تساؤلات حول إمكانية تكرار حالة الأفغنة في العراق
مخاوف من ظاهرة "العراقيون العرب" واتساع مخاطرها إقليميا ودوليا
تجددت مخاوف خبراء الإرهاب من نشأة ظاهرة جديدة في العراق يمتد تأثيرها إقليميا ودوليا مماثلة لظاهرة الأفغنة في عقدي الثمانينيات والتسعينيات، وذلك بعد الهجوم الصاروخي الذي وقع في الأسبوع الماضي على سفينتين حربيتين أمريكيتين في ميناء العقبة على البحر الأحمر، وقالت الأردن إن مجموعة إرهابية تتكون من ثلاثة أشخاص ترتبط بإحدى المنظمات الإرهابية قدمت من العراق لتنفيذ تلك الجريمة، وقام سوري يقيم في عمان بمساعدتهم.
وكان مسؤولون أمنيون أردنيون أعلنوا في وقت سابق اعتقال عشرات من العرب المشتبه بهم في إطار التحقيقات بشأن الهجوم الصاروخي على سفينتين حربيتين أمريكيتين في ميناء العقبة، مشيرين إلى أن من بين المعتقلين عراقيين ومصريين وأردنيين ومواطناً سورياً.
بعد ذلك أطلق لبيد عباوي وكيل وزارة الخارجية العراقية لشؤون التخطيط السياسي، مصطلح "العراقيون العرب" ووصفها بأنها ظاهرة أصبحت موجودة في العراق أسوة بظاهرة "الأفغان العرب"، وأن "هناك إرهابيين داخل العراق ينتقلون إلى دول الجوار لضرب أمنها واستقرارها"، وحذر من ذلك داعياً إلى التعاطي معه بمزيد من التضامن الأمني بين العراق ودول الجوار.
وحذر من أن أي تأخير في التعامل مع خطر الإرهاب في العراق، سيؤدي إلى عواقب وخيمة على كل دول المنطقة حتى البعيدة في حدودها عن العراق، وقال إن "هجمات العقبة الإرهابية جرس إنذار للجميع يجب أن نفهم أبعاده ونتعاطى معه بجدية وشمولية".
ليست هذه أول مرة يتم استعارة المصطلح الشهير "الأفغان العرب" ليطلق على بؤر عنف وحروب في مناطق جغرافية أخرى، فبعد حرب البوسنة والهرسك التي شارك فيها عدد كبير من المقاتلين الأجانب خصوصا العرب، أطلقت لفظة "البوسنيون العرب" وجرى التحذير منها على نطاق واسع، واعتبرت البوسنة كأفغانستان قاعدة تدريب عملي لمتشددين عرب سيعودون إلى بلادهم أو سينتقلون إلى مناطق أخرى ليهددوا استقرارها ويحاولوا فرض إيديولوجيتهم.
وكان هذا المصطلح في حينه مقبولا على أساس أنه امتداد لجيل الأفغان العرب الأول، فقد كانت الحرب البوسنية قريبة زمنيا من الحرب الأفغانية، وبالتالي كان معظم الجيل الأول قادرا على التحول إلى البوسنة للقتال هناك بعد انسحاب الروس من أفغانستان وشعورهم بأن دورهم قد انتهى وأنهم يجب أن ينتقلوا إلى أماكن أخرى يستمرون من خلالها في قتال "العدو البعيد" وفقا لإيديولوجيتهم التي تكونت في أفغانستان، والتي تعدهم عمليا للمرحلة الأهم وهي قتال "العدو القريب" متمثلا في حكومات بلادهم، ومن ثم عولمة "الدولة الإسلامية" التي يحلمون بها.
http://www.alarabiya.net/Articles/2005/08/23/16146.htm