لمحبّي الشعر (f)
لمريديه وقائليه ألف وردة حب

[CENTER]اخلعْ جلدك

يَسْكُنُنِي الدّرَبْ ُوأَجْلُدُهُ
تحتَ سطوعٍ يَجثو شلالَ وجودْ
تَتَقوَّسُ أشيائِي تَمتدُّ فَضَاءْ
تَتَصَالبُ أضوائِي تَنْعَطِفُ
ريحًا مَدًّا وجدارْ
يا هذا الواقِفَ في الْحَلْقِ تَحَرَّكْ
اِخْلَعْ جِلْدَكَ
وَتَسَمَّرْ مًوْجًا
ممتطيًا ظَهْرَ عُقَابْ
***
هل آكلُ رأسِي لأعيشَ أعيشْ
هل أنظرُ عيْنِي لأَرَى عُريـًا
يأتيني سرابًا ملعونًا
يلبسُنِي شَمْعًا
يصنعُنِي لعبةَ سيّافٍ مجدورْ
***
أدورُ في أزرارِ الدَّهْشَةِ
مثلَ غَرِيقْ
مرساةُ وجودِي أَفْقِدُها
في أعماقِ ليلٍ أبكمْ
يَتَحَدَّرُ منّي قَوْسُ الْحَيْرةِ
كالزئبقِ
أُفْلِتُ من ذاتِي
كي ألقانِيَ جسرَ عبورْ
يا ذاك الخارجَ مِنِّي
اخلَعْ جِلْدَكَ
أرنِي أنتَ !!
قد أعياني الوعـدُ
أحقًّا أنتَ الوعدُ ؟؟

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة

عنوان رائع، لكنني للأسف لم أفهم مغزى القصيدة تماما!!! :emb:

هل لك بشرح بسيط؟

أشكرك مقدما (f)

عزيزي سنديانة الشعر قصائدك كعادتها خصلات من نور ونسائم من عطر وأزهار من روضة الخيال :97:
لكن لي تعليق بسيط مع أني غير ضليع في امور النقد الشعري وفي شعر التفعلية على الأقل :

انت كتبت :

يَسْكُنُنِي الدّرَبْ ُوأَجْلُدُهُ
تحتَ سطوعٍ يَجثو شلالَ وجودْ
تَتَقوَّسُ أشيائِي تَمتدُّ فَضَاءْ
تَتَصَالبُ أشيائِي تَنْعَطِفُ
ريحًا مَدًّا وجدارْ
يا هذا الواقِفَ في الْحَلْقِ تَحَرَّكْ
اِخْلَعْ جِلْدَكَ
وَتَسَمَّرْ مًوْجًا
ممتطيًا ظَهْرَ عُقَابْ
***
هل آكلُ رأسِي لأعيشَ أعيشْ
هل أنظرُ عيْنِي لأَرَى عُريـًا
يأتيني سرابًا ملعونًا
يلبسُنِي شَمْعًا
يصنعُنِي لعبةَ سيّافٍ مجدورْ
***
أدورُ في أزرارِ الدَّهْشَةِ
مثلَ غَرِيقْ
مرساةُ وجودِي أَفْقِدُها
في أعماقِ ليلٍ أبكمْ
يَتَحَدَّرُ منّي قَوْسُ الْحَيْرةِ
كالزئبقِ
أُفْلِتُ من ذاتِي
كي ألقانِيَ جسرَ عبورْ
يا ذاك الخارجَ مِنِّي
اخلَعْ جِلْدَكَ
أرنِي أنتَ !!
قد أعياني الوعـدُ
أحقًّا أنتَ الوعدُ ؟؟

يتحدر مني قوس الحيرة
كالزئبقِ

تعليقي أولاً على تشكيل كلمة ( كا لزئبقِ )
لماذا هي متحركة ليست ساكنة
ربما خطأ مطبعي وربما لتظل القصيدة على بحر واحد لا ادري
فأنت ضليع بهذا الموضوع أكثر منا وستوضح لنا
وثانياً بموضوع التشكيل نفسه
قد أعياني الوعدُ
أحقاً أنت الوعدُ ؟؟
ربما تكون نفس الأسباب التي ذكرتها في السابق
لكنك أنت بدأت القصيدة :
يسكنني الدرب واجلده
تحت سطوع يجثو شلال وجودْ

وأنهيتها :

قد أعياني الوعدُ
أحقاً أنت الوعدُ ؟؟

وثالثاً خاتمة القصيدة ليست بزخم البداية
موسيقياً ومعنوياً

أرجو التوضيح من محمد الدرة لأني كما قلت لست ناقد في شعر التفعيلة وأظل جاهل به حتى أتعلمه

بكل الإحترام (f)

اقتباس:  كمبيوترجي   كتب/كتبت  
عنوان رائع، لكنني للأسف لم أفهم مغزى القصيدة تماما!!! :emb:

هل لك بشرح بسيط؟

أشكرك مقدما (f)

للغالي كمبيوترجي(f)

من ميزة الشعر الحديث أنه يقوم على وحدة القصيدة، وحدة الموضوع، وحدة الفكرة. مع كمٍّ من الصور والرؤى والرمز.. وكثيرا ما يكون الرمز طاغيا فيها ولكنها ليس مختفيا تماما إنما يطل من ثنايا الكلمات ومن بين أسداف الجمل ليكتمل المعنى أخيرا.
أما شرح القصيدة فيفقدها جمالها لهذا أترك استنباط المعنى للقارئ الذي لن يفقد الأمل بقراءة ثانية مع تركيز على الوضع العام في الحياة اليوم.

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة
وهنا كبقية القصائد من نوعها تقوم على هذا الأساس...

اخلعْ جلدك



عزيزي / كومبيوترجي
تحية وسلاما
أولا : من التقاليد النقدية المستقرة ألا يطالب الشاعر بتفسير عمله أو شرحه
ولكن علي الناقد أو المتلقي أن يحاول النفاذ إلي العمل الفني قدر طاقته وأن يحاول أن يتقاطع معه
ثانيا : لنلقي نظرة للقصيدة

القصيدة مكونة من ثلاثة مقاطع

المقطع الأول

يَسْكُنُنِي الدّرَبْ ُوأَجْلُدُهُ
تحتَ سطوعٍ يَجثو شلالَ وجودْ
تَتَقوَّسُ أشيائِي تَمتدُّ فَضَاءْ
تَتَصَالبُ أضوائِي تَنْعَطِفُ
ريحًا مَدًّا وجدارْ
يا هذا الواقِفَ في الْحَلْقِ تَحَرَّكْ
اِخْلَعْ جِلْدَكَ
وَتَسَمَّرْ مًوْجًا
ممتطيًا ظَهْرَ عُقَابْ

في هذا المقطع تبدو الفكرة الأساسية التي ينسج منها الشاعر القصيدة
يبدو لنا صراع حاد مع واقع لا ندري كنهه.. ربما كان الرغبة في الحرية والانطلاق من أسر القيود التي تكبله..
ربما كان محاولة الفرار من أسر الضرورة والانطلاق إلي فضاء الاختيار ربما كانت رغبة صوفية في التخلي وتجاوز العالم إلي شهود المطلق بكل جماله وبهاءه
لاندري علي وجه التحديد والشاعر حين يقدمه لنا
يكتفي بجملة صغيرة تلخصه ( يسكنني الدرب وأجلده ) هنا نري الاشتباك بين الشاعر وواقعه ..- فعل ورد فعل - هذا الصراع مع الواقع وبرغم عدم تحديده إلا أننا نستطيع أن نستشفه من بقية المقطع إذ نري الذات بمحاولتها هزيمة هذا الواقع من خلال رصيدها الداخلي في السطورالتالية تبين لنا هذه الصحوة العاتية التي تعصف بالنفس ومدي ما يحاول الواقع أن يهزمها به

أنظر لفعل يجثو ومدي ما يمثله من امتثال وخضوع في هذا السطر
تحتَ سطوعٍ يَجثو شلالَ وجودْ

ثم انظر إلي الصحوة في كلمة ( تتقوس ) كأنها الحيوان الذي يتقوس علي نفسه متأهبا للانقضاض
في هذا السطر
تَتَقوَّسُ أشيائِي تَمتدُّ فَضَاءْ

ثم انظر الأضواء التي لا تنساب بل تتصلب في قوة وتدور وتبغي الانطلاق ريحا ومدا وجدارا
تَتَصَالبُ أضوائِي تَنْعَطِفُ
ريحًا مَدًّا وجدارْ

حتي تصل إلي الذروة في نهاية المقطع

يا هذا الواقِفَ في الْحَلْقِ تَحَرَّكْ
اِخْلَعْ جِلْدَكَ
وَتَسَمَّرْ مًوْجًا
ممتطيًا ظَهْرَ عُقَابْ

تأمل نهاية المقطع سوف تري أنه توجد ذات أخري جديدة تتمرد علي نفسها وتحاول الذات القديمة الغارقة في الصراع أن تستنهضها بالنداء ( يا هذا ) وأساليب الأمر ( تحرك / اخلع / تسمر)
هنا المفارقة إذ أن هذا الفارس المبتغي للخلاص ليس من الخارج لينقذ الذات بل هو من الداخل ليس هو المهدي المنتظر ( الذي تنتظره الجماهير الغارقة في صمتها ) وإنما هو ثورة داخلية من داخل الجماهير ذاتها .. فعل داخلي وليس فعلا خارجيا منتظرا
أعيب علي الشاعر استعمال فعل ( تسمر ) وأفضل ( تحرك ) أو(انهض )
اخلع جلدك
وتحرك موجا
ممتطيا ظهر عقاب
ولكن ربما كان فعل تسمر فيه اللزوم والدوام علي حال الثورة
ثم انظر للصورة المركبة عندما يخلع جلده القديم سوف يكون عاريا كموج البحر ولا يكتفي بذلك بل يؤكد تطاول هذا الموج وتعاليه بفعل الثورة العارمة ( ممتطيا ظهر عقاب )


المقطع الثاني

هل آكلُ رأسِي لأعيشَ أعيشْ
هل أنظرُ عيْنِي لأَرَى عُريـًا
يأتيني سرابًا ملعونًا
يلبسُنِي شَمْعًا
يصنعُنِي لعبةَ سيّافٍ مجدورْ


هنا تتعمق الفكرة أكثر ويحاول الشاعر تطويرها
لنبدأ بفهم أول أن هذا رد الذات التي حاول الشاعر استنهاضها في المقطع السابق
إنها ليست الفارس المنتظر إنها ذات مثل الأولي لها مخاوفها من عدم القدرة علي حسم الصراع والفكاك من أسر هذا الواقع المرير ولكننا نلاحظ أيضا أنه من الممكن أن يكون الشاعر في هذا المقطع يحاول أن يبين لنا أنه لا يريد لهذه الذات الجديدة أن تبرزلا لشئ إلا أنها عندما تنهض سوف ترتدي ثيابه القديمة وسوف تري نفس الرؤية القديمة
سوف تتلبس الذات القديمة وربما كان الشاعر مازال مستمرا في تصوير ما يلقاه في واقعه


وهو ما سوف يدق علي أوتاره في المقطع الأخير

أدورُ في أزرارِ الدَّهْشَةِ
مثلَ غَرِيقْ
مرساةُ وجودِي أَفْقِدُها
في أعماقِ ليلٍ أبكمْ
يَتَحَدَّرُ منّي قَوْسُ الْحَيْرةِ
كالزئبقِ
أُفْلِتُ من ذاتِي
كي ألقانِيَ جسرَ عبورْ

الحيرة هل هي حيرة انتظار بزوغ هذه الذات الجديدة أم حيرة الانقسام
وفي النهاية لا يملك إلا أن يقول

يا ذاك الخارجَ مِنِّي
اخلَعْ جِلْدَكَ
أرنِي أنتَ !!
قد أعياني الوعـدُ
أحقًّا أنتَ الوعدُ ؟؟

انظر إلي نداءه لتلك الذات الجديدة القادمة منه ومطالبته لها بخلع الجلد والظهور علانية
أنظر إلي
( أرني أنت )
إن أنت هنا توضح الانقسام بأجلي معانيه وترشح أيضا لأن تكون هذه الأنت هو أنت وأنا والجميع
هؤلاء الذين يمكن أن يكونوا العالم الجديد
أنظر إلي حيرته وعذاباته في الخاتمة
قد أعياني الوعد
أحقا أنت الوعد ؟؟

خاتمة في الذروة – خلافا لفهم الزميل محمد القداح – الوعد التحرر من هذه الذات الغارقة
في ركام الصراع
ولكن هل هي الوعد حقا أم أنه واهم ولن تبرز هذه الذات وسيظل السؤال دائرا إلي مالا نهاية


والآن .. رغم أن الشعر الذي نقرأه الآن قد تجاوز ذلك إلي آفاق أبعد في علاقة الذات مع واقعها ومدي التركيب الذي أصاب القصيدة جراء العلاقات المعقدة بين الذات والآخر والواقع
إلا أنه يبقي لهذه القصيدة جمالها لبساطتها وجمال تصويرها

أرجو أن تعيد قراءة القصيدة وتتذوقها وربما تخرج بنتائج أكثر


كوكو

بعد التحية(f)
يسعدني سعادة كبرى أن ألتقي بذوّاقة الشعر، الذي أتحفني وأبهجني بما كتب وحلل ورأى فيما كتب في هذه الصفحات.
زميل كوك أنت مرحّب بك كل الترحيب على صفحات هذه الساحة كيما يتاح للكاتبين والناشرين فيها قلم ذكي يدخل تضاعيف كتاباتهم، ويشير إلى جمالات أو هفوات ما يكتب ويكتبون.
لك من جزيل الاحترام وشكرا لإطلالتك التي أحترم، ورأيك الذي أقدر، وتحليلك الذي أشيد به.

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة