اقتباس: العلماني كتب/كتبت
....
منذ أيام، بطبيعة الحال، والصحافة السورية "مشغولة" "بعبد الحليم خدام" "وخيانته" (على حد تعبيرها)، ولكنها لم تنشغل لحظة بالتحقق من مقولات "عبدالحليم خدام"، ولم تكتب سطراً واحداً عن الكثير من "الفساد" الذي يعرفه كل سوري في الخارج والداخل. فلا يهم الصحافة في النظام الديكتاتوري إن كان "خدام" صادقاً أم كاذباً، إذ أن كل همها منصب على "تخوين" "خدام"، بغض النظر عن الأمور التي تحدث عنها...
الزميل العلماني
رغم انني اعترف ان اداء الصحف السورية و الاعلام السوري غير مشرف بشكل عام , و لكن ما كتبته انت اعلاه يحوي شيئا من التجني على البعض, و ان كنت اظن السبب هو انك لم تقرأ جيدا ما كتب او بعض ما كتب.
على اية حال فانا قد قرأت بعض المقالات في الايام السابقة ليس كلها مجرد تخوين لخدام, و لكن للاسف لم تفدني خاصية البحث في موقع تشرين في ايجاد بعض تلك المقالات التي وجدتها موضوعية الى حد لا باس به و ليست مجرد شتائم و تخوين ...
و لكن على كل حال فثمة مقالة في موقع الثورة قد يفي بدحض بعض ما تقوله عن الصحافة السورية, و ان كنت اعترف ثانية ان اداءها ليس مما يرفع الرأس بشكل عام...
المقالة :
_______________________________________________________
خدام.. من تخدم?!
الصفحة الاولى
الأثنين 2/1/2006م
بقلم رئيس التحرير عبد الفتاح العوض
لنبدأ من الأسئلة فهي بوابات الحقائق:
لمن يقدم السيد عبد الحليم خدام خدمة في تصريحاته هذه?!
الإجابة ليست صعبة. فالشارع السوري يعرف جيداً أن مثل هذه التصريحات لم تقدم خدمة لأحد سوى لأولئك الذين لا يريدون الخير.. إن لم نقل يريدون كل الشر لسورية.
هنا.. السيد خدام (يخدم) في تصريحاته كل الذين يريدون أن يستمر الضغط على سورية, وأقول (كل) بدءاً من أشخاص يدفعون إلى دول تريد منه أن يقدم (دوراً) في مسلسل الضغط المستمر على سورية.
والسؤال الثاني:
هل يحق لمثل السيد خدام أن يتحدث عن الأخطاء?!
فالرجل لم يكن موظفاً في ديوان شركة الخضار بدءاً من بدايات حياته السياسية إلى تلك اللحظة التي أصبح (ينظّر) على فقراء سورية من باريس.
فالاعتراف بالأخطاء بلبنان.. هو اعتراف بأخطائه,وإن ما يجري الآن هو تبعات تصحيح لتلك الأخطاء.. ويأتي صوته الآن متناغماً مع أصوات الذين تضرروا من تصحيح هذه الأخطاء.
السؤال الثالث:
لماذا إلى الآن?!
ولا أقول لماذا الآن.. بل لماذا إلى الآن? فإذا كان السيد خدام (ذو الضمير الحي) لديه (الأسرار) فلماذا ينتظر إلى الآن وبعد أكثر من عشرة أشهر على اغتيال الحريري حتى (يبق البحصة) هذا إن لم نقل منذ .1998
على الأقل كان يستطيع أن يقدم (شهادته) مثل الآخرين.. أم أن دوره حان الآن والمسألة تتعلق (بالريموت كونترول ) الذي يحرك الآخرين في الوقت المناسب.. وليس أكثر من الآن وقتاً مناسباً في اللحظة التي بدأت الضغوط على سورية تعلن بداية إفلاسها.
والسؤال الرابع?
لماذا يريدون أن يقدموا الحريري بصورة الرجل الذي يقبل الإهانة?!
أكثر ما يسيء للحريري هذه الصورة التي يجتهد المقربون إليه بتقديمها للناس على أنه رجل يهان حتى يسيل الدم من أنفه.. ومع ذلك (يسكت) فكيف يقبل رجل بمستوى الحريري لديه مالديه من الأموال والعلاقات والعواصم ما يسمح له بعدم قبول الإهانة والتهديد بالمسدس أو بالعصا أو حتى بالكلمة.
فلماذا هذا الإصرار على تقديم المرحوم الحريري بصورة من لا يستطيع ردّ الإهانة إلاّ بالشكوى لموظفيه!!
السؤال الخامس?
هل بعد تبييض الأموال.. ثمة محاولة لتبييض الماضي?!
الشعب السوري أذكى من أن يصدق رجلاً عاش في السلطة أكثر من 35 سنة ثم عندما (يفطم) عنها يخرج لينتقدها.
وإذا كانت القصة محاولة للقفز من قارب إلى آخر.. فإن الواضح أن هذه المحاولة لن تكون نتيجتها إلاّ الغرق في وحل الخيبة التي اختارها كنهاية سيئة لم يكن أحد يريدها له.
[SIZE=4]
أخيراَ:
من أصعب الأحكام التي يمكن أن يطلقها الإنسان على الآخر هي (الخيانة) لكن من يجد لي كلمة أخرى تعبر عما قام به السيد عبد الحليم خدام الآن غير الخيانة!!
إلا أن الشيء الذي من حق الناس أن يسألوه.. لماذا تم السكوت عن تصرفات خدام خلال الفترة السابقة.. وكيف لنا أن نضمن ألا يخرج غداً من بين ظهرانينا خدام آخر.
بمنتهى الصراحة.. هذا درس يجب أن نستفيد منه بأن يكون النقد أيضاً من نصيب كبار المسؤولين وأن يخضعوا دوماً للمراقبة والمحاسبة فهذا وحده الكفيل بأن يجنبنا (خداماً) آخر!!
____________________________________________________________
اضغط هنا ان احببت