{myadvertisements[zone_1]}
تقييم الموضوع:
- 0 صوت - 0 بمعدل
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
أبو طاقه...
|
جقل
عضو متقدم
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
أبو طاقه...
أبو طاقه ......
يتوسد الضريح جابنا مهما من مقبره تحتل قسما كبيرا من قمة جبل وعر كثيف الشجر يحط به سور قليل الإرتفاع مبني من بقايا حجارة قاسية متعددة الألوان و الأشكال,لا يوحي منظره الخارجي بقدسية و لا تنتاب المشاهد اي مشاعر روحانية و هو يسير الى جانبه للمرة الأولى .الغرفة التي يحتلها الضريح صغيرة و قليلة الإرتفاع تبدو جدرانها مثقلة بصور لوجوه اشخاص مختلفين اطفال و بالغين رجال و نساء بالطول الكامل و النصفي أو تقتصر على الوجوه فقط,و يبدو اللون الأخضر و قد احتل مساحات كبيرة من فراغ الغرفة, قطع كبيرة و صغيرة معلقة على الجدران أو مفلوشة بعناية فوق حدبة تتوسط الغرفة و يغفو تحتها أبو طاقه.
ليس هناك مشاعر محددة يمكن الحديث عنها للزائر ,لأنه اشبه بجيشان عاطفي يحس به المرء على شكل زيادة في ضربات القلب أو زيادة في درجة حرارة الجسم و قد تتحول عند البعض الى حبات عرق غزير تخالط الجسد فتتبعث رائحة تخز الأنف,و قد لا يتجاوز الأمر الدهشة التي تعتري الإنسان و هو يقلب بين يديه قطعة اثرية أما اقلها ففضول يوسع الحدقة مفسحا المجال لأكبر كمية من الضوء للنفوذ,و عندما تحاول البحث عن اية تفاصيل غريبة تعطي هذا المكان شهرته التي يبني عليها رهبة ووقار فلا تجد إلا صلادة الحجر المتحالف مع اشجار عالية متقدمة في السن ووجوه غير عابئة مستعجلة .
في زاوية غير بعيد عن الضريح تتقابل صخرتين متساويتي الطول تبتعدان عن بعضهما بما يكفي لمرور إنسان متوسط الجثة يبني عليهما ابو طاقه شهرته كرجل شرطه لا تخيب فراسته في كشف اعتى اللصوص,فلا يتطلب الأمر منه تحريات ولا تحقيقات طويلة و لا جلسات تعذيب لإنتزاع الإعتراف ,يكفي أن يمر المجرم بين هذين الحجرين حتى يسلط ابو طاقه ما عنده من شياطين و ملائكة لتحريك الحجرين في إتجاه بعضهما البعض فيجد المجرم الآثم نفسه محصورا بينهما و يزداد الضغط عليه حتى يصيح معترفا بما أقترفت يداه من إثم السرقه فيبادر ابو طاقه الى استخدام صلاحيته في تحريك الحجرين عن بعد مفسحا المجال للص أن يخرج و لكن بعد ان يكون قد قدم إعترافات كاملة تكفي لإدانته.
يتساوى ابو طاقه في فلسفته للقبض على المجرم مع المقولة القانوينة الشهيرة "الإعتراف سيد الأدلة" و يتساوى الجرم لدية فلا تفرق صخرتية القاسيتين بين سارق بيضتين و سارق خزائن مليئة بالذهب و لا يفرق بين من سرق لياكل و من سرق ليثري فهو يعصر الجميع بنفس القوة و الصلابة حتى يصيح معترفا,و كأن مشاعره قدت من نسيج صخوره لا تحابي و لا تخدع و لا ترتشي و لا تحن على ضلع و لا على عضله .
وقفت الجميع بعيون شاخصة و رقاب متطاولة تراقب المشهد و كانه طقس ديني ,اقترب المتهم الأول بوجل و أرجل متخاذله من "الطاقة", وقف امام فمها المفتوح تأمل الصخرتين راجيا حرك شفتيه بعبارات ضارعة و تقدم بما بقي لديه من قوه و عبر "الطاقة" الى الجهة المقابلة دون أن يحدث شيء, تراخت العيون الشاخصة و تهدلت الرقاب المتطاولة لتأخذ قسطا من الراحة قبل تقدم المتهم الثاني, ثم عادت العضلات لتتوتر لمتابعة اللعبة من جديد,كانت الرقاب تتناوب المط و الإسترخاء عند كل عبور ناجح.
لم يبدو واضحا ما إذا كانت الصخرتين قد اقتربتا من جسده بقوه, أو ان جسده ابتعد "عن بعضه" ليحشر نفسه في "الطاقه",كبر الجمع عندما تعالت اصوات "المجرم" المحشور بين الصخور و اقتربوا اكثر من مع تزايد الصوت المتألم الذي تحول الى أعترافات مفصلة, تراخى الجسد المشدود الى الصخور و أرتمى الى الجهة المقابلة مجللا بالخزي.
ما زال ابو طاقه يتمتع بإحترام و قدسية لدوره في القبض على اللصوص.
|
|
12-18-2005, 02:32 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
روزا لوكسمبرج
عضو رائد
المشاركات: 825
الانضمام: May 2003
|
|
12-18-2005, 04:12 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
|
يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}