اقتباس: الختيار كتب/كتبت
عزيزي الدارقطني
أحب أن أوضح فكرة واحدة فقط ، فكثير مما قلتَه فوق لا أخالفك فيه و لا داعي للتأكيد عليه .
بالنسبة لموضوع الشيخ الحبشي ، فأعتقد - و بصدق - أنه نال إجازات حقيقية ، و رحلته في طلب العلم و إقامته في مكة و غيره و حصوله على شهادات من بعض مشايخ عصره يرجّح كفة علمه ، أما بالنسبة لأسانيده فأنا لم أقل أني قرأت عليه أو على تلاميذه لا صحيح البخاري و لا غيره ، بل بعض كتبه و ليست جميعها حتى ، و لكن أسانيده الأربعة الموصلة للبخاري مذكورة في كتبه ، و ربما تحتوي 40 إسماً فيما أعتقد ، و لا أعتقد أن هذا الأمر مفقود هذه الأيام ، فهو موجود لدى القراء الذي يتعلمون القراءات بالسند ، و كان منتشر كثيراً إلى أزمنة قريبة ، لكن ربما الزمن الحديث و انتشار الكتب بهذه السهولة و طباعتها و انتشار الجامعات و غيره من مراكز العلم و التحصيل حدّ من تلك الهيبة التي كانت تُعطى للشيوخ و المريدين و جميع تلك الآليات في تحصيل العلوم .
أولا- أريد الحديث في عدد من النقاط لا نقطة واحدة يا أحلى ختيار..
ثانيا- أعتذر عن تأخري في الرد لانشغالي بالردود على إخوتي المسلمين هداهم الله للخير أجمعين..
وأقول أولا: فأما بالنسبة للحبشي فلعله يكون نال إجازات لا أدري..
الله أعلم..
وأجزم أني فهمتك خطأ، حيث اعتقدت أنك نلت إجازة منه أو من تلاميذه في الصحيحين أو في بعض كتب الحديث ومن دون قراءة عليه أو سماع له، وهذه في الحقيقة لا يقبلها جمهور المحدثين، ومن قبلها فللعالم بها حق العلم المطلع على الحديث المتوسع والمتبحر فيه، وهذا على خلاف إجازة القرآن التي لا تصح الإجازة فيه إلا بالسماع التام لكل القرآن من الشيخ..
اقتباس: نقطة ثانية بالنسبة للسقاف ، صراحة أنا شخصياً لم يكن يعجبني في تلك الفترة التي كنت أقرأ له فيها ، و كنت أعرف أنه غير محايد بالمرة ، و قد يلبّس على القاريء ، و لكن ما أظهره من تناقضات بالنسبة للشيخ الألباني فهو تناقضات و لا علاقة له بالسقاف نفسه ، فنحن هنا لا ننظر إلى أخبار ينقلها السقاف فنقول أنه مدلس أو حتى كذاب ، بل هو كتب 4 مجلدات فيها تناقضات كثيرة ، جميعها مذكورة باسم الكتاب و الطبعة و الصفحة ، و بالتالي يسهل مراجعتها جميعها أو بعضها ، و أذكر أني راجعت بعضها في تلك الأيام و ذلك لعدم ثقتي في السقاف نفسه ، فوجدت الكثير منها حقيقي كما هو ، و إظهار التناقض أمر لا يحتاج إلى كثير فهم .
فأن يتم تضعيف رواية بسند ما في كتاب ، ثم يتم تصحيح نفس الرواية بنفس السند من نفس كتاب الحديث في مكان آخر ، فهذا واضح التناقض .
كذلك أن يتم تضعيف راوٍ معيّن ، كأن تقول أنه لم يسمع من فلان ، ثم تقوّي سماعه عن نفس الفلان في مكان آخر و تصحح حديثه ، فهذا أيضاً ظاهر التناقض .
أعتقد أن السبب في ذلك هو كما قلتَ أنه أكثر من التصحيح و التضعيف ، و أنه يبدو كان يحلم بمشروع غربلة كتب السنة جميعها ، و أعتقد أن هذا الأمر ينوء بحمله شخص واحد ، فالبخاري نفسه استهلك من عمره 16 سنة لكتابة صحيحه و إعادته ثلاث مرات ليخرج لنا على الصورة التي نراها ، و هناك كلام يقيناً تعرفه عن بعض الأحاديث المعلقة التي لم يسعفه العمر للبت فيها .
و من ينظر إلى مقدمة ابن الصلاح أو علم مصطلح الحدث للحاكم يتيقن أن مسألة التصحيح و التضعيف مسألة غاية في التعقيد ، فلا يكفي أن نعلمأن السند كله ثقات ، لأنه قد يكونون ثقات و يكون الحديث واهٍ جداً (حسب تعبير الحاكم) و ذلك لوجو انقطاع في السند أو أو إرسال خفي ، كما تعلم .
وأما بالنسبة لتعليقك هذا فأظن أن لا غبار عليه أبدا، بل هو الفهم الصحيح لما وقع فيه الشيخ رحمه الله تعالى، وإن كان الشيخ لم يغب أمر الإرسال والانقطاع عن باله فيما أظن أبدا، ولكن عمله في التصحيح والتضعيف منفردا وبتلك الكثرة وبدون أخذ لآراء العلماء الآخرين من حوله وإشراكهم في أمره ساعد على كثرة الخلط والخطأ لا شك في ذلك ولا ريب..
اقتباس:على كل حال
أنا سعيد للغاية أن نتفق على مرجعية في الحديث اسمها البخاري و مسلم أولاً ، ثم ما نص أهل هذا العلم و المتبحرين بهذه الصنعة من حكم على درجة الحديث كالترمذي مثلاً .
جميل ما تقوله جدا أيها الزميل الفهيم..
إلا أن قول الإمام الترمذي ليس مُجمعا عليه تماما..
وإن كان لا يجرؤ أحد في هذا الزمان على تضعيف شيء صححه أو حسنه...
ولكن لنقل إنه حيث وجد قول للمتقدمين يناقض قول الترمذي أو يخالفه فلا بأس من المراجعة والترجيح والنظر في القولين..
اقتباس:الحاكم مثلاً ، لا أدري مدى الاحتجاج به ، هناك من يقول أنه متساهل في تصحيحه ، و هناك من يقول أنه صحح الحديث و قال على شرط الشيخين ثم يظهر أنه ليس على شرط الشيخين ، و هذا أمر محيّر للغاية ، فخطأ رجل كالحاكم في الحديث ، يجعلك توقفأي محاولة للبحث في آليات هذا العلم .
الأقوال في الحاكم اختلفت والراجح أنه ما كان متساهلا ولكن المنية عاجلته قبل تنقيح كتابه ولذلك تجد أحاديثه في البدايات صحيحة وعلى الشرط الذي شرطه في أغلب الأحيان، لكنه على النقيض من ذلك آخر الكتاب..
اقتباس:أنا أثق بحكم بعض المتأخرين ، كابن حجر العسقلاني ، فأنا أرى أنه كمبيوتر حقيقي في أمور الحديث ، قد يكون حنبل زمانه ، و هذا رأي شخصي للغاية ، كذلك السيوطي ، فهؤلاء ممن تسنى لهم رؤية جميع الأحاديث بجميع أسانيدها مع نضج هذا العلم أكثر و أكثر بمر القرون ، ليس كما كان يحدث مع السلف الأول من تحصيل نصف الحديث النبوي ، و هذا واضح في فقه الأئمة الأربعة ، حيث تجد أن القصر في الصلاة مثلاً عند الشافعي و حنبل هو أن تقيم 3 أيام فقط في بلد السفر ، و لكنك تجد في البخاري أن نبي الإسلام قصر لمدة 20 يوماً ، فيعلل ذلك أصحاب الشافعي و أحمد بأنهما لم يسمعا بهذا الحديث ، و هذا يعني أنهما حصلا جزء من الحديث و ليس جميعه ، و هذا أمر منطقي و معقول و ذلك لمعرفتنا بالمشاق و الصعوبات و العوائق التي تنتاب المرء في رحلته البحثية في تلك الأزمنة .
كلامك هذا جميل جدا، ويدل على فهم ووعي كبير يعلو على فهم كثير من مسلمي هذا العصر، والحقيقة أن من علماء الأعصار الأولى من هم أعلم وأفهم من ابن حجر ولكن ابن حجر رحمه الله نال نصيب اجتماع العلم كله في الكتب ويسر الله له الشيوخ النوابغ والكتب فكان بحق خاتمة الحفاظ وإمام المتأخرين حتى عصرنا هذا..
اقتباس:إه !!!
صاروا ثلاث نقاط
كنت أعتقد أني سأعلّق على نقطة الحبشي فقط
عادة
تحياتي
ولا يهمك يا ختيار..
أنا سعيد جدا بتعليقاتك هذه مهما كثرت ومهما زادت ..