجموعة أخرى من الناس ... .
    بعد ذلك قدم عمر الشريف العديد من الأدوار العالمية ، والتي تفاوتت في المستوى الفني ، مثل دوره في فيلم ( السطو ) مع »جان بول بلموندو« ، وقيامه ببطولة مشتركة مع البريطاني »مايكل كين« في فيلم (القرية الأخيرة ) .. وأفلام أخري مثل : رصاصة بالتيمور ، مرارة الحب ، الحصان الأبيض ، الخريف ، وفيلم ( الموعد ) أمام الممثلة »أنوك إيميه« ، وفيلم ( أكثر من معجزة ) مع »صوفيا لورين« ، ثم فيلم ( ثمار التمر الهندي ) .
    وفي رده على من يتهمه بالفشل في إختياره للأدوار الجيدة لأفلامه ، يقول عمرالشريف: ... ماذا تنتظرون من ممثل مصري شاب لا يعرف شيئاً عن عالم السينما في هوليوود ، وعرضوا عليه دوراً رئيسياً في ( لورنس العرب ) مع عقد يحتكر نشاطه الفني لمدة سبع سنوات لحساب شركة كولومبيا .. لقد كان هذا العقد بمثابة عقد للعبودية ... . ويشرح عمر ظروف تلك السنوات السبع العصيبة ، حيث كان يتقاضى خمسة عشر ألف دولار فقط عن كل دور يقوم به . لذلك ما أن إنتهت مدة العقد ـ وكان عمره آنذاك 37 عاماً ـ حتى إنطلق باحثاً عن المال والمزيد من الشهرة ، وليقوم بأي دور لئلا يفوته القطار .


الحلقة الثالثة
الأفلاس والعودة الى السينما العربية

    قبل حوالي خمسة عشر عاماً ، أو بالأحرى عام 1979 ، قام عمر الشريف بدور قصير في فيلم ( أشانتي ) مع الممثل »مايكل كين« . هذا الفيلم ـ عموماً ـ يهاجم العرب وبترولهم ، ويصفهم بالجهل والتخلف . هذا إضافة الى أن الجزء الكبير منه صور في صحراء النقب بفلسطين المحتلة ، ومثل فيه بعض الممثلين الإسرائيليين . وعلى هذا الأساس وقعت المقاطعة العربية على عمر الشريف بتهمة تعاونه مع الصهاينة ، بعد أن شنت الصحافة العربية حملة شعواء على الفيلم ، وطالبت بمقاطعة عمر الشريف وجميع أعماله .
    أما عمر الشريف ، فيبرر إشتراكه في هذا الفيلم ، بقوله : ... عرض عليّ هذا الفيلم وفيه الدور الرئيسي الثاني ، والذي أداه الممثل الهندي فيما بعد ، على أساس إن الفيلم سيصور في المغرب .. وفي آخر لحظة قال المنتج إنه سيصور في إسرائيل . قلت له : أنا لن أذهب الى إسرائيل ، ليست لدي الرغبة في أن أصور في إسرائيل . قال : إنك مضطر لأنك وقَّعت العقد ، وأنا بعت الفيلم على إسمك . قلت : هذا لا يهمني ، لقد إتفقنا على المغرب ولن أذهب الى إسرائيل ، فإعطي الدور الى ممثل آخر ، ولكنه قال : عليك أن تقوم بدور صغير حتى أستطيع أن أضع إسمك على ملصقات الفيلم . فاقترح أن نصور في مدينة »بالرمو« في صقلية ، ودفع ـ بالضبط ـ مبلغ مائة ألف دولار مقابل التصوير لمدة أسبوع ، وكنت في ضائقة مادية حينها ... .
    هكذا تكلم عمر الشريف وبصراحة ، بل إنه عاتن على البلدان العربية التي لامته ، والتي عندما أرادت إستثمار أموالها في السينما العالمية ، بإنتاج فيلم ( الرسالة ) للمخرج مصطفى العقاد ، لم تفكر فيه تماماً ، وأستعانت بالممثل »أنتوني كوين« .. خصوصاً إن رأسمال الفيلم والمخرج والموضوع عربي ، وهو منذ سنوات يحمل إسم السينما والثقافة العربية في المحافل الدولية .. هذا مع العلم بأنه كان في حالة مادية سيئة ، ولم يعمل في أي فيلم خلال الأربع سنوات التي سبقت إنتاج الفيلم . ويواصل عمر الشريف حديثه ، فيقول : ... ثم أنني لم أذهب الى إسرائيل ، رفضت الذهاب .. فبماذا يتهمونني ؟ لأني صورت فيلماً لم أذهب من أجله الى إسرائيل ؟ لقد شرحت كل هذا لجامعة الدول العربية ، وعلى هذا الأساس رفع الحظر ، فماذا يريدون مني ؟ ... .
    في الحقيقة ، إن هذه المقاطعة العربية ، كانت ظالمة بالنسبة لعمر الشريف ، وهو الذي عانى الأمرِّين .. فبالإضافة الى الحرب العربية ضده على صفحات المجلات والصحف العربية ، كان هناك بالمقابل سطوة رأس المال الصهيوني على السينما الأمريكية .. فعندما بدأ عمر الشريف مشواره نحو العالمية ، وأصبح أحد خمسة كبار في السينما العالمية ، شنت عليه الصهيونية حملة شعواء مفادها إن عمر كان طياراً سابقاً أغار على إسرائيل وقتل بني إسرائيل .
    وبالرغم من كل هذه العقبات والمشاكل التي  صادفها عمر الشريف في مشوار حياته ، إلا أنه لم يتوقف وواصل مسيرته السينمائية وحياته الخاصة كذلك ، والتي إقتصرت ـ في أكثر الأحيان ـ على ممارسة هواياته وإهتماماته في لعب البريدج والسكربل وتربية الخيول ، وإستمر في تنقله من لندن الى باريس الى هوليوود وغيرها ، حتى إستقر به المقام في باريس في بداية الثمانينات . وأصبحت السينما بالنسبة إليه مجرد أكل عيش (كما يقول) . فقد كان لا يشارك في أي فيلم إلا إذا أحس بضائقة مالية . فهو يذكر ـ بصراحة ـ في إحدى مقابلاته الصحفية بأن عمله في السينما يرتبط بخسارته على موائد البريدج ، حيث يقول: ... عندما كنت أترك صالة ألعاب بعد أن أكون قد خسرت كل نقودي ، كنت أتصل بمتعهدي كي يجد لي دوراً ما في أي فيلم ... . ومعنى هذا بأن عمر الشريف قد إنغمس في مباريات البريدج والسهر ومراهنات سبق الخيل ، وإنشغل عن تقديم الفن الحقيقي والجاد ، ولهذا إنحسر نجمه لفترة طويلة ، غير إنه ـ في نفس الوقت ـ كان يعاني وحيداً ، ويشعر دائماً بأن عليه أن يجتاز مرحلة حساسة من مراحل التحدي الشخصي ، وضرورة إثبات الوجود .. ذلك لأنه يريد أن يبرهن لنفسه وللسينما العالمية التي خذلته ، أن بإمكانه النهوض من كبوته الفنية ، وإن النجاح بالنسبة إليه لم ينته مع فيلم ( الدكتور زيفاجو ) .
    في هذه الفترة بالذات ، أي في عام 1983 ، إختار عمر الشريف العودة الى القاهرة ، والى الفن المصري أيضاً ، وذلك ليقوم بدور المليونير المصري المشلول في فيلم ( أيوب ) التليفزيوني ، والذي إختار قصته هو بعد أن أعدها نجيب محفوظ ، ومن ثم أخرجها المصري الشاب هاني لاشين ، في أولى تجاربه الإخراجية الروائية . إذاً يعود عمر الشريف للتمثيل في مصر ، بعد كل هذه القطيعة ، منذ آخر أفلامه المصرية ( المماليك ) عام 1965 . علماً بأن الكثيرين قد إعتبروا هذه العودة بمثابة تأكيد للأفلاس الفني الذي يعيشه هذا الفنان العالمي ، ولكن عمر الشريف يرفض هذا الإتهام بشدة ويعتبره مجرد دعاية مغرضة .
    عموماً ، ليس هذا هو المهم ، المهم هو العودة بحد ذاتها ، والتي جاءت من خلال التليفزيون وليست من خلال السينما ، كما كان متوقعاً . يتحدث عمر الشريف في هذا الصدد ، فيقول : ... لقد فكرت في الأمر ووجدت بأن التليفزيون يحضى بأغلبية ساحقة ، فضلاً عن إنه يجمع العائلات في المنازل ، ويقدم ـ وقتها ـ مستوى أرقى من مستوى السينما . أما مسألة إسناد الإخراج لفنان مبتديء ، فقد إعتبرها البعض مغامرة محفوفة بالمخاطر . إلا أن عمر الشريف أعلن مستنكراً : ... إطلاقاً ، فلابد للشباب أن يأخذ فرصته ويثبت وجوده ، وهذه الفرصة من يعطيها له إلا نحن !! وهاني أخرج لي ثلاثة أفلام تسجيلية تتناول السياحة والآثار في مصر ، وهو شاب له فكر وأسلوب يميزانه عن غيره... .
    بعد فيلم ( أيوب ) ، تأتي المصادفة لتجعل من أحلام عمر في إثبات وجوده عالمياً ، واقعاً ملموساً ، وذلك عندما تلقى عرضاً مغرياً للقيام ببطولة المسرحية الإنجليزية (الأمير النائم) ، على مسرح »هاي ماركت« الذي يعد من أجمل مسارح العاصمة البريطانية . وقد قدمت هذه المسرحية من قبل ، حيث قام ببطولتها إمبراطور المسرح البريطاني الممثل الراحل »لورنس أوليفيه« ، وإستكمالاً لنجاح المسرحية ، تم إنتاجها في فيلم لعب فيه »أوليفيه« دور البطولة أمام فاتنة السينما »مارلين مونرو« .  
    لقد تردد عمر في البداية بقبول هذا الدور ، إلا أنه تراجع تحت إصرار المخرج ، ورصده لتجربة زميليه »يول براينر« في مسرحيته ( الملك وأنا ) ، و»أنتوني كوين« في تجربته المسرحية ( زوربا اليوناني ) .  عندها أدرك عمر بأن هذه الفرصة مثالية ، لكي يثبت للجمهور كفاءته كممثل من جهة ، ومن جهة أخرى ينقذ نفسه من الإنهيار ويتخطى مرحلة الضياع والوحدة .
    فنجح عمر الشريف ونجحت المسرحية ، فلا يكاد يمر يوم إلا ويكون الحديث عن الإثنين حافلاً بالإعجاب والتقدير من قبل المتفرجين ، كما إن الصحافة البريطانية والعالمية والعربية أيضاً ، قد أنصفت عمر في النجاح الذي حققه عبر هذه المسرحية ، فكتبت عنه الكثير وأضاءت له شموعاً جديدة في عالم الشهرة والنجومية . وعندما تحدث عمر عن هذا النجاح ، فقال : ... لم أقبل الدور سعياً وراء شهرة .. ما كنت أبحث عنه هو رضى النفس عن النفس ... .
    وقد إستمر عرض المسرحية أكثر من ستة أشهر ، كانت بمثابة عودة الروح لهذا الفنان ، بعد قيامه بالتمثيل في العديد من الأفلام غير الناجحة ، بإعتبارها جاءت عن غير إقتناع تام . يتحدث عمر عن هذه الأفلام ، فيقول : ... لقد أعطتني الأفلام السيئة حياة جيدة ، ولكن الأزمة التي قامت إنما كانت بيني وبين نفسي .. لقد كرهت نفسي بسبب تلك الأفلام ، لذلك إنطلقت وراء الليل وميادين السباق وطاولات البريدج ، على أمل أن يؤدي كل هذا الى يقظة الطموح في أعماق نفسي ، وعندما جاء عرض المسرحية قبلت به وأنا أدرك تماماً ما أنا مقبل عليه .. إنها مسرحية مرحة لا تحتاج الى الكثير من الذكاء أو التذاكي . لقد جعلتني هذه المسرحية أشعر بأنني قد إستعدت شبابي ، وقلبت موازيني ، فما عدت أحب لعب البريدج ولا التردد على ميادين السباق ... .
    بعد ذلك ، أي في النصف الثاني من عقد الثمانينات ، إشترك عمر الشريف في عدة أعمال فنية ، مثل قيامه بدور آخر قياصرة روسيا في الفيلم التليفزيوني ( ناتاشيا ) ، ثم قيامه بدور أحد الكهنة المقربين لأحد قياصرة روسيا في فيلم ( بطرس الأكبر ) الذي أنتجته محطة التليفزيون الأمريكي »إن.بي.سي« وتكلف إنتاجه ستة وثلاثين مليون دولار .
    وفي عام 1989 ، عاد عمر الشريف الى السينما المصرية ليقوم ببطولة فيلم ( الأراجوز ) ، الذي أثبت فيه بأنه مازال النجم »عمر الشريف« . فقد لاقى هذا الفيلم نجاحاً فنياً وجماهيرياً ، وإستقبلته المهرجانات بشكل يليق به ، حيث حصل على الجائزة الثالثة مع شهادة تقدير لعمر الشريف في مهرجان فالنسيا الدولي في أسبانيا .. كما حصل ـ قبل ذلك ـ على الجائزة الأولى مناصفة مع جائزة خاصة لعمر في مهرجان الإسكندرية السينمائي .
    الى هنا نكون قد وصلنا الى ما وصل إليه عمر الشريف في مشواره مع النجومية ، منذ ظهوره كفتى أول في السينما المصرية ، ثم إنطلاقته الى السينما العالمية ، حتى رجوعه ـ مرة أخرى ـ الى السينما المصرية .
03-16-2006, 02:45 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  موسيقا نسمعها غالباً بالدعايات فهل يعرفها أحد " مرفق مقطع فيديو " Free Man 2 2,245 11-17-2008, 12:32 AM
آخر رد: Free Man
  باقة فيروزيات على كيف كيفكم هدية ل "عمو" بني آدم :) (وعد الحر ديييييييين) Narina 5 2,406 07-23-2008, 12:47 PM
آخر رد: Narina
  قدود حلبية و موشحات (إهداء ل "يجعله عامر") Narina 12 6,008 07-17-2008, 02:18 PM
آخر رد: Narina
  دعوة لمشاهدة الفيلم الرائع " الأرض " بنى آدم 4 2,226 02-21-2008, 01:03 AM
آخر رد: bassant
  بطل "الامين والمأمون".. مقاوم يحمل البندقية وعاشق يحب اليهودية! تروتسكي 1 1,191 09-20-2007, 11:43 AM
آخر رد: تروتسكي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS