فكرهم غير إنساني... "خلقة"
أحمد البغدادي
الفكر الديني نتاج عقلية فردية فهمت الدين, أي دين وفقا لضرورات محددة, وبالتالي ليس بالضرورة أن يتوافق هذا الفكر مع الدين أو أن يكون مُعبراً عنه, إذ تفعل العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فعلها في تشكيل هذا الفكر, كما هي الحال مثلا مع ما يُسمى بالاقتصاد الإسلامي الذي اعتمد أدوات البنوك الغربية ثم انهارت المؤسسات المالية الإسلامية بعد الأزمة المالية الحالية. واليوم تصرخ يا الحكومة ساعدينا!
الفكر الديني ليس سوى انعكاس لمصالح من يدعي تبنيه, بل ويكون أسوأ حين يتحول إلى أيديولوجية كما هي الحال مع الجماعة السلفية و"الإخوان" وحزب "التحرير". ويكفي أن نشير إلى رفض كل جماعة للأخرى, حتى في إمامة الصلاة, المشكلات التكفيرية القائمة بين المذاهب الإسلامية التي تدين كلها بالدين الإسلامي.
الفكر الديني قد لا يتفق مع الدين في أحيان كثيرة. على سبيل المثال, ما يتصل بأحكام الرقيق وأهل الذمة في الدولة المعاصرة, وعدم صلاحية الفكر الديني لفكرة المواطنة التي تمثل أساس الدولة الوطنية. رغم كل التطورات الحضارية في مجال حقوق الإنسان, إلا أن أصحاب الفكر الديني لا ينكرون الرق ومُلك اليمين, بل ويدعون إلى إحياء مُلك اليمين في الحروب بين المؤمنين و" الكفار" ولكن لا يمكن أن يستجيب أي حاكم مهما بلغ تدينه لمطالبهم غير العقلانية والتي تتعارض مع أبسط حقوق الإنسان. وللدلالة على خفة العقل, أذكر أنني قرأت قبل سنوات قليلة منشورا لوزارة "الأوقاف" خاص بأحكام الحج, أن العبد الرقيق لا يحق له الحج من دون موافقة سيده! وسمعت متحدثا من أهل اللحى في إحدى القنوات الفضائية يتحدث عن أحكام القتال, قائلا, أن الجهاد يكون فرض عين على كل مسلم, إذا ما احتلت ديار المسلمين, حتى أنه يحق للعبد عدم استئذان سيده للقتال!
لو نظرنا إلى واقع الفكر الديني اليوم إضافة للشواهد المذكورة أعلاها, لأمكننا القول بكل اطمئنان, أن الفكر الديني, فكر غير إنساني. والدليل على ذلك الشواهد المعاصرة التالية:
1- استحلالهم قتل المدنيين باسم الدين.
2- تكفير أهل الذمة.
3- رفض التعايش السلمي الاجتماعي مع المشركين كالهندوس وغيرهم.
4- الموقف من المرأة باعتبارها أداة متعة فقط. بل ذهب الفقهاء إلى عدم جواز الإنفاق على الزوجة المريضة العاجزة عن توفير هذه المتعة, وأن واجب علاجها يقع على أبيها!
5- أنواع الزواج كالمسيار والوناسة والزواج بنية الطلاق وزواج "الويك أند", وكلها تتعارض مع قوله تعالى ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها".
6- رفض الاعتراف الإنساني بأتباع المذاهب الدينية كالقاديانية والبهائية والبهرة وغيرهم.
7- رفضهم لأتباع المذاهب الدينية بالتبشير بدينهم أو السماح لهم ببناء معابدهم.
8- رفض الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
9- الموافقة الصامتة على العمليات الإرهابية في العراق وغيرها.
10- رفض كل أنواع الفنون, مع تحريم الصور والرسوم التي تحتوي أرواحا.
11- فتوى جلد الكتاب والمثقفين الذين ينتقدون الفقهاء.
12- فتوى إرضاع الكبير, وقتل "ميكي ماوس".
13- منع الكتب الفكرية, بل ومنع حتى الكتب الدينية التي تتعارض مع فكر بعضهم البعض.
14- سعيهم الدائم لإلغاء حقوق المواطنين بالعمل على إلغاء الدولة الدستورية.
15- منع الناس من الفرح .
16- لجنة الظواهر الدخيلة التي تهدف للقضاء على الحريات الشخصية.
17- حديث الدكتور محمد العوا من مصر عن العقاب الإلهي لمن سقطت عليهم حجارة جبل المقطم.
18- تجنبهم التدخل في حقوق الإنسان إذا كان مثل هذا التدخل لا يعجب السلطة.
ثم بعد كل هذه التناقضات بين الدين الإسلامي وبين فكرهم الديني, يأتي من يعتب على الجماعة السلفية في الكويت لانها لم توقع على ميثاق حقوق الإنسان لجماعة " البدون ". يا رجل, هؤلاء مع فكرهم الديني... غير إنسانيين, خلقة.
كاتب كويتي
|