{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
بحث في القواعد والأصول المرعية في فتح المندل
coco غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #1
بحث في القواعد والأصول المرعية في فتح المندل
بحث في القواعد والأصول المرعية في فتح المندل

أولا : قيل أن قمصان النوم الحمراء التي تمتلكها البنت شامية قد اختفت ــ وسوف ننعتها بالبنت لا لسبب إلا لأنها صغيرة في كل شئ ــ و كان قد قيل أن البنت شامية قد عادت بها من بلاد البترول التي تزوجت فيها لمدة ثلاثة شهور فقط وقيل أيضا أن تلك القمصان الحمراء أعجوبة الأعاجيب ذلك أنها عشرون قميصا لا يتفق لون واحد منها مع الأخر تبدأ باللون الأحمر القاني وتنتهي باللون الوردي الفاتح .. وقيل أن ملكية البنت شامية لهذه القمصان مؤكدة ذلك أن نسوان الحارة رأين هذه القمصان عندما زرنها للسؤال عنها عند عودتها من بلاد البترول. أما ما تلي ذلك من لغط حول اقتراح بعض الأسماء ليكونوا هم اللصوص جعل الحارة تنقلب رأسا علي عقب .. وعندما انتهت الحارة إلى ترشيح عتريس ليكون هو اللص أحست أم شامية أن الحارة تنتقم منها فقد كانت تؤكد للجميع أن البنت عادت عذراء من بلاد البترول كما كانت بينما هم يشكون أنها سافرت أصلا عذراء ويؤكدون أن تزويجها من هذا الشيخ الطاعن في السن كان حيلة من أم شامية لتجنب الفضيحة والعار بين أهل حارتها .

ثانيا : إن اتهام أي رجل بهذه الخطيئة .. خطيئة سرقة قمصان النوم الحمراء.. شئ مثير.. إذ أن أم شامية تؤكد أن الحقيبة التي تحوي هذه القمصان كانت تحت سرير البنت شامية .. واللون الأحمر كما يهوي من الرجال الناضجين يهوي من المراهقين والشيوخ .. فالخطير أن يتسلل الرجل أو المراهق أو الشيخ إلي هذا الركن الركين – سرير البنت شامية – ويفتح الحقيبة المغلقة بقفل ويفرز القمصان الحمراء جانبا ليسرقها ويترك باقي الملابس و لا يلقي ولو نظرة صغيرة علي القميص الأحمر الشفاف الذي تستر به البنت شامية جسد التسعة عشر ولذلك فقد مهدت أم شامية بكثير من المناورات حتى تصل إلى مقصدها من إبعاد الغمز واللمز عن طريقة دخول اللص وساعة دخولـه ولكنها كانت تفشل دائما فلابد أن يكون وقت دخول اللص هو الليل إذ أنها طيلة النهار تظل داخل متجرها أمام باب المنزل ولكنها ولا يدري السبب كانت تصر علي أن الحقيبة تحت السرير .

ثالثا : فلم يكن هناك بد من فتح المندل وكان لا بد من جمهور يشهد علي السارق وإن كان الأمر لا يعدو في عرف الكثيرين نوعا من الدعابة فقد اتضح أنه يحوي شيئا من الدعاية .. والدعاية المقصودة هي بحبوة العيش التي ترتع فيها أم شامية الآن فقد ألمحت أثناء طقوس المندل أن ما يهمها ليس قيمة القمصان بل معرفة اللص التي تساوي كنوز الدنيا فإنها يمكن أن تنزل في الحال إلى أي متجر وتشتري ما تقع عليه عين البنت في الحال و دون مساومة وأيا كانت الألوان حمراء أو غيرها ولكنه كما ادعت تراث البنت الخاص والذي لا تستعوض به شيئا آخر

رابعا : وأن يخرج هذا الساحر فاتح المنادل من جيب جلبابه قطعة ملابس داخلية صغيرة ملوحا بها في وجوه الحضور قبل فتح المندل زاعما أنها لامرأة تريد أن تحبل وبضع ضحكات نسائية مكتومة ومعلنة جعل بعض الأتقياء الذين غامروا بالحضور خلسة يحسون أن الموضوع قد تحول إلي هرج بحت أما غير الأتقياء فقد نظروا للمسألة علامة علي قرب انكشاف المستور وقدرة الساحر الذي ما أن رأي في عيونهم هذا حتى شدد النكير وقام واقفا عدة مرات مستعرضا طولـه وكفيه الكبيرتين وعينيه الجاحظتين ثم طلب أن يحضر لـه طفل برئ , وبخبرتهم السابقة عن تعريف الطفل البريء .. فهناك أطفال غير أبرياء طبعا.. اتضح أن الساحر لا يريد أن يفتح المندل الليلة وأنه كان يريد أن يستكشف الحكاية أولا حتى يبحث عن اللص بنفسه ولكن أحد شروط اللعبة – لعبة فتح المندل – ألا يعرف الساحر ماذا يراد فتح المندل لأجله هذا الشرط وضعه عتريس الذي كان لا يكف عن السؤال عن شامية طيلة غيابها في بلاد البترول معللا زياراته بالسؤال عن صحة أم شامية .. فغمغم : إن الأطفال الأبرياء نائمون .. وإذ أصر الساحر علي ضرورة إيقاظ طفل برئ من نومه وإحضاره بحالته تلك أي من أحلامه فذلك أدعي لسرعة الاستجابة .. اضطر الكثيرون إلى الادعاء أن أطفالهم غير برءاء ملصقين تلك التهمة الشنيعة بهم خوفا من إلصاق تهمة أشد شناعة أنهم أصحاب الفضل في الكشف عن اللص وتورطهم في مشاكل اجتماعية وقانونية معضلة .

خامسا : كان لتسابق المراهقين الذين سمح لهم بالحضور في اختلاس النظر إلى ذيل القميص الأحمر الذي يتدلي من خلال فرجة منامة البنت شامية الجالسة في الصدر وقع سيئ جعل أمهاتهم أو خالاتهم أو عماتهم ينظرن إليهم شذرا وينظرن إلى البنت شامية في حسد بينما راحت أم شامية تتفحص وجوه الرجال خلا عتريس منتظرة أن يفصح أحدهم عن تقديم نفسه كمساعد للساحر في مهمته.. وفي نفس الوقت كانت عيون النساء تتجول بين وجوه الرجال وبين عيني أم شامية .. ولما فشلت كل حيل العيون اقترحت أم حندق التي حضرت هي وابنتها المراهقة وابنها الواقف علي أعتابها وزوجها الذي يتمسح في أعتابها أن يكون كامل عامل معصرة الزيت هو المساعد .. تفلت أم شامية جانبا ونظرت باستنكار وغمغمت في صوت خفيض : ما يحكم لم يبق إلا هذا .. وراقبت ذلك أم حندق بعيني حدأة ثم نظرت في وجه زوجها الذي كان محدقا في الأرض .. وعندئذ لوح الساحر بذراعه الطويل مهددا أنه سيفض الجلسة فيما عتريس مستعد للبطش به إن فعل ذلك إذ بالإضافة إلى أنه كان متهما وهو يريد أن ينفي ذلك أو يثبته بشكل حاسم فإنه كان خائفا من تسرب سر الجلسة إلى السحرة الآخرين فاتحي المنادل وصيرورة الموضوع أكثر سخرية .

سادسا : أن تكون القرعة أحد المعالم الهامة في حياتنا الثقافية والدينية فهذا ما لا شك فيه والدليل هو ما حدث في جلسة المندل هذه .. أما أن تكون القرعة قد وقعت علي عتريس ليكون هو مساعد الساحر فهو ما لم تتوقعه أم شامية .. فأسرعت بإثارة اللغط حولـه ولأنه كان قد عب قبل حضوره كوبين من عصير القصب المتخمر علاوة علي أنه هو الذي استقدم الساحر رؤى استبعاده من تلك المهمة علي أن يقوم باختيار شخص آخر واضطر عتريس إلى عقد كثير من المقارنات والتفضيلات في رأسه في بطء يتفق مع ثخانة قوام دماغه حتى أعلن الساحر عن تبرمه إزاء تعثر أول خطوة في طقوس المندل وبالتالي أسرع عتريس بالإشارة إلى الولد حمد .. وما أن أعلن عتريس اختياره حتى اخترقه الساحر بعينيه فقفز إلى جواره وتنفس الولد المراهق الصعداء إذ كان في ركنه الأول لا يستطيع رؤية استدارة مقدمة فخذ البنت شامية وطرف القميص الأحمر المزركش يغطي الجزء الأعلى منه وطفق يجيل النظر في أدوات الساحر التي استخرجها من جرابه القطني والظل الأحمر المنعكس علي مقدمة فخذ البنت شامية .

سابعا : طلب الساحر ماء وضعه في الإناء .. ركز بصره عليه ثم علي الولد وكأنه يشحنه بقوة خفية يتمكن بها من استجلاب الضائع ثم طلب منه النظر في الإناء بدقة فيما حملقت بضعة رؤوس في الإناء لرؤية ما قد يفوت عليه رؤيته غمغم الساحر ببضع كلمات غير مسموعة انتبه الحضور لحركة شفتيه الخفيفتين وهو يرددها ثم عادوا للنظر في الإناء وكأن القمصان الحمراء سوف تبرز منه فورا وعندما طلب الساحر إطفاء النور راح عتريس يرهف أذنيه خوفا من تسربه في الظلمة وفضح الخبر للسحرة الآخرين فاتحي المنادل قبل تمام المأمول وكانت أم شامية لا تكف عن إجالة الطرف في وجوه الرجال متفحصة أما شامية فقد كانت مغضية الطرف إلى الأرض وكأن لا شئ ضاع منها أما الولد عبدون فقد التقت نظرته بنظرات أم شامية أثناء رحلتها فابتسم لها ابتسامة العارف الخبيثة .. وخوفا من فوات أي لحظة من المشهد فقد أضيئت شمعة قبل إطفاء النور استطاعت أم شامية علي ضوئها أن تكمل نظرتها في وجه الولد عبدون ثم تبادلـه ابتسامته الخبيثة بابتسامة العرفان لصنيعه بكتمان ما ربما يعلمه .

ثامنا : رش الساحر شيئا وهميا علي سطح الماء ثم طلب من الولد أن يحدق في الإناء ولما جابهه عم زغلول كفاحا بأنه نسي وضع ورقة الزخارف علي رأس الولد نظر إليه الساحر نظرة مخيفة وغمغم بكلام عمن يفسدون أمثال هذه الجلسات بهذه الترهات ولما أصر عم زغلول وادعي أنه حضر كثيرا من تلك الجلسات بل واخراج الأرواح من المصروعين وأنه يحفظ الطقوس عن ظهر قلب .. قال الساحر : إن هذا تزيد لا قيمة لـه فاشتد إصرار عم زغلول .. فاضطر الساحر فقط لكي يسكته أن يثبت ورقة الزخارف علي رأس الولد وابتسم عم زغلول الشيخ في حبور كأنه طفل واتجه رأسا إلى أم شامية ثم إلى البنت شامية التي لم تبد أي إشارة ولو من رمش واحد إنها ستقابل هذا الصنيع بأي مقابل هذا ما جعله طيلة الجلسة ساخطا متبرما .

تاسعا : سؤل الولد عما يراه في قاع الإناء فتردد قليلا وقال إن الضوء الشحيح لا يمكنه من الرؤية وأن ما يراه هو عمق الماء الأسود ممزوجا بصفرة الضوء الواهن فطلب الساحر أن يقرب الضوء قليلا فاستجابت الأشباح المغمورة واستطاع الولد أن يري النقوش المرسومة في قاع الإناء مشوشة فطلب الساحر منه أن ينتظر قليلا ثم يعاود التحديق وفجأة أعلن الولد أنه يري أشباحا عندئذ أزداد تحديق البنت شامية في الأرض وازداد تحديق أم شامية في رؤوس الرجال وازداد الرجال والنساء والصبيان تحديقا في الإناء و قال الساحر في قلق : ألم تصف المرآة بعد ؟ فأجاب الولد : نعم لم تصف بعد , فغمغم الساحر ببضع كلمات ليجلو صفحة الماء فرأي الولد ــ وقد أعلن ذلك مرارا والساحر لا يكف ــ شخوصا تتحرك هنا وهناك مسرعة وعندئذ قالت أم شامية لنفسها : هاهي النهاية قد أوشكت علي القدوم بينما عيناها تثبتان أخيرا علي وجه سالم .. فارع الطول .. عريض المنكبين .. له أجر ثابت من عمله كمساعد لقصاب شيخ لا ولد لـه ينتظر أن يستولي علي دكانه قصر عمره أو طال بما لـه من حنكة في معالجة الذبيحة فوق هذا فهو ليس أرعن كعتريس يحاول الاستيلاء علي كل من أورقت فروعها في مداخل البنايات المظلمة وفوق هذا وهذا فهو لا يعلن عن عواطفه بشكل مثير للاستياء كعتريس.. آه لو كان هو سارق القمصان الحمراء .

عاشرا: ضربت الخيمة في منتصف العالم الذي تفصح عنه المرآة المائية وكنست الأرض ورشت بالرمال الناعمة وتم تقديم القهوة ولفافات التبغ لأشخاص هذا العالم ثم طلب الساحر استحضار اسم .. أي اسم.. حي أو ميت .. قالت أم شامية بصوت خفيض : الحي أبقي من الميت .. فطلب الساحر أن تذكر اسما فترددت خوفا من افتضاح الأمر كله فيما ازدادت نظرات البنت شامية التصاقا بالأرض ولكن ذكائها اشتعل فجأة وقدمت اسم سالم كاقتراح وعندما أعلن عن دهشته التقت عيناه مع عيني البنت شامية لحظة ارتفاعها من الإغضاء إلى الأرض فأحس برجفة استطاع الجو الذي خلعه الساحر علي المكان أن يضفي لونا من الشاعرية المخيفة فيها فدق قلبه وهو يري عيني البنت شامية واسعتين كمساحة الحائط عميقتين كجوف حوت وأخذ يحاول تبين لونهما بلا جدوي فظل كالمنوم ــ وقلبه لا يكف عن الدق ــ يحملق فيها وكأنه يراها لأول مرة وعندما أسبلت عينيها وجد الساحر يرشد الولد عن كيفية معالجة الأمر .

حادي عشر : ــ لن تثير النتيجة أي مشاكل قانونية . قالتها أم شامية كي تهدئ روع أم الولد ــ مساعد الساحر ــ التي كان قصدها الدفين ليس استبعاد ابنها من المساعدة ولكن الحيلولة بين اسم سالم وولوج الفخ ذلك أن سالم لم يكن يغضي طرفه في غدوه ورواحه بملابسه الملطخة بدماء الذبائح عن شرفة منزلهم وكانت تقابل اختلاس ابنتها النظر له من وراء خصاص النافذة بشيء من المباركة الممزوجة بالفرح .
طلب الساحر من الولد أن يقود الشخص الذي أعلن عن اسمه من خلال الأرواح التي ضربت لها الخيمة وقدمت لها القهوة والتبغ خلال منزل أم شامية وعندما احتجت أم الولد بأن ابنها لم يدخل منزل أم شامية من قبل قال الساحر في غموض سوف تقوده الروح , قال الولد إنني أري سلالم الطابق الثاني واضحة وكذلك رآها سالم واضحة , قال الساحر : اصعد فصعد وصعد ورائه سالم , قال الولد : باب الشقة مغلق , قال الساحر : ادفعه وسوف يفتح وساعده سالم في دفعه فانفتح , كانت البنت شامية في هذه اللحظة تنظر إلى سالم في تفحص , قال الولد : دخلنا الشقة , قالت أم شامية : إنها شقة شامية حين يجئ عدلها , نظر سالم إلى شامية فبادلته النظر في رقة , قال الولد : إننا أمام حجرة نوم أم شامية فهل ندخل . قال الساحر : أدخل . فدخل وتبعه سالم , نظرا حولهما , كان بالغرفة سريران الأول ترقد عليه أم شامية والثـاني ترقد عليه البنت شامية , قال الولد : هل نبحث ؟ قال الساحر : ابحث أنت ودع الاسم سالم ينتظر ذلك أنه لمح في عيني البنت شامية وأمها ما جعله يتركه في هذه الحالة , تردد الولد برهة ينظر إلى جسد البنت شامية فنهره الساحر وقال لـه : ابحث .. انحني الولد ونزل تحت سرير أم شامية , أما سالم فقد راحت عيناه تتجولان في الغرفة حتى استقرتا علي جسد البنت شامية النائمة في سكون تتنفس بانتظام فيعلو صدرها الذي تكور في بلاد الشيخ وأصبح في حجم رمانتين وكانت قد سافرت به في حجم برقوقتين , وكانت تتنفس الحلم الرهيب , الشيخ يضرب ويضرب وهي تسأله في براءة : لماذا يعذبها هكذا ؟ ويظل يضرب ويقول : إنها هي التي تعذبه بجسدها هذا الذي لا يستطيع أن يحتويه وتبكي في حلمها وهي تستعطفه أن يكف عن ضربها وينظر إليها سالم في دهشة ويتساءل : هل هكذا يصنع بهذا الجسد الجميل ولكن الشيخ في حلمها لا يسمع ويظل يواصل الضرب ويبكي هو الآخر ولكن من فرط الجوع فنبعه الذي غاض يمنعه من بل صداه منها , وعندما غابت صورة الشيخ من حلمها قرر سالم أن يفعل شيئا . قال الساحر : هل وجدت شيئا ؟ قال الولد وهو يخرج من تحت السرير : لا شئ هناك . ووقف هنيهة يطالع جسد البنت شامية ووجه سالم المحملق فيه حتى استحثه الساحر : ابحث تحت السرير الآخر .

ثاني عشر : نظر الساحر حولـه في تفكر وقال موجها الحديث إلى أم شامية: لقد وعدت بعدم إثارة أي مشاكل قانونية مهما كانت النتيجة , قالت أم شامية : بالتأكيد . فظل الساحر ينظر إليها فاغتنمت فرصة انشغال العيون عنهما وغمزت لـه بعينها اليسرى فأومأ برأسه ثم اختلس نظرة إلى سالم فوجده مازال يحملق في البنت شامية وهي مطرقة تحرك إصبعها السبابة بحركة دائرية علي الأرض فغمغم ببضع كلمات وهو يركز عينيه علي رأس سالم . قالت أم الولد : لقد غاب الولد تحت السرير سأله الساحر : هل وجدت شيئا ؟ , قال الولد : الحقيبة هنا تحت هذا السرير . , قال الساحر : اتركها مكانها واخرج من الغرفة . احتجت أم الولد : ولماذا يخرج من الغرفة . نظر إليها الساحر مؤنبا وقال في صوت آمر : أنا الذي أدير هذه الطقوس , هل تريدين أن يموت ابنك هناك , نظرت المرأة إلى الساحر في ضيق وقالت : بعد الشر . قال الساحر : سوف ننتظر لنري من سيخرج بالحقيبة . أما سالم الذي ألفي نفسه هناك وحده فقد راح يتأمل القميص الأحمر الشفاف الذي يستر جسد البنت في شغف .. تمطت البنت علي سريرها وفتحت عينيها فرأته فابتسمت لـه في دلال فاقترب منها وامسك بيديها فتمايلت علي السرير احتضنها في رفق ثم تصلبت أعضاؤهما , ران السكون علي المكان والولد يهتف : إنني اسمع وقع خطوات علي السلم , قال الساحر : حدق في وجه الشخص , وسألت أم الولد في قلق : وماذا يفعل سالم هناك ؟ , قال الولد : إنني أري قدميه فقط , قال الساحر : اسأله عن اسمه , سأل الولد مرارا ولا إجابة تصدر من هذا العالم , صاح عتريس : انك تغش يجب أن تجعل الولد يري اللص وصاح آخرون : أنت تلعب بنا . ساد اللغط في الحجرة وزمجرت الأرواح هناك تعلن غضبها من هذا التدخل السافر في شئونها . اضطرب الماء في الإناء وصرخت أم الولد : ابني . وأسرع الساحر في غمغمته غير ملتفت إلى الضجة التي تملأ الغرفة والولد يتقافز على الدرج والاسم سالم الذي انسحب من جوار البنت شامية العارية يحاول اللحاق به قبل أن يغلق الساحر هذا العالم . خرج الولد مسرعا من الباب واللغط يزداد والأرواح تزمجر ثم من الخيمة وسالم يسرع وراءه وعندما خرج الولد وكاد اسم سالم يلحق به نظرت أم شامية للساحر بعينين جاحظتين محذرة فأومأ موافقا والتقط الولد بسرعة وأغلق باب العالم علي اسم سالم .

ثالث عشر : عتريس الذي مازال غير فاهم لما حدث و كان آخر الخارجين من منزل أم شامية , وقف علي باب الغرفة يتأمل سالم الذي بدأ يفيق من الغيبوبة التي سقط فيها ــ وأم شامية مسندة رأسه إلى فخذها وهو يرتشف من مشروب يقدمه لـه الساحر ــ تلقي لفحة من هواء الليل البارد لدي خروجه من المنزل فطار تأثير البقية الباقية من كوبي العصير المختمر , ومضي في الشارع الباهت الإضاءة يحاول كبح عناد الأحداث ورفضها الإفصاح عن الأسرار الكامنة وراء ما جري , تواري وراء أحد الجدران في الظلمة ورفع طرف جلبابه إلى فمه وأخذ يستمع إلى صوت الماء الذي يندفع من أسفله وهو يرمق منزل أم شامية في غضب .


كوكو
11-23-2008, 01:01 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS