{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كاترينا شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
كاترينا شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي
كنتُ قد عرفت الشاعر السعودي "عبدالرحمن العشماوي" عندما لفت نظري ديوان مطبوع له تحت عنوان "عندما يعزفُ الرصاص" . أهم ما يحمله الديوان، بغض النظر عن مسواه الفني الرديء ، أنه كان يُمثل فكر و أدب ما كانوا يسمون "شباب الصحوة" ، حيث الجهاد والدم والرصاص والقتل والحماس الديني طاغياً بكل قوة على قصائد الديوان وبالذات رثائياته . كان الشاعر المتحمس، والصغير آنذاك، يُحاولُ أن يُشارك في أدبيات الصحوة، مستخدماً خطاباً ثورياً لا يرى الحياة إلا كما يراها "تشي غيقارا"، ولكن بعمامة المجاهد، وليس ببرنيطة غيفارا . وكان الدم والقتل والإنتصارات و "البطولات الجهادية" على السوفييت هي مادة الديوان، والتي جعلت الشاعر، كما هم أقرانه آنذاك، مجرد "ثوار" يحلمون بدولة الإسلام التي ستقارع دول "الكفر" ، وتحولها، بفضل "الجهاد" الذي بعثه الصحويون من عقاله، إلى دولٍ مهزومة راكعة ذليلة للمارد الصحوي الذي أخرجه الأصوليون الإسلاميون "الجهاديون" كما كانوا يظنون أو يرغبون من قمقمه، ليرث حضارة الأرض ومن عليها.
بالمقاييس القنية لم يكن عبدالرحمن العشماوي ـ كشاعر ـ يُمثل إي تميز أو اختلاف، بل كان شاعراً عادياً تماماً مثله مثل آلاف الشعراء الصحويون الشباب، الذين كانوا "يجترون" ما التهموه من شعر "السلف"، مستخدماً نفس الصيغ ونفس القوالب الوزنية ونفس الأفكار و الأخيلة، فليس ثمة من جديد أو ملفت للنظر، طالما أن "كل بدعة ضلالة وكل ضلالة تهوي إلى النار" كما في الحديث الشريف . غير أن أهميته هي في واقع الأمر أهمية تاريخية، حيثُ من خلاله، ومن خلال قصائده وموضوعاتها وأخيلتها ، يستطيع الباحث أن يرصد أدب الصحوة في السعودية، وكيف كان وكيف أضحى، بلسان شاهدٍ من أهلها.
فمن ديوانه "عندما يعزف الرصاص" أثناء الجهاد الأفغاني وحتى قصيدته الأخيرة " كاترينا" تستطيع أن تلحظ بمنتهى الوضوح مدى الإحباط والهزيمة التي مُني بها الصحويون، وبالذات بعد 11 سبتمبر وما تبعها من سقوط دولة "طالبان" أو دولة الحلم "السلفي" الإسلامي، وانتهاء باحتلال العرق، الذي جاء الأمريكيون "الصليبيون"، حلفاء الأمس في الجهاد الأفغاني، لينقذوا أهلها من الطاغية "المسلم" صدام حسين . في الأمس، إبان الإحتلال السوفييتي للدولة المسلمة، كان الجميع مع "أمريكا" ومع الجهاد ، أفراداً وحكومات، وكانت القصائد في أغلبها تعطي الشاعر "الصحوي" المجالَ رحباً واسعاً لأن يقولَ ما يحلوا له دون أي رقيب أو حسيب، فالجميع في نفس القارب، والعدو عدو واحد، فاكتب كيف تشاء، وتحدث كما تريد، "فلا صوت يعلوا على صوت المعركة" .
