{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
تعويذة أخرى للعشق ( سرد نثري )
داليا غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 305
الانضمام: May 2005
مشاركة: #1
تعويذة أخرى للعشق ( سرد نثري )
ريح قديمة تلفح وجعي يا ريح رمّدّي الحزن في المرافىء القديمة . لم يبق في القلب سوى نور و بقايا احتراق في المدينة
خائفة أن أهذي بوجعي أكثر , أن أرقص رقصة الموت أكثر . لن أخسر نفسي فحداد الموت يحيق بي
ضراوة المنفى الوجودي تستعر أكثر فأكثر فينشب فيّ الليل أنيابه
ظلال مرمية على أهداب الذاكرة أخاف من نفسي , و من مصيري المحتوم ..هل أخطأت يا آلهتي . المي يحدّه الموت خارج خارطة اللون
الفناء هو حداد المواسم أم انبعاث جديد من فلسفة القدر . يا لون طالع وجهي أغلق حداد الذاكرة
أحاول أن أغيّب نفسي من حانة التكرار , أهداب الذاكرة مؤلمة تغرس أشواكها في فكري و في جسدي , أقتلع منها المنفى . هل هو قيدي الذي اخترته ؟ هل هو قدري الذي نصبته فخا لي ؟
هو قيد مؤلم و مرثية الأحلام طويلة و قاسية حدّ النحيب . عجاف سنين العشق الأولى , وجه لم تبارحه أضرحة الهوى .. لا متنفس حولي ..
فقط سحابة عويل أزلية , ألملم جرحي .. يا ريح حطمي قيودي .. اكسريها دعيني أحلق فلن أدفن نفسي مرّة أخرى سأدفنها حين أشاء و أواريها الثرى حين أشاء .. و أفرّ منها حين أريد
يا ريح حداد المواسم يبكيني فلا تعامليني بهذا الهلع و الخوف و هذا الشتاء المباح
ليس زمنا للحب هو زمن نسي أقنعته ومضى حملّنا على نعش الآمال الزائفة و ترك عربدتها تطيح بأبراج أحلامنا ...
أتدفق من ذاتي .. أتدفق منك ..أهذي بك و بليل يعود ليقبل جسدي التراب الرطب
ملائكة الرحيل تؤازر وجعي .. ألهث به خلف أسرجة المدينة المؤجلة . لا زيت يطعم فتيل غدي فقنديلي هوى على أزقة العري
أعيد اليوم ترتيلة أعرفها جيدا فقد نساها الزمان العتيق على صدري و مضى ...
لا تقتلوا النور الذي في داخلي .. المطر يهطل بغزارة و أنا أتماهى فيه أكثر و أتوحد فيه أكثر ليغسل زذاذ ضجري و يؤيني إليه من صخور نفسي المرتطمة بأمواج زبدك ...
أغرس أناملي في المدى ليورق صوتك و أتعب ... و أفنى على مهل و تعرش من ذاكرتي دالية للحلم
بتعاقب جسدي بك .. تتكاثر فيه الأحداث .. يباغتني الموت اليوم على مهل و كفني مؤجل .. لونه كزهر اللوز و تحيط به مسافة امتداد لتنفس آخر
ريح غريبة تزأر في الخارج فلا هدوء يوحي بصمت النفوس .. رمال الماضي المتحركة تبتلعني فأرتطم بصدى صوتي
أتعلق بقشة تتطاير في الهواء .. دعني أحمي وجعي بك ...هويت فوق ضريحك .. من أوابد النفس أنهض ..صنعت تمثالا صغيرا ليندد بذاكرتي قرب حافة النهر المتدفق ..بك
لم يرني أحد حينها ..جلست قربه أفكر ...و أتأمل بسكون مهيب ..هل تكبر ظلاله يوما لتلسع صقيع انفرادي , لتجمد شجني و تدعه يذوب بعد وريد الجفاف
هل سيطلع منه رغبات برية و ينبض منه نبع العشق العتيد .
هل سيورق بي ..؟
كم أشبهه أنا اليوم .. على حافة انهياري أرقص و هو من دوني يكبر في المدى الرحب
لا ظلال حول يالآن , أنفرد بتمثال ذاتي لكني أمسكت بحصى صغيرة و رجمته بها ...لن أغدو مثله أكثر سأجعله ينطق و يعربد في الفضاء المدقع
طفت حول حجر الروح مرات عدة ..و أدميت كاحل الريح و خلدت للذاكرة , أطفأت شموعها , لم تظلني عتمة واحدة ..كل ماحولي ينطق بالخراب حتى أنت كنت أجمل حكاية موشاة بالموت المؤجل
خرجت منك لا ناري تساعدني و لا فتيل المكان . ضوء ممزق يغفو على عتبات الشمس ..مددت إليه أناملي , استرقت النظر إليه هل يحق لي أن اعيش مثله في هذا السلام الشحيح
لم أحتفل بيوم ذاكرة محدد .. احتفلت فقط بقدرتي على العيش دونك . عبّدت أرصفة النفس و أنا أحاور روحي .. هل سأعشق من بعدك ؟
ما يهمني فقط أن أحيا من دونك , أن لا ينطق جسدي بك
رمزيتي في العشق تحتاج إلى معجم يفسّرها , و لكن قسريتك في الإيذاء النفسي تحتاج كل دناسة الكون لتحررها من عهرك
كفرت بك اليوم .. سأتقلد وجهي لأبث فيك سمومي فأنت قد انتحلت هويتي و روحي
لن اكتفي بك , مارد الحزن العتيد أنار ضوء عينيّ .. صقيع الطقس الانفرداي أعادني من هذياني ..إلى أشباح المارّة أمامي . تدّثرت جيدا بمعطفي و أغلقته بإحكام .. واجهات المحلات مكتظة بوجوه لم أعرفها يوما . لم يلفحني دفئها .. أتعثر فقط بظلالك و بترف الشوارع و بالبرد اللاذع
حفرت أخدودا في يدي من كثرة ما أحسست بثقل في صدري , أتمنى أن أهبه لمنفى ما ..لكن كل منافي العالم القسرية و الاختيارية لا تستطيع أن تجتثه من صدري
أشرعت نافذتي على عويل الريح و أخذي أمشي على مهل لأتجاوز سكون الألم
حداد المواسم أخذ يعلن رحيله . أسمع أجراس الكنائس تؤذن بالسفر . دخلت إلى كنيسة فارغة ..تذكرت وجه كاهني ..المضيء برضا نفسي غريب
جثوت أمام الصليب المعلق . و أشعلت شمعتين ..شمعة لقلبي كي أحيا ببطء و شمعة للأزل كي يبق يئن ببطء
أجهشت بالبكاء ..طوقت ذاتي ..تدثر ت بردائي أكثر , اعترفت أمامه في سكون جنائزي خطايا جسدي التي لم تلامس وجداني يوما
أعترف أمامه أني حطام امرأة ملّت الحب و أني أوصدت في قلبي أشباح أعوام خلت . اتكأت على حزني و نهضت ببطء و وجهي تقبله الدموع الغريبة
03-10-2006, 07:54 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فجيعة أخرى jafar_ali60 53 15,482 10-13-2011, 08:42 PM
آخر رد: هاله
  تعويذة ضد وجع الأسنان arfan 1 748 07-01-2006, 03:29 PM
آخر رد: arfan

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS