أسرة معتقل جوانتانامو تصلها أجمل رسائله يتحدث فيها عن نيته الزواج وتفاؤله بالعودة للدمام
شقيق جمعة الدوسري يكذّب واقعة محاولته الانتحار ويؤكد أن سجانيه حاولوا قتله في زنزانته
جمعه مع ابنته (الوطن ، خاص )
المنامة: مشاري العفالق
رفضت أسرة المعتقل جمعة الدوسري الرواية التي تتحدث عن انتحاره والتي تسربت إلى وسائل الإعلام العربية والأمريكية حيث تكشفت معلومات أفصح عنها شقيق المعتقل للمرة الأولى حول ظروف لقاء المحامين بجمعة.
وذكر خالد شقيق المعتقل أن جمعة أخبر المحامي جوشوا كولانجلو براين بأنه تلقى تهديدات من قبل السجانين بتصفيته إذا كشف عن معلومات تتعلق بالحالة السيئة التي يمر بها في زنزانته إلا أن جمعة ذكر في رسالته التي بعثها مع المحامي معلومات أسوأ من توقعاتهم لذا فإنهم يحاولون الآن الانتقام منه وتصفيته.
وأضاف: "إني لا أستغرب أن يدس له السم في عيادة المعتقل وإن ما حدث كان مسرحية مفبركة لإظهاره وكأنه أقدم على الانتحار خاصة وأن ما تحدث به للمحامي كان مسجلا بأجهزة مراقبة" كما روى جمعة.
وأشار إلى أنه كان ينوي أن يحيط هذه المعلومات بسرية خوفا من تأثر الأسرة إلا أن كل من عرف جمعة لا يمكن أن يصدق فرضية انتحاره أو يرضى بها.
من جهة أخرى حصلت "الوطن" على وثيقتين قانونيتين تصوران تفاصيل ما قيل عنه محاولة انتحار وتوضح الوضع القانوني الراهن للمعتقل.
وأشار خالد الدوسري (بعد اطلاعه عليها) إلى أنها تحوي ما يزيد من علامات الاستفهام والتعجب حول ظروف الواقعة إلا أنها تكشف حقيقة أن شقيقه تعرض لمحاولة قتل وليس انتحار، مدللا بـ11 سببا ومحملا الإدارة الأمريكية مسؤولية ذلك.. وساق خالد الأسباب على النحو التالي:
أولاً: أنها جاءت بعد استلام مذكراته التي أخرجت من ظلمات الزنزانات إلى نور الحقيقة.
ثانياً: أن محاولة قتله أتت متزامنة مع وجود المحامي لتبدو أنها عملية انتحار ويصبح المحامي وكأنه شاهد من خارج المعتقل.
ثالثاً: كما تشير الوثائق أن المحامي كان موجوداً في غرفة الاجتماع وكان معه حراس في داخل الغرفة وكان أخي جمعة مقيدا بالسلاسل في أسفل الكرسي في أرضية الغرفة وعندما طلب جمعة الذهاب إلى الحمام خرج المحامي من غرفة التحقيق التي ليس بها حمام أصلا ليتم نقل جمعة إلى الزنزانة (والتي كان الحمام بداخلها) فتزامن وجود الحراس وحدهم مع جمعة في داخل الغرفة (...) ثم خرجوا وعندما طال انتظار جمعة دخل المحامي الغرفة ليجد جمعة مشنوقا ووريد يده مقطوعاً فنادى الحراس فلما حضر الحراس قطعوا الحبل الذي كان معلقا منه وكان جمعة فاقد الوعي وقد حاول المحامي التحدث معه لكن لم يستجب ولم يتنفس وطلب المحامي من الحراس وضع أي شيء على يد جمعة لوقف النزيف فقالوا إنه ليس بحوزتهم أي شيء لوقف النزيف وأمروه بالخروج من الغرفة وامتثل للأمر فعلا.
رابعا:من أين أتى المعتقل المقيد في زنزانته بالحبل الذي حاول شنق نفسه به ومن أين حصل على آلة حادة ليقطع وريده بها؟
خامساً: أن حدوث عملية القتل كان بطريقتين مختلفتين في آن واحد وهي الشنق من جهة وقطع وريد اليد من جهة أخرى وكان الغرض من ذلك التأكد من موته بالفعل لكيلا يشهد عليهم.
سادساً:هناك سؤال يفرض نفسه هو هل شنق نفسه أولا وفي أثناء الشنق وانقطاع التنفس عنه قام بقطع وريده وهو معلق من رقبته؟ أم قام بقطع وريد يده وفي أثناء النزيف ربط الحبل حول رقبته ثم قفز من مكان عال ليتمكن من شنق نفسه؟
سابعاً: عندما لاحظ المحامي تأخر جمعة في الغرفة فتح الباب ودخل عليه ووجده معلقا من رقبته ويده تنزف ولم يكن المحامي معه في أثناء وجوده في الغرفة مع الحراس الذين حاولوا قتله.
ثامناً: لماذا منعوا المحامي من التحدث مع جمعة في المستشفى؟لأنهم خافوا من إخباره الحقيقة لذلك أعطوا أنفسهم الوقت الكافي للتفكير بما عليهم فعله وقوله.
تاسعاً: إننا استلمنا منه رسالة قبل رمضان يهنئنا برمضان وكان يمزح وكان في حالة نفسية ومعنوية جيدة. وأبدى رغبته بالزواج عندما يخرج من المعتقل وأبدى شوقه لرؤيتنا واسترجاع ذكرياته الجميلة معنا فهذا لا يدل على أنه كان ينوي الانتحار بل إنه لم يسخط قط من قضاء الله له فكيف يريد الزواج ثم الانتحار؟
عاشراً: كيف له بالانتحار وقد بدل لون ملابسه إلى لون يصنفه بأنه ليس بخطر ووعدوا بالإفراج عنه قريبا.
أحد عشر: إن أخي جمعة شديد التعلق بالله وإن إيمانه قوي كما أن أرادته قوية كالصخر وهذا بفضل الله عليه فكيف لحافظ لكتاب الله أن يقتل نفسه؟والآن بالذات ؟
وخلص خالد إلى أن ما حصل لجمعة هو محاولة قتل وليس انتحار مضيفا: أنا أتهم القائمين والمسؤولين في معتقل جوانتانامو بالتآمر لقتله وأحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية ما يحصل جراء ذلك.
من جهته وصف عبداللطيف شقيق جمعة الأصغر حال أسرته: "إننا لم نذق طعم فرحة العيد.. والدنا في المستشفى بين الحياة والموت ووالدتنا المسكينة أعياها المرض من شدة بكائها على زوجها وابنها وأخي يعذب وقام الطغاة بمحاولة قتله لأنه فضحهم بنشر بعض مذكراته وعن وجود أربعين سعوديا في جوانتانامو دون دفاع".
وأضاف أحمل الرئيس بوش ما يحدث لأخي من انتهاكات فاقت الخيال ونطالب بسرعة الإفراج عن جمعة لسوء حالته الصحية.
وحصلت "الوطن" على رسالة من المعتقل جمعة الدوسري إلى ابنته نورة وصلت قبل أيام مؤرخة في شهر شعبان الماضي تكشف عن حالته المعنوية المرتفعة وحملت للمرة الأولى مداعبات فكاهية وتهنئة بمناسبة شهر رمضان والعيد.
وسأل في الرسالة عن حال مدينة الدمام وهل تغيرت عليه وأنه ينوي إذا قدم أن يقوم بزيارات للم شمل العائلة وينوي الزواج أيضاً.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-11-08...irst_page02.htm