أما اليوم فالأمر يختلف إختلافاً قد يصل إلى مستوى الجذور، إذا لم يجتث هذه الجذور من تربتها . فقد تحول "حليف" الأمس إلى عدو اليوم، وتشتت المصالح، وتبعثر الحلفاء، واختلط "الحابل" لأمريكا، بنابل "الإرهاب" والتطرف في السعودية، فضاعت "الصحوة" وضاع "الصحويون" وضاع شاعر "الصحوة" في وضع هو أشبه ما يكون بضياع "حسني البرزان" في "حارة كل من إيدو إلو"!
كاترينا ، ذلك الإعصار المدمر، الذي كانت تدور حول أحداثه واصدائه قصيدة الشاعر الصحوي الأخيرة، كشف الصحويون، وكشف مدى شعورهم بالهزيمة، أكثر مما كشف أمريكا ذاتها، وخطأها "المدمر" عندما انسحبت من بروتوكولات "كيو تو" التي تعنى بعلاج ظاهرة "الاحتباس الحراري"، فأنقلب السحرُ على الساحر .
كانت قصيدة "كاترينا" التي كتبها عبدالرحمن العشماوي مؤخراً ، والتي تحملُ في أفكارها صوراً في منتهى السذاجة والسطحية و المعالحة الفنية الفقيرة حتى في مقاييس التقليديين، كانت في واقع الأمر تكشف "مأزق" الصحوة بالفعل، وشعور الصحويين بالهزيمة و ضيق ذات اليد أمام الهزائم التي منيوا بها من العالم أجمع، عندما تأكد "الأقربون" قبلَ "الأبعدين" مدى خطورة هذا المارد "الصحوي" الذي أطلقوه من قمقمه . كان العشماوي في قصيدته الأخيرة "كاترينا" ـ ربما دون أن يعي ـ في منتهى الأمانة وهو يتحدث عن واقعه وعن واقع الصحويين عموماً ... فقد تحول شاعر الأمس، أو شاعر "معزوفة الرصاص" إلى مجرد "عجوز" شمطاء، أكلَ عليها الدهر وشرب، تقفُ على قارعة الطريق تتلقف أخبار هزائم القوم، وانحسار مدّهم، ثم ترفع أكفها تتضرع إلى العلي القدير أن ينتقمَ لها من أعدائها، وأن يرد كيدهم في نحورهم؛ وعندما سمعت بإعصار كاترينا ظنت، أو توهمت، أن المولى جل وعلا قد استجابَ دُعاءها ونصرها على أعدائها، وقد جاء النصر هذه المرة ليس من "الرصاص" كما كان زمن السوفييت، وإنما من "الأعاصير" هذه المرة، ولله في "هزيمة" أعدائه شؤون وأساليب. ومن هنا كانت قصيدة كاترينا "العصماء" ! .
غير أن الفرحة "بهزيمة" أمريكا بعد إعصار "كاترينا" و "ريتا" لم تدم طويلاً . فقد إنتقمَ الله جل وعلا هذه المرة من "الصحويين" لا الأمريكان، وفي عقر دارهم، وأدار لهم ـ على ما يبدو ـ ظهر المجن، فكان "زلزال" باكستان وأفغانستان وكشمير المدمر، وكأنه ـ جل وعلا ـ قد خطه بالقلم والفرجار والمسطرة، حينما اقتصرت حدوده على بلاد المسلمين (السنة) دون غيرهم.
والسؤال : هل سنقرأ قريباً للعشماوي قصيدة جديدة على غرار "كاترينا" يتحدث فيها "هنا" عن ضرورة "الصبر" عند المصائب و الإبتلاء بعد زلزال باكستان؟ .. دعونا ننتظر لنرى ما ستتفتق عنه قريحة شاعرنا الكبير



والآن ندعو القارئ لقراءة "قصيدة" عبدالرحمن صالح العشماوي مع تذكيره بأن عدد قتلى كاترينا لايتجاوزون الالاف بينما قضى اكثر من ثلاثين الف مسلم وسنى فى زلزال الباكستان..

http://alsaha.fares.net/sahat?128@42.
hXwptyQWnVr.5@.1dd84079



كاترينا
شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي



أقبلتْ والشِّمال تلوي اليمينا
تخلط القادمين بالرَّاحلينا
أرسلتْ طرفَها ومدَّتْ خُطاها
تَطَأ الأَرض توقظ الغافلينا
كشفتْ رأسَها، فلم تُخْفِ وجْهاً
حين سارتْ ولم تُغطِّ الجبينا
مقلتاها تحدِّ ثانِ بسر
كان قبل المجيء سرَّاً دَفينا
شفتاها تُردِّدان حروفاً
وحديثاً عمَّا تُريد مُبينا
قَدَماها تُعلِّمان الفيافي
ما يُريها انطلاقَها ويُرينا
ساقت الموجَ والبحار وساقت
خَلْفها الرِّيح تَطرد الهاربينا
وأدارتْ في كلِّ شيءٍ رحاها
فأحالت ما واجهته طحينا
وأراقت عليه ماءً أُجاجاً
صنعتْ منه للفناءِ العَجينا
لا تبالي بما تقابل مهما
كان ضخماً وكان صلباً متينا
ملأتْ دربها الطويل ضحايا
وصراخاً وادمعاً وأنينا
كيف جاءت وأين تغدو وماذا
تبتغي هذه التي تجتوينا؟!
ما اسمُها؟ ضجَّت الأعاصيرُ لمَّا
سألوها، ورددتْ (كاترينا)
(كاترينا) أما ترون يديها
كيف هزَّتْ قلاعكم والحصونا؟!
أو ما تسمعون وقْع خُطاها
أَورَثَ العقل حيرةً وجنونا؟!
مالكم - ويلكم - وقفتم حيارى
وفغرتم أفواهكم واجمينا؟!
أنتم القوَّة العظيمة هيَّا
حطّموها، وأمّنوا الخائفينا
وجِّهوا نحوها أساطيل جوّ
واملؤوا البحر للدِّفاع سفينا
أمطروها بسائل الغاز حتى
تقتلوها قتلاً فظيعاً مُهينا
حرِّ قوها بناركم، مزِّقوها
كضحايا العراقِ حتى تَلينا
عندكم خبرة القتال، رأينا
في بلاد الأَفغانِ منها فُنونا
ورأينا العراق يجري دماءً
بعد أن صار في يديكم رهينا
(كاترينا) هيَّا اسمُلوا مقلتيها
بالمسامير، أَغمِدُوا السكِّينا
عندكم خِبرَةُ السجون فهيَّا
أَسِكنُوها في (قونتنامو) السُّجونا
أجهزوا - أيها الصقور - عليها
قبل أن يَهزِمَ اليقينُ الظُّنونا
بادروها بجيشكم، واستعدُّوا
قد أتتكم (ريقا) بما تكرهونا
جَنْدِلُوا هذه وتلكَ سريعاً
أولستم بجيشكم قادرينا؟!
نحن - والله - لا نريد هلاكاً
للضحايا، ولا نريد فُتونا
غير أنا نقول قوْلَةَ حقّ
يصبح الظنُّ في مداها يقينا
يُمهل الله خلقَه ويُريهم
طُرُق الخير عَلَّهم يَسلكونا
جعل العفو واحةً وغصوناً
وارفاتٍ تظلِّل التائبينا
بابُه مُشرعٌ لكلِّ منيبٍ
بابُ خيرٍ يستوعب العالمينا
فإذا أسرف العباد وجاروا
وتمادوا وروَّعوا الآمنينا
قال: كُنْ، خالقُ العباد فكانتْ
لَمْحَةُ العينِ مُهلَةَ الظالمينا
يا ضحايا غرورهم وهواهم
كم ننادي غروركم فاسمعونا
اسمعونا فربما جاء يومٌ
مُثْقَلٌ يملأُ المسامع طينا
اخرجوا من مغارةِ الوهم إنَّا
لنراكم في ليلها غارقينا
احرسوا شعبكم بعدلٍ، وإلا
فعليكم أوزارُهم أجمعينا
ما دهاكم، أما كفى ما رأيتم
من ملايين شعبكم هائمينا؟!
لحظةٌ من إرادة الله دكَّتْ
ما بنيتم من القلاع سنينا
مَنْ رأى البحر هائجاً، وتمادَى
دوَّنتْه الأمواجُ في الهالكينا


10-10-2005, 03:05 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  دين صالح لكل زمان ومكان حائر حر 1 816 01-20-2012, 10:05 AM
آخر رد: السلام الروحي
  الاعصار كاترينا يصفع الولايات المتحدة بكامل قوته وسكان مدن عدة يهجرونها . النفط تجاوز الـ 70 دولارا بسام الخوري 28 6,151 08-29-2010, 10:33 PM
آخر رد: بسام الخوري
  عادل إمام هو الحل ... تأكيد القومية في صالح المنطقة Basic 5 2,309 12-07-2009, 04:05 PM
آخر رد: Basic
  الشيخ صالح اللحيدان مظاهرات نصرة غزة فساد في الأرض الحر 36 8,893 01-19-2009, 11:48 PM
آخر رد: بنى آدم
  من قتل صالح العريضي ؟ Awarfie 3 845 09-13-2008, 11:33 AM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS