اللغة العربية في الانترنت تعاني كثيرا من نقص النصوص والمواد الفلسفية. ربما كان الخلل في القارئ العربي نفسه أو ربما كان السبب يكمن في ظروف تاريخية وحضارية معينة لكن في كل الأحوال فمهمة هذه الساحة لن تكون يسيرة بالمرة. ولا أبالغ إن قلت إن أمامها مهمة تاريخية تتمثل أساسا في تعريف القارئ العربي (سواء كان ذلك عن طريق النصوص أوالحوار المباشر بيننا هنا) بالفلسفة، التي طالما اعتبرت نوع من الترف الفكري الذي لا طائل منه ولا جدوى أو الذي اعتبر في عدة مراحل من تاريخنا العربي الإسلامي نوع من الزندقة والكفر. إذا ما تم إحراق كتب بن رشد يوما ما فلا أعتقد أنه بإمكان أي كان إحراق الانترنت :lol:، لذلك أعتقد أن الفلسفة على الانترنت ربما كانت أكبر مساهم في المستقبل في النهوض بالعقل العربي كما ساهمت من قبل في رقي وتطور العقل الغربي.
كما أن الفلسفة لا تحتاج لاختصاص ومفاهيم معقدة. الفيلسوف ليس من يعرف بقدر هو من يفكر. الفلسفة تحتاج لعقول حرة تفكر. أما التعرف على المفاهيم والمصطلحات والتعامل معها وبينها فيتم تدريجيا. إنها مسألة وقت يحتاجه العقل ليتعود على التفكير وفق منهج سليم. بعد ذلك، مثل العضلات التي يروضها صاحبها فتنمو وتصبح قادرة على تحمل أعباء أحمال ثقيلة، العقل أيضا يصبح بعد التمرين الفلسفي قادرا على تحمل أعباء الخوض في الفكر الإنساني الذي لا أجد من وصف أصفه به إلا "الجميل" (رغم أن الجمال صفة للمرئي من الأشياء)
أما علم النفس فذلك حقا علم يحتاج لمختصين ولنصوص مركزة. ربما لن نجد في علم النفس المتعة (بل قل اللذة) التي نجدها في الفلسفة:what: (إلا إذا كان بعض الزملاء يرون العكس) لكننا سنجد في علم النفس قرابة بالفلسفة والعلوم الطبيعية في آن واحد. وأرجو ألا يخلط الزملاء بين علم النفس والتحليل النفسي (فرويد) لأن علم النفس أشمل وأعم ويشمل حتى مجالات طبية أو شبه طبية في دراسة الدماغ.
هذه الساحة انطلقت يوم الاربعاء 25 يناير 2006. أتمنى أن يقدم كل منا بعد مدة (لنقل سنة مثلا) بتقييم ذاتي عن تأثير هذه الساحة عليه. أعتقد أن تأثيرها سيكون أرقى من تأثير ساحات أخرى :9: