منذ أيام قام النظام السوري بإطلاق سراح بعض رموز ربيع دمشق ممن أنهوا مدة حكمهم الجائر أو قاربوا على ذلك. قبل أن أسترسل في الموضوع لا بد من توضيح نقطة قد تغيب عن البعض حول كيفية نظرة النظام السوري للعلاقة مع شعبه. حقيقة الأمر أن النظام السوري هو الأكثر إدراكاً على الإطلاق للانفصال التام بينه وبين الشعب السوري، وبالتالي يتعامل معه وفق العلاقة التالية: كل تنازل من قبل النظام على صعيد الحريات السياسية والاقتصادية لا بد أن يدفع الشعب مقابله أضعافاً مضاعفة. هذه هي بالضبط السياسة الربوية للنظام السوري في تعامله مع شعبه.
مناسبة هذا التوضيح هو الثمن الذي طلبه بشار الأسد مقابل إطلاق سراح بعض السوريين من الأسر، والثمن هو بكل بساطة تحالف مع إيران الطامحة نووياً وتبرير هذا التحالف بأسلوب لم أرى أكثر منه استسخافاً بالشعب السوري: فسبب هذا التحالف هو أن بشار يرغب بعزل بلاده "السليمة" عن العالم الموبوء. هل هناك انفصال عن الواقع أكثر من ذلك؟؟؟؟؟
لن أزعم أنني الأعلم بخطر هذا التحالف على المصلحة السورية، ولكنني أتساءل هل تمت مناقشة الشعب السوري حول هذه الخطوة الخطيرة؟ هل تمت مصارحته أن الثمن قد يكون تدمير سوريا عسكرياً واقتصادياً؟ هل تم تقديم أي مبرر موضوعي لذلك؟ بكل تأكيد تبدو مثل هذه التساؤلات أبعد عن الواقع من وهم بشار الأسد أن العالم من حوله موبوء ونظامه المافيوي الغارق في الفساد هو السليم لأننا نعلم جميعاً أنه لم يكن للشعب أي دور في أي قرار سياسي في سوريا مسبقاً لنطالب نظاماً ديكتاتورياً بأن يقبل بذلك الآن وهو يشعر أنه قد حوصر في الزاوية...

الجميع هنا يحبون الشعب السوري بل يعشقونه ويموتون في دباديبه وعندما تفتش عن الكيفية التي يُظهرون بها محبتهم لا تجد سوى طريقة واحدة وهي "شتم النظام والطعن فيه" فهي الفائدة الوحيدة باعتقادهم التي يجنيها الشعب السوري منهم. نظام يعترف الجميع بأخطائه، ويعرف الجميع أنه في طور مخاض ... وهنا تصبح "قمة التفكير والتحليل السياسي" هي الطعن بهذا النظام.


الفائدة الجديدة هنا، والمحبة الزائدة للشعب السوري تكمن في فضيحة هائلة لا تحدث إلا في سوريا وهي أن النظام السوري لم يستشر شعبه في التحالف مع إيران. وعلى رأيك: لماذا لم يستشر بشار شعبه قبل أن يفرج عن السجناء؟ والله ما له حق ... ألا يستشير الرئيس الأميركي شعبه بكل شيء؟ والفرنسي كذلك، والبريطاني ... و ...
مثلاً يعني.


أحياناً، التفكير الزائد يتعب المفكرين، تماماً كاللبان القاسي. غيرواً لبانكم يا سادة، فالمضغ الطويل المستمر للبانة واحدة قاسية يتعب الفكّين.

:saint:

إيبلا:

لم أفهم هل أنت بالفعل تعترض على انتقاد ومهاجمة النظام السوري؟ الأهم لم أسمع تعليقك بخصوص التحالف مع إيران... هل برأيك سيعيد سوريا لفترة الثمانينات حينما أصبحت المناديل الورقية تهريب وجميع الحاجات الأساسية مفقودة ونادرة ومحصورة على الطبقة المافيوية الحاكمة؟ أم أنه هذه المرة سيؤدي لصدام عسكري؟ أم أنه على العكس من ذلك سيكون طوق النجاة برأيك؟؟؟

التحالف مع إيران هو قرار قد تكون له نتائج كارثية وقيام النظام به دون العودة لشعبه سيصب في إطار خطير جداً في تلك الحالة...

