{myadvertisements[zone_1]}
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة
ضيف
Unregistered

 
مشاركة: #1
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة

مكانة المرأة في الإسلام

الإسلام:

دين الله تعالى الذي ارتضاه لعباده، ولم يرتض ديناً سواه، قال الله تعالى:- {إن الدين عند الله الإسلام} وقال تعالى:- {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.

وقد تكفل الله عز وجل لكل فرد من أفراد المجتمع المسلم بحقوق، وافترض عليه واجبات، وبذلك يحصل التوازن بين أفراد المجتمع، ويأمن كل فرد منهم على ما يحق له التمتع به من خصائص واستحقاقات، ويؤدي ما عليه من واجبات تجاه الآخرين كما يحب أن يقوم غيره بما يجب عليهم من واجبات تعني حقوقاً بالنسبة له.

ومن هؤلاء الأفراد (المرأة) التي ينظر الإسلام إليها نظرة خاصة، لكونها تمثل محور الأساس في الأسرة المسلمة، ومركز الثقل فيها، فهي أم تخرج الأجيال، وتصنع على عينها الأبطال، وتعد النشء ليقوم بدوره المنوط به، وهي بنت تحتاج إلى من يبذر بين جنبيها توحيد خالقها، وإفراده بالتوجه، مع حسن الخلق، وجمال السلوك، والاعتزاز بالدين، وتنكب صراط الغاوين، وفهم ما من أجله خلقت، وإعدادها لتقوم بدورها المرتقب منها، وهي زوجة تشاطر الرجل حياته، وتوطن نفسها لتكون له سكناً، ولخصوصياته موئلاً، ولهمومه مجلياً، وله فيما يشغله من النوازل مشيراً، وله فيما يعجزه أو يشق عليه سنداً.

والمرأة في ذلك كله، وقبله وبعده، أم الرجل التي تدخله الجنة من أعظم أبوابها إن رضيت عنه، ويحرم منها إن لقي ربه بسخطها، والمرأة بنت الرجل التي ألزمه الله تعالى بإعدادها لتمارس دورها، وجعله من أعظم الناس أجراً إن أعطاها حقوقها، ومن أشنعهم وزراً إن ضيعها، والمرأة زوج الرجل التي ألزمه الله تعالى بحفظها، ورعاية شؤونها، والإنفاق عليها، والوفاء بالشروط التي لها، فإن جار في شيء من حقوقها ومال إلى غيرها عنها لقي ربه بشق مائل.

أقول: إن هذه المكانة العالية، والمرتبة السامية لا يدور في خلد جمهور نساء غير المسلمين أن امرأة على ظهر الأرض تتمتع بها، ولو عرضت على نساء الغرب – اللاتي اتخذتهن بعض المغرورات قدوات لهن – عرضاً حقيقياً كما أنزله الله وشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم لما توقفن طرفة عين عن اللحاق بركاب المسلمات. ولكن: يا ليت نساء المسلمين يعلمن.

إن الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام من أهم ما ينبغي أن تنصرف الاهتمامات إليه، ومن أعظم ما ينبغي التركيز عليه، وذلك أن المجتمع الإسلامي يقوم على الأسر، ويتكون منها، والأسر تقوم على المرأة، ويتخرج أفرادها على يديها، ويتلقون مبادئهم عنها، فهي محور ارتكازه، وعمود بنائه، وأساس أركانه، وبدونها لا يكون أبداً، بل لا يتصور في ذهن أن يقوم مجتمع بدون المرأة، المرأة التي بنيت بناء صالحاً، وأعدت لتقوم بدور بناء المجتمع، وتخريج أفراده ليقوم كل منهم بما يجب عليه حتى يكون مجتمعاً صالحاً.

وإن الحديث في بيان مكانة المرأة في الإسلام ليس بدعاً من القول، بل هذا كتاب ربنا سبحانه وتعالى ليس فيه سورة، بل ولا آية، إلا وللمرأة فيها نصيب، إما بالاتعاظ وأخذ العبرة منها، أو بمشاطرة الرجل أحكامها وتوجيهاتها، بل قد تنفرد عنه في كثير منها، حتى جعل الله عز وجل للنساء سورة في كتابه، هي من أطول سور القرآن الكريم، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يمكن حصره من الأحاديث الخاصة بالمرأة، أمراً وتوجيهاً وإرشاداً وبياناً لمكانتها، وهكذا، وقد أحسن الملك صديق خان – رحمه الله – يوم أن ألف كتاب (حسن الأسوة بما ورد عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في النسوة) جمع فيه جمهور الآيات، وكثيراً من الأحاديث الخاصة بالمرأة، وهو مطبوع متداول.

وفي دواوين الإسلام العظيمة: وهي كتب الحديث، التي عليه معول المسلمين في معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواباً خاصة أفردت للنساء، ومن أشهرها (كتاب عشرة النساء) للنسائي، أورد فيه 403 أحاديث، مطبوعة في مجلد، بل تسابق الحفاظ لجمع أحاديث النساء التي روينها في مسانيد خاصة بهن، مثل: مسانيد أمهات المؤمنين، ومسند عائشة رضي الله عنهن.

وفي كل كتب الفقه الإسلامي: يجد المطلع عليها قسماً كاملاً فيها - من أقسام كتب الفقه الخمسة - تندرج تحته كتب وأبواب وفصول تحت عنوان (المناكحات) تذكر فيه جميع الأحكام والحقوق الخاصة بالمرأة، عدا ما يذكر في الأقسام الأخر - من هذه الكتب - من أحكام تخص النساء، أو يشاركن الرجال فيها، ولا تخرج من ذلك إلا أبواب تعد على أصابع اليد.

وأفرد كثير من العلماء – رحمهم الله – كتباً للنساء، ومن الكتب القديمة المطبوعة في ذلك (أدب النساء) للإمام عبد الملك بن حبيب (المتوفى سنة 238هـ) أما ما يوجد من الكتب المطبوعة الخاصة بالمرأة فهذا مما يصعب حصره. فالحمد لله على نعمة الإسلام.

بعث رسول الهدى صلوات ربي وسلامه عليه والمرأة تعاني هضماً لحقوقها، وإجحافاً في معاملتها، واستخفافاً بشأنها، بل وتشكيكاً في إنسانيتها، وإن كان ثم نوع مراعاة لها عند بعض الأمم، فلا تعدو أن تكون في أمور شكلية، ورثها أهلها من بقايا ملة نبي بعثه الله تعالى، أو خلق كريم، لم ينطمس مع ما انطمس من الفطر.

لقد كانت المرأة عند جميع الأمم تعاني من اضطهاد شنيع، حين انتكست الفطر، وابتعدت الأمم عن شريعة الله إلى ما زينته لهم شياطينهم من قوانين وضعية، فعند الرومان سلب قانونهم المرأة معظم حقوقها، فقبل الزواج تكون ملكاً لرب الأسرة، له الحق في قتلها، وبيعها، وبعد الزواج يحل زوجها مكان والدها في جميع حقوقه، وهي لا ترث عندهم، لأنها ليس لها حق في الحرية عندهم، ولا عقل لها، ويقولون: إنها صاحبة عته طبيعي.

ولم تكن في حضارة الفلاسفة اليونانية بأحسن حال من أختها الرومية، فقد كانت تعامل معاملتها، وينظر إليها كما ينظر إلى الرقيق، ويرون أنّ عقلها لا يعتد به، وفي ذلك يقول فيلسوفهم (أرسطو): " إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به ".

وفي حضارة الفرس المجوس كانت مسلوبة الحقوق كذلك، وكانت من ممتلكات الزوج، وله أن يقتلها، أو يتفضل عليها بالحياة، إن شاء، ويرون أنها نجسة، وأنها تنجس كل ما مسته يدها في حال حيضها ونفاسها، فيضعونها في خيمة صغيرة بعيدة عن بيوتهم، وعلى الخادم إذا أرسل ليعطيها طعامها أن يلف مقدم وجهه ويديه خشية أن يتنجس.

وفي حضارة الهند كانوا ينكرون إنسانية المرأة، لذلك حكموا عليها بأنها ليس لها حق إجراء أمر وفق رغبتها، وتكون ملكاً لأبيها ثم لزوجها، ويجب عليها أن تعامله كما تعامل إلهها، لأنّ الزوج عندهم ممثل الآلهة، وإذا مات زوجها أحرقوها مع جثته.

والمرأة الصينية ينظر الصينيون إليها على أنها معتوهة، لا يمكنها قضاء أي شأن من شؤونها إلا بتوجيه من الرجل، وهي محتقرة مهانة، لا حقوق لها، ولا يحق لها المطالبة بشيء منها، بل يسمون المرأة بعد الزواج (فو) أي (خضوع).

وسنواصل حديثنا – إن شاء الله تعالى – عن مكانة المرأة عند الأمم قبل لإسلام، والحمد لله على نعمة الإسلام.
08-16-2005, 09:44 AM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered

 
مشاركة: #2
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة
ونواصل حديثنا عن وضع المرأة قبل الإسلام:

فنجد أنَّ العربي مع نخوته وحميته، واعتزازه بوالدته، وبنساء قبيلته - أحياناً - إلا أنَّ بعده عن الحنيفية السمحة، وتقديمه عوائد القبائل جعله يتخبط في باب مكانة المرأة، كغيره من البشر، حينما ينحرفون عن دين الله تعالى.

فقد كانت المرأة عابدة للأوثان، لكونها جزءً من مجتمع هذا دينه، وكانت إذا حجت مع قومها حجت عارية، حتى قالت إحداهن، وهي تطوف:

اليوم يبدو بعضه أو كله ... فما بدا منه فلا أحله

وكان كره العرب للمرأة معلوم، حتى أنَّ الله تعالى ذكر ذلك في كتابه فقال:- {ويجعلون لله ما يكرهون} أي: البنات، وكان الواحد منهم إذا رزق بالأنثى اسود وجهه كرهاً لما رزقه الله، قال تعالى:-{وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم. يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب} وكان منهم من يئد البنت، حتى جاء عن قيس بن عاصم أنه وأد ثلاث عشرة من بناته، حتى أنزل الله فيهم:- {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت}.

وكانت المرأة في الجاهلية تسير أمام الرجال مبدية مفاتنها، ومعلوم ما وراء التبرج من فتن وفساد وفجور، ولم تكن كثير من صور الزواج عندهم بمعزل عن هذا الفساد، فقد روى البخاري في صحيحه: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: إنَّ النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء: فنكاح منها نكاح الناس اليوم، يخب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها، ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها، أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبداً حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع، ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها، فإذا حملت ووضعت ومر ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك، يا فلان، تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها، لا يستطيع أن يمتنع به الرجل، ونكاح رابع يجتمع الناس فيدخلون على المرأة، لا تمنع من جاءها، وهن البغايا، كن ينصبن رايات على أبوابهن تكون علماً فمن أرادهن دخل عليهن.

فالحمد لله على نعمة الإسلام.
08-16-2005, 09:47 AM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered

 
مشاركة: #3
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة


ونواصل حديثنا عن وضع المرأة قبل الإسلام:

وكنا تحدثنا عن المرأة عند وضعها عند الرومان، واليونان، والفرس، والهنود، والصينيين، ثم شرعنا في الحديث عنها عند العرب، وذكرنا ما كانت تؤمن به من عقائد منحرفة، وكيف كان الرجل ينظر إليها نظرة كره، وما كان يفعله بعضهم من وأد لها، وتبرجها الذي جرَّ كثيراً من المفاسد الخلقية،وأنواع الأنكحة الفاسدة التي كانوا يمارسونها، وكنا ذكرنا منها: نكاح الاستبضاع، ونكاح الرهط، ونكاح المتعة.

ومن أنكحتهم الفاسدة:

نكاح المقت: وهو أن الرجل إذا توفي فإنَّ لولده الأكبر أن يتزوج امرأة أبيه، أو يمنعها الزواج من بعده، ومنها: إكراه المرأة على الزنا رغبة في المال أو الولد، كما كان يفعل عبد الله بن أبي بن سلول حيث كان يكره إماءه على البغاء، رغبة في أولادهن، وطلباً لخراجهن، وكان التعدد عندهم لا يحد بعدد،وكذا الطلاق، والرجعة، وكانت عدة وفاة زوجها: أن تدخل أسوأ مكان في بيتها، وتلبس شر ثيابها، ولا تمس ماء، ولا طيباً، ولا تمشط شعراً، حتى تمضي عليها سنة، ثم تؤتى بحمار، أو شاة، أو طير فتمسح جسدها به، رجاء التخلص من نتنها، فقلما تتمسح بشيء إلا هلك من نتنها، ثم تخرج فتعطى بعرة، فترمي بها، مشيرة إلى أنَّ ما فعلت بنفسها لا يساوي بعرة في حق زوجها.

وكانت المرأة لا ترث، لأنَّ الميراث عندهم لمن حمل السيف، وأقرى الضيف، والمرأة ليست كذلك، بل كانت لا تملك شيئاً.

وكانت لا نصيب لها فيما تنتج البهائم، ويشركونها إذا سقط جنين البهيمة ميتاً، قال الله سبحانه وتعالى:- {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء}.

وكان هذا الوضع المشين للمرأة منتشراً بين كثير منهم، فمن مستقل، ومن مستكثر، وهذا الوضع لا يشك عاقل أنَّه ظلم عظيم، وهضم لحقوق المرأة، وإجحاف بها.

وظلت المرأة كذلك حتى جاء الإسلام بنوره، وأخرج الله تعالى به الناس من الظلام إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، فسعد الناس به لما أخذوه بحقه، وجعلوه منظم شؤونهم كلها، وكانوا كما أرادهم خالقهم سبحانه، حيث يقول:- {إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له} فالحمد لله.

إن الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام يظهر بجلاء ما أحاط الإسلام به المرأة من عناية ورعاية، وما أعطاها من حقوق كانت قد سلبت منها في الجاهليات السابقة واللاحقة.

وإنّ الحديث عن واجبات المرأة في الإسلام يظهر لنا تكريم الإسلام لها، ووضعها في مكانها اللائق بها، والنظر إليها على أنها عضو فاعل في الجماعة المسلمة، حيث جعلها الله تعالى مربية الأجيال، وصانعة الرجال، ومخرجة الأبطال.

وإنّ الحديث عن وضع المرأة غير المسلمة في المدنيات السابقة، وما آلت إليه من انحطاط في تصورها، وسلوكها، وخلقها، وما سلبها الرجل الجاهلي من حقوق، عندما رضخت لقانون الأرض البشري، وتنكبت صراط ربها السوي، يظهر كذلك رفعة مكانة المرأة في الإسلام، وبضدها تتبين الأشياء.

وإنّ الحديث عن حقوق المرأة في الإسلام يظهر بجلاء التوازن العجيب، الذي وضعه الله عز وجل ليسير المجتمع عليه، فلا الرجل يطغى فيسلب المرأة حقوقها، وينزلها عن مكانتها التي جعلها الله تعالى فيها، ليستمتع بأكبر قدر ممكن من السيطرة على غيره، وإن كان على حساب حقوقها، ولا المرأة تطغى فتنازع الرجل مكانته التي جعله الله تعالى فيها، وتنزله عن مكانته، لتستمتع بأكبر قدر ممكن من السيطرة على غيرها، وإن كان على حساب حقوق الرجل.

لأن المرأة لها حقوق، وعليها واجبات تليق بها، والرجل له حقوق، وعليه واجبات تليق به، وبدون ذلك تضطرب أمور الجماعة، ويصبح كل فرد يريد جر النفع إلى نفسه، ودفع القيام بالواجبات إلى غيره، فتسود الأنانية، ويصبح شعار كل فرد " نفسي، نفسي " وإن كان لسان المقال يقول خلاف ذلك، فإن لسان الحال يقرره ويثبته، ولا يحيد عنه إلا إلى مصلحة أخرى له، وهذا حال المجتمعات الجاهلية السابقة واللاحقة، عندما ابتعدت عن شرع الله عز وجل، وظنت أنه بقدرتها جلب السعادة إلى نفسها بوضع القوانين البشرية، والبعد عن الشريعة الإلهية، فضلت وأضلت، وصدق تعالى إذ يقول:- {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} ويقول سبحانه:- {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

فحمداً لك اللهم على نعمك التي لا تعد ولا تحصى.

إن الحديث عن حقوق المرأة في الإسلام أمر بالغ الأهمية، لأنه أبرز جانب في جميع شؤونها، يبين لنا عظم المكانة التي تبوأتها المرأة في الإسلام، وهو حديث طويل ذو شجون، تهفوا النفوس إليه، وتشرأب الأعناق – عند ذكره – رغبة في معرفته ؛ خاصة في هذا الزمن الذي كثر الحديث فيه عن الحقوق، وعندما نقول: " حقوق المرأة " فإننا نعني: ما أعطاها الله عز وجل من أمور يجب على الجماعة المسلمة إعطاؤها إياها، وهي أمور لا يجوز لأحد أن يعتدي عليها، لكونها ثبتت ثبوتاً لا شك فيه،ووجبت وجوباً لا مريه فيه،فلا يسوغ إنكارها،ولا يقبل جحودها، وهي جدٌّ لا هزل فيها، وحزمٌ لا لعب يعتريها.

وكل من تعدى عليها فظالم، ومن استلبها شيئاً منها فهو آثم.

و " الحقوق " في هذا العصر مصطلح براق، وشعار يرفعه كلُّ من أراد بمصالح غيره الارتفاق، جاء – في هذا الزمن مرفوعاً – من الغرب، فظن من لا دراية عنده بحقائقِ الأمور أنهم - برفعهم هذا الشعار - حازوا قصبَ السبَق، وما درى أنَّ الإسلام سبقهم إلى كلِّ خير، وجانب انغماسهم في الشر:- {فأما الزبد فيذهب جُفَاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فَيَمْكُثُ في الأرض}.

لقد رزح العالم – كلُّه – تحت قبضة الشياطين، زمناً ليس بالقصير، بيّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، إني خلقت عبادي حنفاء كلَّهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب).

وظل الذين هربوا من نور الله تعالى، ضالين في ظلمات غواية الشياطين، وَحَكَّموا طواغيتهم في رقابهم، حتى أذاقوهم لباس الجوع والخوف، ثم انفجرت الثورات على ذلك الاستبداد الأعمى في أرجاء المعمورة، وكان من أشهر تلك الثورات: الثورات التي قامت في أوربا، كانت في بداياتها متعثرة، ولاقت بطشاً شديداً، جردت فيه سيوف، وعلقت حبال على أعواد المشانق، وراج سوق المقاصل، وأصبح للجلاوزة شأن وأي شأن.حتى جاء عام 1776م. فأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية استقلالها، وكتبت في نظامها حقوق الإنسان في الحياة، والحرية، والمساواة. وللحديث بقية إن شاء الله.
08-16-2005, 09:49 AM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered

 
مشاركة: #4
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة
من البراهين على صدق تعظيم المراه في الاسلام اذكر ما يلي ولعله يكون درسا لصاحب الموضوع :

[U]الكذب على الزوجة مباح .. بشرط !

الأخ فيصل من السعودية أرسل يسأل :
لقد حلفت لزوجتى بالطلاق بأننى لم أخنها وليس لى علاقة مع إحدى قريباتها والحاصل انه غير ذلك فقد كان لى علاقة ثم انتهت وعندما حلفت كانت العلاقة قد انتهت بالفعل ولقد اصرت بأن أحلف بالطلاق وأرجو من الله أن تعطونى الحل ؟

يقول الدكتور محمد حلمى عيسى أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر :

بالنسبة لعلاقتك التى انتهت فنرجوا من الله أن تتوب وتحسن توبتك وتستغفره تعالى لعله يتوب عليك والله غفور رحيم .
أما بالنسبة لكلامك ويمينك فمادمت قد حلفت بأنه ليس لك علاقة وفى هذا الوقت لم يكن لك فيه علاقة مع غيرها فلا شىء أما إذا كانت زوجتك تريد منك أن تحلف بأنك لم يكن لك علاقة مطلقا وقت اليمين وقبله فأنت بذلك قد حلفت بالطلاق كذبا وإن كان الكذب على الزوجة هنا مباح إلا أننا لا تستطيع الحكم على الطلاق إلا بعد أن توضح ماذا قلت بالدقة . والله أعلم .

اقتباس مباشر من موقع ليلة القدر :9:

***********************
تعدد الزوجات بين المسيحية و الإسلام :

أذا كانت أجابتك مشتقة من من الأكاذيب التى يروجها الدعاة المسلمين للأجابة عن هذا السؤال :

بأن عدد النساء أزيد من عدد الرجال و يتزايد يومياً ، فبدون الدخول فى مناقشات و جدل علمى، سأضع أمامِك المانشيت المنشور فى جريدة الأخبار المصرية بتاريخ الثلاثاء 13 أبريل 2004 23 من صفر 1425 هـ العدد رقم 16215 على الصفحة الثانية :

فى مصر 5 ملايين عريس مقابل 3 ملايين عروسة

فى إحصائية للجهاز المركزى للتعبئة العامة و الحصاء تبين ان عدد من هم فى سن الزواج ولم يتزوجوا من قبل 5 ملايين و 233 الفا و 806 رجال و ذلك مقابل 3 ملايين و 728 الفا و 407 إناث ينتظرن العريس

أما إذا كانت أجابتك : هذه هى شريعة الله ! فدعينى أسألك هل تعلمى من الأساس ما هى شريعة الله ! شريعة الله صرح بها السيد المسيح قائلاً :
«أَلَمْ تَقْرَأُوا أَنَّ الْخَالِقَ جَعَلَ الإِنْسَانَ مُنْذُ الْبَدْءِ ذَكَراً وَأُنْثَى»
«لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَتَّحِدُ بِزَوْجَتِهِ، فَيَصِيرُ الاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً؟ فَلَيْسَا فِي مَا بَعْدُ اثْنَيْنِ، بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ» (متى 3:19-10)
و هذا ما يتفق مع المنطق .. رجل واحد + امرأة واحدة = حياة زوجية صالحة و مباركة
بينما رجل واحد + 2 أو 3 أو 4 زوجات = جحيم !
و لنتأمل معاً .. هل خلق الله حواء (المرأة) لممارسة الجنس فقط ! ؟
و تعالى ننظر إلى قصة الخلق و نتعرف معاً على الحقائق ..
و الغريب أن يحرم السيد المسيح الشئ و يأتى محمد بنقيضة ! و المتأمل أيضاً فى تعاليم السيد المسيح عن الزواج سيجد أنها الأفضل و الأسمى مضموناً من تعاليم محمد، فأرتباط الزوجين فى المسيحية قائم على الحب و ليس على الجنس ، كما أن هذه النقطة بمفردها تؤكد على صدق المسيحية و حقيقتها بكونها ديانة سماوية و عدم أمتداد يد التحريف لها ، لآنه بالمنطق إيهما يختار الأنسان الجاهل .. زوجة واحدة و فردوس روحى ، أم أربعة زوجات و زواج متعة و جنة مليئة بالحوريات ! ، فلو كانت المسيحية قد أمتدت لها يد التحريف ، لكان أستبدل الرسل كلام السيد المسيح ب 4 زوجات أو 5 أو كما يحلو للأنسان ، و هذا بلا شك أن كانوا قاموا به لكان سيؤثر بشكل كبير على أنتشار المسيحية و لكن فقدانها المضمون و القدسية و بعدها عن خطة الله الحقيقة التى رسمها للأنسان، و هو ما لم يحدث ، أما فى الإسلام .. المجتمع الجاهل و المتخلف الجاهلى جاء فى صف خطه محمد الذى أستخدم "الجنس" كوسيلة للترهيب و الترغيب و أستخدم المرأة كـ وسيلة للمتعة الجنسية فقط ، و هذا يظهر بشكل واضح فى مرحلة الجنة ، الذى ظهر فيها أن جنة الإسلام ما هى إلا وكر لممارسة الشذوذ و الدعارة ، حتى وصل الأنحدار أن يتكلم محمد عن نساء الجنة و التى يتحولن أبكاراً من جديد كلما جامعهم رجالهم ! و كأن الله دكتور أمراض نسائية ! حاشا لله الخالق من أن تكون جنته بمثل هذا المنظر ، حقيقتاً لكم هى غريبة أهتمامات المسلمين و أفكارهم .. (أنقر هنا للمزيد عن جنة الإسلام و فردوس المسيحية)

مكانة المرأة فى الإسلام :

هذه هى حقوقك نعرضها لكى معتمدين على القرآن وتفسيره و الحديث الصحيح ..
1- إن شهادة المرأة المسلمة أمام القانون هي نصف شهادة الرجل : سورة البقرة آية 282 (فاستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتين ..) و هنا هل يمكن أن نتخيل أن شهادة دكتورة جامعية مثقفة و متعلمة لا تساوى شهادة فراش جاهل غير مثقف، أترك لكى حرية الأجابة ..
2- جاء في سورة النساء والآية 11-12(للذكر مثل حظ الأنثيين) فالأنثى في الإسلام لها نصف ما للرجل في الميراث الشرعي .. و يتعلل المسلمون بأن السبب هو أن الرجل يعول الأسرة و يصرف عليها .. و لكن ماذا إذا كانت المرأة هى العائل و المدبر لأمور الأسرة .. إذا عرضت عليكى حالة حقيقة فأرينى بماذا ستحكمى : الأب توفى .. تاركاً زوجته و أبنه و بنته .. سنقسم الميراث حسب الشريعة الإسلامية .. الزوجة 1/8 من الميراث .. و الباقى يأخذه منه الذكر ضعف الأنثى .. ماذا لو أكملنا الحالة الأنسانية .. القتى مدمن مخدرات و الأم مقعدة و حقها فى الميراث هو بالكاد ما يغطى نفقات علاجها .. أما الفتاة فهى المكافحة الوحيدة فى هذه الأسرة التى تسعى إلى تحقيق أحلام أمها و تساعدها فى تحمل النفقات ، و تسعى إلى المساهمة مادياً فى تكوين عش الزوجية المرتقب ، تسعى إلى مساعدة أخيها فى التوقف عن الأدمان ، تبحث عن أحتياجها الشخصى من المال .. فكرى و أحكمى .. هل نصفت شريعة محمد هذه الفتاة .. قد تكون هذه حالتك أو حالتى أو حالت غيرنا .. المهم أن الضحية هى المُطبق عليها الشريعة .
3- المرأة للمتعة فقط : حيث توضح الآية التالية أن الزواج هو للمتعة : "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب".سورة آل عمران 14:3 ..

ومن أجل توضيح الصورة أكثر أمام الجميع، أعني صورة حقيقة ومكانة المرأة في المسيحية والإسلام، أرى بأن نقوم بعمل مقارنة موجزة وسريعة ما بين الآيات القرآنية والإنجيلية اللتا ذكرتا المرأة وقضاياها .

القرآن : الرجال قوامون على النساء (نساء 34) .

الإنجيل: ليس عبد ولا حر ولا ذكر ولا أنثى، لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع (غل 28:3-29) .

القرآن : فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع (نساء 3) .

الإنجيل: من البدء خلقهما ذكر وأنثى… فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان (متى 3:19-10) .

القرآن : واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن (نساء 34) .

الإنجيل: وكذلك أنتم أيها الرجال ساكنوهن على مقتضى العقل لكون الإناء النسوي هو الأضعف وأكرموهن كالوارثات معكم نعمة الحياة (1بط 8:3) .

أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة ، وأسلم نفسه لأجلها … كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه (افسس 22:5-23) .

القرآن : وقرن في بيوتكن (احزاب 33) .

الإنجيل: وعلى إثر ذلك كان يسير في كل مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الاثنا عشر (تلميذا) وبعض النساء… (لو 1:8-3 ، متى 55:27-56)
















08-16-2005, 02:06 PM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered

 
مشاركة: #5
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة
ونواصل الحديث عن الحقوق في هذا العصر:

إنَّ شعار الحقوق الأوربي البراق ينص على: أنَّ حقوق الفرد في مواجهة الدولة فقط، وهذا قصور واضح جلي، تبين لهم أخيراً عواره، فحوروه إلى أنَّ حقوق الفرد تثبت له بوصفه إنساناً، وترجع نشأتها إلى ضمير الجماعة، فوقعوا في بلاء أشد من سابقه، حين فتحوا أبواب الجاهلية على مصاريعها، وأعطوا البشر حق تشريع ما يشاءون من أنظمة، بعيداً عن شرع الله سبحانه وتعالى، حين قالوا: " إنَّ إعطاء الحقوق يرجع إلى ضمير الجماعة ".

أما الحقوق في شرع الله تعالى فهي أمور يتمتع بها الفرد في مواجهة نفسه، وفي مواجهة الجميع، وهذا رقي لا تعرفه دساتير اليوم البتة، مصدره مستقل عن إرادة البشر، لأنَّ البشر محدودين بالزمان، وبالمكان، وبالمفاهيم الموروثة، وبالمعايير المختلفة، فهم لا يدركون إلا ما عرفوا، ويجهلون ما غاب عنهم، هذا على افتراض كمال عقولهم، وسداد رأيهم، وتجردهم عن كل هوىً، ورغبةٍ خاصة، وهذا محال.

إنَّ الحقوق في شرع الله ليست سلاحاً في يد السلطة على رقاب البشر، وليست سلاحاً - في يد البشر - يخرجون به على حكامهم، باسم الثورات، والمناداة بالحقوق، التي أوردت الناس المهالك، وذاقوا بسببها لباس الخوف والجوع، والحقوق – كذلك - ليست سلاحاً في أيديهم ضد بعضهم، يحاول كلٌّ منهم بها جرَّ النار إلى قرصه، بل هي حقوق من لدن من قال عن نفسه:- {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

إنها حقوق جاءت من الذي خلق الإنسان، ويعلم ما في نفسه، وما يصلح حاله، ويصلحه مع غيره، فنظم علاقته بربه، وبملائكته، وبكتبه، وبرسله، وباليوم الآخر، وبالناس حوله، بل وبالحيوانات، والجمادات، وكلِّ شيء، حياً كان أو ميتاً.

لقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم فحرر الإنسان من كل عبودية لغير الله تعالى، وحمى هذا الجانب حماية أكيدة، لا تراجع فيها، بل جعل الإخلال بها باباً من أبواب الشرك الذي لا يغفره الله تعالى، قال الله سبحانه:- {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وجعل الله تعالى على نفسه حقاً لعباده، تكرماً منه سبحانه وتعالى: أن يدخل الجنة كلَّ من مات حراً من عبادة غير الله، مفرداً الله تعالى بالعبادة.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
08-17-2005, 07:29 AM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered

 
مشاركة: #6
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة
ونواصل الحديث عن الحقوق في هذا العصر:

وحديثنا اليوم – إن شاء الله تعالى – عن إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم المرأة حقوقها، لكونه أبرزَ جانبٍ في شؤونها، يبين لنا مكانتها العظيمة في الإسلام، وسيكون حديثنا قاصراً على حقوقها بنتاً.

لقد انتشل رسول الهدى صلى الله عليه وسلم البنت من براثن الجاهلية، وضلالها، وظلمها، وبوأها مكانها اللائق بها، وأعطاها حقوقها التي نالت بها سعادتها، وَعَرَّفَهَا واجباتها، التي تؤدي بها ما عليها، حتى تكون عضواً فاعلاً في مجتمعها، كريمة في حياتها، عزيزة الجانب.

لقد بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومٍ يعدون إنجاب نسائهم للبنات مصيبةً عظيمة، وبليةً جسيمة، حتى كانوا يعزون من رُزق بنتاً، فيقولون: " آمنكم الله في عاركم، وكفاكم مؤنتها، وصاهرتم القبر ". فنعى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلهم هذا، وبين سفه عقولهم، قال الله تعالى:- {وإذا بُشر أحدُهُم بالأنثى ظل وجهُهُ مسوداً وهو كظيم. يتوارى من القومِ من سوءِ ما بُشر به أيمسكه على هُوْنٍ أم يدسُهُ في الترابِ ألا ساء ما يحكمون} وقال تعالى:- {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم}.

وفي المقابل بشر صلى الله عليه وسلم من أكرم ابنته، وأعطاها حقها، فقال: (من كانت له أنثى، فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده - الذكر - عليها، أدخله الله تعالى الجنة).

وهكذا اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في إعطاء البنت حقوقها، وذلك بالتشنيع على الباطل وأهله، والتحذير من سلوك طريقهم، والترغيب في الحق، وإلزام الناس به.

وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم حقوق البنت بياناً شافياً، وحث على أدائها، وألزم جماعة المسلمين ذلك، وجعل حقوق البنت ملزمة للأب، بل ولجماعة المسلمين قبل خلقها، بإيجاد البيئة الصالحة التي تنشأ البنت فيها، بعيدة عن مهاوي الردى.

وهكذا شرع الله تعالى الذي جاءنا به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يأمر بإعطاء صاحب الحق حقه الذي يناسب خصائصه، ودوره المنوط به، ويجعل ذلك ديناً يدين العباد به ربهم، ويتقربون إليه بأداء الواجب الذي عليهم، وإعطاء حقوق غيرهم لأصحابها، ويحتسبون أجر أداء هذه الحقوق من الله تعالى، ويوفر المناخ والبيئة المناسبين لتمكين العباد من القيام بما أوجب الله تعالى عليهم. فالحمد لله على نعمة الإسلام.

ونواصل الحديث عن حقوق البنت:

لقد جعل الإسلام للبنت حقوقاً كثيرة، من أبرزها:

حسن اختيار أمها، لأنّ نشأت البنت، وتعليمها، وتدريبها معتمدٌ على والدتها، فإذا كانت الوالدة صالحة ضمن الوالد مَحْضِناً صالحاً للبنت، وإلا جنى عليها، وأورثها الفساد، إلا أن يشاء الله تعالى.

لذلك حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على اختيار الزوجة الصالحة فقال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).

ومن حقوق البنت في الإسلام:

وجوب العدل في معاملتها، وحرمة تفضيل الذكر عليها، قال تعالى:- {يوصيكم الله في أولادكم} وقال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: (اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم) وقال صلى الله عليه وسلم: (سووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلاً أحداً لفضلت النساء).

وبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثُ أصحابه، إذ جاء صبي، حتى انتهى إلى أبيه – في ناحية القوم – فمسح رأسه، وأقعده على فخذه اليمنى، فلبث قليلاً، فجاءت ابنة له، حتى انتهت إليه، فمسح رأسها، وأقعدها على الأرض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فَهَلاَّ على فخذك الأخرى، ألا سويت بينهما ؟) فحملها الرجل على فخذه الأخرى. فقال صلى الله عليه وسلم: (الآن عدلت).

ومن حقوق البنت:

التي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن تربيتها، ومن أقواله صلى الله عليه وسلم في ذلك: (من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو) وضم أصابعه. وقال صلى الله عليه وسلم: (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وسقاهن، وكساهن من جِدَتِه كنَّ له حجاباً من النار) (30).

ومن حقوق البنت:

التي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء لها بالصلاح، وتعويذها من الشيطان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً).

ونواصل الحديث عن حقوق البنت:

ومن حقوق البنت:

التي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم النفقة عليها، من حين استقرارها نطفة في رحم أمها، إلى أن تكبر وتتزوج، قال الله تعالى:- {لينفق ذو سَعَةٍ من سَعَتِهِ ومن قُدر عليه رزقُه فلينفق مما آتاه الله} وقال تعالى:- {وعلى المولود له رزقُهنَّ وكسوتُهنَّ بالمعروف} وقال تعالى:- {وإن كنَّ أولاتِ حملٍ فأنفقوا عليهنَّ حتى يضعن حملهن}وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو) وضم أصابعه.

ومن حقوق البنت:

التي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظها، والاعتناء بها بعد ولادتها، حيث شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذينَ في أذنها بعد ولادتها، وتحنيكَها قبل أن تطعم شيئاً، أو بعده بقليل، وذبح شاة عنها، إظهاراً للفرح بمقدمها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عن الجارية شاة).

ومن حقوق البنت:

التي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إرضاعها، وهو حق من حقوقها على أبيها، يجب عليه أن يبذل ماله من أجله، قال الله تعالى:- {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولودِ له رزقهن وكسوتهن بالمعروف}.

ومن حقوق البنت:

التي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم تعليم البنت عبادة ربها، التي خلقت من أجلها، وهذه أهم المهمات، وأعلى الحسنات، وذلك أن عبادة الله تعالى وحده علة الوجود، قال الله تعالى:- {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع).

وفي الصيام عقل الصحابة رضوان الله عليهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بتصويم الصغار، فكانوا يُصَوِّمُنهم،حتى قالت الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ رضي الله عنها:كنا نُصَوِّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها، حتى يتموا صومهم.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
08-21-2005, 07:33 AM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered

 
مشاركة: #7
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة
أخى القائد
تحية لك
موضوع جميل
08-31-2005, 03:19 PM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered

 
مشاركة: #8
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة
اقتباس:  katz   كتب/كتبت  
أخى القائد
تحية لك  
موضوع جميل

جملك الله بالأيمان وختم بالصالحات أعمالك
09-01-2005, 07:15 AM
إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
_الصاعقة_ غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,023
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #9
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله

تسجيل متابعة و اهتمام بهذا الموضوع الرائع

كما أعجبني موقفك من هواة التشتيت بلا فائدة مرجوة من الحوار معهم

تحياتي
09-01-2005, 07:36 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #10
مكانة المرأة في الاسلام: دراسة مقارنة
كتبت عن حقوق النساء في هذا العصر، غير انك لم تذكر شيئا إلا من عصر ماقبل القرون الوسطى، فمتى يبدأ "هذا العصر" حسب تعريفك؟

واذا كانت "حقوق المرأة في هذا العصر" هي التي ذكرتها فحسب، فهل تتفضل وتقارنها بحقوق الانسان، لنرى ايهم افضل واضمن للحقوق، اتمنى ان يروق لك الاقتراح.

من جهة اخرى لايوجد في الاسلام مايضمن هذه الحقوق التي ذكرتها، مثلا العدل بين الابناء. اي ماذا يحدث اذا لم يعدل الاهل مع ابناءهم؟ من يضمن ويشرف على العدالة وتنفيذها؟

من جهة اخرى اعرف ان "العدالة" تتعارض مع "المساواة" ولاتقصدها من وجهة نظر الفكر السلفي الوهابي، فهل تكون الدولة طرف في فرض اللامساوة على مواطنيها؟

تقبل تحياتي
09-10-2005, 09:07 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مكانة المجاهدين فى المسلمين رضا البطاوى 0 226 03-18-2014, 09:45 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  مكانة واختيار عمال وزارات الدولة الاسلامية رضا البطاوى 0 337 12-31-2013, 09:38 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  هل المرأة ناقصة عقل ودين؟ وهل القرآن يؤيد ذلك؟ الــورّاق 1 442 11-07-2013, 09:23 PM
آخر رد: JOHN DECA
  رفع عيسى عند الوهابية رفع مكان ....ليس رفع مكانة ...نتيجة التجسيم جمال الحر 5 870 03-09-2013, 06:38 PM
آخر رد: الوطن العربي
  مقارنة بين حديثين لرسول الاسلام coptic eagle 7 1,354 10-02-2012, 11:49 PM
آخر رد: coptic eagle

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS