ضياع الأحلام بين سا و سوف ... بقلم : فيصل سبّوع مساهمات القراء


كلما اشتدت ركلات الفقر و الحاجة، كلما اغرورقت الدمعة في عيون الأطفال، كلما زارت الحيرة عقول الشرفاء، كلما تطاول العطش على زهور الياسمين، نعاتب و نلوم فيأتي الجواب سا و سوف ..



عندما يهجم المساء و تتسلل الظلمة نطلب الشموع نصلي للضياء يأتي من يقول سا و سوف..

عندما تعقد المؤتمرات و تشتعل الخطابات يأتي من يملئ الدنيا صراخ سا و سوف..

عندما يغضب مني المدعّم بالفساد يقول لي اصمت يا هذا و إلا سا و سوف..

و كأنه حرف مربوط بآخر الدنيا.. نسحب و لا ينتهي، كأنها كلمة تجر الجبال، محيطات و بحار و دواوين أشعار، طبخة صخور على موقد عتيق، كمن يحصي حبات الغبار كمن يطفئ نور النهار.

***

سوف تهطل الأمطار مدرارا، سوف تشبع الأنهار من ماء سلسبيل، سوف نحاصر الفجار في وادي سحيق، سوف تلغى المحسوبيات و يوْدع الانتهازيين الفاسدين في غياهب السجون، وعن المخلصين سنرفع الحصار، ستزدهر العقارات و سيتوفر الإسمنت بأرخص الأسعار و يفرش على الطرقات، و سيتكدس الحديد قضبان و صفائح و بكرات، و سنبني المصانع و الضواحي و ستزهر الكرامة و الأقاحي و سنبتر سرطان الفساد من الجذور، و سنوفر مليون فرصة عمل و نرشها على السادة و الجاريات، ستأتينا أفواج السياح تطلب السماح، و سيقف حشود المستثمرين يتمنون الصفح و الرجاء، و سنشتل الصحارى و الفيافي بالخضار، سيرقص الكادحين و سنلعن وجع السنين، وسنوزع عليكم أكياس من خيش الأمل سا و سوف......، على بطاقات التموين سنكتبها نشيد، وعلى اللوحات العالية سنطرزها، فقط اطلبوا من الله عمْراً و من سُنن الحياة شباباً دائماً لنعطيكم الدواء، حبوب و مراهم و حقن..... بعد الفطور عند الظهيرة قبل العشاء سا و سوف، لدينا منها الكثير الكثير كلما احتجتم سنعطيكم أكثر و الثواب على الله.

***

يا أهل الخير و العفاف هل شممتم رائحتها، يا أصحاب الاستراحات السياحية على الطرقات هل لمحتم جلبابها الطويل، يا أفراد المفارز و الدوريات....... يا شركاء المهربين و الماجدات، هل من شاهد سا...هل من رأى سوف...................

اصمتوا أو اخرسوا سيأتي عدو من خلف البحار و سيزرع الشقاء والدمار، إذا تكلمتم سيحشركم الله صاغرين مع الفجار، سيأتيكم الحل بعد عام و الشهر العربي بألف عام، السكوت عبادة و خير العبادات الصيام.

يا أعمار هدرت كأموال الشعب في المؤسسات، يا آمال صرفت بين الوعود و الترهات،

كرهت من الأحرف سا ومن الكلمات سوف، ستائر من حديد تحجب خلفها كل العهود و تكسر الورود، هل من قيدها هل من كبّلها في الصميم ليريح السمع من سرّها الدفين؟، هل لي من يقول صار وأضحى و أصبح و أمسى؟؟؟؟!!!!.