أسلحة الازدهار الشامل

سمعنا الكثير حتى أتخمت آذاننا من أصوات الحرب و الدمار، و رأينا العالم كله يتسابق للحصول على أسلحة الدمار، وليس أي دمار إنما الدمار الشامل. لكن ألا توجد أسلحة ازدهار عوض عن أسلحة الدمار تلك ؟ الحقيقة هي أن أسلحة الازدهار موجودة و هي أرخص بكثير من أسلحة الدمار ، هي أكثر فاعلية و أكثر استمرارية في تأثيرها ، هي على ذلك مكوناتها قليلة لكن جمعها معا هو الأهم و الاصعب . هذه المكونات : الايمان و الصبر و المعرفة العلمية.
إن هذه التركيبة شفاؤها ناجع و أكيد و تحقق لنا الازدهار و التقدم ، و لكن لا نحصل عليها بيسر انما تحتاج إلى لوقت و جهد و صبر . أما ايماننا يأمرنا بعمل الخير لانفسنا و لغيرنا و يوجهنا لخير مجالات المعرفة ، كما و يامرنا بإتقان عملنا و التحلي بالاخلاق التي أصبحت الآن أمور هامشية في جميع الاوساط العلمية. أما العنصر الثالث فله من الاهمية حصة كبيرة و لكن لا يكون له قيمة دون العنصرين السابقين و ذلك حتى يكون ما نتعلمه بالنهاية يصب في مجال النمو و الازدهار الفردي و الجماعي. و كل من مثلي الآن كطالب في الجامعة في تخصص معين مسؤول عن اتقان دوره في الجامعة كحاصد ماهر و جامع معلومات كبير، و عملية اكتساب المعرفة ليست سهلة و بنفس الوقت هي ليست معقدة و مستحيلة، انما تحتاج إلى التنظيم و التحكم الذاتي .
إن من أهم عناصر المعرفة هي القراءة و لا نحصر القراءة في مجال تخصصنا فقط ، لأن العلوم مترابطة متداخلة ، فننتقي من الكتب ما يكمل معرفتنا في موضوع معين فتصبح رؤيتنا للموضوع أعمق. هذا يحثنا على أن نخصص في كل يوم وقتا نقرأ فيه عدى عن المذاكرة و لو حتى القليل فالأهم أن نستوعب ما نقرأه.
الانسان خلق و تميز بنعمة العقل عن سائر المخلوقات ، و الفكر أثمن ما يملكه الانسان ، فحري بنا أن ننمي هذا العقل و نطور قدراته و ما يحتويه من معلومات، ليرتقي كل فرد في مجتمعنا فترتقي كل الامة و تزدهر. نحن لا نريد أن يكون مجدنا كمجد التاجر في كيسه و لكن نريد مجد التاجر العالم في كيسه و كراريسه معا، و عندما تصبح المكتبة في كل بيت ضرورة كالطاولة و السرير ، يمكننا القول بأننا متحضرين نملك أسلحة الازدهار الشامل، فلنتسلح بالإيمان و العلم فالمعركة معركة عقل و إيمان.

و كما قال معروف الرصافي :
و قتلته بالقول لا بمُهَنـّدِيّ و الحرب أحرى أن تكون مَقالا ً