لا يا عزيزي، لا اعتراض لي على انتقادك لأي نظام ولا على الهجوم عليه! كنت فقط أجرب التفكير في مسألة الفرق بين الطعن بنظام وبين إفادة شعبه.
:kiss:

أما عن التحالف، فلي حوله "لنّات" كثيرة:
لن يعيد سوريا إلى الثمانينات.
لن يخرج سوريا من عزلتها.
لن يرضي بعض العرب، ولا إسرائيل.
لن يغير من موقف أميركا من سوريا.
لن يضعف موقف سوريا في مواجهة الضغط الدولي.
لن تكون له نتائج كارثية على النحو الذي تتوقعه.
لن يكون عائقاً أمام أي اتفاق آخر بين سوريا وبين الملائكة المخلصين.

أما بخصوص المحارم الورقية في الثمانينات، فلا أنصحك بالاستثمار في هذا المجال عام 2006 لأنها صارت بضاعة كاسدة و "على قفا مين يشيل". :saint:

(f)

يا أخي المفكر :
تحية طيبة

متى عاد النظام السوري إلى شعبه واستشاره أو ناقشه حتى تستغرب الآن عدم عودته إليه ومناقشته؟
هل استشار النظام السوري شعبه عندما رسم الحدود مع تركيا وتخلى عن لواء اسكندرون ؟
يعني باحسن الأحوال يقومون بإرسال القرارات إلى مجلس الشعب ليأخذوا موافقة بالإجماع !

بالنسبة للدمار الاقتصادي فأنا بحب أطمنك ... الاقتصاد مدمر وملعون أبو نفسه... اما الأمور العسكرية ... فهذا أمر لا أفهم فيه ... ولكن يمكنك أن تعرف مدى قدراتنا من طريقة ردنا على ضربة عين الصاحب، فقد رددنا باستنكار شديد اللجهة جدا جزيلا !

لذلك يا عزيزي لا تشغل بالك بالشعب السوري فهو آكلها من كل النواحي ... ومو فارقة معو، ومثلما قال جدي العزيز الكواكبي : "ما الفرق لأمة مأسورة من زيد أن ياسرها عبيد" !؟ وانطلاقا من هذه المقولة يمكنك أن تتأكد أن الشعب السوري لن يتحرك قيد انملة للدفاع عن بلاده حين تدق الساعة، مثلما حدث في العراق، وهو ما يعرفه النظام، لذلك تراه الآن يجري باحثا عن معاهدات وصفقات!


تحياتي
غلوووووووري

يمكن العيش من غير محارم ورقية
لكنه من الصعب العيش بدون كرامة
وهذا خيار الشعب وليس خيار القيادة إذا اعتبرتوني أنني مواطن سوري وليس احد عملاء النظام .

كان خطاب بشار مليء بالمبالغات والكلام البعيد عن الدقة

مثلا"قال ان ترسيم الحدود مع لبنان هو مخطط اسرائيلي؟
اذا الدول العربية رسمت حدودها مع بعض دون ادنى مشكلة مثلا"الحدود بين السعودية وقطر وبين السعودية واليمن التي تم انجازها بعد اشتراك اطراف اجنبية خبيرة بالموضوع ,,وترسيم حدود مصر مع السودان تم بدون ضجة ..والحدود بين الاردن وسوريا تم دون احراج...لكن لماذا الحدود مع لبنان حيث وجود عدة مشاكل خاصة مع المزارعين اللبنانيين الذين يحتجون على الوضع الظالم لماذا هذا يعتبر مؤامرة اسرائيلية؟


الشيء الثاني الغريب والمتطرف في المبالغة هو قول بشار ان مساحة الارض المتنازع عليها في شبعا لا تتجاوز مساحة هذه القاعة التي انتم فيها"؟؟؟؟...علما"ان مساحة مزارع شبعا المتنازع عليها هي ضخمة وواسعة تبلغ ملايين الامتار المربعة .فكيف يكون هكذا كلام عبثي وغير معقول ومستغرب ؟

اقتباس:  الصفراوي   كتب/كتبت  
يمكن  العيش  من  غير  محارم  ورقية  
لكنه  من الصعب العيش  بدون  كرامة  

لكن المشكلة والواقع ان الاثنين مفقودان فلا الحاجات الاساسية متوفرة ولا الكرامة موجودة لانها تم انتهاكها من قبل اجهزة النظام ورجاله منذ امد بعيد .
وسأقتبس الجملة التالية من موضوع موجود في المنتدى انصح الجميع بقرائته .

اقتباس:في أواخر الثمانينات، كانت سورية ترزح تحت نظام اقتصادي منهار والشعب برمته على حافة مجاعة. لم تكن حصة العائلة السورية من المؤن في الشهر تتجاوز علبتين من السردين، لتر من زيت المازولا، 2 كيلوغرام من السكر، 2 كيلوغرام من الأرز.
في ذلك الحين تم افتتاح الجناح السوري في معرض دمشق الدولي تحت شعار، ((سوريا سلة خبز العالم)) !!
لم تخرج شعاراتنا يوماً عن كونها قرقعة لسان!

هذ هو الموضوع ( نحن بخير .....ومازال لساننا يقرقع ! )

"وهذا خيار الشعب وليس خيار القيادة إذا اعتبرتوني أنني مواطن سوري وليس احد عملاء النظام ."


طالما يعتبرها البعض "قيادة" ويسبغ عليه قيما معنوية رفيعة ويعلم انها غير منتخبة ديمقراطيا انما بال 99.99 فكيف يمكن توصيف أحدهم بأنه ليس من "بتوع" النظام ولا نقل عملاء النظام.

بصراحة يعني وبدون اية مواقف مسبقة.

:?:

مؤسسات مالية عالمية كبرى تعلق التعامل مع إيران وسوريا


أعلنت مجموعة "كريدي سويس غروب" المصرفية أمس وقف التعاملات الجديدة مع ايران وسوريا، مشيرة إلى حيثيات خطيرة والى الوضع الجيوسياسي الراهن للبلدين، غداة قرار اتخذه المصرف الأكبر في سويسرا "يو بي أس - آي جي"، بوقف التعامل مع أفراد أو شركات أو مؤسسات حكومية في البلدين نظراً إلى الاخطار الناجمة عن ذلك.
وخلافاً لخطوة "يو بي أس"، لن تؤثر السياسة الجديدة لـ "كريدي سويس" على الأعمال الراهنة للزبائن من ايران وسوريا، كما اوضح الناطق باسمه غيورغ شوينتغيراث الذي صرح بأن المصرف لا يمكنه ان ينسحب من إيران بين عشية وضحاها نظراً الى ضخامة الالتزامات التي تعهدها حيال مؤسسات التصدير والاستيراد السويسرية المتعاملة مع إيران.

ونقل موقع "إيلاف" الألكتروني على شبكة الأنترنت عن مصادر مصرفية سويسرية في زوريخ أن هذا التعليق بات سارياً منذ مطلع السنة ولم يعلن، بيد أن دوافعه اقتصادية في الدرجة الأولى، وخصوصاً مع إيران. ورفضت المصادر ربط الإجراء بالملف النووي الإيراني أو بالأزمة المتصاعدة بين سوريا والغرب، غير أن مصادر ديبلوماسية أكدت أن المتعاملين السويسريين غير مرتاحين الى تطورات الملفين السوري والإيراني ويجب تلافي أي تداعيات مالية مع البلدين.

ونسب الموقع إلى مصدر سويسري مطلع أن خطوة الاتحاد السويسري مردّها الى تقويم محدد من داخل سوريا وإيران، وهي مبنية على حسابات تتعلق بمصالح الهيئات المالية السويسرية.

ولم تحدد المصادر قيمة التعاملات الفعلية التي ستتضرر من القرار، إنما هناك اجماع لدى الهيئات المصرفية في زوريخ على أن التعامل مع إيران تحديداً لم يعد مثمراً. ولفتت إلى ابداء طهران في نهاية الأسبوع رغبتها في نقل ودائعها من المصارف الأوروبية الى آسيا، لكن الكثير من الأوساط المالية في بروكسيل خفف وقع هذه الخطوة، باعتبارها مجرد فصل في المناورات الإيرانية الراهنة حيال الاتحاد الأوروبي.

ورفض اتحاد المصارف السويسرية حتى الآن كشف أي تفاصيل عن طبيعة تعليق التعامل مع سوريا.

وإذا تصاعد توجه المصارف السويسرية الى مقاطعة إيران وسوريا، فان الأمر سيحصل تدريجاً، أي باحترام العقود القائمة واستنفادها زمنياً، استناداً الى المحللين النقديين.

لكن توجه الجهات والدوائر النقدية السويسرية نحو تقليص المعاملات مع إيران وسوريا وتعليقها وربما قطعها، يعكس دخول الملفين الإيراني والسوري في دوامة ضغط فعلية، ويشير للمرة الأولى إلى أن الأسواق المالية قد تسبق أي خطوات سياسية ضد الدولتين.