خيارات بشار بين التصحيح و الزوال

منذ فترة ليست بالقصيرة كان هناك همس بان ليس بشار الاسد من يقود سوريا فعليا ! و شكك الكثيرون بذلك الكلام الى ان صدر الامر بشكل علني من دوائر صنع القرار العالمية و منها تناقلته وسائل الاعلام مما دفع بشار نفسه الى الرد على ذلك في معرض دفاعه عن نفسه ، ضد الهجوم الاعلامي عليه لتقصيره في مكافحة الارهاب القادم من سوريا الى العراق ( بحسب مواقف الادارة الامريكية ) : "" هم بقولون بان هناك ديكتاتورية من غير ديكتاتور في سوريا "" !
لم يصدق الكثيرون ذلك الكلام بل اعتبروه نوعا من الدعاية الامريكية التي تهدف الى اظهار بشار الاسد كقائد غير ذي قدرة على تسيير الامور في سوريا . لكن الازمة التي نراها اليوم و التي بدات تظهر توالياتها على المسرح السوري على شكل أقاويل و التي تثبت بان بشار يعاني من أزمة حكم في بلده ، لم يكذبها باترك سيل نفسه ( الذي لطالما اتهم بانه صديق النظام السوري ) كما قال في مقالته " التحدي الذي يواجه بشار الاسد " عندما قال : " ……… ويعتقد المراقبون للمشهد السوري أن تأييد هؤلاء الضباط يتيح للرئيس أن يواجه أخاه ماهر الذي يقود وحدة عسكرية قوية هي اللواء الرابع الذي يسيطر على كل مداخل العاصمة. وإذا ما حصلت مواجهة بين الأخوين فسيكون ذلك تكراراً لسابقة وقعت عام 1984 بين حافظ الأسد وشقيقه رفعت……………………. ………………………………………………….. ومن ناحية أخرى لم يعد سراً أن هناك انقساماً حاداً بين أجهزة الأمن والمخابرات التي هي في صلب قضية الحريري. فقد ورد اسم صهر الرئيس اللواء آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية، في تقرير ميليس. وجاء انتحار أو مقتل اللواء غازي كنعان وزير الداخلية ليشير إلى وضع شديد التوتر بين رجال النظام الأقوياء.""

و هناك ، حاليا ، استقطاب حاد في القيادة السورية ، تمام كالايام التي احاطت بالمرحلة التي قامت بها الحركة التصحيحية عام 1971 ، حيث كانت القيادة القطرية بغالبيتها ضد حافظ الاسد و رفيق دربه مصطفى طلاس . انظروا لعبارة باترك سيل حيث يقول :

"" . واللافت أن القيادة القطرية التي انتخبت إثر مؤتمر الحزب في مطلع الصيف لم تصدر حتى الآن أي بيان لتأييد الرئيس الذي هو في الوقت نفسه الأمين العام للحزب. ""

وهناك من يتحدث عن تحالف بين رستم غزالة و آصف شوكت مدعوم من قبل بيت آل الاسد عن طريق السيدة نسيبة ( أم باسل ) زوجة حافظ الاسد التي تضمر موافقة غير معلنة على التخلي عن بشار و المجيء بحاكم قوي كحافظ الاسد الى السلطة حيث يستطيع فرض وجوده و يقمع المعارضة و المناوئين بقوة لتشعر أم باسل بالزهو و العظمة اللتان بدات تفقدهما منذ وصول ابنها الضعيف الى السلطة .

و نرى من خلال تردد بشار في اختيار مواقفه ردا على المواقف الامريكية المتسارعة و التي اخذت تحرمه من اوراق كثيرة ، بانه يتدرج في تنازلاته بما يعكس عدم قدرته على اتخاذ أي قرار يتحدث به . فقد أعلن على سبيل المثال في لقاء له مع صحيفة ألمانية بانه يعتبر من يثبت تورطه في اغتيال الحريري خائنا يستحق العقوبة اللازمة ، و يجب أن يحاكم دوليا ، بل و سوريا أيضا . لكنه بعد فترة كان هناك من يؤنبه بل و يقرعه على هذا التصريح فما كان منه الا ان عاد فرفض تسليم العصابة التي ذكرها ديتليف ميليس في تقريره مطالبا سوريا باحالة افرادها الى محكمة دولية بناءا على طلب سعد الحريري و الشعب اللبناني . و قرر بشار ( و القرار ليس من عنده تشكيل لجنة سورية للتحقيق بالتشارك مع لجان ميليس !!!!

هنا نسأل ، ما هي صلاحيات هذه اللجنة غير ذر الرماد في العيون !! و هل يستطيع بشار ذر رماده في عيون الامم المتحدة و امريكا و فرنسا ، و ان يشطب دم رفيق الحريري بهذه السهولة التي يقنع نفسه بها !!! لا شك ان بشارا يدرك استحالة ذلك لكن التبرير لذلك الاجراء ليس الا ان السحر بدأ يرتد عن السحرة الذين اغتالوا الحريري لمآربهم الشخصية و ليس لمصلحة وطنية سورية . أولئك الذين اغتالوا غازي كنعان تمهيدا للسيطرة على بشار حيث كان يفترض بغازي كنعان ان يكون رجل بشار المستقبل على الساحة السورية . و لم يكن لموت غازي كنعان علاقة بموت الحريري بقدر ما كان نتيجة لصراع النفوذ الداخلي حيث يقول المثل " اللي سبق ، شم الحبق " و انتهى الرقم غازي كنعان من ملفات الصراع على السلطة ، ليترك بعدها بشار بدون حول او قوة بين استقطابين خطرين هما ماهر الاسد من ناحية و الصديقان اللدودان آصف شوكت و رستم غزالة اللذان سيطرا على الجيش و المخابرات ، من ناحية اخرى .
اذا لم يبقى لدى بشار من قدرة على المناورة ، و ليس عبثا ان سمعنا منذ شهر بانه طلب من زعيمي دولتين عربيتين كبيرتين ( مصر و السعودية ) أن يؤمنا له التغطية المناسبة ليخلص من عقابيل اغتيال الحريري وهو على استعداد ان يتخلى عن الحكم مقابل ذلك !!!! كما و الكل يعرف بانه سبق له أن أرسل زوجته وولديه الى لندن تمهيدا لانتظار فرصة يلحقهما فيها و يطلب لجوءا سياسيا يحميه من بطش القوى التي تتربص بضعفه في دمشق و خارجها .

أخيرا ، نقول ، هل بشار الاسد قادر على القيام بحركة تصحيح ، سياسية تطهيرية ، تسمح له ببناء مجد و دورة حياة خاصة به تؤكد سيطرته على القيادة لعله يتمكن يوما من تحقيق ما سبق ان بدا به من افكارا كادت تورده الردى حول نشر الحريات في سوريا ، أم انه مقبل على أحد احتمالين شبه مؤكدين : الاغتيال على طريقة موت رفيق الحريري أو أن يقبض عليه ذات يوم و يلقى في السجن بكل بساطة من قبل احد الاستقطابين !


فهل يتغلب بشار على هذه الازمة و يحسن الاختيار ما بين التصحيح أو الزوال ؟

[quote] Awarfie كتب/كتبت

السيدة نسيبة ( أم باسل ) زوجة حافظ

كما و الكل يعرف بانه سبق له أن أرسل زوجته وولديه الى لندن تمهيدا لانتظار فرصة يلحقهما فيها و يطلب لجوءا سياسيا يحميه من بطش القوى التي تتربص بضعفه في دمشق و خارجها .




:lol2:

السيدة نسيبة :lol2: أممممم
لا فعلا بيعرف دقائق الأمور والدليل أعلاه

الخبر الثاني أورده أحمد حمار الله رئيس تحرير التياسة الكويتية قبل شهر ولكنه فوجئ بظهور السيدة اسماء على الإعلام أثناء المشاركة بناسء من أجل السلام

:nocomment: