المصدر: نساء سورية
أطلق مجموعة من الكتاب والمثقفين السوريين والعرب منبراً ثقافياً على الانترنت تحت عنـوان " جدار" ليكون أول منبر ثقافي سوري يتم تحريره من كتاب سوريين أو عرب مقيمين في سوريا، وقد جاء العدد صفر أو البث التجريبي كاقتراح بديل للتسمية كونه منبراً رقمياً شاملا على الكثير من الموضوعات والقضايا والابداعات، وقد بدا المنبر مقسما الى ابواب وزوايا جامعا بين خصائص الجريدة الورقية والموقع الالكتروني فقد أحتوى المنبر على زوايا بتسميات مختلفة (مسمار اليوم: ليعبر عن رأي جدار، كلام مقاهي، قول على قول، عـ الهامش، فايت بالحيط) إضافة الى اقسام للحوار تحت عنوان لقاء جدار وقسم التحقيقات الذي جاء بعنوان صفيح ساخن وقد تم تخصيص قسم للنقل من الصحف الورقية تحت إسم جدار الصحف إضافة لاحتواء منبر جدار على مكتبة لتحميل الكتب مجانا وغاليري للفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي.
وقد تصدر الواجهة الجزء الاول من مقابلة مع استاذ اللسانيات السوري منذر عياشي تحدث فيها عن هموم الترجمة وعم فعلته الانظمة المستبدة بواقعنا الثقافي والحضاري، وفي معرض رده على سؤال حول سبب تضاؤل الاهتمام في علوم اللسان في المشرق العربي، وتقدمه في مغربه قال "إن للاستعمار فضل الدفع نحو التقدم " متحدثاً عن استفادة المغرب العربي من احتكاكه بالغرب ابان الفترة الاستعمارية وكذلك الاستفادة من قربه الجغرافي منه. وقد أجرى الحوار معه الشاعر السوري خلف علي الخلف محرر جدار والمشرف العام عليه.
وكتب رأي جدار الشاعر السوري علي سفر عن العلاقة اللبنانية السورية كما يراها من زاوية الثقافة، وقد كتبت الصحفية السورية سعاد جروس زاوية عـ الهامش عن سيرة جدار، أما زاوية قول على قول فقد كتبها الشاعر الاردني موسى حوامدة متحدثا عن الكتاب الاحياء الذين يصدرون أعمالهم الكاملة، وفي كلام مقاهي كتب ماجد المذحجي الكاتب اليمني المقيم في سوريا عن مقاهي دمشق ومطاعمها وحاناتها
وقد احتوى المنبر على العديد من المقالات والكتابات الابداعية ففي قسم جدار الماء المخصص للشعر نشرت نصوص لكل من الشاعر العراقي عدنان الصايغ بعنوان غربة (2)، قصائد حب للشاعر السوري حسين حبش المقيم في المانيا، على أهبة جدار للشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة، الاشياء طويلة ومائلة للشاعر السوري حازم العظمة. في جدار الراوي المخصص للقصة والسرد نشرت قصص ونصوص لـ أحمد هلال كاتب القصة السوري بعنوان بصدد المرياع وناطور الذرة، وقصة للصحفي والكاتب السوري محمد خالد القطمة تحت عنوان رمل، ونص سردي للشاعر السوري حسين عجيب بعنوان موقف الخسارة، ونص سردي للكاتب السعودي محمد بن عقيل بعنوان داغستان بلدي. وفي قسم جدار الآخر المخصص للترجمة نشرت قصيدة " أنت " للشاعرة باميلز ماي صانديرز ترجمة المترجمة السورية ثورة الرزوق، وكذلك اجزاء من كتاب " حلقة الكذابين " الحكايا الفلسفية في الشرق القديم اعداد واختيار: جان كلود كاريير وترجمة الاعلامية والمترجمة السورية زويا بوستان وقصة راديو بالمجان لسلمان رشدي ترجمها الكاتب السوري صالح الرزوق. في قسم جدار الوراقين المخصص لمراجعة وعرض الكتب،نشرت مراجعة لرواية ماركيز " ذاكرة غانياتي الحزينات كتبتها القاصة السورية سوزان خواتمي المقيمة في الكويت.أما في قسم جدار النار المخصص للمقالات كتبت جاكلين سلام الشاعرة السورية المقيمة في كندا عن نسبة التزوير الثقافي، والروائي والشاعر السوري خليل صويلح كتب مقالا بعنوان " انتبه وطن مفخخ " كما كتب الشاعر السوري إبراهيم قعدوني مقالا تحت عنوان " جنائية دوت كوم " أما في قسم جدار الصحف المخصص للنقل من الصحف العربية فقد نشر مقالا عن السفير اللبنانية للكاتب السوري ياسين الحاج صالح كتب فيه عن ملامح التربية الشمولية
وقد جاء تحت عنوان من نحن تعريف وتحديد لهوية جدار والقائمين عليه فقد ذكروا أن" الكتابة في تجليها شكل من الجنون.. جنون الخلق.. جنون الإبداع.. جنون الفكرة.. جنون أن تكون شجاعاً.. وجنون الولوج إلى الذات..(...) بهذا المعنى يمكنكم أن تتركوا فوق جــــدار فوضاكم.. ذكرياتكم.. أفكاركم.. قضايا ترون أنها قد تهم الآخرين..
افعلوا ما تشاؤون دون وصاية.. اكتبوا حروفكم.. تحدثوا عن أفلامكم.. لونوا لوحاتكم.. سلطوا الضوء على مسرحكم.. قولوا كلمتكم، سنصغي، ولا نملك من سلطة سوى أن نجيز ما نعتقد أنه يثري قراءتنا، ويحتمله جــــــدار الذي هو صيغة بين الجريدة بشكلها الورقي والموقع وارتأينا أن نطلق عليه: منبر رقمي "
وقد تكونت الهيئة التحريرة لـ جدار من كل من خلف علي الخلف كمحرر رئيسي ومشرف على المنبر وأحمد برهو، ثورة الرزوق، جاكلين سلام، سوزان خواتمي، علي سفر، ماجد المذحجي كأسرة تحرير ووسيم حسن كمشرف تقني.
وقد ذكر مشرف جدار لـ نساء سوريا "إننا كمنبر ثقافي فكري بشكلٍ أساسي ستكون منطقة إشتغالنا بعيدة عن السياسة بمعناها اليومي وإن كان لا يمكن فصل الثقافي عن السياسي فصلاً حدياً، فإن اشتغالنا سيكون على الجانب الفكري للسياسة وليس اليومي. بمعنى أنه لن يكون لنا أي اهتمام في متابعة الحدث السياسي اليومي الذي يحظى بتغطية جيدة في مواقع إخبارية وسياسية سورية استطاعت ان تكون مصدراً للخبر الخاص بسوريا، وكذلك مكاناً للنشر في ما يخص الأراء والمقالات التي تعنى بالسياسة. ولم تحظ الثقافة إلا باهتمام جانبي وغير رئيسي في المواقع السورية التي انتشرت على الشبكة ونعتقد أن جدار سيكون عليه أن يغطي هذه المنطقة.
ودون أية ادعاءات كبيرة فكل ما نأمله أن يكون " جدار" مقروءاً لانه يغطي منطقة في العمل الثقافي السوري بشكل خاص لا زالت فقيرة أو تعاني من فراغ شبه كامل ونعني هنا الفضاء الرقمي وكل ما نعد به هو أن نكتب وأن ننشر ما نراه يثري القارئ وأن نرمي حجراً في المياه الساكنة ونقدم موادا إبداعية مميزة ونساهم ولو بجزء ضئيل في الحراك الثقافي" أما عن تصوره لمدى أهمية جدار كمنبر رقمي في ظل تفشي الامية الرقمية في سوريا بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام فقد قال " ليس أمامنا إلا أن نخطو باتجاه المستقبل كما أننا نعول على أن متابعي الشأن الثقافي هم الاقل أمية في مجال التعامل مع شبكة الانترنت ككتاب بشكل رئيس وكقراء " وعن عدم جاهزية المنبر بشكل نهائي قال "لا زال هناك بعض النواقص الفنية ارتأينا أن نستكملها خلال العمل".
عنوان "جدار" على الانترنت:
http://www.jidar.net