غير أنهم دائما على صواب، وياله من صواب!!

دائما يسبحون بحمده ويقدسون له
دائما يرونه على صواب وغريمه يخطؤونه
دائما يقبلون بمعاذيره ولا يقبلون عذرا لسواه
ودائما يستخفهم فرعون فيطيعونه!!

من ساوى بين النظام والمعارضة محتال أو مغرر به...

هو هو يرى أن وجود المعارضة في الخارج -أو بعضها- كاف لتحييدها عن الشراكة في التغيير الوطني المنشود، ثم هو هو من يلومها بأنها لا تؤدي لشعبه -فيما يزعم- ولو بعض ما يقدمه النظام!!

بعض نخبنا ومثقفينا لا يختلفون كثيرا عن بعض دهمائنا وغوغائيينا في ملاعب الكرة وصالات السينما ومدارج البرلمان (الكوميدي)!

يصفقون للنظام كيفما كان قراره!

إذا قرر أن يصمد صمودا مصديا صفقوا له وجعروا حتى كل من جعيرهم الجعير نفسه!!

ولو قرر الخروج من لبنان صفقوا أيضا بكل تلك الصفاقة أيضا!!

إذا قرر أن يحتفظ بالأسكندون صفقوا، وحين وقع متنازلا عنه صفقوا!

إذا قرر أنه: (لا لقاء مع السادات لا لقاء مع الخونة) جعروا، وإذا قرر أن يصافح رئيس إسرائيل برروا!

إذا قرر التفاوض من حيث انتهى التفاوض قالوا هذا هو عين العدل، وإذا قرر أنه على استعداد للتفاوض من جديد وبدون شروط مسبقة جعلوه حمامة سلام...

إذا قرر أن يخفف من استبداده نسبيا فيعفو عن بعض من قيد حرياتهم ظلما وعلوا هللوا لإنسانيته ورحمته وكرمه، وإذا قرر أن يحتفظ بآخرين وآخرين بلا رحمة، وفيهم أطفال قصر ونساء وعجائز قالوا هذا ما يستحقونه!

إذا قال أن الزعبي فاسد مفسد فهو لا محالة كذلك، أما حين تفوح رائحة آل مخلوف ومن حولهم من الأعراب الذين مردوا على النفاق وكانوا أشد كفرا ونفاقا، انبلسوا ولم يتكلموا ببنت شفة!!

إذا بشر النظام بالبعث والقومية العربية قالوا هوية ورسالة خالدة، وإذا بشر بها كردي له في منطقته تجذره كأخيه العربي قالوا كسيدهم: يحظر تأسيس الأحزاب على أساس قومي!!

وهكذا تطول القائمة مع هؤلاء حتى تتكوم فوقها الأمثلة التي لا حد لها!

وبعد هذا كله يستخفون بقارئهم ليقولوا كلاما مؤدلجا قاله النظام من قبلهم، زاعمين انهم أعلم بواقع الحال في خبايا النظام من سواهم!!!

وكيف يعلم خبيئة النظام بالله عليكم من مرجعيته تشرين والبعث والثورة وتصريحات النظام الرسمية؟!!

وكيف يكون أخبر بواقع الحال من في الداخل إذا كانت هناك الحيطان لها آذان، والسكوت من ذهب والكلام من أسيد ونار؟!!

على أنه بعيدا عمن هو أخبر بواقع الحال ممن هو مغرر به، دعونا نراهن على الوطن وحده...

نظام اليوم ليس نظام التسعينات ولا شك...
والأيام دول

والحبل يضيق

ولسنا متشائمين إلى الحد الذي يجعلنا نتوقع لوطننا أسوء من الذي كان عليه...

ولا مغررين نحسب أن التغيير يتم بكلمة من عينة: (افتح يا سمسم)

ونعي تماما أننا فرق وطوائف وقوميات وأحزاب ومدارس شتى...

ونعي فوق ذلك ان شعبنا شبع شعارات منذ نصف قرن، وأنه بأمس الحاجة لمشروع نهضوي جامع لا يستأثر به تيار على آخر، ولا يفرض فيه توجه ما وصايته على الآخرين...

ونحن قبل هذا وذاك سنعمل ونعمل ونعمل، من أجل مستقبل أفضل لكل السوريين، ولن نيأس من كثرة العوائق والإخفاقات، فإن النصر مع الصبر، والظفر مع المكابدة، ومع العسر يسرا، وثقتنا بالله وبشعبنا وبدور سورية الحضاري لا يحدها حد، ولن نيأس كما يئس غيرنا، ولن نصفق لجلادينا، ولن تروننا نقول للأبيض أسودا لمجرد أنه طال الأمد بتضليله وتزويره وادعاءاته، وبشائر الخير تهل علينا من حيث نحتسب ولا نحتسب، ولن نستعجل أقدار الله، فكل ما هو آت آت، ولا عزاء للظلمة وأشياعهم، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...

(f)

اقتباس:  إسماعيل أحمد   كتب  
ومن هذا المنبر أبشر بأن الأيام القادمة، وقد يكون في فترة تقل عن أسبوع، سيتبلور من داخل سورية مشروع نهضوي وطني للتغيير، وسنسعى نحن وقوى المعارضة في الخارج لدعمه ما وسعنا الأمر في الخارج، وتكامل جهدي المعارضة في الداخل والخارج، تتفتح أمامه أبواب الرضا والتوفيق، بما يند عن نظام الأقلية المستبدة من تصرفات طائشة، وسياسات غبية، ستعجل ولاريب في طي كثير من المراحل التي أعطيناها وقتا إضافيا لصناعة التغيير المنتظر بإذن الله...

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

(f)