مع غروبِ طيف الضحكة
تطلعُ وشوشةُ الوحدةِ
من قعر البكاءْ ...
تجولُ في دروب الخاطرِ
بينَ أسلاكٍ مدمنةٍ
على ملامح عطرٍ
يسترسلُ دوماً بدمدمةٍ
تفوقُ نبضَ الغناءْ ...
تجعلُ المساحاتَ بيننا طويلة
الأقدامَ مشلولة
والكراسي يرفضُ همها
أن يحملَ أخيلةً
ولا بقايا أجسادٍ
مدفونةٍ في الوجعِ
بينَ أضرحةٍ كسولة
يراودها حلمٌ عنيد
يعاركُ صبا غفوتها
وينقذها من مخالبهِ
صوتُ رنينٍ قادمٍ
من مجرات الضياءْ ...
هاهو تغريدُ الصبحِ
يزحفُ ليضمني
يقتلُ غطرسةَ الليلِ
يعبرُ طقس الذبول
وبين جزر الحواس
يمدُ جسورَ الأملِ
يزودُ يومي بكأسٍ
من خمر الانتماءْ ...
هاهو جرسُ الوعدِ يقرع
ينقطُ قطراتَ دفءٍ
تذيبُ ما أسقطهُ
غيمُ الانتظارِ
فيسقطُ رأسُ الربيعِ
على مهد الشتاءْ ...
هاهو المدُ يعودُ
يسحبني لقوقعةِ ضعفي
ومن جديدٍ بمفردهِ
يعاودُ التأجيل
وأيدي البحر الممتدةُ نحوي
يقطعها صخرُ الهروبِ
وعن مطالبها تستقيل
لأبقى أنا سيدَ وحدتي
في زمن البعدِ والقربِ
الغير ملموس
أخرَ رجلٍ يتشبثُ بوعدٍ
من امرأةِ فصولٍ حمقاءْ ...
ويبقى هو مثلي
القابعُ في أوهامهِ
ينتظرُ وعداً ممزقاً
من جنيةِ النهارِ
عفريت المساءْ ...


اهداء إلى طارق القدّاح


:wr: