أصول شرعية

تابعت منذ فترة وجيزة برنامج على قناة العربية يتحدث عن المخطتفين في العراق

في البرنامج وردت معلومة هامة عن اختطاف أشخاص وطلب فدية لإطلاق سراحهم
كما تحدث الشهود عن عمليات بيع كانت تتم بين مجموعات المختطفين للمخطوفين

السؤال الذي يخطر ببال الكثير من المؤمنين عن الإسناد الشرعي الذي يستند عليه هؤلاء المجاهدون في هكذا تصرف ولعل الغالبية الكبيرة من المشاهدين اعتبرت أن هذه العمليات خارج الأصول الشرعية أو أنها افتراء على الإسلام والممارسة الإسلامية
لكن هنالك سؤال يطرح نفسه .
كيف يدعي المجاهدون جهادهم في سبيل الله ومن جهة أخرى يبيعون ويشترون مخطوفين أو جثث مخطوفين أفي الأمر تناقض وخروج على الأصل الشرعي ....؟؟؟

هذا ما سأحاول تأمين إجابة عليه في مداخلتي اللاحقة

احمد ظهر قبل سنة كتاب على النت,اسمة هداية الحيارة في قتل الاسارى,يحوي فصل كامل جواز حرق الاسرى,قلع عيونهم ,تقطيع اطرافهم ,والحمار الذي يفتي ,يأتي بادلة من السنة والكتاب.

قتل السفير المصري في العراق ,ظهرت رسالة على الانترت لحمار حصاوي ثاني ,يقول نعم يوجد حديث للنبي محمد بن عبد الله ,لا تقتلو السفير ,ولكن الاخ قفز على النص ,واستشهد بالقران وقال ان السفير هذا مرتد وليس بكافر والكافر حكمة غير والمرتد يقتل مهما كانت درجتة.

خلاصة

قدرة على تحايل على النص موجودة ,لا تستغرب من اي فتوى تصدر ,لا ن ببساطة توجد نية من الاول في قلب من يفتي ,ان يحلل الشي الذي في ذهنة ,لو استدعى هذا الرقص على كل النصوص والحبال والنط مثل الجندب من حقل الى حقل.

براعة الاكروبات

محارب النور

(f)

محارب النور:

اقتباس:قدرة على تحايل على النص موجودة ,لا تستغرب من اي فتوى تصدر ,لا ن ببساطة توجد نية من الاول في قلب من يفتي ,ان يحلل الشي الذي في ذهنة ,لو استدعى هذا الرقص على كل النصوص والحبال والنط مثل الجندب من حقل الى حقل.

الحقيقة التي أود توضيحها هي أننا كمسلمين ( ملحدون أو مؤمنون ) ننطلق من قيمنا الخاصة التي نضفيها على ديننا الإسلامي أكثر من انطلاقنا من حقيقة النص الإسلامي

كما أن المسيرة التاريخية للإسلام خلقت إسلامات كثيرة هي لا تشبه كثيرا الإسلام الأول ( وهذاا كان عامل قوة للإسلام ساعد في انتشاره ) لكن الأصولية الإسلامية ( السنية والشيعية ) اليوم تتنكر لهذه الإسلامات وتجنح إلى نوع من التأصيل يعتمد العنف الفكري و عنف القوة
كسلاح للانعزال ولغاية الدفاع عن الشخصية الإسلامية التي شعروا أنها باتت مهددة في عصر العولمة والتواصل الإنساني والحضاري

بالعودة إلى الموضوع

لنصيغ السؤال بطريقة أخرى
هل يجوز شرعا الاختطاف ومن ثم بيع المختطف
ما رأي القرآن والسنة الشريفة في هذه المسألة ....؟؟

غنائم الحرب في الإسلام ثلاث

- غنائم
- أنفال
- ما أخذ بغير حرب

1- الغنائم وهي ما غنمه المقاتل بسيفه خلال المعركة التي يكون فيها تحارب متبادل
2- الأنفال هي الغنائم التي يتم الاستيلاء عليها من الهاربين من المعركة
3- وما أخذ بغير حرب أي عبر التهديد أو الضغط أو الخوف أو الصلح

والقاعدة الشرعية بداية أن الرسول ومع بدء غزواته شرع للمحارب ما سقط بسهمه من غنيمة
وخصه وحده ( أي المحارب بغنيمته ) ومن هذا الباب تأتي قصة الإختلاف على الغنائم وفي سياقها قصة جويرية بنت الحويرث التي سقطت بسهم محارب ورفض التنازل عنها للرسول بداية
غير أن هذه القاعدة تغيرت فيما بعد وصار واجبا على المغتنم دفع ما يساوي خمسها لله والرسول

أما في الأنفال فقد حصرت بالله والرسول جميعها ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْأَنْفَالِ قُلْ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ) الأنفال

و أما ما أخذ بغير حرب فهو كذلك لله والرسول ( وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (6) (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (7) الحشر

إن موضوع الغنائم يكتسي دورا هاما جدا بتاريخ الحروب الإسلامية وهو لا يقل أهمية من حيث الفاعلية عن مقصد الحرب الإسلامية في ردع أو غزو الأعداء

من ناحية عقائدية لم تكن الحروب الإسلامية بذات شروط معتبرة تفرضها الجيوش الإسلامية على المستهدفين فيما لو أسقطنا قضية الغنائم
فحروب الفتح الإسلامي استهدفت من ناحية عقائدية ما يسمى بإعلاء كلمة الله
و إعلاء كلمة الله كانت قضية غير قابلة للقياس إنما اعتمدت على جملة من الإجراءات اعتبرت القصد من هذا الإعلاء
من الإجراءات التي فرضت على المهزوم أو المستسلم الولاء لرأس السلطة ( النبي – الخليفة )

أما الغنائم فقد كانت المحور الرئيسي الذي ساهم في تشكل الجيوش الإسلامية وفي تجمع الثروة بيد السلطة
أما فيما يخص الجيوش فيجدر بالذكر القول أن الدولة الإسلامية لم تعتمد على جيش محترف إنما بقي التطوع هو المصدر الرئيس لقوام هذه الجيوش
ولعل القول أن معظم الغزوات_ غزوات الفتح _ اللاحقة كانت تتم بغير تخطيط مسبق إنما كانت تحظى بموافقة الخليفة بعد تنطح قبائل معينة لهذه العملية يدفعها دافع الغنائم قبل كل اعتبار
وهذا لم يكن بدعة جديدة بل إن جميع الغزوات التي حصلت في زمن الرسول كان قوامها متطوعين من المسلمين وغير المسلمين من أوس وخزرج ويهود وفيما بعد طلقاء مكة ( فتح الطائف ) وفي معظم هذه الغزوات كانت الغنائم دافعا رئيسيا للمقاتلين ولعل في بعضها وصلت قضية الغنائم إلى حد جلب الهزيمة ( أحد ) وفي بعضها كادت الحرب تنشب بين المنتصرين ( حرب الطائف )

هذه المقدمات التاريخية التي كونت الدولة المحاربة والمتعيشة على الحروب والجزية نفسها عملت فيما بعد على تشكل مراكز قوى وتشكل دول الإمارات سواء في الأندلس أو في الدولة العباسية أو فيما بعد في عصر المماليك

..... يتبع

أهمية الغنائم تتفوق على القيم

كان لقضية الغنائم أهمية كبرى حتى أن بعضا ممن أسر في معركة بدر كان مسلما وخرج مع المكيين للدفاع عن أرزاقه التي ورد خبر الاستيلاء عليها من قبل جيش المدينة
لكن هدف الحصول على الغنائم لم يوفر هؤلاء وقد تحدث القرآن عن ذلك وأحل لأتباعه أخذ الفدية عن هؤلاء المسلمون أيضا بما يعني أن الغنائم كانت فوق هدف العقيدة
زد على ذلك أن المنتصرين في المعركة لم يكونوا من المسلمين فقط إنما كانوا تحالفا يضم إلى المسلمين اليهود والأميين من أوس وخزرج
يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(70) الأنفال

هنالك مئات بل آلاف الشواهد في التاريخ الإسلامي التي تعبر عن هذه النتيجة لكنني سأتوقف عند حادثتين ملفتتين توضح هذه الحقيقة
هاتان الحادثان تكتسبان أهمية قوية لدور الرسول فيها أولا وما لأبطالها من أهمية
كما سأتطرق لقضية الأنفال وما جاء حولها في القرآن

حادثة أسر العباس بن عبد المطلب
إن للعباس ابن عبد المطلب من دور في الدفاع عن ابن أخيه ( محمد الرسول ) في مكة لا يقل عن دوره في عقد معاهدة مع أهل المدينة ( حلفاء الرسول فيما بعد ) يتعهد فيها أهل المدينة بإيواء الرسول لديهم و بحمايته ( بيعة العقبة )
كان العباس بين أسرى بدر وكان الرسول محبا لعمه ولكنه بالنتيجة لم يتنازل عن درهم واحد من فدية العباس
حيث يروي ابن كثير :
فأصر النبي على دفعه الفدية , فتقدم آسروه من الأنصار يجاملون النبي برغبتهم في تركه دون فداء , فكان رد النبي _ لا والله لا تذرون منه درهما واحدا -
حادثة أسر أبي العاص ابن الربيع
أبالعاص بن الربيع هو صهر النبي وزوج أبنته زينب كان بين أسرى بدر أيضا
وعندما أرسل المكيون الفداء إلى منتصري المدينة كان بين ما أرسلوه مالا و قلادة لزينب بنت الرسول أرسلتها فدية لزوجها أبي العاص
يقول ابن كثير أيضا :
عن عائشة قالت : لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم , بعثت زينب بنت رسول الله في فداء أبي العاص بمال وبعثت فيه بقلادة لها , كانت خديجة قد أدخلتها بها على أبي العاص حين بنا عليها , فلما رآها رسول الله _ ص_ رق لها رقة شديدة وقال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها , وتردوا عليها الذي لها
والواضح هنا أن كلام الرسول لم يكن أمرا ولا استنكارا بل كان طلبا متجاوزا على المبدأ الرئيس وهو حق الآسر في الغنيمة (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها , وتردوا عليها الذي لها)


نتابع مع قضية الأنفال ......

قضية الأنفال

الأنفال هي الغنائم من أسرى وغنائم عينية تقع في صفوف الجيش الهارب وكلمة أنفال هنا تعني الزيادات على الأساس

وقصة الانفال في القرآن مرتبطة بقصة حدثت بعد معركة بدر حيث استفرد ثلة من المدينيين بالهاربين من جموع مكة وأسروا بعضهم واستولوا على متاع بعضهم
ولما عاد المهاجمون إلى جمع الجيش احتكم بعض الذين لم يشاركوا في الهجوم طالبين تقاسم هذه الأنفال مع المهاجمون بصفتهم شركاء في المعركة

غير أن ما جاء في القرآن بهذا الخصوص يشذ على العرف في ذلك الزمان ويطرح أطروحة متطرفة تستهدف سفك الدم أولا
فهو في الآية الكريمة التالية والحديث اللاحق يدعوا إلى القتل دون التمييز بين محارب وحارب ومستسلم و أسير

مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(67) الأنفال
وقد روى المسعودي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (إني لم أبعث لأعذب بعذاب الله وإنما بعثت بضرب الرقاب وشد الوثاق).


أما في هذه الآية فهو يرد النصر إلى مجهودات الملائكة في تثبيت الذين آمنوا وليس للذين آمنوا فضلا في اغتنام الغنائم
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ(12) الأنفال

أما في الآية هذه فالنتيجة المنطقية لجهود الملائكة والتي تجعل من الأنفال وخمس الغنائم لله والرسول
يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْأَنْفَالِ قُلْ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(1)



.... يتبع

نعود الآن إلى قضية المختطفين


فالواضح أن المخطتفين يمكن إدراجهم في باب غنائم الحرب ويمكن اعتبارهم من الأنفال ولكن علينا الأخذ بعين الاعتبار الملاحظة التالية :
وهي أن أنصار الخلافة ومنذ عهد أبي بكر أسقطوا حق الرسول لسبب وفاته في كل ما له من حق على حين صار الإمام عند الشيعة وريثا للرسول
بكلام آخر فإن الخمس لدى أنصار الخلافة ومن ثم أهل الجماعة ولاحقا المذهب السني صار يساوي نصف الخمس
على حين بقي خمسا لدى الشيعة يدفع للإمام أو المرجع
أما الأنفال وما أوجفت عليه الخيل فصارت نصفين نصف للمحارب ونصف لبيت المال ونصف بيت المال هو حق الله على حين نصف المحارب هو نصف الرسول
وعند الشيعة بقي حق الله قائما وحق الرسول قائما من خلال المرجع أو الإمام

وموضوع الاختطاف ليس وليد الحالة العراقية أو اختراعا مسجل باسم الزرقاوي
بل إن الاختطاف ابتدأ باحتجاز الرهائن من عاملي السفارة الأمريكية في طهران و استمر نهجا لأكثر من عشرة سنوات في لبنان وكان حزب الله أكثر الأطراف اللبنانية والفلسطينية اختطافا وبيعا للمختطفين ولكن بإدارة عليا حيث إذ أن القضية هنا صنفت بالأنفال وعلى المفهوم الشيعي كانت حقا لله والرسول أي عودة ثمن المختطف إلى بيت المال وليس للمجاهد فيها غير ما يتقاضاه من أجر محدد
وفي غالب الأحيان كان حزب الله يبيع ويشتري بالمخطوفين أثمانا سياسية كان يتقاسمها مع الأخ الأوسط ( إمام المجاهدين )

... يتبع

هنا تبدو عمليات الاختطاف وبيع المختطفين على همجيتها وقسوة نتائجها عملية مسندة شرعيا وليست كما يريد بعض المتلاعبون بالنص القول أنها افتراء على الإسلام
فالغنائم كما أسلفت مفتاح الفتح الإسلامي على مر التاريخ الإسلامي ودافعه الأساسي
فتلك القبائل في شبه الجزيرة التي كانت تتعيش على غزو بعضها بعضا وجدت في ثلة من شباب مكة التي تمردت على عهد التجارة وجدت فيها قيادة قادرة على تأمين ظهرها في عمليات الغزو الجديدة التي طالت أطراف الدولة الناشئة لتعود بعد كل غزوة إلى مأمنها الذي تؤمنه السلطة القائمة آنذاك

فالغزو والغنائم كانا المبدأين القويين اللذان خط مسارهما الرسول محمد وقد بدأ بنفسه
بالفدية التي أخذها من حاميه وعمه
بالفدية التي قبلها من ابنته
بالثمن الذي دفعه لآسر امرأة رغب _ الرسول - في تزوجها

فعندما يبيع المجاهد العراقي أو المسلم رهينة أسرها " وفق مفهوم الحرب المنخرط فيها " فهو يتبع واضح النص القرآني وصحيح السنة النبوية
فالرسول أو من دفع ثمنا ليشتري به زوجة كان أسرها مقاتل هي جويرية بنت الحويرث

بقي أن نقبل بهذا النص وهذه السنة أو نكفر بهما ونكون من الكافرين

فيرد المؤمنون علينا بقولهم :
( يا أيها الكافرون لا نعبد ما تعبدون لكم دينكم و لنا دين )

" صدق الله العظيم "